“ثق بي أنا طبيب”.. علاجات الهواء والموسيقى والدخان السحري والحمية الكوكبية

خاص-الوثائقية
يتهاطل علينا يوميا سيل من المعلومات الصحية من كل الجهات والشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل والرسائل على الهاتف، لكن كثيرا من هذه المعلومات مغلوطة ومتناقضة ومربكة وتتركنا في حيرة من أمرنا، حتى أصبح من الصعب العثور على معلومة صحية موثوقة.
ونستعرض معكم فيما يلي مجموعة من التساؤلات الطبية التي يثور حولها جدل كفوائد الدهن البني، وبدائل الحليب الحيواني، وعلاقة الموسيقى بالنوم، والحمية الكوكبية، وغير ذلك.. وهي أسئلة وبحوث علمية يجريها مجموعة من الأطباء باختصاصات مختلفة، ويعرضها هذا الفيلم الذي يأتي ضمن سلسلة “ثق بي.. أنا طبيب”، وبثته قناة الجزيرة الوثائقية.
ساعة أخرى في الهواء الطلق.. علاج الموظفين في بريطانيا
يتوجه الأطباء في أدنبره عاصمة إسكتلندا لإضافة بند الخروج للهواء الطلق إلى وصفاتهم المقبلة، وتتمتع المملكة المتحدة بطبيعة خلابة، لكن البريطانيين منعزلون عنها أكثر من أي وقت مضى، إذ يعيش أكثر من 80% منهم في المدن ويقضون أوقاتهم داخل المباني، وثلاثة أرباع الأطفال في بريطانيا يقضون أقل من ساعة واحدة في الخارج يوميا، و35% من موظفي المكاتب يقضون وقتا في الخارج أقل مما يقضيه نزلاء السجون.
وفي الحقيقة، فإن هذه الأرقام مثيرة للقلق، لأن معظم الدراسات في العالم ربطت بين تحسّن صحة الفرد والخروج للهواء الطلق، وهناك أدلة كثيرة تشير إلى أن من يعيشون في الريف أو قرب المسطحات الخضراء في المدن يكونون أقل تعرضا بدرجة كبيرة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة والسكري والتوتر.
لكن كم يبلغ مقدار الوقت التي يجب أن نقضيه في الطبيعة حتى نجد تحسّنا ملموسا في صحتنا؟
لمعرفة ذلك سنجري تجربة رائدة يشارك فيها 15 متطوعا يعملون موظفين، ولا يقضون سوى ساعة واحدة أسبوعيا في الهواء الطلق، وخلال الأسابيع الثلاثة المقبلة سيقضون ساعة إضافية في الأسبوع، وهو هدف يسهل عليهم تحقيقه.
تقول البروفسورة “كاثرين تومبسون” الخبيرة في الطبيعة والصحة العامة بجامعة أدنبره: لن أطلب من المتطوعين أي نشاط بدني كالجري والمشي، بل سأكتفي بقضاء ساعة إضافية جلوسا في الهواء الطلق، لأنني أريد أن أرى أثر البيئة الطبيعية فقط.
وفي بداية التجربة ونهايتها يجري تقييم الصحة النفسية للمشاركين، إذ يقوم باحثون من مركز القلب والأوعية الدموية بتسجيل مستويات هرمون التوتر (كورتيزول) وكذلك نبض القلب لديهم، لقياس صحتهم البدنية والنفسية.
وقد استمتع جميع المشاركين بالساعة الإضافية التي قضوها في الطبيعة، إذ أظهرت نتائج التجربة تحسنا في صحتهم النفسية، وانخفاضا في مستوى التوتر، وارتفاعا لمستويات الطاقة، وأصبحوا أكثر سعادة من السابق بعد خروجهم في الهواء الطلق.
وتؤكد أبرز خلاصات التجربة أن قضاء ساعتين أو أكثر في الطبيعية يخفض مستويات التوتر بنسبة 30%، في مقابل تراجع طفيف في هذه المستويات للأشخاص الذين يقضون أقل من ساعتين في الطبيعة.
ورغم أن هذه التجربة لم تظهر أي تحسن في نبضات المشاركين فيها، غير أن دراسات أجريت في أستراليا واليابان توصلت إلى وجود ارتباط قوي بين قضاء وقت في الطبيعة وانخفاض ضغط الدم على المدى الطويل.

“متلازمة الاضطرابات النفسية عند الأطفال”.. مرض يجهله الأطباء
هناك مرض خطير وغريب، وعادة ما يخطئ الأطباء في تشخيصه، وهو “متلازمة الاضطرابات النفسية عند الأطفال”، ورغم أن هذا المرض نفسي فإن بداياته تكون في عدوى بكتيرية بسيطة مثل التهاب الحلق، وبدلا من أن يهاجم الجهاز المناعي الالتهاب، فإنه يقوم بمهاجمة جزء من دماغ المريض بشكل مباشر.
لا توجد إحصائيات موثوقة لعدد الأطفال الذين يصابون بهذا المرض، بل يقدر أن واحدا من كل 200 طفل في الولايات المتحدة يصاب بهذه “المتلازمة”. يقول البروفيسور “تيم أوفي”: يكون الطفل طبيعيا تماما، وحين يصاب بالتهاب في الحلق تظهر تغييرات مفاجئة فيصاب بالتشنجات أو يبدي سلوكا استحواذيا قهريا، ويكون عمره 9 أو 10 سنوات ونموه طبيعيا بشكل كامل ودون أي مشاكل، قبل أن ينقلب رأسا على عقب بين ليلة وضحاها.
هذا التغيير المفاجئ هو السر، فالوسواس القهري والإفراط الحركي لا يظهران على نحو مفاجئ، ويعتقد أن التدخل المبكر أفضل وسيلة لعلاج هذا المرض. وقد توصل مسح أجري مؤخرا إلى أن معظم الأطباء العامين -وهم نقطة الاتصال الأولى- لم يسمعوا من قبل عن هذا المرض.
ويتابع البروفيسور “أوفي” قائلا: 90% من الأطباء العامين يجهلون هذا المرض، وهذا ما أجبر عددا من المرضى على الانتظار عاما كاملا قبل البدء بالعلاج، ولهذا فإن علينا العمل لتغيير ذلك لأن العلاج المبكر أمر أساسي، ولا شك أن لهذا المرض أبعادا نفسية، ولكنه بالأساس مرض جسمي قابل للعلاج، وأبرز هذه العلاجات تناول المضادات الحيوية لمدة أسبوعين، بالتزامن مع استمرار المتابعة، وإحالة المريض إلى وحدة تملك الخبرة للتعامل مع هؤلاء الأطفال.
وبالخلاصة فإذا لاحظتم حدوث تغيير كبير ومفاجئ في طفلكم، لا سيما بعد إصابته بالتهاب، فلا ترددوا في فحصه عند الطبيب، ولا تخشوا من الإلحاح عند الطبيب العام لأن الوقت من ذهب.

“الدهن البني”.. أداة سرية في العنق لحرق السعرات الحرارية
يرى العلماء أن هناك نوعا من الدهون في أجسامنا يساعد على تخفيض الوزن، وهذا الدهن الغامض يدعى “الدهن البني”، ويكون في الجسم عند الولادة، وقد ساد اعتقاد أنه يختفي قبل سن البلوغ، لكنه خاطئ.
ويسهم “الدهن البني” عند الرضّع في المحافظة على حرارة الجسم عبر حرق السعرات الحرارية لتوليد الحرارة، وقد اكتشف مؤخرا أن البالغين يحتفظون بجيوب من هذه الدهون في منطقة العنق، ويُعتقد أن هذا الدهن إذا أُعيد تنشيطه، فسيبدأ في حرق السعرات الحرارية بسرعة، وهذا يساعدنا على فقدان الوزن.
ويبحث العلماء حول العالم في كيفية تنشيط الدهن البني لدى البالغين، ومن بين هؤلاء العالم البريطاني “باتريك سايمنز” الذي أجرى تجربة تقوم على تعريض الجسم للبرد، لتحفيز الدهن البني في الجسم على حرق السعرات الحرارية، وبمجرد الشعور بالبرد قليلا، يزداد حرق السعرات الحرارية.
وبحسب الدراسات التي أجريت حول العالم، فإن 50 غراما من الدهن البني النشط تستطيع حرق السعرات الحرارية بنسبة 20%، إذ يقوم “الدهن البني” بسحب الغلوكوز والدهن من الدم، ومن المعروف أن ارتفاع مستوياتهما في الدم يؤدي للإصابة بالسكري وأمراض القلب.
ويشرح البروفسور “سايمنز” فوائد الدهن البني قائلا: هناك فائدتان للدهن البني: إمكانية فقدان الوزن وخاصة لمرضى السكري، والتحكم بالغلوكوز في الجسم.
والأبحاث في هذا المجال واعدة جدا، أما عن كيفية تحفيز الأشخاص للدهن البني في أجسامهم، فيكون بتخفيض حرارة التدفئة المركزية إلى 16 درجة فقط.

حليب النبات.. حقائق مغلوطة في بدائل الحليب الحيواني
إن للحليب الحيواني كثيرا من البدائل يتحدث عنها الأطباء، وسيحاول الدكتور “جايلز يو” المساعدة لإيجاد الأفضل هذه البدائل، فخلال العقود الثلاثة الأخيرة، انخفضت مبيعات الحليب الحيواني بنسبة 20%، لأسباب كثيرة مثل اتباع الحمية النباتية والمخاوف من السمنة، وتصنع منتجات الألبان في العادة من النباتات، وأشهرها: الصويا واللوز والأرز والشوفان وجوز الهند، ولكن هل تقدم هذه المنتجات محتوى غذائيا معتبرا؟
وقد كان الحليب يقدم للأطفال على أنه وجبة غذائية متكاملة لأنه يضم البروتين والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والأملاح والكالسيوم، ولهذا قام الدكتور “يو” باستقصاء حول ما إذا كانت هذه المواد متوفرة أيضا في الحليب النباتي، وحول كميتها ومقارنتها مع الحليب الحيواني.
نبدأ بالبروتين، ففي كل 100 غرام من الحليب الحيواني توجد 3.6 من البروتين، وإذا قورنت بالحليب النباتي تظهر أنه يحتوي على نسب متدنية، ولا يمكن أن يكون بديلا للحيواني، عدا حليب الصويا الذي يتضمن نفس كمية البروتين المتواجدة في الحليب الحيواني، كما يحتوي حليب الصويا على كافة الأحماض الأمينية الأساسية.
ومن البروتين تنتقل إلى الدهون، حيث يحتوي الحليب الحيواني على نسب مشبعة من الدهون أكثر من البدائل النباتية، أما هي فلا تحتوي على نسب عالية منها، ووحده حليب جوز الهند يحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة التي أثبتت الدراسات أنها مفيدة للقلب.
وفي الخلاصة، إذا كنت تتجنب الحليب الحيواني لعدم الإصابة بأمراض القلب فلا تفعل، لأن هذا غير صحيح، أما إذا كنت ترغب بالتحول لبديل نباتي وتريد أقرب مكافئ غذائي، فعليك بحليب الصويا، لأن ارتفاع نسب البروتين فيه يمكن أن يخفض مستوى الكوليسترول من الجسم.

“السكين الذكي”.. دخان سحري لإزالة الأورام السرطانية
تشكل الجراحة الخيار المثالي لبعض أمراض السرطان، لكن بعض المرضى يضطرون بعد الجراحة للدخول في عمليات أخرى، وخاصة في سرطان الثدي، والسبب في ذلك هو صعوبة التحقق وإزالة كافة الأنسجة السرطانية من المرة الأولى.
فـثم 30% من المصابات بسرطان الثدي يحتجن لإجراء عملية ثانية بعد الجراحة، ولهذا يجري المختصون في لندن اختبارات على نموذج أداة جراحية جديدة تدعى “السكين الذكية”، إذ يمكن أن تشكل حلا مثاليا لهذه المشكلة، ومن المتوقع أن تستطيع هذه السكين العثور على النسيج السرطاني.
ويستخدم الجراح البريطاني “جيمس كينروث” المتخصص في سرطان القولون والأمعاء، وهو من الجراحين القلائل في المملكة المتحدة المشاركين في تجربة هذه التقنية، وتستخدم هذه السكينة لإزالة ورم من أحد المرضى. يقول الجراح “جيمس”: إن أجمل ما في هذا النظام هو بساطته وعبقريته، فهو يأخذ الدخان -الذي لم نكن نعيره اهتماما- ويحوله لشيء سحري، وفي حال اجتياز هذه التقنية للتجارب السريرية، فإنها ستغير تقنية رعاية المرضى، وأتوقع أنها بعد 5 أو 10 سنوات ستصبح جزءا من روتين عملنا.
وهذا التطور مثير في جراحة السرطان، ومن المؤمل أن يرفع نسبة النجاح في معالجة المرض، ويقلص عدد المرضى الذين يحتاجون لإجراء عمليات متعددة.

“اليقظة الذهنية”.. هل الانتباه لما نأكل يغير من كمية ما نأكله؟
يتشتت انتباهنا كثيرا عندما نتناول الطعام في هذه الأيام، بسبب التلفاز والحاسوب والهاتف وغيره، وقد ثبت أن هذا التشتت يجعلنا نأكل أكثر مما ينبغي ونكسب المزيد من الوزن، لكن دراسة جديدة أثارت احتمالا أن العكس هو الصحيح، وبأن التفكير فيما نأكله يجعلنا نأكل أقل، وأن “اليقظة الذهنية” هي الأساس.
فهذه اليقظة تعلمنا كيف نهتم أكثر بالعالم من حولنا وكذلك بأفكارنا ومشاعرنا، وتوصل عدد كبير من الدراسات إلى أن اليقظة الذهنية يمكن أن تقلل القلق والاكتئاب، وتساعدنا على أمر نرغب به جميعا، ألا وهو “فقدان الوزن”.
تبحث “كيتي تابر” -وهي عالمة نفس في هذا المجال- وتعلمنا أساسيات تناول الطعام بذهن متيقظ، وتطلب منا التركيز على لون الطعام وشكله ورائحته ومذاقه وعلى صوت المضغ، بمعنى أن المرء عندما يركز على تفاصيل الطعام لا يرغب في التهامه دفعة واحدة، وهذا ما يدفعنا لطرح سؤال: هل الانتباه لما نأكل يغير من كمية ما نأكله؟
هذا ما ستجيب عليه الدراسة التي صممها فريق البرنامج بالتعاون مع جامعة “سيتي” في لندن، ويشارك في هذه الدراسة 60 امرأة قُسمن إلى مجموعتين، وسيحصلن جميعا على وجبات متطابقة، ثم سيُقدم لهن طبق من البسكويت لنرى كم سيأكلن منه.
طلبنا من المجموعة الأولى أن يأكلن كالمعتاد، بينما ستنفذ المجموعة الثانية إرشادات الأكل بذهن متيقظ. فأفراد المجموعتين سيتناولن الغذاء ثم البسكويت، ويسجلن ماذا تناولن من طعام في منازلهن. وبعد انتهاء الدراسة أخبرنا المشاركات بأنهن كن يخضعن لتجربة الأكل بذهن متيقظ، وجاءت النتائج متقاربة، ولا فرق يذكر بين المجموعتين اللتين تناولا كمية الطعام نفسها.
جاءت نتائج هذه الدراسة غير متوقعة، لأن دراسات أخرى أكدت أن “اليقظة الذهنية” تؤدي إلى خفض كميات الطعام التي نتناولها، ومن بين أسباب نتيجة هذه الدراسة -بحسب الدكتورة “تابر”- أن الأشخاص الذي يأكلون بذهن متيقظ يستمتعون بتناول الطعام فيأكلون بكميات أكبر.
وتبقى النصيحة -رغم النتيجة- أن لا تدعوا أي شيء يثنيكم عن تناول الطعام بـ”تيقظ ذهني” إذا ما أردتم فقدان الوزن.

“أسكت كل الأصوات من حولك”.. ألحان النوم
تشير الدراسات إلى أن ثلثي البريطانيين ينامون أقل من 7 ساعات في الليلة، والثلث يعاني من اضطرابات في النوم. يقول الدكتور “آلان غريغوار”: النوم السيء يجعلنا متعكري المزاج وشديدي الغضب، وعدم النوم لعدة ليال يؤثر بشكل سلبي على صحتنا النفسية.
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الموسيقى تحسن من النوم عند كبار السن والمصابين بالأرق، ويدرس الدكتور “سايمون ديورانت” قدرة الموسيقى على مساعدتنا جميعا، ومدى تأثير وجود كلمات مع الألحان، لذا فقد أجرى تجربة لثلاث مجموعات، الأولى من دون موسيقى، والثانية موسيقى لوحدها، والثالثة موسيقى مع كلمات.
ولخص الدكتور ديورانت نتائج التجربة بالقول: استمع للموسيقى من دون كلمات لتساعدك على الاستغراق في النوم، ثم أسكت كل الأصوات من حولك لتحافظ على جودة نومك.

الحمية الكوكبية.. ثورة صحية تتصدر العناوين حول العالم
لا تحافظ الحمية على الرشاقة فقط، بل على الأرض أيضا، فاللافت أن مصممي هذه الحمية هم من كبار علماء الصحة حول العالم، ويقول هؤلاء إن الأغذية التي تؤذي صحتنا تؤذي كوكبنا أيضا.
فاللحوم الحمراء هي الأكثر تدميرا، لأن الإفراط في تناولها يسفر عن الإصابة بالسرطان والجلطة وأمراض القلب وغيرها، ومن الناحية البيئية فإن إنتاج 100 غرام فقط من لحوم الأبقار يؤدي إلى انبعاث 5 كيلومترات من الغازات الدفيئة، وهذا ما تنتجه رحلة بالطائرة من لندن إلى باريس، وهذا أكبر بكثير من إنتاج الأسماك والدواجن.
ويقول الدكتور “ماركوس فريندمان” من جامعة “أكسفورد” -أحد مصممي هذه الحمية-: إذا نظرنا إلى المملكة المتحدة، فإنه ينبغي خفض استخدام اللحوم الحمراء بأنواعها بنسبة 90%، حتى لا نأكل أكثر من مرة واحدة في الأسبوع.
وتنصح الحكومة البريطانية بتناول 70 غراما يوميا من اللحوم الحمراء التي تعد مصدرا مهما للبروتين والأملاح، بينما تنصح “الحمية الكوبية” بتناول 7 غرامات يوميا، أي ما يعادل حجم عملة معدنية صغيرة، كما تنصح الحمية باستبدال بروتين اللحوم الحمراء بتلك الموجودة في الأسماك والدواجن والبقوليات والصويا والبيض.
ويجب أن يتألف غذاؤنا -بحسب الحمية- من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات، لأنها مفيدة لصحتنا ولا تؤذي الكوكب، ولكن هل هذه “الحمية الكوكبية” عملية؟ وهل نستطيع جميعا إحداث هذا التغيير؟
أجريت تجربة على عائلة اعتادت تناول اللحوم والأكل غير الصحي، واستبدل طعامها خلال أسبوع بالخضار والفواكه والبقوليات، وجاءت النتيجة أن العائلة -المؤلفة من ثلاثة أفراد- تحسنت صحتها، ووفرت في المال الذي تنفقه على الطعام.

“الانتباذ البطاني الرحمي”.. مرض غامض يفشل الأطباء في تشخيصه
هناك 45% من استشارات الأطباء العامين تنتهي بتسجيلها ضمن الأعراض غير المفسرة طبيا، وهناك مرض مؤلم يندرج تحت هذا التصنيف، فهو يصيب واحدة من كل 10 نساء في العالم، وهذا المرض قد عانت منه النساء قبل سنوات من التشخيص والعلاج.
ويدعى المرض “الانتباذ البطاني الرحمي”، ويصيب الجهاز التناسلي للمرأة، ويسبب لها الألم والتوتر وحتى العقم، وكان الأطباء يشخصون الحالة في البداية أنها من علامات آلام الطمث، وقد تنتظر السيدة 7 سنوات ونصف للحصول على التشخيص الصحيح.
يقول قسم كبير من النساء إن الأطباء لا يعيرون هذا المرض الانتباه اللازم، وأنهن يكافحن من أجل التشخيص الصحيح والمعلومات المؤكدة والعلاج المناسب.
وعن هذا الموضوع تقول الخبيرة “كرينا زندرفان” من جامعة أكسفورد: لا يوجد سوى بعض النظريات لأسباب إصابة المرأة بالانتباذ البطاني الرحمي، فهناك عملية تدعى “الطمث الرجوعي”، حيث تبقى الخلايا في الحوض أثناء الدورة الشهرية بدلا من النزول للرحم، وربما تسهم بعض الموانع الوراثية في عجز الجسم عن التخلص من تلك الخلايا، وقد يكون للوراثة دور أيضا في الإصابة بهذا المرض.
وتعد الجراحة بالمنظار هي الطريقة الوحيدة المتاحة الآن لتشخيص هذا المرض، لكن “كرينا” تدرس بدائل أسرع وأرخص وأخف وطأة، وتقوم هذه البدائل على إجراء فحوصات بول ودم لمعرفة ما إذا كانت السيدة مصابة بهذا المرض.
وتجري جامعة “أكسفورد” أكبر تجربة دراسة وراثية من نوعها، وتجري مقارنة الحمض النووي لستين ألف سيدة أصيبت بالمرض بعدد مماثل لسيدات لم يصبن به، وبانتظار نتائج هذه التجربة هناك علاجات مستخدمة كالهرمونات والتدخل الجراحي ومسكنات الألم.