زفتى.. مدينة مصرية أعلنت نفسها جمهورية مستقلة قبل قرن

في بدايات مارس/آذار 1919 لم يكن أحد يسمع بزفتى، لكن مع نهاية الشهر نفسه شهدت المدينة حدثا فريدا من نوعه جعلها حديث العالم، فقد انفصلت عن مصر وأعلنت نفسها جمهورية مستقلة. تعرّف على حكايتها.

 

في 8 مارس/آذار 1919 طلب “سعد زغلول” وزملاؤه من المعتمد البريطاني السماح لهم بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس لعرض قضية استقلال مصر، لكن الإنجليز ردوا بنفيه وزملائه إلى مالطا.

 

في 9 مارس/آذار اندلعت المظاهرات في كل محافظات مصر مطالبة بالاستقلال وعودة سعد زغلول.

 

في زفتى أخذت الاحتجاجات منحى مختلفا، حيث أنشأ المحامي الشاب “يوسف الجندي” وزملاؤه مجلس قيادة للثورة وأعلنوا استقلال المدينة وصمموا علما خاصا بها وعُيّن “الجندي” رئيسا لها.

 

تحمس أهالي زفتى لجمهوريتهم الجديدة وقرروا الاستيلاء على مركز الشرطة، فقام مأمور المركز الضابط إسماعيل حمد الذي كان متعاطفا مع الثورة، بتسليم المركز وأسلحته لهم.

 

قلق الإنجليز مما حدث في زفتى وأرسلوا كتيبة لإخضاعها فحاصروها حتى استسلمت في 29 مارس/آذار، وهرب الجندي الذي لُقب بـ”إمبراطور زفتى” وظل متخفيا حتى نجح سعد زغلول في استصدار عفو عنه.

 

أسفرت تلك الأحداث وما بعدها عن إعلان 28 فبراير/شباط 1922 الذي أنهت بريطانيا بمقتضاه وصايتها على مصر، وأصبحت مصر مستقلة ذات سيادة.


إعلان