الشيخ إمام.. صوت الثورة الذي لا يموت

شيخ ضرير قادته الصدفة ليصبح صوت البسطاء بعد أن فشل أن يكون شيخا، عارض الأنظمة فسُجن ومُنع من السفر والغناء ما زاد من شهرته، وأصبح صوت الشعوب حتى اليوم.

 

 

في 1918، ولد إمام محمد أحمد عيسى بمحافظة الجيزة في قرية أبو النمرس، وبعد قليل من ولادته فقد بصره بسبب رمد أصاب عينيه.

 

 

كان أبوه يحلم أن يكون ابنه شيخا حافظا للقرآن؛ فأدخله الجمعية الشرعية في القاهرة لتعلم التجويد، لكنه طُرد منها بعد ضبطه متلبسا وهو يستمع للشيخ محمد رفعت في الإذاعة وهو ما كان يعد بدعة وقتها.

 

 

طرده أبوه من القرية بعد أن قضى على حلمه بأن يصبح شيخا، ولم يكن له من مأوى سوى سقف جامع الحسين في النهار وجامع الأزهر في الليل.

 

 

في إحدى زياراته لحي الغورية، التقى بالشيخ درويش الحريري أحد كبار علماء الموسيقى فأعجب بصوته، واصطحبه في جلسات الإنشاد والطرب، فذاع صيته وتعرّف على كبار المطربين والمقرئين.

 

 

في 1939 التقى الشيخ إمام بزكريا أحمد، وبدأت شراكتهما حين اكتشف زكريا قدرته العجيبة على الحفظ، فكان يعرض عليه ألحان أغانيه قبل أن يعرضها على أم كلثوم، لكن إمام كان يغنيها للعامة قبل أن تغنيها أم كلثوم فقطع زكريا علاقته به.

 

 

في 1945 خلع إمام العمامة والجلابية، وأصبح فنانا محترفا، فغنى لزكريا أحمد، وغنى موشحات معلمه الأول الشيخ درويش الحريري، إلى حين لقائه بالشاعر أحمد فؤاد نجم صدفة في العام 1962، وكان اللقاء الذي صنع شهرتهما معا.

 

 

بدأ ما يمكن تسميته بظاهرة “إمام نجم” تكبر بعد نكسة عام 1967، وفي ذلك الوقت أسس الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم ما يمكن تسميته بموسيقى الثوار في مصر وبقية دول العالم.

 

 

تسببت الأغاني في سجن الثنائي إمام ونجم ليصبحا أول سجينين بسبب الغناء، فسجنا في عهد عبد الناصر ولم يطلق سراحهما إلا بعد وفاته، ثم قبض عليهما في عهد السادات بسبب أغنية “رجعوا التلامذة”.

 

 

في 7 يونيو/حزيران 1995 في غرفة معزولة في حارة حوش قدم، توفي الشيخ إمام بعد أن ابتعد عن كل شيء، ما عدا بعض المجالس الخاصة.


إعلان