الجنس اللطيف.. سلاح الاستخبارات الصهيونية قبل عصر بيغاسوس
يونس مسكين
أعادت فضيحة برمجية “بيغاسوس” الإسرائيلية الخاصة بالتجسس، الهوية الاستخباراتية الأولى للكيان الصهيوني في علاقته بالعالم، لكن بشكل خاص في علاقته بالعالم العربي، حيث شنّت الصهيونية حربها الاستخباراتية ضد محيطها العربي، قبل أن تعلن عليه الحرب العسكرية.
وقبل وصول التكنولوجيا الحديثة للاتصالات مستوى التقدم الذي سمح لبرمجيات مثل “بيغاسوس” بالتلصص على أسرار الساسة والعسكر ورجال الأمن حول العالم، كانت إسرائيل تعتمد بشكل خاص ومميز على العنصر النسائي في حربها الاستخباراتية، خاصة مع محيطها العربي.
خاصية يجسدها بشكل واضح الفيلم الوثائقي حول الجاسوسة “شولا كوهين” الذي أنتجته “الجزيرة الوثائقية”، حيث يتجلى بوضوح تركيز العمل الاستخباراتي الإسرائيلي، على توظيف عنصر المرأة في حربه التجسسية على محيطه العربي، كما تجسد ذلك الجاسوسة اليهودية “شولا كوهين” نفسها.
“شولا كوهين”.. مقدسية تخدم الصهيونية في بيروت
ولدت “شولا” عام 1920 في مدينة القدس العربية التي تضم في قلبها حارة اليهود، ويحكى عنها أنها كانت فائقة الجمال، وجرى تزويجها في سن 16 بسبب ضائقة مالية عاشتها الأسرة في عقد الثلاثينيات، وكان الزوج ثريا يهوديا لبنانيا، وقد انتقلت برفقته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وهناك اشتهرت بأعمالها الجاسوسية.[1]
مستغلة نشاط زوجها التجاري، كانت “شولا” تسترق السمع وتجمع أخبار المدينة، وتتطوع لإمداد الوكالة اليهودية بالمعلومات التي تحصل عليها، وصادف ذلك قيام الحركة الصهيونية بنشر شبكتها الاستخباراتية في مجموع المنطقة العربية، استعدادا لإعلان قيام الدولة، وأكثر ما كان يؤرق إسرائيل في بداية نشأتها، هو نشاط الثوار والفدائيين الذين يأتون إلى فلسطين من جوارها الإقليمي، وهذه كانت مهمة “شولا كوهين” الأساسية، أي جمع المعلومات حول الفدائيين والثوار.[2]
جندت “شولا كوهين” مجموعة من الفتيات وجهزت المواخير ومن خلال ذلك كانت تجمع المعلومات والأخبار من خلال استدراج المسؤولين والموظفين والسياسيين، وهو الدور الذي لم يقتصر على هذه الجاسوسة مقدسية المولد، بل تكشف نماذج عدة كيف وظّفت المخابرات الإسرائيلية عنصر المرأة كسلاح ناعم في حروبها الخارجية المفتوحة والشاملة.
عشيقة الطيار.. قصة اختطاف أحدث الطائرات العراقية
على نحو مماثل لقصة “شولا كوهين”، شهد العام 1966 قصة فتاة أمريكية الجنسية كانت تعمل عميلة للمخابرات الإسرائيلية في بغداد، واشتهرت أساسا بفضل نجاحها في الإيقاع بالطيار العراقي منير روفا، فقد أحبها بشكل جنوني، لدرجة تمكنت معها من جعله ينساق لرغباتها دون حدود، خاصة أنه كان يحلم باستثمار انتمائه المسيحي للحصول على اللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية ومغادرة العراق.
بعد اشتغال طويل تحت إشراف مسؤولي المخابرات الإسرائيلية، أقنعت العميلة أمريكية الجنسية، الطيار العراقي بخطف الطائرة السوفيتية المقاتلة “ميغ 21” التي كانت وقتها جديدة في السلاح العراقي، وتعتبر اختراع العصر في مجال القوة الجوية، وهذا النوع من المقاتلات هو الذي سيكون هدفا للجيش الإسرائيلي في حرب 1967، إذ قامت بتدميره بينما كان رابضا فوق المطارات العسكرية العربية.
قام الطيار العراقي بجلب الطائرة فعلا إلى إسرائيل بعد رحلة طويلة، وإثر تمكنه من تمويه فريقه الخاص، حيث أقنعهم بمضاعفة كمية الوقود في خزان مقاتلته، ثم حلق بها فوق الخليج العربي ثم البحر الأحمر، ليحط بالطائرة تحت مراقبة التقنيين الإسـرائيليين والأمريكيين لكشف أسرارها قبيل الحرب التي ستعرف بلقب “حرب الأيام الستة”.[3]
وبعدما تحولت عملية اختطاف طائرة مقاتلة حديثة الالتحاق بسلاح الجو العراقي إلى واحدة من أكثر عمليات الموساد الإسرائيلي نجاحا، قامت المخابرات الإسرائيلية بإخراج جميع أفراد عائلة الطيار منير روفا من العراق وتوطينهم في إسرائيل.
“إيريكا تشامبرز”.. خطة بديلة لقتل الأمير الأحمر
في سنة 1979 اشتهرت عميلة أخرى للموساد هي “إيريكا تشامبرز” عندما اغتالت علي حسن سلامة في بيروت، وهو الذي تعتبره إسرائيل المسؤول الأول عن قتـل الرياضيين الإسرائيليين في “عملية ميونيخ” سنة 1972. وجاء تكليف العميلة بتنفيذ الاغتيال، بعدما خرق العميل الأصلي -الذي كلفه الموساد بالاستقرار في بيروت والتحضير لاغتيال الزعيم الفلسطيني- الأوامر التي أعطيت له بتجنب ربط أي علاقة شخصية بهدفه، بينما دخل معه في علاقة صداقة وثيقة.[4]
كانت الألعاب الأولمبية لسنة 1972، قد شهدت تنفيذ عملية فدائية أدت إلى مقتل 11 رياضيا إسرائيليا في ميونخ، وهو ما أدخل الموساد الإسرائيلي في موجة انتقام هوجاء، كان من بين أهدافها علي حسن سلامة المعروف بلقب الأمير الأحمر.
وصلت العميلة “إيريكا تشامبرز” إلى العاصمة اللبنانية وهي تتخفى وراء جواز سفر ثان مدعية الجنسية البريطانية ومستفيدة من اسمها الذي يسمح لها بادعاء اعتناقها المسيحية.[5]
مكثت “تشامبرز” شهرا كاملا في بيروت، حتى تمكنت من رصد تنقلات هدفها العادية، ثم أعطت الإشارة لقتله، ولم تغادر قبل أن تطمئن أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، بينما بقيت هوية العميلة التي تولت تشغيل صاعق تفجير سيارة القيادي الفلسطيني، مجهولة ولم تخرج إلى العلن إلا نهاية التسعينيات، حيث تحدثت في برنامج تلفزيوني بوجه مغطى وهوية مستعارة.[6]
ساندي الشقراء.. عودة خائن المفاعل النووي إلى إسرائيل
وفي سنة 1989 برزت عميلة الموساد التي عرفت باسم ساندي الشقراء في بريطانيا. فقد تمكنت من إقامة علاقات غرامية مع مردخاي فعنونو، العامل السابق في المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة النووي، الذي هرب من إسرائيل حاملا معه أسرار التسلح النووي الإسرائيلي وباعها إلى صحيفة “صانداي تـايمز”.
أقنعت ساندي الشقراء الرجل المطلوب لدى الاستخبارات الإسرائيلية بالسفر معها إلى إيطاليا للاستجمام، فسافر معها، وهناك اختطفه رفاق ساندي من رجال الموساد إلى إسرائيل، حيث حوكم وفرض عليه السجن طيلة 18 سنة.
أمينة داود المفتي.. أشهر خائنة عربية في العصر الحديث
يحتفظ التاريخ المعاصر بقصة شخصية مثيرة أخرى في عالم الجاسوسية، وهي قصة مواطنة عربية مسلمة غيرت ديانتها إلى اليهودية، وتزوجت طيارا يهوديا التقته في فيينا، ثم هاجرت إلى إسرائيل وعملت لحساب الموساد الإسرائيلي.
تنحدر أمينة داود المفتي المولودة سنة 1939، من أسرة شركسية مسلمة تقلدت مناصب سياسية واجتماعية عالية في الأردن، حيث كان والدها تاجر مجوهرات ثري، وأما عمها فهو لواء في البلاط الملكي، بينما كانت أمها سيدة مثقفة، وكانت هجرتها لإتمام مسارها التعليمي في العاصمة النمساوية فيينا بداية تحولها إلى جاسوسة إسرائيلية تعمل ضد الفلسطينيين.
كانت أمينة تدرس علم النفس في جامعة فيينا، وهناك التقت بالشاب بسام الفلسطيني الأصل الذي شكل هجرانه لها صدمة كبيرة عصفت بها وحملتها على السعي للانتقام، وكانت أولى خطوات هذا المسار بزواجها من طيار عسكري يهودي اسمه “موشيه بيراد”، لكن تطلب ارتباطها به ارتدادها عن الإسلام، فتهوّدت وتعمدت في المعبد واستبدلت اسمها بالاسم اليهودي الجديد “آني”.
وخوفا من انتقام أهلها منها، حرصت أمينة على الهجرة إلى إسرائيل رفقة زوجها، وهو ما تحقق لها سنة 1972، قبل أن يلقى زوجها حتفه بسبب نيران المدفعية السورية بعد ذلك بعام واحد.[7]
وبتحول زوجها إلى مفقود لم يعثر له على جثة، دشنت أمينة داود رحلة التجسس على الفصائل الفلسطينية، وذلك بعدما استقر بها المقام في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث مكنها دهاؤها من الوصول إلى مكتب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لكن سرعان ما انفضح أمرها واعتقلها الفلسطينيون لمدة خمس سنوات، قبل أن تعود إلى إسرائيل في صفقة لتبادل الأسرى.
الوكالة اليهودية.. دولة ولدت من رحم الجاسوسية
انتشر الجواسيس الإسرائيليون على امتداد الرقعة العربية في فترات سبقت ولادة الدولة نفسها، حيث أدركت الحركة الصهيونية أهمية العمل الاستخباراتي، باعتباره أحد أكثر الوسائل فتكا بخصمها العربي، وبدأ ذلك مع القسم السياسي للوكالة اليهودية، أي قبل تأسيس الموساد الذي سيأتي بعد إعلان قيام دولة إسرائيل. وكان يترأس هذا الجهاز الاستخباراتي الأول عربي سوري هو “إلياهو ساسون” الذي كان يحصي أنفاس القرى الفلسطينية، وأعداد بيوتها وحتى بهائمها ومواشيها.[8]
إذا كانت جميع دول العالم تنشئ أجهزة مخابرات خاصة بها، فإن الوضع في إسرائيل وقع بطريقة عكسية، حيث أنشأ جهاز استخباراتي -كان قائما أصلا- دولة له فوق أرض فلسطين عام 1948. وكان من بين ما قام به الجهاز الاستخباراتي الصهيوني، عملية تهجير أعداد كبيرة من اليهود، خاصة منهم اليهود العرب، عبر ترويعهم وتخويفهم واستهدافهم بأعمال إرهابية كما حصل في تفجير قاعات سينما القاهرة سنة 1952.[9]
ومع قيام دولة الكيان الصهيوني عام 1948، قام “ديفيد بن غوريون” بتأسيس ثلاثة أجهزة استخباراتية دفعة واحدة، أحدها عسكري، وثانيها استخبارات داخلية أو ما يسمى “شين بيت”، ثم حوّل القسم السياسي من الوكالة اليهودية إلى وزارة للخارجية مع تمكينه من صلاحية القيام بالعمل الاستخباراتي الخارجي.[10]
العمل الاستخباري بالنسبة لإسرائيل مسألة وجود وليس مجرد وظيفة يقوم بها جهاز تنفيذي، حتى أن الاسم الرسمي للموساد باللغة العبرية يعني “مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة”، مما يكشف الدور العملي لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، والذي يتجاوز مجرد جمع المعلومات إلى تنفيذ المهام بشكل مكشوف أحيانا.
إرث الحروب العالمية.. إسرائيل تنقل المعركة إلى الأسرّة
كانت فترة الحربين العالميتين أزهى المراحل التاريخية على الجاسوسية المؤنثة، حيث دارت اشتباكات كثيفة عبر الحسناوات والفنانات والصحافيات والطالبات والمهاجرات، وهي تضاهي الاشتباكات التي وقعت في الميدان بالأسلحة الثقيلة والمقاتلات.
لكن ذوي الاختصاص والخبرة يشهدون للمدرسة التجسسية الإسرائيلية، بنقل المعارك الاستراتيجية والصراعات السياسية الكبرى، من ساحات الحروب والمواجهات الدبلوماسية إلى الغرف المظلمة وأسرّة النوم والأركان الأكثر حميمية، وهو نهج يؤكده ما صدر من فتاوى رجال دين يهود يجيزون استعمال الإسرائيليات سلاح الجنس للفتك بالأعداء.
فالتاريخ القريب والمطبوع بالصراع العربي الإسرائيلي الدامي والحرب الباردة وتنافس الأقطاب الدولية على الثروات والنفوذ، حافل بقصص واقعية وأمثلة واضحة عن لجوء أجهزة الاستخبارات العالمية إلى السلاح الناعم للجنس اللطيف، بهدف تذويب العقبات وتفكيك الشفرات المعقدة، من أجل الوصول إلى عقر دار العدو، وإصابته في مقتل اكتشاف أسراره، وفي مقدمة تلك الأجهزة الموساد الإسرائيلي.
فغير بعيد عن الأعين والأيدي الإسرائيلية، شهدت كبريات الدول والقوى الغربية تفجرا متتاليا لفضائح سقوط كبار المسؤولين من المدنيين والعسكريين، في شراك العميلات الأجنبيات، وأشهرهم الرئيس الأمريكي “بيل كلينتون” الذي حاول إنهاء سنواته الثمانية في البيت الأبيض بدخول مشرّف إلى التاريخ، بوصفه أول من استطاع إجبار الإسرائيليين والفلسطينيين على توقيع السلام، فانتهى به الأمر كصاحب إحدى أكبر الفضائح بفعل علاقته باليهودية الشهيرة “مونيكا لوينسكي”.
“تحفظ الأسرار أكثر”.. جاسوسات وضعن لبنات إمبراطورية “نابليون”
في العام 2008 انعقد في مدينة رالي بولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية، المؤتمر السنوي السادس لخبراء التجسس، وحضرته غالبية من الجواسيس السابقين، وكان موضوع هذا المؤتمر التجسس باستعمال الجنس (Sex Espionage)، وتحدث في هذا المؤتمر “هنري جوانيديو”، وهو أستـاذ متـقاعد كان يدرس التاريخ في جامعة كاليفورنيا العريقة، وقد عدد نقاط تفوق المرأة على الرجل في هذا المجال:
– أولا: تحفظ الأسرار أكثر.
– ثانيا: تنقل الإشاعات أكثر.
– ثـالثـا: تراقب الرجال أكثر، لأنها لا تثق فيهم كثيرا.
– رابعـا: تجيد التسلسل التـاريخي أكثر، لأنها تركز على العائلة.
– خامسـا: لا تفتخر بإنجازاتها مثـل الرجل، وهذه صفة مهمة في التجسس.
كما أثير خلال هذا المؤتمر، كيف قام “نابليون بونابرت” في قمة قوته عام 1809 بمنع صدور كتاب عن جاسوساته، لكن أجزاء منه تسربت، خاصة عن “مادموزيل دي”. وحسب هذا الكتـاب فإن “نابوليون” استفاد في بداية حكمه، من هذا الأسلوب في التجسس على الألمان، ووظف إتـقان “مادموزيل دي” اللغة الألمانية، وأعطاها جواز سفر تحت اسم “بريجيت سولنيار”، كتبت فيه أنها أرملة ضابط سابق في جيش نابليون.
“حواء تلعب بالنار”.. تجسس الأنثى منذ عهد نوح
يؤكد محمود عبد الله، مؤلف كتاب “أشهر وأخطر الجاسوسات عبر العصور، حواء تلعب بالنار”، أن استخدام المرأة في الجاسوسية ليس فكرة طارئة في التاريخ البشري، بل تعود إلى حقب قديمة “وربما منذ عهد نوح، حيث آثرت امرأته أن تنحاز لقومها في المعركة بين الكفر والإيمان”.[11]
ويعدد محمود عبد الله في كتابه قصص المجتمعات القديمة التي شهدت قصص الأنثى التي أصبحت جاسوسة، ونجحت في تلك المهمة تماما مثلما نجح الجاسوس الرجل، وفشلت أحيانا كما فشل، “وبقي لكل منهما مهامه المناسبة لطبيعته وتكوينه”، فما هي هذه الوسائل الخاصة بالأنثى؟
الجواب يجسده المؤلف نفسه في كون أبرز عناصر القوة عند المرأة الجاسوسة، هي الأنوثة الطاغية، واستخدامها في إغواء وإغراء الرجل للوقوع في أحابيلها، مستغلة ضعفه أمام جمالها وأنوثتها، واستعداده لإفشاء أسرار مهمة، خاصة عندما يكون في مواقع المسؤولية السياسية.
المصادر
[1] https://www.youtube.com/watch?v=S8yQ2hgmABU
[2] https://www.youtube.com/watch?v=S8yQ2hgmABU
[3] https://www.jewishvirtuallibrary.org/stealing-a-soviet-mig
[4] https://fr.timesofisrael.com/lespion-du-mossad-devenu-ami-avec-sa-cible-terroriste-avant-de-la-faire-tuer/
[5] https://fr.timesofisrael.com/lespion-du-mossad-devenu-ami-avec-sa-cible-terroriste-avant-de-la-faire-tuer/
[6] https://alnashraaldawlia.com/24/12/2019/كيف-اغتال-عملاء-الموساد-الاسرائيلي-ال/
[7] https://www.youtube.com/watch?v=wvAJg1piZVA
[8] https://www.youtube.com/watch?v=S8yQ2hgmABU
[9] https://www.youtube.com/watch?v=S8yQ2hgmABU
[10] https://www.youtube.com/watch?v=S8yQ2hgmABU
[11] محمود عبد الله، حواء حين تلعب بالنار: أشهر وأخطر الجاسوسات عبر العصور، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر والتوزيع