الدبابات الثقيلة.. سلاح الحروب الفتاك الصامد في وجه التكنولوجيا

مخطئ من كان يرى أن التطور التكنولوجي الذي غزا الجيوش حول العالم، وأن ظهور أنواع جديدة من الأسلحة كالمسيرات وغيرها، سيهمش دور الأسلحة التقليدية القديمة. فسلاح الدبابات مثلا ما زال حتى اليوم استراتيجيا في خطط أكبر القادة العسكريين، وهو ما أكدته الحرب الروسية الأوكرانية، فدور المدرعات وأهميتها عاد بقوة إلى الواجهة، خصوصا بعد موافقة الدول الغربية على تزويد كييف بدبابات قتالية من طرازات متطورة، تزامنا مع الهجوم المضاد للجيش الأوكراني.

فقد شكل الحصول على الدبابات الغربية المتطورة مطلبا أساسيا بالنسبة لكييف التي كانت في السابق لا تملك إلا دبابات ذات تصميم سوفياتي قديم، وتتوقع أن يتغير الوضع الميداني لصالحها في الحرب بعد الحصول على هذه المدرعات القوية، وعلى رأسها الدبابات الأمريكية “أبرامز أم 1″، والدبابات الألمانية “ليوبارد 2″، والدبابات البريطانية “تشالنجر 2”.

وما زال هذا السلاح الإستراتيجي أساسيا في الحروب، فهو بمثابة سلاح الخيالة والفرسان في الجيوش القديمة، واستعمل أول مرة في الحرب العالمية الأولى، قبل أن يصبح حاسما في الحرب العالمية الثانية، وعدد من الحروب في الشرق الأوسط، وإبان الصراع العربي الإسرائيلي. وتكمن أهميته في قدراته الهجومية في الصفوف الأولى للمعارك، بدلا من إطلاق النار من مسافات بعيدة.

فما هو إذن تاريخ استعمال الدبابات في العالم؟ ومتى أصبح دورها استراتيجيا في حسم المعارك؟ وما هي أكبر الدول المصنعة لهذه المدرعات، وما هي أقوى الأنواع وأكثرها فعالية؟ وكيف استطاعت الصمود في وجه التطور التكنولوجي العسكري؟

تجاوز الخنادق.. نجاح بدائي في الحرب العالمية الأولى

يعود أول استعمال رسمي للدبابات إلى الحرب العالمية الأولى عام 1916، حين استعانت بها الجيوش الفرنسية والبريطانية في بعض المعارك، رغبة منها في استغلال قوة نيران هذه المدرعات وسرعة تحركاتها، خصوصا للتغلب على الخنادق التي كانت تؤثر على تقدم الجنود المشاة على الأرض.

وكانت الدبابة البريطانية “مارك 1” أول دبابة قتالية تستعمل في العالم، ونزلت صبيحة 15 سبتمبر/ أيلول 1916 لأرض معركة السوم في فرنسا، واستغلت بالأساس لعبور الخنادق التي أقامها الجيش الألماني، بفضل درعها المقاوم لنيران الأسلحة الرشاشة. ولم يكن أداء هذه الدبابات حاسما، لكنها ساعدت الجنود كثيرا في تجاوز الخنادق.

الدبابة البريطانية “مارك1” أول دبابة قتالية تستعمل في العالم صبيحة الـ15 من سبتمبر/أيلول 1916

من أصل 49 دبابة نشرتها بريطانيا في فرنسا، استطاعت 31 عبور خطوط الجيش الألماني، رغم قلة خبرة الطواقم، وعدم الانسجام مع المشاة، وكثرة المشاكل الميكانيكية. ودفع هذا النجاح النسبي القيادة العليا للجيش البريطاني إلى إعطاء تعليمات بالاعتماد أكثر على هذه المدرعات، والعمل على تجاوز المشاكل التقنية، وتكوين الجنود على التعامل معها، والإسراع بدخول ألف دبابة أخرى إلى ميدان المعركة التالية في هذه الحرب العالمية الأولى.

وقد أظهرت هذه التجربة التي خاضتها المدرعات أهمية تطوير هذا السلاح وتحسين فعاليته في المعارك، وهو ما خصصت له الجيوش الأوروبية ميزانية كبيرة، وسرعان ما ظهرت أنواع جديدة زُوّدت بمدافع ورشاشات ودروع أكثر سمكا وقوة.

معارك الدبابات.. منعطفات حاسمة في الحرب العالمية الثانية

جاءت الحرب العالمية الثانية، فأصبح هذا السلاح أحد أدوات القوة التي أحدثت الفرق، واستعانت بها بالأساس القوات الألمانية، فقد استطاعت تطوير آليات مدرعة ودبابات ثقيلة، رغم الشروط القاسية التي فرضتها معاهدة فيرساي عام 1919.

وكانت معركة “العلمين الثانية” في شمال أفريقيا سنة 1942 أول موقعة تستعمل فيها الدبابات بشكل كبير، وكادت القوات الألمانية والإيطالية أن تحسم المعركة بفضل انتصار القوات الألمانية في معارك الصحراء، لكن البريطانيين أغرقوا حاملة النفط الإيطالية، مما شل حركة تقدم الدبابات في غياب الوقود، وهو ما اعتبر بداية الخسائر التي ألحقت بالألمان في الحرب العالمية الثانية.

دبابات التايغر الألمانية تحسم المعارك بفضل مدافعها من عيار 88 ملم وسمك دروعها الذي يصل إلى 185 ملم

وعلى الجانب الآخر في أوروبا، مكنت هذه الآليات المدرعة ألمانيا النازية من تحقيق نجاحات باهرة خصوصا مع مطلع العام 1943، بفضل الدبابة الثقيلة “تايغر” بنسختيها الأولى والثانية. ووصفت معارك كورسك بين النازيين والسوفيات بأنها أكبر معارك الدبابات في تاريخ الحروب قاطبة. واستعملت في معركة بروخوروفكا لوحدها 850 دبابة ألمانية، مقابل 250 للقوات السوفياتية.

ومكنت دبابات “تايغر” الألمانية من حسم المعارك بفضل مدافعها (عيار 88 ملم) وسمك دروعها (185 ملم)، مما أعاق تقدم قوات “ستالين” وعملية طرد النازيين من أوروبا الشرقية. قبل أن يستعيد السوفيات المبادرة مجددا بفضل تطوير دبابة “إيوسيف ستالين”  (Iossif Stalin) التي عوضت الدبابات السوفياتية السابقة، وزُودت بدروع قوية، ومدافع من عيار 122 ملم.

ومكنت هذه الدبابة السوفيتية الثقيلة من تحرير عدة مدن من قبضة النازيين، وخاضت معارك ناجحة، حتى وصلت في أواخر الحرب إلى العاصمة الألمانية، مستهدفة بنيرانها مبنى مجلس النواب في برلين.

معايير الخفة والقوة.. مميزات سيدة المعارك في القرن العشرين

تعتمد قوة الدبابات وفعاليتها على عدد من العوامل، وطريقة توظيفها في المعارك، بناء على التجارب السابقة وخصوصا في الحرب العالمية الثانية وما تلاها من نتائج، والدروس التي خرجت بها فيما بعد القوتان العظيمتان، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وركزت جهود التطوير على عناصر مختلفة مثل التصميم والتقنيات المستعملة، والأسلحة والمدافع التي تحملها، وقدرتها على المناورة والتحرك في التضاريس المختلفة، وحماية الجنود بداخلها من نيران الأسلحة المضادة للدروع.

من ميزات الدبابة الأفضل، التصميم والتقنيات المستعملة والأسلحة والمدافع التي تحملها وقدرتها على المناورة

وكانت الولايات المتحدة تستعمل المدرعات بشكل محدود مع المشاة، وتركز على النيران المساندة في العمليات الحربية باستخدام سلاحي الجو والمدفعية، بينما كان السوفيات يميلون أكثر لاستغلال قدرات الدبابات بشكل مباشر لفتح الجبهات وإحداث ثغرت في جبهات العدو.

وانعكس هذان التوجهان على جل المعارك التي تستعمل فيها الدبابات والمدرعات الثقيلة خلال القرن العشرين، وصولا إلى وقتنا الحالي. سواء في خلال الصراع العربي الإسرائيلي، أو في حرب الخليج الأولى والثانية، أو حرب فيتنام، أو في الغزو الأمريكي للعراق، وصولا إلى حرب روسيا على أوكرانيا التي نعيش تفاصيلها اليوم.

حرب أكتوبر.. مجزرة الدبابات وميلاد أسطورة “الميركافا”

ظهر دور سلاح الدبابات في الصراع العربي الإسرائيلي وأساسا في حرب أكتوبر/ تشرين الثاني 1973، بينما لم توفق للقيام بدور مهم في حرب 1948 ونكسة العام 1967. واعتمدت مصر وسوريا في حرب 1973 على دبابات “تي-55″ و”تي-62” السوفياتية، بينما استعمل جيش الاحتلال دبابات غربية الصنع، وعلى رأسها دبابتا “إم-48″ و”إم-60” الأميركيتان، وخاض بهما الجانبان معارك شرسة، مما ساعد الجيش المصري على اجتياز قناة السويس، واجتياح الجيش السوري لهضبة الجولان واقترابه من بحيرة طبريا.

كتائب عز الدين القسام يفجرون سنة 2001 دبابة ميركافا ويسقطون أسطورتها

وكانت هذه الحرب مجزرة حقيقية للدبابات، حتى ظن بعض الناس أن عصرها ولى، وأدى تعرضها لصواريخ “ساغير” وقذائف “أر بي جي” المضادة للدروع التي تطلقها قوات المشاة، إلى دمار كبير لهذه العربات المصفحة، ولم يبق منها مع نهاية الحرب في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 سوى مئة دبابة إسرائيلية صالحة للخدمة، من أصل 265 دبابة إسرائيلية دخلت أرض المعركة.

وكانت هذه الخسارة بمثابة عبرة للجيش الإسرائيلي، فاستمر في تطوير هذا السلاح للوصول إلى تصنيع “الميركافا” التي تعتبر من أفضل دبابات القتال الرئيسية في العالم، فقد جمعت بين الصفات الأساسية، وهي السرعة وقوة الدروع والمدفع الرئيسي، إضافة إلى تجهيزاتها الإلكترونية المتطورة جدا.

لكن ذلك لم يمنع المقاومة الفلسطينية من مهاجمتها، وإحداث أضرار بها سنة 2001، عندما فجر عناصر من كتائب عز الدين القسام عبوة لا تقل زنتها عن مئة كيلوغرام، فأحدثت فجوة قطرها 1.5م في هيكل الدبابة، وهي عملية وصفت بأنها النقطة السوداء في أسطورة “دبابة الميركافا” المصفحة التي  تروج لها إسرائيل، قبل أن يوجه لها مقاتلو كتائب القسام ضربات مؤلمة في معركة “طوفان الأقصى” عام ٢٠٢٣ باستخدام قذائف الياسين محلية الصنع وقذائف الآر بي جي .

“الأبرامز”.. صانعة الانتصارات ومدمرة الجيوش

تعتبر الدبابة الأمريكية “أبرامز M1” أشهر الدبابات في العالم، وتوصف بأنها العمود الفقري للجيش الأمريكي، وقد دخلت الخدمة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وخضعت لتعديلات متتالية، حتى أصبحت تمتلك تقنيات حديثة ومتطورة، مثل نظام الرؤية الليلية، ونظام الاستشعار الحراري، ونظام الدفاع الجوي وغيرها، بالإضافة إلى مدفعها الرئيسي (عيار 120 ملم).

ويوصف الطراز الأحدث حاليا “أبرامز M1A2” بأنه أكثر الدبابات تقدما على الإطلاق، لتوفره على أحدث أنظمة تحديد المواقع (GPS)، مع الجيل الثالث من الأشعة تحت الحمراء، ومكتشف نطاق ليزر أكثر فعالية، وكاميرا ملونة. ويجري حاليا العمل على تطوير نسخة جديدة تحت مسمى “أبرامز إكس” (Abrams X)، بوزن أخف، وهيكل أقوى، مع اقتصارها على طاقم أصغر، وهي مجهزة بتقنيات الذكاء الصناعي.

دبابة “أبرامز إكس” أحدث تكنولوجيا الدبابات الأمريكية بسبب تزويدها بالذكاء الصناعي

وقد صنعت هذه العربةُ الأمريكية المدرعة -التي تزن أكثر من سبعين طنا- أداءً متميز في الحروب التي خاضتها، فخلال عاصفة الصحراء في حرب الخليج الأولى نُشر أكثر من 1840 دبابة في العراق، دون تعرض أي منها للتدمير، وتعرضت 23 منها فقط لأضرار طفيفة. كما شاركت “الأبرامز” في حرب الخليج الثانية، وقادت الهجوم البري الذي سحق قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

“ليوبارد 2”.. سرعة وخفة في فخر الصناعة الألمانية

ما زالت “ليوبارد 2” الألمانية تعتبر إحدى أكثر الدبابات فعالية، وأكثرها قدرة على المناورة، مما يجعلها المفضلة لدى قادة الجيوش حول العالم، فسرعتها يمكن تصل إلى 72 كلم في الساعة، وتحظى بمدى أكبر مقارنة مثلا بدبابات “الأبرامز” الأمريكية، إذ يصل هذا المدى إلى 450 كلم، قبل إعادة التزود بالوقود، بفضل استخدامها لمحرك الديزل.

دبابة “ليوبارد2” الألمانية هي إحدى أكثر الدبابات فعالية وأكثرها قدرة على المناورة

وتتمتع “ليوبارد2” بمزيج مثالي يجمع بين سرعة الحركة والمناورة، وبين القوة النارية بفضل مدفعها الرئيسي (عيار 120 ملم) المشابه لمنافستها الأمريكية، كما أن هيكلها الصلب يحمي الجنود من الصواريخ المضادة للدبابات والألغام ونيران قذائف “آر بي جي”.

وقد طورت الشركة المصنعة لهذه الدبابة الطراز الأحدث “ليوبارد 2 إيه 7+” (Leopard 2A7+) عام 2010، ويعد طراز “ليوبارد 2 إيه 4” الأكثر تصنيعا من هذه الدبابة في الوقت الحالي، وهو الذي ستحصل عليه أوكرانيا ضمن الوعود التي قدمتها الدول الغربية، إلى جانب الدبابة البريطانية “تشالنجر 2” التي أثبتت أيضا جدارتها في المهام القتالية المسندة إليها في البوسنة وكوسوفو والعراق.

إرث السوفيات.. أكبر أسطول من الدبابات في العالم

تملك روسيا أكبر أسطول من الدبابات في العالم، إذ يبلغ أكثر من 12500 دبابة، بحسب أحدث أرقام موقع “غلوبال فاير باور” الأمريكي لعام 2023، وهو ما يمثل 18% من مجموع الدبابات التي تملكها الجيوش العالمية، كما أنها الأكثر تصنيعا للمدرعات. مع العلم أنها ورثت عن الاتحاد السوفياتي سنة 1992 أزيد من 52 ألف دبابة.

روسيا تمتلك 18% من مجموع الدبابات التي تملكها الجيوش العالمية

ومن أبرز هذه الدبابات الروسية “تي62″ و”تي72” و”تي90″، ويعود بعضها إلى فترة الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى الطراز الأحدث “تي14 أرماتا” الذي يسعى الجيش الروسي إلى أن يعزز به سلاح المدرعات لديه.

ويمتاز هذا الطراز الأحدث من الدبابات الروسية بقوته وامتلاكه لمميزات خارقة، ووزن أخف يمكنها من مستويات عالية من المناورة، مع تدريع قوي يحميها من القذائف المخترقة للدروع. ويرتقب أن تعوض دبابات “تي 14 أرماتا” الأسطول الكبير المتقادم الموروث عن الاتحاد السوفياتي، وسيصل عددها بحسب خبراء عسكريين إلى 2300 دبابة، خلال ثلاثة أعوام.

دبابات الصين.. ثورة تصنع أكبر أسطول تحت الخدمة

إذا كانت روسيا تملك أكبر أسطول من الدبابات، فإن الصين في المقابل لديها حاليا أكبر أسطول دبابات عسكرية تحت الخدمة في العالم يقدر بحوالي 6900 دبابة، وفقا لتقرير “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” للعام 2018، فقد ذكر أن روسيا والولايات المتحدة تحتفظان بأعداد كبيرة من دبابات القتال الرئيسية في المخزن.

لدى جيش التحرير الشعبي الصيني خمسة نماذج دبابات رئيسية، يطغى عليها طراز “تايب 59”

ولدى جيش التحرير الشعبي الصيني 5 نماذج دبابات رئيسية، يطغى عليها طراز “تايب59” الذي بدأت الصين إنتاجه ما بين 1958-1978، اعتمادا على نموذج الدبابة الروسية “تي54”. وتعتبر هذه الدبابة الأقدم في أسطول الجيش الصيني، لكنه بدأ في السنوات الماضية مسار التطوير من خلال دبابة “تايب99” الحديثة، وتتميز بتقنيات متطورة ونظام حديث للمدفع الرئيسي، كما أنها تحمل مدفعا رئيسيا بعيار 125 ملم، وتتميز بقدرتها على التحرك بسرعة والاندفاع إلى الهجوم.

وبالإضافة إلى هذه القوى التقليدية، انضمت كوريا الجنوبية في السنوات الماضية إلى نادي المصنعين الكبار للدبابات، بفضل نموذجها المتطور والقوي “كيه2” “K2 Black Panther”، ووقعت دول أوروبية من بينها بولندا عقودا مع سيول، من أجل تزويدها بهذه المدرعات التي تنافس مثيلاتها الأوروبية والأمريكية.

عيب التصميم وكلفة الصيانة.. نقاط ضعف أسطول الروس

تشير التقديرات الغربية التي لم يتسن التأكد منها من مصادر مستقلة إلى فقدان روسيا خلال نحو عامين من الحرب مع أوكرانيا ما يصل إلى نصف أسطولها من الدبابات الصالحة للاستخدام، أي ما يعادل 1500 دبابة بحسب تقارير استخباراتية، بينما تدعي كييف أنها دمرت أكثر من 3250 دبابة روسية.

ارتفاع كلفة صيانة الدبابات وقلة قطع الغيار يسببان عائقا حقيقيا على أدائها في الحرب

وتثير هذه الأرقام الكبيرة – إن صحت- تساؤلات حول سهولة استهداف الدبابات الروسية، وتحدث محللون عن عيب في تصميم هذه المدرعات الروسية ذات الأصل السوفياتي، فقد تؤدي طلقة واحدة إلى تدميرها إذا أصابت مخازن ذخيرتها.

كما أن ارتفاع كلفة الصيانة أثر على ظروف إعداد هذه الدبابات للحرب، بسبب قلة قطع الغيار. لكن تبقى إشكالية الصيانة وكلفة التصنيع المرتفعة والمعقدة، أبرز نقط ضعف هذا السلاح الإستراتيجي. بالإضافة إلى أن وتيرة إنتاج المصانع أصبحت أبطأ، بسبب صعوبة العملية، لتوفر هذه الدبابات على حديثة على أنظمة تكنولوجية متطورة، مثل أنظمة الرادار والرؤية الليلية، وغيرها من الوظائف الأخرى.

قاتلة الدبابات.. تطور تكنولوجي يهدد مدمرات الماضي

يبقى سلاح الطيران والمسيرات الحديثة من أكثر الأسلحة التي أصبحت تهدد الدبابات في الوقت الحالي، وقد كشفت تقارير عسكرية عن صناعة الولايات المتحدة مسيرات تدعى “قاتلة الدبابات”، وهي مزودة برؤوس حربية قادرة على استهداف الدبابات بدقة عالية من الأعلى، وإصابة أقل المناطق تدريعا، مما يتسبب في دمارها بشكل كبير.

ورغم كل هذه التحديات، يبقى صعبا اليوم التشكيك في أهمية سلاح الدبابات والمدرعات، ويرتقب أن تحتفظ بدورها الأساسي في المعارك المستقبلية، رغم تطور الأسلحة وظهور تقنيات جديدة وخطط حربية غيّرت أسلوب القتال على مر السنين. ولكن ذلك يتطلب مسايرة هذه الآليات للتطور التكنولوجي وتأقلمها مع تطور الأسلحة والأسلحة المضادة، من أجل ضمان اعتماد الجيوش عليها في حروب المستقبل، واستمرار ثورة الدبابات التي انطلقت بعد الحرب العالمية الثانية.