أبو فراس الحمداني.. فارس الملاحم الشعرية في الأسر

“أبو فراس الحمداني” عاش شاعرا فارسا شهد الموت يترعرع بين أهله منذ طفولته ورأى مقتل والده على يد ابن أخيه ناصر الدولة طمعا في ولاية الموصل كما انتهت حياته أيضا بالقتل كأبيه. فكيف قُتل؟

 

هو الشاعر والأمير الحمداني الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي أبو فراس، احتضنه ابن عمه الأمير سيف الدولة الحمداني ورعاه فشب في كنفه وسكن قصر الإمارة بحلب التي كانت محج العلماء والأدباء والشعراء

 

لم يقض حياته في العلم والأدب فقط بل زانها بفروسية تجلت ملامحها في صحبته لسيف الدولة ليتشكل فيها وعيه السياسي طموحا وعملا

 

مُنح ولاية شمال منبج شمال سوريا بعد أن أثبت براعة في القيادة والقتال مع ابن عمه وكانت منبج مرمى سهام البيزنطيين فأُسر بعدها مرتين تباطأ فيهما سيف الدولة عن افتدائه لاستشعاره بطموح أبي فراس

 

فر من أسره الأول وانتظر 4 سنوات في أسره الثاني ليفتديه ابن عمه، بينما بقيت رغبته في الإمارة تشتعل في دواخله

 

أطلق النقاد والمؤرخون على قصائده في الأسر اسم “الروميات” لأنه أنتجها وهو أسير في السجون الرومية

 

احتلت قصيدته أراك عصي الدمع مكانة باذخة في عتابه لابن عمه لتأخره عن افتدائه من أسره، وعدّه النقاد أعظم من قال شعرا في الأسر

 

حين توفي سيف الدولة سنحت لأبي فراس الذي لم يبلغ الـ36 فرصة الحلول مكانه، لكن الحاشية التركية في قصر الإمارة نصّبت الصبي أبا المعالي ابن سيف الدولة على حلب

 

لم ترق لأبي فراس لعبة الترك الطامحين بتسيير الإمارة من خلف صبي لا خبرة له بالحكم، فانطلق إلى حلب ليدبر له أبو المعالي مقتلة على يد حاشيته فاغتالوه في مدينة تدمر على يد التركي فرعويه


إعلان