الحقيبة النووية.. قطعة بسكويت تفتح أبواب الجحيم
يصفها البعض بأنها النسخة المعاصرة من التاج والصولجان وبقية الرموز التي كانت تشير إلى السلطة في العصور الوسطى، وبمرافقتها الدائمة لرئيس أقوى دول العالم والقائد الأعلى لجيشها، تحوّلت هذه الحقيبة البسيطة في مظهرها، إلى أيقونة للقوة العظمى وأخطر وسيلة تدبير اخترعتها البشرية حتى اليوم.
لا تحتوي هذه الحقيبة على أي زر أحمر يكفي الضغط عليه من طرف الرئيس لتنفجر القنابل النووية كما يعتقد البعض، لكنها في الوقت نفسه باتت جزءا من مظهر الرئيس الضروري لإظهار ما يحوزه رئيس الولايات المتحدة من قوة وقدرة على الضرب حيثما وأينما أراد[1].
على غرار مظاهر القوة العسكرية والاستخباراتية الأمريكية، تحضر الحقيبة النووية بقوة في الأفلام السينمائية الأمريكية، كواحدة من علامات التفوّق والعظمة الأمريكيين. في فيلم “سلسلة القيادة” (Chain of Command)، تحضر الحقيبة النووية بوصفها تلك العلبة الغامضة التي تحتوي حاسبا آليا عالي التكنولوجيا، لا يمكن تشغيله إلا عبر شيفرتين اثنتين، واحدة بحوزة الرئيس والثانية بيد المسؤول عن “مهمة كرة القدم”، إلى جانب بصمتي أصبع وعين الرئيس.
كما أنتجت الصناعة السينمائية والكرتونية أفلاما وثائقية وخيالية تدور فكرتها حول الفكرة شبه الأسطورية للحقيبة ذات “الزر الأحمر” التي يمكنها أن تؤدي إلى تدمير الحياة فوق الأرض[2].
عهدة “الرئيس”.. سلاح مدمر في يدي متهور
تابع العالم بكثير من الرهبة والتوجس، يوم 20 يناير/كانون الثاني 2017، مشهد تقدّم عسكري أمريكي حاملا حقيبة جلدية سوداء اللون، ووقوفه إلى جانب الرئيس المنتهية ولايته “باراك أوباما”، لينقل الحقيبة ويضعها إلى جانب “ترامب” مباشرة بعد أدائه اليمين الدستورية كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية. مصدر الخوف والتوجس هو ما يعرف عن طبع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، وخاصة بعدما أخذت وسائل الإعلام الامريكية في نقل أخبار الحقيبة التي تتجول برفقة الرئيس أثناء ممارسته رياضة الغولف[3].
هذا المشهد لم يتكرر في يناير/كانون الثاني 2021، فقد رفض “ترامب” المشاركة في مراسيم تنصيب خلفه “جو بايدن”، ولم يقم بالتالي بتسليم “الحقيبة النووية”، مما جعل المخاوف تتضاعف، لكن ما هدأ روع الأمريكيين ومعهم بقية العالم، هو أن الحقيبة في حد ذاتها ليست زرا سحريا لإطلاق الصواريخ النووية. كما أن الحقيبة التي يحوزها الرئيس ليست الوحيدة، بل توجد منها نسختان أخريان، واحدة ترافق نائب الرئيس، بينما الثالثة تبقى بشكل دائم داخل البيت الأبيض. ومع انتخاب كل رئيس جديد تتغير الشيفرة السرية، وهو ما يعني أن الحقيبة التي بقيت في حوزة “ترامب” في انتظار إرسالها إلى البيت الأبيض، لم تعد لها أي قيمة[4].
وخلال أحداث 6 يناير/كانون الثاني 2021 التي شهدها مقر الكونغرس الأمريكي، إثر اقتحام موالين للرئيس السابق “دونالد ترامب” مقر المجلس، وكان العسكري المرافق لنائب الرئيس “مايك بينس”، في خطر بينما كان يحمل الحقيبة النووية. فإلى جانب “كرة القدم” الخاصة بالرئيس، يحمل نائب الرئيس بدوره نسخة من الحقيبة النووية، تعتبر وسيلة احتياطية لضمان الهجمات النووية في حال تعذر ذلك على الرئيس لسبب أو لآخر. وكشفت مقاطع فيديو خاصة بأحداث مبنى “كابيتول” الشهيرة، مغادرة نائب الرئيس الطارئة إثر اقتحام مناصري “ترامب” لمقر المجلس، وهو برفقة عملاء الخدمة السرية وعسكري يحمل الحقيبة النووية[5].
“الزر النووي دائما على مكتبي”.. لعبة خطيرة بين أياد غير أمينة
صعد النقاش حول الحقيبة النووية بحدة في بداية سنة 2018، في سياق التراشق الكلامي الذي دار وقتها بين الرئيسين الأمريكي “دونالد ترامب” والكوري الشمالي “كيم جونغ أون”، بسبب الصواريخ الباليستية التي أطلقتها كوريا الشمالية مهددة الأراضي الأمريكية. عاد في هذا السياق الحديث عن ذلك “الزر النووي” الذي يكفي أن يضغط عليه رئيس إحدى الدول النووية كي تنطلق الصواريخ المدمّرة نحو أهدافها، وهو ما يعتبر فكرة أشبه بالخيال.
حينها قال الزعيم الكوري الشمالي إن “الولايات المتحدة بأسرها تقع في مرمى أسلحتنا النووية والزر النووي دائما على مكتبي، وهذا واقع وليس تهديدا”، ليرد عليه الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالقول: “هل من أحد في نظامه المستنزف الذي يتضور جوعا يمكنه أن يخبره من فضلكم أنني أملك أيضا زرا نوويا، لكنه أكبر وأقوى كثيرا من زره، وزري يعمل”[6].
بعد أسابيع قليلة من هذا التراشق، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن موظفين من فريق الأمن الخاص بالرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” اشتبكوا مع مسؤولين في الحرس الصيني خلال زيارته إلى بكين في نوفمبر/تشرين الثاني 2019. وقال موقع “أكسيوس” إن الاشتباك حصل عندما منع الحرس الصيني العسكري الأمريكي الحامل للحقيبة النووية من دخول القاعة الرئيسية، وهو ما اضطر العسكري الأمريكي إلى طرح عنصر الأمن الصيني أرضا، بعدما منعه من ولوج القاعة[7].
مجلس الشيوخ.. جلسة استثنائية لكبح مزاج الرئيس
كانت المخاوف المرتبطة بمزاج الرئيس “ترامب” واحتمال انعكاسه على طريقة استخدام الحقيبة النووية قد ظهرت بشكل مبكر، وتطلب الأمر عقد أعضاء في مجلس الشيوخ جلسة استثنائية في أواخر العام 2017، لدراسة سلطات الرئيس المرتبطة بالحقيبة النووية. وقال بعض الديمقراطيين حينها إن لديهم مخاوف حقيقية من أن يقدم “ترامب” على إعطاء أوامر باستخدام السلاح النووي بشكل يتعارض مع مصالح الأمن القومي الأمريكي.
عرف عهد الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” مستويات قياسية من الخوف المرتبط بالحقيبة النووية واحتمالات استعمالها بشكل خاطئ.
وشهدت ولاية هذا الرئيس حوادث من قبيل نشر رجل أعمال أمريكي شهير لصورة جمعته بالعسكري المكلف بحمل الحقيبة النووية عبر حساباته الخاصة في الشبكات الاجتماعية، وذلك على هامش حفل عشاء أقامه “ترامب” على شرف رئيس الوزراء الياباني في النادي الخاص الذي يملكه “ترامب” في ولاية فلوريدا، قبل أن يتدارك الموقف ويحذف الحساب الخاص برجل الأعمال “ريتشارد ديغازيو” نهائيا من فيسبوك[8].
“هاري ترومان”.. تحرير الزر النووي من أيادي العسكر
رغم رحيل “ترامب” عن البيت الأبيض متم شهر يناير/كانون الثاني 2021، استمر القلق من سلطات الرئيس النووية، حيث دعا وزير الدفاع الأمريكي السابق “وليام بيري” الرئيس الجديد “جو بايدن”، إلى إلى إلغاء حصرية التحكم برموز إطلاق السلاح النووي.
واعتبر بيري الذي حمل حقيبة الدفاع في عهد إدارة كلينتون أواسط التسعينيات، أن وجود الحقيبة النووية في حد ذاته بات تهديدا للأمن القومي الأمريكي، من خلال حيازة الرؤساء بشكل حصري لشيفرتها السرية، وصلاحياتهم المطلقة في إعلان لحرب نووية دون حاجة إلى الكونغرس أو استشارة أي جهة، وهو ما يجعل الرئيس الأمريكي، -حسب “بيري”- قادرا على تدمير العالم في أي لحظة[9].
ويعود أصل هذه السلطة الحصرية للرئيس الأمريكي إلى عهد إدارة “هاري ترومان” الذي قرّر سحب قرار إطلاق السلاح النووي من يد العسكريين، وذلك على إثر الضربات النووية الأمريكية ضد هيروشيما وناكازاكي التي أنهت الحرب العالمية الثانية بطريقة مأساوية. سلطة تعالت الأصوت مطالبة بتقاسمها بين الرئيس وبين مجموعة صغيرة داخل الكونغرس، تجنبا لأي انحراف في استعمالها.
“آلة يوم القيامة”.. رموز الذهب فوق قطعة بسكويت
الحقيبة النووية هي عبارة عن جهاز يزن حواليا عشرين كيلوغراما، يلفه جلد أسود في شكل حقيبة يدوية، ويطلق عليها الخبراء دون مبالغة، وصف “آلة يوم القيامة” التي تستطيع تدمير العالم لما ترتبط به من قوة هائلة[10].
أطلق اسم “كرة القدم” أول مرة على خطة أمريكية سرية لخوض الحرب النووية ضد الاتحاد السوفياتي، وذلك بعد الأزمة الدولية التي تشتهر باسم “أزمة الصواريخ الكوبية” عام 1962، أي في عهد الحرب الباردة. ويعود أول ظهور للخطة التي تحمل هذا الاسم إلى مايو/أيار 1963، قبل أن تخضع الخطة للتحديث المتكرر في وقت لاحق[11].
وتحتاج الحقيبة النووية الموضوعة رهن إشارة الرئيس الأمريكي إلى رموز سرية من أجل استعمالها، وهو ما يطلق عليه اسم “رموز الذهب”، حيث تقوم وكالة الأمن القومي الأمريكية بتوفير هذه الرموز، وطبعها فوق بطاقة بلاستيكية تشبه بطائق الائتمان البنكية، وهو ما يفسّر إطلاق لقب “البسكويت” عليها، ذلك أن حجم وشكل هذه البطاقة يجعلها أشبه بقطعة بسكويت رقيقة يحملها الرئيس الأمريكي معه وتبقى خارج الحقيبة النووية.
ورغم التكتم والسرية الكبيرين المحيطين باستعمال هذه الحقيبة، فإن التاريخ الأمريكي الحديث شهد انتشار الكثير من القصص المرتبطة بها، منها ما جرى عام 1981 في محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان، حيث تعذر على العسكري المرافق له والمكلف بحمل الحقيبة الالتحاق به في سيارة الإسعاف، ليعثر على بطاقة “البسكويت” داخل حذاء الرئيس بعد وصوله إلى المستشفى[12].
كما حدثت وقائع طريفة مرتبطة بهذه الحقيبة، مثل نسيان بطاقة رموزها السرية في جيوب بدلات بعض الرؤساء مثل “جيرارد فورد” و”جيمي كارتر”، حيث عثر عليها بعد وصول البدلات إلى مصلحة الغسيل. كما فقد الرئيس الديمقراطي السابق “بيل كلينتون” بطاقة الشيفرة السرية خلال مشاركته في قمة لحلف شمال الأطلسي عام 1999، بل وقع نسيان حمل الحقيبة نفسها بعد نهاية القمة[13].
بنك الأهداف في الكتاب الأسود.. هدية يوم التنصيب
تتجسد مكونات الحقيبة تحديدا في كتاب يوصف بكونه أسود، ويتضمن الخيارات المتاحة أمام السلاح النووي الأمريكي من خلال رزمة من الأهداف، إلى جانب قائمة بالأماكن السرية الآمنة التي يمكن للرئيس الأمريكي اللجوء إليها كي يكون في مأمن، إضافة إلى معلومات أخرى حول كيفية إدخال الشفرة وتأكيد هوية الرئيس[14].
بنك الأهداف المحتملة للسلاح النووي الأمريكي الذي تتضمنه الحقيبة السوداء يوجد في نسختين مختلفتين، واحدة مفصلة وأخرى ملخصة، فالرئيس إذا اضطر لإطلاق الصواريخ وكان تحت ضغط الوقت يمكنه اللجوء إلى النسخة الموجزة، وهي حسب الخبراء مبسطة لدرجة محاكاة القصص المصورة، بهدف تمكينه من تحديد الأهداف بسرعة وإصدار الأمر.
وفي الساعات القليلة التي تسبق تنصيب الرئيس الأمريكي، يجري إطلاعه في إحاطة خاصة على أسرار وطريقة استخدام الحقيبة النووية، كي لا تستغل قوة معادية لحظة انتقال السلطة لإطلاق هجوم قبل اضطلاع الرئيس الجديد على مكونات الحقيبة[15].
وأثناء عملية الإخبار بأسرار الحقيبة النووية صباح يوم التنصيب، يسلم الرئيس الجديد بطاقة “بسكويت” جديدة، تتضمن الشفرة الخاصة به، وبمجرد أدائه اليمين وتوليه الرئاسة رسميا، يبدأ تشغيل الشيفرة الجديدة وتعطل تلك التي كانت بحوزة الرئيس السابق[16].
استخدام السلاح النووي.. سلطة مطلقة لا يحدّها إلا تمرّد الجيش
تعتبر سلطة الرئيس على قرار إطلاق الحرب النووية شبه مطلقة، ذلك أن الحاجز الوحيد الذي يمكنه أن يوقف أمرا رئاسيا بتوجيه ضربة نووية هو رفض العسكريين تنفيذ الأمر، استنادا إلى المبدأ الذي يسمح للعسكري برفض تنفيذ الأوامر في حال كانت مخالفة للقانون.
وبالنسبة لقواعد العمل العسكري، فإن قانونية الأمر من عدمه ترتبط بمدى ملاءمة الخطوة المتمثلة في إطلاق ضربة نووية، مع ما تفرضه ظروف الاشتباك أو حقيقة الخطر المحدق بالبلاد، وبالتالي فإن بإمكان الجيش الأمريكي إيقاف أمر الرئيس في حال كان تقييمه للوضع مختلفا[17].
ويتولى فريق مكون من خمسة عسكريين أمريكيين، مهمة حمل الحقيبة النووية للرئيس الأمريكي، حيث يتلقى أفراد هذا الفريق تدريبات خاصة، سمتها الأساس هي التكتم والسرية، حيث يتناوبون على حمل الحقيبة ويرافقون الرئيس في جميع تحركاته حتى تكون الحقيبة في متناوله في حال حاجته إليها.
بالرغم من كون القوانين الأمريكية تمنح سلطة الأمر بضربة نووية للرئيس، فإن الأمر في الحقيقة أكثر تعقيدا، حيث يحتاج ساكن البيت الأبيض إلى سلسلة من الإجراءات التي تحول دون اتخاذه هذا القرار بشكل منفرد، من بينها ربط الاتصال بمركز عمليات البنتاغون وتحليل الشفرة الخاصة بالرئيس والتأكد مما إن كان هو بالفعل من قام باستعمالها.
“مفتاح الجحيم”.. ترسانة نووية في ظل الرئيس الروسي
في مقابل القصص والأحداث الشهيرة بشأن الحقيبة النووية للرئيس الأمريكي، تحيط هالة من الغموض والسرية بنظيرتها أو ما يمكن أن يشكل نظيرا لها في كوريا الشمالية، حيث يسود الاعتقاد بوجود شيفرة سرية خاصة بالرئيس الكوري، دون أن تتضح طبيعة هذا “الزر النووي” وشكله.
بالمقابل يملك الرئيس الروسي حقيبة نووية شبيهة بتلك التي ترافق الرئيس الأمريكي، ويطلق عليها اسم “كازبيك”، وهي عبارة عن جهاز يمكنه تشغيل منصات إطلاق الصواريخ النووية، ويملك الرئيس ووزير الدفاع كلاهما نسخة من شيفرتها السرية، إلى جانب رئيس هيئة الأركان.
ويعود تاريخ ظهور الحقيبة النووية الروسية إلى بداية الثمانينيات، حيث يرجّح أنها دخلت الخدمة في العام 1984، وباتت منذ ذلك الحين ترافق الرئيس الروسي مثل ظله، ويحملها عسكري مدرب بشكل خاص على هذه المهمة تحت حراسة ضابط[18].
وتقول بعض المصادر الروسية إن الحقيبة النووية للرئيس الروسي تتيح إمكانية إطلاق صواريخ قادرة على تدمير قارة بكاملها، وبالتالي يطلق عليها لقب “مفتاح الجحيم”. وتحيط روسيا حقيبة رئيسها النووية بقدر كبير من السرية، على غرار التكتم الذي يحيط الترسانة النووية عموما. وفي مقابل بطاقة “البسكويت” الأمريكية، التي يتم تسليمها من رئيس لآخر، تحيط روسيا حقيبة رئيسها النووية بطقس خاص، يتمثل في تسليمها من الرئيس السابق إلى الرئيس الجديد في خطاب متلفز تنقل فيه السلطة النووية.
وتعتبر الترسانة النووية الروسية استراتيجية في مواجهة التهديدات الغربية المحتملة، حيث تقول بعض المصادر إن الصواريخ الموجهة ضد روسيا يمكنها الوصول إلى أراضيها خلال دقيقة إلى خمس دقائق من إطلاقها، وهو ما يستدعي ردا سريعا وبقاء للحقيبة في متناول الرئيس بشكل دائم[19].
المصادر
[1] https://www.smithsonianmag.com/history/real-story-football-follows-president-everywhere-180952779/
[2] https://www.youtube.com/watch?v=edDiPmMEAm0
[3] https://www.bbc.com/arabic/world-42564365
[4] https://www.lejdd.fr/International/quest-
[5] https://www.alhurra.com/usa/2021/02/12/حقيبة-بنس-النووية-كانت-في-خطر-يوم-اقتحام-الكونغرس
[6] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2018/1/8/الحقيبة-النووية-حاملة-رموز-سرية-ترافق
[7] https://www.axios.com/scoop-skirmish-in-beijing-over-the-nuclear-football-1518992774-1e7a513d-4190-459d-ad4f-2c8746fecc6f.html
[8] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2018/1/8/الحقيبة-النووية-حاملة-رموز-سرية-ترافق
[9] https://middle-east-online.com/ماذا-عن-حق-ترامب-المطلق-في-استخدام-الحقيبة-النووية
[10] https://www.smithsonianmag.com/history/real-story-football-follows-president-everywhere-180952779/
[11] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2018/1/8/الحقيبة-النووية-حاملة-رموز-سرية-ترافق
[12] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2018/1/8/الحقيبة-النووية-حاملة-رموز-سرية-ترافق
[13] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2018/1/8/الحقيبة-النووية-حاملة-رموز-سرية-ترافق
[14] https://arabic.cnn.com/world/video/2016/11/18/v11479-wd-18116-nuclear-football-president-button
[15] https://www.liberation.fr/planete/2017/01/19/obama-trump-a-quoi-ressemble-la-mallette-avec-les-codes-nucleaires_1542614/
[16] https://www.theguardian.com/us-news/2021/jan/19/high-noon-how-trump-will-pass-nuclear-football-to-biden
[17] https://www.lepoint.fr/monde/les-codes-nucleaires-un-pouvoir-exorbitant-du-president-americain-08-01-20
[18] https://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2018/1/8/الحقيبة-النووية-حاملة-رموز-سرية-ترافق
[19] https://arabic.sputniknews.com/military/201511221016444372/