نوبل.. الجائزة الأشهر في العالم

ألفريد نوبل مخترع الديناميت ومؤسس جائزة نوبل

منذ عام 1901، تكافئ جائزة نوبل شخصيات قدمت فائدة عظيمة للبشرية في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء والسلام والأدب، وسميت هذه الجائزة باسم الكيميائي السويدي ألفريد نوبل مخترع الديناميت.

وفي العاشر من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام تتجه الأنظار إلى مقر الأكاديمية في العاصمة السويدية أستوكهولم، حيث يقام حفل توزيع الجوائز في ذكرى وفاة ألفريد نوبل.

مقر الأكاديمية السويدية حيث يتم الإعلان عن المرشحين لجوائز نوبل

غير أن هذه الجائزة التي صُنعت للأشخاص المتميزين في العالم مرت في تاريخها بالعديد من الأزمات التي طعنت في مصداقيتها وهزت سمعتها لدى الكثير من الناس. فماذا تعرف عن جائزة نوبل؟

رحلة نوبل من الديناميت للسلام

لم يكن المخترع السويدي ألفريد نوبل الذي ولد في أستوكهولم عام 1833 يدري أن اكتشافه الذي وصل إليه بعد رحلة طويلة من الأبحاث العلمية سيكون الاكتشاف الأسوأ في تاريخ البشرية اليوم، وأنه في الأغلب أصبح أداة للهدم لا الإعمار على عكس ما أراد.

فبعد انتشار استخدام اختراع نوبل “الديناميت” في الحروب والتخريب أوصى نوبل عند وفاته بجزء كبير من ثروته ليمنح جوائز سنوية لأكثر الأشخاص إفادة للبشرية، فتأسست أكاديمية جوائز نوبل وسميت باسمه، ومنحت أول جائزة عام 1901 في مجالات الأدب والفيزياء والكيمياء والطب في الأكاديمية الملكية الموسيقية في العاصمة السويدية أستوكهولم.

ومنذ عام 1902 بدأ تقليد تسليم الجائزة عن طريق ملك السويد في العاشر من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وتبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي بالإضافة إلى شهادة وميدالية ذهبية.

وتتألف لجنة جوائز علوم النبات والطب من 50 عضوا من معهد كارولينسيكا و50 آخرين من الأكاديمية السويدية. أما لجنة الكيمياء والفيزياء فتتألف من 300 عضو من أكاديمية العلوم السويدية، في حين يشرف على جائزة السلام المعهد النرويجي الذي يحدد خمسة أعضاء للجنتها يتم اختيارهم من معاهد مختلفة. ويشترط على المترشح للجائزة أن يكون على قيد الحياة.

نوبل للسلام.. تكريم صانعي الحرب 

دير ياسين وقانا وجنين والروهينغيا والانتفاضة الفلسطينية الأولى، مجازر مروعة كل مجزرة لا تقل بشاعتها عن الأخرى، لكن المفارقة الغريبة هنا أن قادة تلك المجازر حصلوا على جائزة نوبل للسلام مثل، رئيس الوزراء الإسرائيلي السادس مناحم بيغين الذي قاد مذبحة دير ياسين عام 1948 وقتل فيها 360 شخصا، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الخامس إسحاق رابين الذي خطط ووضع استراتيجية كسر العظام ضد الفلسطينيين في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وقتل فيها أكثر من 1300 شهيد.

تبلغ قيمة الجائزة الواحدة حوالي مليون دولار بالإضافة إلى شهادة وميدالية

 وكذلك رئيس إسرائيل التاسع شمعون بيريز منفذ مجزرتي قانا 1996 وقانا 2002، ومستشارة الدولة في ميانمار أون سان سو تشي التي سكتت عن مجازر جيش بلادها ضد الأقلية المسلمة الروهينغيا، وأخيرا الرئيس الـ44  للولايات المتحدة باراك أوباما الذي وسع الحرب في أفغانستان وبدا متفاجئا من فوزه بالجائزة قائلا” “لعل القضية الكبرى التي تلقي بظلالها على فوزي بهذه الجائزة هي أنني القائد الأعلى لجيش دولة تخوض حربين”.

العرب ونوبل.. إنجاز علمي محدود؟!

عرف العرب جوائز نوبل لأول مرة عام 1978، حين منحت جائزة نوبل للسلام للرئيس المصري الراحل أنور السادات (1918- 1981) مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغين بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل.

كما منحت الجائزة أيضا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1994، وللدبلوماسي المصري محمد البرادعي عام 2005، والناشطة والصحفية اليمينة توكل كرمان رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود عام 2011.

ماري كوري هي أول امرأه تحصل على جائزة نوبل والوحيدة التي حصلت عليها مرتين في الكيمياء والفيزياء

أما في المجال العلمي والأدبي فيعتبر عدد العرب الفائزين بالجائزة قليلا، مما يدل على محدودية الإنتاج الأدبي والعلمي، فقد حصل الروائي المصري نجيب محفوظ عام 1988 على جائزة نوبل للأدب، وحصل الكيميائي المصري أحمد زويل عام 1999 على جائزة نوبل للكيمياء.

 هل تتحيز نوبل ضد المرأة؟

من بين 932 جائزة نوبل وُزعت في جميع المجالات هناك 49 امرأة فقط بين الفائزين منذ تأسيس الجائزة وحتى اليوم، وهو ما دفع البعض بالقول إن نوبل تتحيز ضد المرأة، خصوصا بعد عدة جوائز كانت المرشحات فيهن نساء لكنها ذهبت لغيرهن، مثل ماري كوري السيدة التي اكتشفت الظاهرة الإشعاعية ورغم ذلك فإن خطاب الترشيح للجائزة عام 1903 جاء لزوجها بيير كوري بينما تجاهلت لجنة الترشيحات ماري في خطابها، كما أنه من بين 207 شخصيات حصلت على جوائز نوبل في الفيزياء هناك امرأتان فقط.


إعلان