قصة التقويم والوقت.. لغز الأيام والشهور الذي حيّر الأمم على مر التاريخ
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)
في محاضراتي العامة، عادة ما أطرح سؤالا مفاده: كيف عرف القدماء أن السنة مكونة من اثني عشر شهرا، لا أكثر من ذلك ولا أقل؟ والإجابة هي أن القمر يتم 12 دورة حول الأرض، إلى حين عودة الفصول إلى وضعها الأول، فيعود الربيع ربيعا والشتاء شتاء.
ولكن ماذا لو لم يكن هناك قمر يدور حول الأرض، كيف للبشرية أن تكون قد عرفت الشهر؟ وما هو التقسيم الجديد للسنة إذ ذاك؟ يكاد الفلكيون يجزمون بأنه لولا القمر لما استقرت الأرض على ما هي عليه ولما ظهرت عليها الحياة.
وفي الوقت ذاته لما كان الناس عرفوا الوقت بمفهومه الحالي، ولبقيت التقسيمات الرئيسية هي اليوم والسنة فقط. حتى مصطلح “الأسبوع” هو مجرد اصطلاح لا يمثل أي ظاهرة فلكية، وهو على الأغلب منزل مع الديانات السماوية وليس من اختراع البشر.
وفي المقابل، فإن الشهر القمري ظاهرة فلكية مرصودة، مقارنة مع الشهر الشمسي الذي لا يعبر عن أي ظاهرة، فإنما هو اصطلاح سياسي. وليس أدل على ذلك من انتقاص حق شهر فبراير/ شباط الذي لا يطول سوى 28 يوما لثلاث سنوات، ثم في الرابعة يصبح 29 يوما مقارنة بباقي شهور السنة التي يتراوح طولها بين 30-31 يوما.
شكل القمر المتغير بين النجوم.. حكمة ربانية
يتحرك القمر بين النجوم كل يوم، بل يغير شكله بين هلال وتربيع وأحدب وبدر ومحاق، وبذلك تتكرر دورته عيانا كل شهر. لكن هذا الشهر يكون أحيانا 29 يوما، ويكون 30 في أحيان أخرى.
ومع أن الله تعالى قرر في كتابه العزيز أن التقويم القمري هو أصل التقويم (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، فإن الأمم لم تتفق بعد على ذلك، بل تختلف أشد الاختلاف في كيفية بدء الشهر القمري، ومن أين يبدأ، وكيف يبدأ.
وللمقارنة، فإن اليوم الشمسي يبدأ عندما يحل منتصف الليل، أي حين تدق ساعة منتصف الليل. وبعدد أيام الشهر المتفق عليها، ينتقل الناس من شهر أبريل/ نيسان على سبيل المثال، إلى شهر مايو/ أيار، ولا تجد معترضا واحدا على سطح البسيطة ينفي أن يكون اليوم هو بداية الشهر أو نهايته.
في المقابل، تختلف دول كثيرة على بداية الشهر القمري، وقد يمتد هذا الاختلاف أحيانا إلى ثلاثة أيام، مع علم الجميع بأن القمر لا يتخلف عن دورانه حول الأرض لحظة واحدة، بل إن اصطفافه الشهري مع الأرض والشمس يحدث في لحظة عالمية واحدة يحسبها الفلكيون لمئات السنين القادمة.
ولأن الفارق بالأيام بين التقويمين هو حوالي 11 يوما (طول السنة القمرية 354.37 يوما، والسنة الشمسية 365.25 يوما)، فهذا يؤدي بالشهر القمري إلى أن ينتقل بين فصول السنة جميعها، في دورة تعرف بدورة القمر الشمسية التي تستغرق عاما.
ولهذا فإننا نرى شهر رمضان المبارك يتنقل بين فصول السنة وشهورها. ولعل في ذلك حكمة كبيرة، وهي أن لا يكون صيام الناس ثابتا على الطول أو القصر، وذلك من فضل الله ورحمته بعباده.
ظهر هذا الفرق واضحا جليا لدى قدماء المفسرين الذي فسروا آية سورة الكهف (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)، أي أن المدة التي قضوها في الحقيقة هي 300 سنة شمسية أو 309 سنوات قمرية، فكل مئة سنة شمسية تعادل 103 سنوات قمرية.
النسيء بين دورتي الشمس والقمر
ليس التقويم القمري (المدني) منضبطا وفق معيار معين (مفهوم لنا) حتى الآن، فتعريف بداية الشهر بعيدا عن كونه اصطلاحا فلكيا، فإن الشرع هو الحكم الفصل، فمن الفقهاء من يعتبر الاقتران هو أصل الحساب، ومنهم من يعتمد رؤية الهلال هو الأصل.
يقول د. عبد الرحيم بدر: عرف القدماء قضية تدعى الكبس، وهي السنة الكبيسة، فحتى يحافظوا على شهر رمضان في موسم الرمضاء والحر، وربيع الأول والثاني في موسم الربيع، والحج في موسم الشتاء، فقد أضافوا شهرا ثالث عشر للسنة الثالثة في التقويم القمري، وهذا الذي فعلته أكثر الحضارات التي استخدمت القمر تقويما لها. وهو ما ذمه القرآن الكريم بقوله في سورة التوبة: (إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاما وَيُحَرِّمُونَهُ عَاما). فكانوا يكبسون الشهور تارة وينسئونها (يؤخرونها/ يستبدلونها) تارة أخرى، فيبدلون شهر المحرم الحرام بشهر صفر الذي يحلون لأنفسهم فيه وفي غيره من الشهور القتال.
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
يقول أبو الريحان البيروني في “الآثار الباقية”: وكانوا في الجاهلية يستعملونها على نحو ما يستعمله أهل الإسلام (أي الشهور)، وكان يدور حجّهم في الأزمنة الأربعة، ثم أرادوا أن يحجوا في وقت إدراك سلعهم من الأدم والجلود والثمار وغير ذلك، وأن يثبت ذلك على حالة واحدة، وفي أطيب الأزمنة وأخصبها، فتعلموا الكبس من اليهود المجاورين لهم. وذلك قبل الهجرة بقريب من 200 سنة. فأخذوا يعملون بها ما يشاكل فعل اليهود من إلحاق فضل ما بين سنتهم وسنة الشمس شهرا بشهورها إذا تم.. ويسمون هذا من فعلهم النسيء، لأنهم كانوا ينسئون أول السنة في كل سنتين أو ثلاث شهرا، على حسب ما يستحقه التقدم.
أي أنهم كانوا يضيفون شهرا ثالث عشر لكل 3 سنوات قمرية، كي تظل الفصول في أزمنتها، ويظل الحج في شهر معتدل. وبهذا أدخلوا شهرا محرما (ثانيا) على السنة الجديدة، فحل محل شهر صفر، وبعد ثلاث سنوات أدخلوا محرما آخر، فحل محل ربيع الأول.. وهكذا، إلى أن دار ذو الحجة على جميع الأشهر، وآخرها كان في السنة التاسعة للهجرة، حين حج أبو بكر رضي الله عنه، وكان حجه في ذي القعدة، قبل أن يضاف محرم جديد للسنة العاشرة، فتعود الأشهر إلى ما كانت عليه.
وبسبب هذا الكبس وذاك النسيء، اختلطت الشهور، فلم يعد أحد يعرف أي شهر قمري هذا الشهر، إلى أن حج النبي الكريم ﷺ حجة الوداع، وخطب خطبته التي جاء فيها: “ألا إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض”. كناية عن أن الشهور عادت إلى أماكنها وترتيبها الصحيح.
والخلاصة أن كلا التقويمين الشمسي والقمري منضبط: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)، لكن يظل ضبط التقويم القمري بحاجة إلى قرار سياسي سيادي عالمي، كما حدث في ضبط التقويم الشمسي بهذه السيادة التي قررها القياصرة القدماء يوليو وأغسطس، ثم تبعتهم بريطانيا باعتمادها غرينتش خطا مرجعيا عالميا لخطوط الطول، تبدأ كل الحسابات الزمنية من عنده، (فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)؟
السنة الكبيسة.. إعادة لمّ شمل الأرباع التي مزقتها السنوات
تعرف السنة التي يأتي فيها شهر شباط/ فبراير يوما بالسنة الكبيسة (Leap Year)، وهي تقع مرة كل 4 أعوام، بسبب ربع اليوم الذي يتراكم لحذفه من طول السنة 365.25 يوما، فيحذف الربع لثلاث سنوات متتاليات، ثم يضاف يوما كاملا في السنة الرابعة، ليصبح عدد أيام تلك السنة 366 يوما.
ويشترط لرقم تلك السنة أن يقبل القسمة على الرقم 4 كالسنوات 2020-2024-2028-2032، ويستثنى من ذلك الشرط سنوات المئويات التي لا تقبل القسمة على العدد 400، فهي ليست سنوات كبيسة، أمثال السنوات 1900-2100-2200-2300.
ويعود سبب هذه السنة إلى أن الأرض تكمل دورة كل 365.2424، والكسر أقل من ربع يوم كل سنة، يتراكم سنويا ليعادل بعد ذلك 3 أيام إضافية كل أربعة قرون، لذلك يحذف اليوم الكبيس من المئويات التي لا تقبل القسمة على 400.
وقد أدرك البابا “غريغوري الثامن” ذلك في عام 1582م، فجعله يحذف 10 أيام من أيام التقويم، فقفز مباشرة من تاريخ 5 تشرين الأول/ أكتوبر 1582 إلى تاريخ 15 من نفس الشهر، وكأن الناس قد خسروا 10 أيام من حياتهم (وليس هو كذلك).
ألا إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض
وكان ذلك ما أدى لاحقا للاختلاف بين الكنيستين الكاثوليكية الغربية والأرثوذوكسية الشرقية في تحديد يوم عيد الفصح (عيد البيض/أحد الشعانين)، وهو يصادف الأحد الأول بعد البدر الذي يلي الاعتدال الربيعي 21 آذار/ مارس مباشرة، لكن الكنيسة الأرثوذكسية خالفتهم وبقيت تحتفل به في أول أحد بعد بدر 3 نيسان/ أبريل من كل سنة، خلافا للتعديل الغريغوري.
وقد اقترح اثنان من أساتذة جامعة “جونز هوبكنز” مقترحا ثوريا، يقضي بتغيير عدد أيام السنة إلى 364 يوما، وبذلك تظل المناسبات في أماكنها، ثم يُزاد كل ست سنوات أسبوع كامل كبيس، على شكل عطلة طويلة للموظفين، من مزاياه -لو عُمل به- إلغاء الثانية الكبيسة والسنة الكبيسة، وسيصبح شهر فبراير/ شباط 30 يوما على الدوام. فهل ينجحون في التصويت عليه يوما؟
الثانية الكبيسة.. زوائد زمنية طفيفة في كوكب متباطئ
يتباطأ دوران الكرة الأرضية بسبب حركتي المد والجزر، مما يؤدي إلى اختلاف مدة دورانها عن وقت الساعة الذرية المستعملة في حساب الوقت، وللتعويض بين الوقتين، فإن ثانية زمنية واحدة تضاف إلى الساعة كل سنة ونصف (أو مضاعفاتها)، وتدعى بالثانية الكبيسة، فما هي الثانية الكبيسة، وما قصتها؟
الثانية الكبيسة (Leap Second) هي ثانية تضاف أو تنقص من التوقيت العالمي المنسق (UTC)، حتى يبقى متناسقا مع التوقيت الشمسي. فمن المعلوم أن اليوم هو المدة الزمنية التي تستغرقها الأرض للدوران حول محورها دورة كاملة، وبتقسيم اليوم إلى 24 ساعة، والساعة إلى 60 دقيقة، والدقيقة 60 ثانية؛ يصبح لدينا 86400 ثانية في اليوم الواحد.
على هذا الأساس عُرّفت الثانية بأنها 1/86400 من متوسط الزمن المستغرق لدوران الأرض حول محورها دورة واحدة كاملة، وقد وُضع هذا التعريف للثانية منذ عام 1000م تقريبا (390هـ)، على يد العالم المسلم أبي الريحان البيروني.
ولكن دوران الأرض حول محورها غير منتظم، ويتغير بشكل طفيف من وقت لآخر، بسبب أثر جاذبية الشمس والقمر والكواكب عليه.
ثانية واحدة كل 20 مليون عام.. إعادة تعريف الثواني
في منتصف القرن العشرين، احتاج العلماء إلى طريقة ذات دقة أكبر لقياس الزمن، فأُدرج تعريف جديد للثانية عام 1967، وهو: “الزمن الذي تستغرقه ذرة من عنصر السيزيوم المشع لانتقال لإشعاع 9,192,631,770 موجة”.
وهو تعريف أكثر دقة للثانية، فباستخدام الساعات الذرية يمكننا حساب الوقت بدقة متناهية، وبخطأ ضئيل جدا لا يزيد الخطأ فيه على ثانية واحدة كل 20 مليون عام. ونتيجة لذلك فإننا نستخدم طريقتين مختلفتين لحساب الوقت:
الطريقة الأولى هي الزمن المستغرق في دوران الأرض حول محورها يوميا، وحول الشمس سنويا، وهو ما يعرف باسم الوقت الشمسي UT1)).
الطريقة الثانية تعتمد على استخدام الساعات الذرية، لتحديد الوقت بدقة متناهية، وتعرف باسم الوقت الذري الدوليTAI) ).
ولتوحيد الوقت في جميع الساعات، ابتُكر نظام آخر للوقت يعمل على المزامنة والتنسيق بين الطريقتين المختلفتين، وهو ما يعرف باسم “التوقيت العالمي المنسق” (Universal Time Coordinated UTC).
“التوقيت العالمي المنسق”
تكمن مشكلة “التوقيت العالمي المنسق” في أن دوران الأرض حول محورها غير منتظم، مما يجعل اليوم أكثر أو أقل من 24 ساعة بمقدار ضئيل جدا. بالإضافة إلى هذا فإن سرعة دوران الأرض حول نفسها تقل كلما تقدم العمر بكوكبنا الأرضي، بسبب المد والجزر وأسباب أخرى.
ويؤدي ذلك إلى فروق طفيفة جدا بين الوقت الشمسي والوقت الذري الدولي، يصل إلى ثانية واحدة كل عام ونصف تقريبا (تتباطأ الأرض بمقدار 0,0017 ثانية كل يوم = 0,73 ثانية كل سنة، لذلك تضاف الثانية كل سنة ونصف عند اللزوم).
ولو أغفلنا هذه الفروق الضئيلة، فمع مرور الزمن سيزداد ذلك الفارق ليصل إلى دقيقة كل 100 عام، وساعة كل عدة مئات من الأعوام. وإذا استمر الوضع بهذا الشكل، فسيأتي اليوم الذي تشير فيه الساعة إلى منتصف النهار، في حين أننا حقيقة في منتصف الليل!
جاءت فكرة الثانية الكبيسة عام 1972، حين اقترح العلماء إضافة وتنقيص ثانية من الوقت الذري الدولي كل مدة، ليزامن ويتناسق مع الوقت الشمسي، وتوحد طريقة التوقيت المستخدمة في العالم كله تحت التوقيت العالمي المنسق. وقد اتفق العلماء على إدخال الثانية الكبيسة في 30 حزيران/ يونيو أو 31 كانون الأول/ ديسمبر، حسب الحاجة كل عام.
تاريخ العمل بالثانية الكبيسة
بدأ العمل بالثانية الكبيسة في عام 1972، ومنذ ذلك الحين أُدخلت 25 ثانية كبيسة زائدة حتى يونيو/ حزيران 2016، وتشرف على ذلك “الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية”، وهي الجهة المسؤولة عن تقدير دوران الأرض ومقارنة ذلك بالساعات الذرية.
وقبل ذلك، أضافت الهيئة 10 ثوان كبيسة دفعة واحدة في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 1972، لمعادلة الفارق بين التوقيت الشمسي والتوقيت الذري قبل ابتكار مفهوم الثانية الكبيسة، وبهذا أصبح الفارق بين التوقيتين مقداره 37 بعد آخر ثانية أضيفت لآخر ساعة من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2016، ولم تضف بعدها أي ثانية حتى نهاية 2024.
ومع أن مفهوم الثانية الكبيسة يشمل كونها موجبة أو سالبة –أي تُضاف أو تحذف- فإن كل الثواني الكبيسة التي أُدخلت كانت موجبة، وذلك يرجع إلى إبطاء سرعة دوران الأرض حول محورها، نتيجة للمد والجزر.
ومن المحتمل أن تضاف الثانية الكبيسة إلى الساعة في اليوم الأخير من شهر حزيران/ يونيو مثلا لعام 2025، وقبل الانتقال إلى الأول من يوليو/ تموز أُدخلت تلك الثانية في الدقيقة الأخيرة من اليوم كالآتي (انظر الصورة):
31/12/2016 23:59:59 الثانية الأخيرة في هذا اليوم
31/12/2016 23:59:60 الثانية الكبيسة الزائدة.
00:00:00 2017/01/01 الثانية الأولى لهذا اليوم.
إلغاء الثانية الكبيسة.. مخرج من مأزق المتاهات التقنية
قد تتسبب الثانية الكبيسة بمشاكل عدة في البنية التحتية لنظم الاتصالات والإنترنت، وأجهزة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وحركة الطيران حول العالم، وسيتطلب الأمر مجهودا تقنيا كبيرا، لإعادة الوضع إلى ما كان عليه وتحقيق التزامن.
لذا اقترح بعض العلماء إلغاء الثانية الكبيسة، وتلافي تلك المشاكل والمتاهات التقنية، وبدلا من ذلك تُدخل “ساعة كبيسة” (Leap Hour) كل عدة مئات من الأعوام، ويقوم “اتحاد الاتصالات الدولي” -وهو الهيئة المسؤولة عن تنظيم قطاع الاتصالات والأقمار الصناعية- بعقد مؤتمرات الاتصالات الدولية، وكان آخرها في عام 2015، وفيه ناقش المجتمعون إمكانية إلغاء الثانية الكبيسة أو تأجيلها زمنا طويلا، لكن القرار أُجّل حتى المؤتمر الدولي لاتصالات الراديو الذي سيعقد في عام 2023.
فهل سيشعر الناس حقا بنقصان ثانية أو حتى دقيقة من حياتهم؟ وهل سيمثل ذلك فرقا لديهم؟ ربما.