“ثق بي أنا طبيب” .. مواجهة التوتر وعلاج “الماء الأزرق” والتغلب على “الفوبيا”

خاص-الوثائقية
يتهاطل علينا يوميا سيل من المعلومات الصحية من كل الجهات، كالشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل والرسائل على الهاتف، لكن كثيرا من هذه المعلومات مغلوطة ومتناقضة ومربكة وتتركنا في حيرة من أمرنا، حتى أصبح من الصعب العثور على معلومة صحية موثوقة.
فيما يلي نستعرض معكم مجموعة من التساؤلات الطبية التي يثور حولها جدل كالفرق بين المشي والتمرينات الشاقة، وعلاج القيء الحملي المفرط، وهل للفوبيا علاج، وأيهما أفضل للجسم المشروبات الساخنة أم الباردة، وما هي الآثار المترتبة على التوتر.. وهي أسئلة يبحثها هذا الفيلم الذي يأتي ضمن سلسلة “ثق بي.. أنا طبيب” وبثته قناة الجزيرة الوثائقية.
“أقرب أشكال التمرين إلى المثالية”
عند الحديث عن مقدار التمرين اللازم للجسم، سنجد كمية هائلة من اللغط في كل مكان، فوفقا لإرشادات هيئة الخدمات الصحية البريطانية، فإن عليك ممارسة تمرينات هوائية لمدة 150 دقيقة أسبوعيا، أو تمرينات هوائية شاقة لمدة 75 دقيقة أسبوعيا، أو المزج بين الاثنين معا، وماذا عن 10 آلاف خطوة التي يوصى الشخص البالغ بمشيها يوميا.
فمعظمنا يريد أن يعرف ماذا عليه أن يفعل، وكم يلزمنا من التمارين وما مقدار النشاط المطلوب؟ ولكي نتحدث بالأدلة والبراهين وتكون النصيحة مبنية على دراسة، قام الدكتور “مايكل موزي” بالتعاون مع “ماري ميرسي” أستاذة التمرين والصحة في جامعة أوليستر بإجراء تجربة تتضمن المشي الذي ترى هيئة الخدمات الصحية البريطانية أنه “مفيد للصحة”.
تقول “ميرسي”: المشي من أفضل أنواع التمرين ولا يحتاج لأي معدات، وهو أقرب أشكال التمرين إلى المثالية.

“تستطيع الكلام ولكن لا يمكنك الغناء”.. تجربة علمية
لدينا تجربة مصممة للتعرف على ما نحتاجه لنحدث تأثيرا ملموسا على الصحة الجسمية والنفسية، وقد شارك فيها 24 متطوعا تتراوح أعمارهم بين 25-65 عاما وُزعوا بشكل عشوائي على مجموعتين: الأولى تواظب على السير يوميا 10 آلاف خطوة باستخدام عداد الخطوات، وتعادل هذه المسافة 8 كيلومترات أو ساعتين من المشي، ولم يتلق أي منهم توجيهات بخصوص طريقة السير.
أما المجموعة الثانية فتمارس رياضة المشي السريع لمدة نصف ساعة في خمسة أيام من الأسبوع، وأيضا عليهم ممارسة تمرينات متوسطة المشقة، وهي بحسب الدكتور “ميرسي”: تمرينات تؤدي إلى انقطاع نفسك وازدياد نبضات قلبك، بمعنى أنك تستطيع الكلام ولكن لا يمكنك الغناء مثلا.
خلال الأسابيع الخمسة، سيخضع جميع المشاركين لفحص ضغط الدم ومستوى الكوليسترول والدهون، كما سيُوزع بعد انتهاء المدة استبيان لمعرفة أثر هذه التجربة على شعورهم بالعافية.
وعن نتائج التجربة، تقول ميرسي: تحسنت صحة أفراد المجموعتين، ولكن مع وجود فوارق بين الذين ركزوا على صحة المشي والذين اهتموا بعدد الخطوات التي مشوها، فالأشخاص الذين مشوا بسرعة أكبر رفقة الموسيقى خسروا دهونا أكثر، وقد انخفض ضغط الدم قليلا في كلتي المجموعتين، لكن الآثار لدى الأشخاص الذين مشوا بسرعة كانت أكبر. أما بالنسبة للصحة النفسية فقد وجدنا أن مجموعة “عداد الخطوات” كانوا أفضل حالا وتحسنت معنوياتهم أكثر من أفراد مجموعة المشي السريع”.
وبهذا تربع أصحاب “العشرة آلاف خطوة” على عرش صدارة الصحة النفسية وهذا يعود -بحسب العلماء- إلى الثبات في نمط النشاط، أما أصحاب المشي السريع فقد تحسنت صحتهم الجسمية، وهذا ما نتوقع استمراره على المدى الطويل مع المثابرة على التمرين.
وبالخلاصة، لا يجب أن تهتموا بقطع 10 آلاف خطوة، بل عليكم التركيز على المشي السريع لنصف ساعة يوميا، ولا تنسوا الموسيقى.

مواجهة المخاوف.. علاج الفوبيا خلال ساعات
لدى كل واحد منا ما يخشاه، ولكن 1 من كل 7 أشخاص في المملكة المتحدة يعاني من الخوف المرضي أو “الفوبيا”، ومسببات الخوف الثلاثة الأولى هي: الأفاعي، والتحدث أمام الجموع، والمرتفعات، وقد تقبل كثير من الناس هذا المرض وتعايشوا معه، ولكن الدكتور “آلان غريغوار” -الذي يعاني من “فوبيا” المرتفعات- يريد تجربة علاج ثوري في الواقع الافتراضي، يُقال إنه يشفي من المرض خلال ساعات.
يؤكد أستاذ علم النفس السريري “دانيال فريمان” الذي يقود تطوير هذا العلاج، أنهم يستخدمون هذه المعدات لتقديم العلاج النفسي من خلال الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد للمرة الأولى. ويستند هذا الأسلوب إلى العلاج التقليدي للفوبيا، حيث يعالج المريض عبر مواجهة مخاوفه في بيئة تحت السيطرة، وبعد ساعتين من الرعب، يؤكد الدكتور “غريغوار” أن التجربة كانت “مفزعة ومزعجة ومقلقة”، ولكنه بعدما عاش هذه التجربة الافتراضية بات أقل خوفا من الأماكن المرتفعة وشعور الألم بساقيه وصدره بات أقل ألما.
ويقول الدكتور “فريمان”: الأسلوب الافتراضي قد نجح في معالجة الكثير من الأشخاص، فبينهم من كان يخشى المرتفعات منذ أكثر من 30 عاما، وتراجع هذا الخوف لديهم بأكثر من الثلثين، وهذا تأثير ملموس ويأتي بنتائج سريعة. وقد يكون هذا العلاج مناسبا لعدة أمراض نفسية، ونحن نعكف على تطوير علاجات لعدة أمراض كالاكتئاب والوسواس القهري والفصام.

العلاج الجماعي.. جلسات أحاديث المرضى للمرضى
زيارة الطبيب في المملكة المتحدة تعني الالتقاء به وجها لوجه لمدة 10 دقائق، ولكن هناك من يسعى ليجرب طريقة جديدة لمفهوم زيارة الطبيب، ولهذا قامت الدكتورة “زوي ويليامز”، بزيارة إحدى العيادات في جنوبي لندن للتأكد من فعالية هذا التغيير الجذري ومدى ملائمته للمريض والطبيب.
تقوم الفكرة على أنه بدلا من أن يقضي المريض 10 دقائق رفقة الطبيب، فإنه سيمضي ساعة ونصف معه في جلسة علاج جماعية تضم 7 مرضى، وسيكشف كل واحد منهم عن معلومات شخصية أمام الطبيب ومجموعة من الغرباء، ويتحدث كل واحد منهم عن نتائج فحوصاته وطريقة العلاج التي يعتمدها، وأمور أخرى تتعلق بتطور أوضاعهم الصحية.
وعن هذه الطريقة العلاجية الثورية التي لا تزال قيد التجربة في مناطق ومدن مختلفة في المملكة المتحدة، تقول الدكتورة “إيميلي سانتكتون”: لا يسعى أصحاب هذه الطريقة للتخلي نهائيا عن الاستشارات الفردية التي تحترم الخصوصية، فالاستشارات الجماعية تُقدم لمرضى وقع تشخيصهم فعلا، والطبيب لا يشخص المرض في جلسات العلاج الجماعي.
وقد أكدت الكلية الملكية الطبية وجمعية المرضى أن هذه الطريقة “ربما لا تناسب جميع فئات المرضى”، وكشفتا أنهما يريدان بقاء خيار الاستشارات الفردية للراغبين بذلك.

أفضلية المشروبات الساخنة.. ثقافات المناطق المدارية
يقول الدكتور “غايلز يو” عالم الوراثة، إن جدته كانت تنصحه بتناول الشاي الساخن حتى في الأيام الحارة، فكثير من الثقافات في المناطق المدارية تفضل المشروبات الساخنة مهما كانت الحرارة مرتفعة، فهل هي مجرد عادة وحسب أم أنها تجسيد لحكمة القدماء؟
للتأكد من هذا الأمر، سيقوم الدكتور “يو” بتجربة تتضمن إجراء غير مرغوب به في وقت غير متوقع، فعند الساعة الثالثة فجرا سيتناول الدكتور “يو” مجسا لقياس حرارة الجسم الداخلية، لأنه سيحتاج عدة ساعات للوصول إلى الأمعاء الدقيقة.
يقول الدكتور “ستيف فوكنر” اختصاصي وظائف الأعضاء في جامعة نوتنغهام تراند: يعطينا المجس -المخصص للقياس عن بعد- القدرة لقياس تأثير تناول مشروب بارد وآخر ساخن على حرارة الجسم.
تجربة سباق الحرارة والبرودة.. ذكاء الجسم البشري
ها هي التجربة قد بدأت، حيث سيمشي الدكتور “يو” ساعة كاملة على جهاز المشي، على أن يكرر التجربة يومين متتالين، وفي اليوم الأول سيتناول كمية محددة من المشروبات الباردة كل ربع ساعة، وفي اليوم التالي سيمُنح كميات محددة من المشروبات الساخنة بدرجة حرارة 40 درجة مئوية.
يقول الدكتور “يو” إن شعوره خلال تناول المشروبات الساخنة أثناء التمرين أفضل من تناوله للمشروبات الباردة، وقد أظهرت النتائج أن حرارة جسمه خلال تناوله المشروبات الباردة والساخنة أثناء التمرين شبه متطابقة، وبحسب البيانات التي جرى قياسها، فإن المشروبات الساخنة لم تبرد جسم الدكتور “يو” أكثر من المشروبات الباردة.
وتوصلت إحدى الدراسات التي أجريت في أستراليا، إلى نتيجة قد تفسر سبب عدم تبريد المشروبات الساخنة للجسم أكثر من الباردة، واكتشف العلماء أن الجسم يعمل دائما على تثبيت درجة حرارته سواء تناولت شرابا باردا أم ساخنا، فإذا كانت درجة حرارة الجسم 37 مثلا وتناولت مشروبا ساخنا، فيزيد الجسم من التعرق للتخلص من الحرارة الزائدة، وإذا تناولت مشروبا باردا تتباطأ عملية التعرق ليحافظ الجسم على حرارته.

القيء الحملي المفرط.. اكتئاب الأمهات وموت الأجنة
يصيب الدوار والغثيان 85% من الحوامل، لكن الحالة تتفاقم عند البعض لتهدد بالموت، وتسمى هذه الحالة بالقيء الحملي المفرط، وتصل مرات التقيؤ عند عدد من النساء لأربعين مرة يوميا، وتصيب أعراض هذه الحالة 15 ألف امرأة في بريطانيا كل عام، ومع ذلك فلم تنل أهمية الأطباء وعامة الناس إلا قبل وقت وجيز، فكيف يمكنك رصد هذه الحالة في جسمك؟
لا تزال أسباب هذه الحالة مجهولة، ولكنها قد تنتقل بالوراثة، وللهرمونات دور فيها أيضا، وثمة دراسات أثبتت أن هذه الحالة تؤثر على الصحة النفسية أيضا، وتزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل وبعد الولادة، ويلجأ الأطباء للإجهاض في 10% من هذه الحالات.
وعن علامات الخطر في هذه الحالة، تقول الطبيبة “مانتجي تشيمر”: لا تستطيع الحامل تناول الطعام والشراب، مما يؤثر على صحتها، فتبدأ بخسارة الوزن، ثم تعاني من الجفاف وتزداد حاسة الشم لديها، فقد كانت إحدى المريضات لا تستطيع احتضان ابنها البالغ 3 سنوات، لأنه كان يصيبها بالغثيان والتقيؤ. ولذلك فأول ما ينبغي معالجته هو الجفاف، وإذا استطاعت الحامل البقاء في المنزل وتناول المشروبات ونجح الطبيب في إيقاف التقيؤ، فيكون أمرا عظيما، ولكن في أغلب الحالات تدخل المريضة إلى المستشفى لبضع ساعات وتُزود بالسوائل اللازمة ثم تعطى الأدوية اللازمة لمساعدتها على وقف التقيؤ.
وتتحدث الدكتورة “تشيمر” عن أن عددا من الدراسات قد “أشارت لصلة بين عدد من الجينات والقيء المفرط، ولهذا يجب معالجة هذه الحالة منذ بدايتها، حتى لا تتدهور صحة المريضة وتتطور الحالة”، ولهذا، فإنه المهم في هذه الحالة التشخيص المبكر والعلاج السريع.

استجابة القنوات الحسية الذاتية.. نشوة الجسد الإيجابية
يشعر ثلاثة أرباع البالغين في بريطانيا بأنهم غارقون في التوتر، لكن ثمة دراسات حديثة تشير إلى أننا نستطيع الحد من هذا التوتر والقلق، وذلك من خلال شيء يفعله الذهن والجسم بانتظام، وربما لا نلاحظ ذلك أصلا.
تشرح عالمة النفس الدكتورة “أنيسكا ماكورلينغ” ما يسمى باستجابة القنوات الحسية الذاتية التي من أهم محفزاتها الهمسات والأصوات الحادة والحركات البطيئة، فهي وتتمتع بسمات مهدئة وإيجابية جدا للنفس، ليس فقط من ناحية الشعور بالسعادة وإنما من جهة الصحة النفسية أيضا.
تؤدي هذه الاستجابة عند بعض الناس بالشعور بالنشوة التي تؤثر إيجابا وبشكل ملموس على عدد كبير من الناس، ويدرس العلماء الآن كيفية الاستفادة من هذه المزايا لمعالجة التوتر واضطرابات النوم وأمراض الصحة النفسية.

صيام يومين من الأسبوع.. أساليب ذكية لتقوية الذاكرة
ترتبط زيادة لنسيان، طرديا مع تقدمنا في السن، حيث ذكرت إحدى الدراسات أن بإمكاننا أن نعكس اتجاه العملية برمتها، بناء على مقدار الطعام الذي نتناوله، وأظهرت تجارب أجريت على الفئران، أن تناول سعرات حرارية أقل يؤدي لزيادة تكوين الخلايا العصبية في الدماغ، وبالتالي تحسن كبير في الذاكرة. ولكن هل يمكن أن يحدث ذلك للبشر البالغين؟
لمعرفة الإجابة أجريت دراسة على 43 شخصا تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عاما، وكان الدكتور “غايلز يو” أحدهم، حيث خضعوا لحمية غذائية منخفضة السعرات الحرارية ليومين في الأسبوع على مدار أربعة أسابيع، وقد خضع المنخرطون في التجربة -بعد انقضاء المدة- لعدة فحوصات مرتبطة بالذاكرة.
أظهرت النتائج أن المجموعة التي خضعت للحمية تحسنت ذاكرتها، وزادت قدرتها على تمييز الأنماط، وارتفعت مستويات “الكلوثو” في الدم، أي أن الدراسة -بتعبير آخر- وجدت أن تقليل الطعام يقوي الذاكرة، فارتفاع مستوى “الكلوثو” يدل على زيادة تكوين الخلايا العصبية في الدماغ.
فإذا كنت من كبار السن وتستطيع تحسين ذاكرتك فعليك بالصيام يومين في الأسبوع (وهو ما يعادل 500 سعرة عند النساء و600 سعرة عند الرجال في اليوم الواحد)، ثم كل بعده ما تشاء في باقي أيام الأسبوع.

“الماء الأزرق”.. السبب الأول لفقدان البصر في العالم
ظهر علاج جديد لإحدى الحالات التي قد تسبب تلفا كبيرا في البصر دون ملاحظتها، هي الـ”غلوكوما” أو الماء الأزرق، وهو أحد الاضطرابات الشائعة التي تصيب العين، ويعمل الجراحون في مدينتي مانشستر ولندن على ابتكار جديد يمكن أن ينقذ أبصار المئات سنويا.
وتحدث “الغلوكوما” عندما لا تصرّف السوائل من العين، فيؤدي إلى تراكم الضغط داخلها، وقد يوصل ذلك إلى تلف العصب البصري الذي يربط العين بالدماغ فيفقد الشخص بصره.
وقد بدأ علماء مستشفى “مانشستر الملكي للعيون” بتطبيق علاج واعد، هو عبارة عن جهاز جديد يزرع داخل العين. يقول الجراح ليان هاو: هذه المرة الأولى التي يصبح لدينا فيها جهاز لتصريف السوائل من العين نستطيع التحكم به، حيث نثبّت الجهاز على رأس العين، ويخترق العين أنبوب صغير مرتبط بالجهاز يسحب السوائل منها.
والميزة الثورية بهذا الجهاز، هي إمكانية التحكم به من الخارج، بأقل تأثير ممكن على العين، ويمكن فتح الجهاز وإغلاقه باستخدام مغناطيس خارج العين للتحكم بكمية السوائل المتدفقة عبره، والمهم في الجهاز أنه لا يسبب الألم للمرضى ولا يحتاج للتقطيب والحقن، ويأمل القائمون عليه في أن يحدث فرقا مع المرضى في مرحلة ما بعد العمليات الجراحية.
ولا تزال هذه التقنية في بدايتها وتستمر التجارب لعام آخر، لكن النتائج مشجعة وواعدة.

“يرقان الحمل”.. أكباد الأمهات تقتل فلذات أكبادها
هناك مرض آخر يقع تشخيصه بشكل خاطئ، ويؤدي إلى وفيات هو “يرقان الحمل”، إذ تولد 9 أجنة ميتة في بريطانيا كل يوم، ويبقى السبب مجهولا في 60% من الحالات. ومن بين أخطار الحمل الكامنة أن “يرقان الحمل” يمكن أن يصيب الحامل دون أن تعلم أو يعلم طبيبها بذلك. ولكن ما هي الأعراض وكيف يمكن إنقاذ حياة الجنين؟
“يرقان الحمل” هو اضطراب في الكبد، ويفرز مواد كيميائية تدعى “الأحماض الصفراوية”، وهي تنتقل إلى المعدة للمساعدة على الهضم، ويحدث “يرقان الحمل” عندما تتراكم الأحماض الصفراوية أثناء الحمل، وتخترق مجرى الدم وصولا إلى الجنين، مما يسبب مشاكل كثيرة كالضائقة الجنينية والولادة المبكرة، وحتى الموت الجنيني، ورغم أن هذا المرض يهدد الجنين بالموت، فلا يوجد حتى اليوم دليل طبي نهائي للتعامل معه.
تقول “جيني تشامبرز” مؤسسة جمعية “دعم المصابات بيرقان الحمل” -التي فقدت جنينين قبل تشخيصها بهذه المرض-: هذا المرض خليط من الوراثة والهرمونات والبيئة، وما زال الباحثون يبذلون جهودا كبيرة لمعرفة الدور الذي تلعبه البيئة. نعلم أن عدد الحالات يزداد في الشتاء، ولكننا نجهل السبب، وليس هناك دليل يشير إلى أن التوقف عن تناول بعض الأطعمة يحمي من هذا المرض.
وتعد الحكة هي العرض الأكثر شيوعا لهذا المرض، ويمكن أن تظهر في أي جزء من الجسم، ولكنها تتركز في اليدين والقدمين، وفي حال شعرت الحامل بهذه الأعراض، فعليها الإسراع بإجراء فحوصات للكبد وفحص قياس “الأحماض الصفراوية”.
وإذا كانت نتيجة فحص الأحماض الصفراوية أكثر من 100 ميكرومول في الليتر الواحد، فذلك يستوجب الولادة المبكرة، وهذا ما يجب أن تناقشه الحامل مع القابلة القانونية أو الطبيب المعالج.