الجميلة والوحش.. أسطورة تبين أنها حقيقة

نُسجت الكثير من الحكايا عن قصة الجميلة والوحش، لكن تلك القصة هل كانت أسطورة كما ظنها كثير من الناس، أم حقيقة؟
في عام 1547 أقام الملك الفرنسي “هنري الثاني” حفلا ضخما بمناسبة اعتلائه العرش، فأحضر المهنئون الهدايا الثمينة للملك. ومن أهم الهدايا التي قُدمت له مخلوق غريب مأسور في عربة حديدية ظن الملك أنه “وحش بري أسطوري نادر يسمى بتروس”.
فرح به الملك كثيرا، وأمر بتحويل الوحش لشخص مُروّض وغيّر اسمه إلى “بدرو” وأصبح في حماية الملك الذي يعتقد أن لديه قوى خارقة، فكساه كالنبلاء وعلمه تعليما جيدا وأطعمه طعاما آدميا غير اللحم النيئ والأعلاف التي كان يتناولها من قبل.
تغيرت حياة بتروس من رجل أدغال مخيف إلى رجل يتصرف كالنبلاء بعد اهتمام الملك به، لكن بعد وفاة الملك في إحدى المبارزات وتولي أرملته كاثرين الحكم تغيرت حياة بتروس. فقد كانت “كاثرين” الملكة قاسية ودموية، تحكمت في حياة بتروس وأرادت له الزواج حتى ينجب الكثير من الأطفال البريين المتوحشين كي تتباهى بهم بين ملوك أوروبا.
اختارت الملكة كاثرين فتاة جميلة تدعى “كاثرين” أيضا للزواج من الوحش. أحبت كاثرين بتروس وأنجبت منه أربعة أطفال؛ طفلان عاديان والثالث والرابع ولدا مثل أبيهما يغطي الشعر كل جسميهما.
لم يستطع بتروس العيش بأمان، فما زال الناس يعاملونه كوحش بري غير آدمي، وسُلم كهدية إلى دوق بارما الإيطالي الذي بدوره سلم ابنة بتروس الصغرى هدية إلى إحدى عشيقاته.
مات بتروس عام 1623. وتوجد اليوم صور له ولأسرته في المتحف الوطني للفنون في واشنطن في ألبوم بعنوان “الحشرات والحيوانات العاقلة”!
وبعد أكثر من 500 عام على قصة بتروس، اكتشف العلماء أنه لم يكن سوى رجل عادي مصاب بمرض نادر يدعى “فرط نمو الشعر” وليس هجينا بين الإنسان والحيوان.