الحقيبة النووية.. آلة “يوم القيامة” وسلاح إفناء البشر
الحقيبة النووية عبارة عن جهاز يزن نحو 20 كيلوغراما، يلفه جلد أسود في شكل حقيبة يدوية، ويطلق عليها الخبراء دون مبالغة وصف “آلة يوم القيامة” التي تستطيع تدمير العالم لما ترتبط به من قوة هائلة. فماذا تعرف عنها؟
تتجسد مكونات الحقيبة تحديدا في كتاب يوصف بأنه أسود، ويتضمن الخيارات المتاحة أمام السلاح النووي الأمريكي من خلال رزمة من الأهداف، إلى جانب قائمة بالأماكن السرية الآمنة التي يمكن للرئيس الأمريكي اللجوء إليها كي يكون في مأمن، إضافة إلى معلومات أخرى عن كيفية إدخال الشفرة وتأكيد هوية الرئيس
تحتاج الحقيبة النووية الموضوعة رهن إشارة الرئيس الأمريكي وتلازمه في كل مكان إلى رموز سرية من أجل استعمالها، وهو ما يطلق عليه اسم “رموز الذهب”، حيث تقوم وكالة الأمن القومي الأمريكية بتوفير هذه الرموز وطبعها فوق بطاقة بلاستيكية تشبه بطاقات الائتمان البنكية، وهو ما يفسّر إطلاق لقب “البسكويت” عليها، ذلك أن حجم وشكل هذه البطاقة يجعلها أشبه بقطعة بسكويت رقيقة يحملها الرئيس الأمريكي معه وتبقى خارج الحقيبة النووية
في المقابل يملك الرئيس الروسي حقيبة نووية شبيهة بتلك التي ترافق الرئيس الأمريكي، ويطلق عليها اسم “كازبيك”، وهي عبارة عن جهاز يمكنه تشغيل منصات إطلاق الصواريخ النووية، ويملك الرئيس ووزير الدفاع كلاهما نسخة من شيفرتها السرية، إلى جانب رئيس هيئة الأركان
يعود تاريخ ظهور الحقيبة النووية الروسية إلى بداية الثمانينيات، حيث يرجّح أنها دخلت الخدمة في العام 1984، وباتت منذ ذلك الحين ترافق الرئيس الروسي مثل ظله، ويحملها عسكري مدرب بشكل خاص على هذه المهمة
تقول بعض المصادر الروسية إن الحقيبة النووية للرئيس الروسي تتيح إمكانية إطلاق صواريخ قادرة على تدمير قارة بكاملها، وبالتالي يطلق عليها لقب “مفتاح الجحيم”. وتحيط روسيا حقيبة رئيسها النووية بقدر كبير من السرية، على غرار التكتم الذي يحيط الترسانة النووية عموما. وفي مقابل بطاقة “البسكويت” الأمريكية التي يتم تسليمها من رئيس لآخر، تحيط روسيا حقيبة رئيسها النووية بطقس خاص، يتمثل في تسليمها من الرئيس السابق إلى الرئيس الجديد في خطاب متلفز تنقل فيه السلطة النووية
تعتبر الترسانة النووية الروسية إستراتيجية في مواجهة التهديدات الغربية المحتملة، حيث تقول بعض المصادر إن الصواريخ الموجهة ضد روسيا يمكنها الوصول إلى أراضيها في نحو دقيقة إلى خمس دقائق من إطلاقها، وهو ما يستدعي ردا سريعا وبقاء للحقيبة في متناول الرئيس بشكل دائم