التعديل الجيني.. من يريد فتح باب جهنم على البشرية؟
عندما تجرأ عالم إحياء صيني في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 على فتح باب “التعديل الجيني”، تعالت أصوات الإدانة في العالم كلّه. لم تنفع مبررات “خه جيان كوي” في طمأنة الوسط العلمي بأن تجربته هي “مجرد محاولة لإصلاح أحد الأعطاب الجينية”، إذ يُصرّ باحثون في العالم الغربي على أن تنقيح الحمض النووي يجب أن يظل في خانة المحظور.
لاحقا تدخلت السلطات الصينية لوقف خه جيان كوي، لكن البعض يشكك في هذه الرواية ويعتقد أن العالم الشاب تصرف -دون شك- بموافقة حكومية، إذ تعمل الصين في “الخفاء” على برامج عسكرية لتجريب كيف يمكن تصميم أطفال بمواصفات خارقة كمقدمة لبناء جيش جبار لا يُقهر، كما في قصص الخيال العلمي.[1]
وخلال الأسبوع الماضي، عبّر عالم روسي آخر عن رغبته في القيام بالتجربة نفسها، وتعديل جينات الأطفال لحمايتهم من الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، لكنه تعرض أيضا لانتقاد واسع وسط العلماء الذين يؤكدون باستمرار ضرورة وضع إطار أخلاقي دولي مُلزم قبل فتح الباب للتعديل الجيني.
ويقول أشد المعارضين إن بعض الدول -مثل الصين وروسيا- ترسل “بالونات اختبار” لمعرفة أين يقف العالم حيال التعديل الجيني الخاص بعلاج الأمراض المستعصية، لكن هذه المرحلة ستكون مجرد مقدمة، فالهدف هو التطبيع كليا مع التدخل في الحمض النووي للقيام بتجارب أخرى في إطار ما يسمى في الدراسات الأمنية بـ”ترقية البشر” (Human enhancement)، وهي فكرة قديمة دغدغت عقول رواد الداروينية الاجتماعية في القرن التاسع عشر، واعتُبرت أهم الركائز الأساسية في فلسفة فريدريك نيتشه (1844-1900).
هكذا بدأت القصة
في نهاية 1953، أعلن العالمان البريطاني فرنسيس كريك والأمريكي جيمس واتسون اكتشاف “سر الحياة”، فقد استطاعا فكّ التركيب الجزيئي للحمض النووي (DNA) وخلُصا إلى كيفية تخزين الشفرة الوراثية وانتقالها من جيل إلى آخر.
ولأول مرة في تاريخ البشرية أصبح بإمكان العلماء الوقوف أمام الأخطاء التي تقع في سلسلة الحمض النووي مثل الطفرات الضارة (ولادة أطفال بذيل) أو الأمراض الوراثية (أطفال عميان)، بالإضافة أيضا إلى الطفرات المفيدة للإنسان (أطفال بذكاء غير طبيعي).
إلى هنا كانت الأمور عادية، لكن بعض علماء البيولوجيا سارعوا إلى التفكير في كيف يمكن أن يتدخل الطب الحيوي لإصلاح الطفرات الضارة أو الأمراض الوراثية التي تقع داخل شفرة الحمض النووي، فبدأت التجارب في هذا المجال.
في 2012 توصل علماء أمريكيون إلى تقنية جديدة تحمل اسم “كريسبر/كاس9” (CRISPR-Cas9) وحاولوا تسخيرها لعلاج الاضطرابات الوراثية والطفرات بإعادة كتابة الشفرة الوراثية عن طريق إزالة جزء محدد من الحمض النووي أو تعديله أو استبداله تماما بجينات أخرى.
وفي السابق، كان التعديل الجيني يعتمد على استهداف أجزاء معينة من الحمض النووي باستخدام البروتينات، لكن “كريسبر/ كاس9” جعل كلفة العمليات أرخص وأسرع وأكثر أمانا.
أما المنطق الذي يقف وراء هذه التقنية الجديدة فهو مرافعة قدمها باحثون في المجال خلاصتها كالتالي: عوض استئصال ذيل رضيع مباشرة بعد ولادته، لماذا لا يتدخل الطّب ليقوم بذلك في مرحلة جد مبكرة عبر “دي أن إيه”، وهكذا يتجنب الأجنة عمليات جراحية خطيرة بعد الولادة، وفي الوقت نفسه تتجنب العائلات الآلام والهلع الذي تصاب به عندما تتفاجأ بطفل يحمل تشوهات خلقية.[2]
وفي المجمل، حظيت هذه الفكرة بترحيب شديد، حتى وسط بعض المجموعات الدينية المحافظة والخبراء في علم الأخلاق، لكن كانت هناك مشكلة أساسية وهي: مَن الذي يحدد بالضبط متى يجب أن يتدخل الطب للقيام بالتعديل الجيني، ومن الذي يملك سلطة تعريف الخلل الجيني؟
ويطرح البعض الإشكال في صيغة سؤال: من يستطيع إيقاف أب يعاني من تخلف ذهني طفيف (ذكاؤه في حدود 68) من دفع الأموال إلى طبيب جشعٍ من أجل جعل ابنه نابغة بدرجة ذكاء تتجاوز 145؟
ويطرح هذا السؤال إشكالا أخلاقيا عويصا، إذ يصعُب بالضبط تحديد أين يتوقف علاج الأمراض الوراثية وأين تبدأ عملية ترقية وتعزيز القدرات العقلية والبدنية للأجنة.
وقد تعززت هذه المخاوف بعد أن بدأ الحديث عن إمكانية تصميم أطفال بمواصفات جسمانية خاصة (بشعر أشقر مثلا، أو عينين زرقاوين وبشرة شديدة السواد). فعند تصميم طفل بهذه المواصفات -التي قد يجدها البعض غريبة- يُطرح مجددا سؤال: من يتحمل مسؤولية الاضطرابات النفسية التي قد تنشأ لدى الأطفال المعدّلين جينيا عندما يرفضون تقبّل أشكالهم؟ الأسوأ من ذلك أن التعديل الجيني -وحتى الأخطاء التي تقع خلال العملية- تمر إلى أجيال عديدة من الأبناء والأحفاد.
وإذا كان البعض يتلهّف لبدء التعديل الجيني الخاص بعلاج أمراض مستعصية مثل داء هنتنغتون والتليف الكيسي وسرطان الثدي والمبيض ومرض الزهايمر.. فإن خبراء أفنوا أعمارهم في دراسة “دي أن إيه” يعتقدون أن ضرر التعديل الجيني أكبر من نفعه في الوقت الحاضر، وأن استخدامه في المجالات العسكرية قد يفتح الباب لدمار البشرية.
البحث عن الإنسان الخارق
فكرة البحث عن الإنسان الخارق أو “الارتقاء” قديمة قدم الحضارة البشرية نفسها. ففي تراث الديانات الإبراهيمية، نال النبي آدم وأبناؤه عقابا إلهيا أبديا لأنه عصى أمرا سابقا بعدم الأكل من شجرة محرمة، لكن الشيطان أغراه بأنها “شجرة الخلود”، وهي قصة تحمل دلالات كبيرة على أن الإنسان يدفع نفسه إلى التهلكة بسبب محاولاته المستمرة إلى تخطّي حدود ما هو طبيعي.
وفي الميثولوجيا الإغريقية مجّد الشعبُ بروميثيوس ووصفه بـ”الإله الطيب”، فقط لأنه تحدى كبير الآلهة زيوس عندما سرق “شعلة المعرفة” ومنحها للإنسان. “هؤلاء (البشر) يستحقون أيضا أن يعرفوا”، كما تقول الأسطورة. تحمل هذه القصة أيضا دلالات هائلة عن الإنسان غير القنوع الباحث دوما عن تعزيز قدراته داخل الطبيعة.
وقد مثلت رواية “فرانكشتاين” للكاتبة الإنجليزية ماري شيلي (1797-1851) ذروة انتقاد هذا الاندفاع البشري نحو المعرفة والتجريب بلا قيود أخلاقية، وانتقدت خاصة غرور الإنسان الأوروبي المزهو بالاختراقات العلمية خلال الثورة الصناعية، وكانت بمثابة التحذير من أن البشر سيخلقون يوما “فرانكشتاين” يتسبب في دمار البشرية.
وسواء كان البحث الإنساني عن “الارتقاء” طريقا محفوفا بالمخاطر أم لا، فإن العالم الذي تتجاذبه قوى كبرى تركض على الدوام وراء التفوق العسكري يجعل مهمة علماء الأخلاق والأصوات الدينية شبه مستحيلة. فبينما تتعالى الأصوات الغاضبة ضد طبيب صيني أو روسي ينوي تعديل الأطفال جينيا، تقوم المؤسسات العسكرية في الصين والولايات المتحدة بالأبحاث في هذا المجال منذ حوالي عقدين.
وتقود وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية المعروفة اختصارا بـ”داربا” (DARPA)، الأبحاث الجينية لتسخير تقنية “كريسبر/كاس9” في مجال الدفاع من أجل ضمان تفوق الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الصين تعمل “الأكاديمية السرية للعلوم الطبية العسكرية” و”الجامعة الطبية العسكرية الثالثة” على أبحاث مشابهة لفائدة جيش التحرير الشعبي الصيني.[3]
ورغم أن أبحاث هذه المؤسسات تحيطها سرية تامة، فإن النشاط الأكاديمي يفضح باستمرار ما يُعتمل في السّر، فالكثير من الأساتذة الكبار في الجامعات الأمريكية يتعاقدون مع المؤسسات العاملة في مجال الدفاع.
وفي السنوات الماضية ازدادت البحوث الأكاديمية التي تحذر من عواقب ومخاطر استخدام “كريسبر/كاس9” في المجال العسكري، بشكل يذكّر بالسنوات الأولى لاكتشاف القنبلة الذرية والتحذيرات من أن اللحظة هي بداية نهاية الجنس البشري.[4]
وفي بحث أكاديمي يحمل عنوان “المقاتلون المعدّلون.. المخاطر والأخلاق والسياسة”، يؤكد الباحثون الثلاثة باتريك لين وماكسويل ميلمان وكيث أبني أن الولايات المتحدة سخّرت “وكالة داربا للعمل على مجموعة من المشاريع البحثية المصممة لبناء مقاتل يمكنه أن يتعلم بشكل سريع ومُبهر، ويأكل العشب إذا لزمه ذلك دون أن يموت من الجوع، ولديه رؤية فائقة بلا عدسات، ويعمل دون نوم أو طعام، ويسبح مثل الدلافين، ويتمتع بحاسة شم الكلاب، وقادر على تسلق الجدران مثل السحالي، من بين قدرات أخرى”.[5]
ويضيف الباحثون أن الإنسان “كائن هش” بشكل ملفت للنظر، عكس الحيوانات الأخرى، وهذا يجب أن يتغيّر، “فلسنا مسلحين بالأنياب أو المخالب، وليست لدينا القدرة على الطيران أو غيرها من الميزات المفيدة للبقاء على قيد الحياة في عالم متوحش. إنه لأمر عجيب أن جنسنا البشري -المُجرد من كل هذه الأسلحة- قد نجا على الإطلاق من الانقراض. ورغم ذلك فإن البشري استطاع العيش في الطبيعة بفضل عقله، إذ نجح في تجنب الانقراض بالصيد والقنص والدفاع عن نفسه مستخدما أدوات من صنعه، لكن هذا غير كاف لوحده”.
وفي محاولة لإيجاد تبرير لهذه التجارب في المجال العسكري، يقول الباحثون الثلاثة “تشير التقديرات إلى أن كل جندي في الجيش الأمريكي يكلّف الولايات المتحدة نحو مليون دولار، وهذا دون شك يساعد على جعل الجندي الأمريكي الأفضل عالميا، ومع ذلك فهذا الجندي لا يزال عرضة لإصابة مميتة ناتجة عن رصاصة رخيصة لا يتجاوز سعرها 25 سنتا”، مما يعني “ضرورة التغلب على هذا الضعف بواسطة التعديل الجيني”.
وفي ورقة بحثية أخرى نشرها الباحثان مارشا غرين وزوبين ميستر عن الموضوع نفسه وجدا أن وكالة “داربا” الأمريكية تشتغل ليس فقط على التعديل الجيني لدى الأطفال، ولكن أيضا لدى الجنود، ويعتقدان أن هذا الأمر أخطر لأن أي تعديل في شفرة الحمض النووي تؤدي إلى طفرات ضارة لا يمكن توقع نتائجها.[6] وأكدا أيضا أن هدف المؤسسة العسكرية حاليا هو خلق “جندي سوبرمان” قادر على تحمل الأهوال النفسية للحرب، لكن أيضا يتمتع بقوة عضلية وذهنية غير مسبوقة للبشر.
وفي السياق ذاته، يحذر عالم الأحياء الأمريكي كريغ فينتر -الذي صنفته مجلة تايم من بين الأشخاص المئة الأكثر تأثيرا في العالم في عامي 2007 و2008- من أن فهم العلماء لوظائف الجينات “شبه منعدم رغم كل الاختراقات”، وقال “قد نقوم بالتعديلات الجينية لكن لا نعرف كيف سينعكس ذلك على وظائف أخرى تقوم بها الجينات، فنادرا ما يكون للجينات أو البروتينات وظيفة واحدة. من خلال تجاربنا على الحيوانات وجدنا أنه عندما نغير خاصية معينة في الجينات ننتهي إلى نتائج مفاجئة غير متوقعة”.[7]
ولا تخفي الولايات المتحدة نيتها في البحث عن جندي خارق بكل الوسائل، ففي 25 فبراير/شباط 2014، التقى الرئيس باراك أوباما حينها بمسؤولي الجيش ومهندسين في البنتاغون لمناقشة “خطط إنشاء دروع جديدة فائقة تجعل الجنود أقل تعرضا للهلاك خلال المعارك وأشد خطورة على الأعداء”.[8]
وقال أوباما آنذاك لوسائل الإعلام مازحا “نعمل من أجل بناء الرجل الحديدي (Iron Man)” ، لكن ذلك لم يكن مجرد مزحة، فسرعان ما ظهر ما كان يتم الاشتغال عليه؛ درع خارجي مضاد للرصاص يلبسه الجنود أُطلق عليه اسم “تالوس” (TALOS) يشبه إلى حد بعيد بدلة البطل الخارق “توني ستارك” في أفلام الخيال العلمي.[9]
الآثار المدمرة للتعديل الجيني
تاريخيا كان الجنود يتعرضون لما يشبه “التحسين أو التقوية” ليكون أداؤهم في الحروب قويا، فقد استُخدمت اللقاحات لجعل الجنود أكثر تحملا، كما استُخدمت أدوية محظورة اليوم مثل “ريتالين” (Ritalin) وأمفيتامين (Amphetamine)، وكانت المخدرات -مثل الكوكايين- المهيج الأساسي للجنود في بعض المعارك الكبرى قبل أن يطالها المنع أيضا.
لكن الفرق بين تناول عقاقير أو مخدرات والتدخل جينيا لصناعة أطفال أو جنود بخصائص “أبطال أسطوريين” وبعضلات هائلة وقدرة على الرؤية ليلا ونهارا وتحمل البرد الشديد والحرارة المفرطة والتمتع بذاكرة حديدية، قد تجعل حروب المستقبل أكثر دمارا، ولن تجلب للبشرية سوى المزيد من الأوجاع.[10]
ويتخوف علماء الأخلاق واللاهوتيون في الغرب من انحراف فكرة “تصميم الأطفال” لتصبح تماما مثل الحركة الفلسفية التي وفّرت الإطار الفكري لمقتل الملايين من الأبرياء على يد ألمانيا النازية. فقد أدت أفكار الداروينية الاجتماعية، وخاصة فكرة نيتشه عن “الإنسان الأعلى” (Übermensch)، إلى اعتناق الكثير من المجتمعات الغربية -بما فيها الولايات المتحدة- لما يسمى نظرية “تحسين النسل” (Eugenics)، وهي فكرة تحاول تطبيق أساليب ومفاهيم الانتقاء لدى الكائنات الأخرى على الإنسان.[11]
واعتقد أبرز فلاسفة هذه الحركة مثل فرانسيس غالتون (1822-1911) وفرانز بواس (1858- 1942) أن الجنس الأبيض هو الأفضل نسلا وجسما وذكاء، ثم الجنس الأصفر، تليهما الشعوب ذات البشرة القمحية، وفي الأخير يأتي الزنوج في الدرك الأسفل. وقد كانت هذه الفكرة رائجة وسط مالكي العبيد في الولايات المتحدة، ولا يزال بعض علماء البيولوجيا اليوم يعتنقون هذه الأفكار، بمن فيهم جيمس واتسون، الأب الروحي لـ”دي أن إيه” الذي صدم العالم مؤخرا بتصريحات عنصرية لشبكة “بي بي أس” (PBS) الأمريكية.[12]
وعلى الرغم من أن الرجل الحاصل على جائزة نوبل جُرّد تقريبا من كل ألقابه التكريمية بسبب تصريحاته العنصرية، فإنه لا يزال يصرّ على أن مستوى الذكاء مرتبط بالعرق وأن الجينات تؤدي إلى فروق في النتائج بين السود والبيض في اختبارات الذكاء.
لقد ألهمت أفكار غالتون وبواس عن النقاء العرقي أدولف هتلر فألف كتابه العنصري “كفاحي”، قبل أن يجرّ العالم إلى حرب مدمرة راح ضحيتها 60 مليون شخص خلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945). وهذه الأفكار نفسها هي التي ألهمت قوانين التعقيم القسري وتجريم الزواج المختلط في عدد من البلدان الغربية.
ويتخوف العلماء من حدوث السيناريو نفسه لو تم فتح باب التعديل الجيني، إذ قد تظهر طبقة “أرقى” من البشر بأجساد وذكاء وذاكرة تتحدى كل قوانين الطبيعة، مما يعني أن غير المُعدّلين سيظهرون أمام هؤلاء كما تظهر قردة الشمبانزي لبني البشر. آنذاك، سيكون العالم -وهذا مجرد افتراض- أمام صراع طبقي جديد بين المعدّلين جينيا وغير المعدلين.
المصادر:
[1] https://www.atlanticcouncil.org/blogs/futuresource/gene-editing-in-china-beneficial-science-or-emerging-military-threat
[2] https://www.npr.org/sections/health-shots/2017/08/02/540975224/scientists-precisely-edit-dna-in-human-embryos-to-fix-a-disease-gene
[3] https://www.atlanticcouncil.org/blogs/futuresource/gene-editing-in-china-beneficial-science-or-emerging-military-threat
[4] https://www.wired.co.uk/article/manhattan-project-robert-oppenheimer
[5] http://ethics.calpoly.edu/Greenwall_report.pdf
[6] https://philpapers.org/rec/GREEIO-4
[7] https://time.com/4204210/craig-venter-gene-editing/
[8] https://www.pewresearch.org/science/2016/07/26/human-enhancement-the-scientific-and-ethical-dimensions-of-striving-for-perfection/
[9] https://www.defensenews.com/land/2018/05/24/iron-man-ussocom-1-year-from-putting-operator-into-powered-exoskeleton/
[10] https://www.theatlantic.com/technology/archive/2012/02/more-than-human-the-ethics-of-biologically-enhancing-soldiers/253217/
[11] https://www.pewresearch.org/science/2016/07/26/human-enhancement-the-scientific-and-ethical-dimensions-of-striving-for-perfection/
[12] https://www.nytimes.com/2019/01/01/science/watson-dna-genetics-race.html