الذكاء الاصطناعي.. ما وراء أخطر ثورة تقنية في التاريخ

شهد العقدان الماضيان ثورة هائلة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وباتت الآلات الذكية تشغل حيزا كبيرا في المصانع والشركات ومعامل البحث والأسواق، بل البيوت أيضا، واحتلت مكان العنصر البشري في أداء مهمات كثيرة، ظن الإنسان أنها مقصورة عليه.
وأمام زحف الآلة المتنامي، تُطرح أسئلة كثيرة وغريبة تشغل بال الإنسان، فهل يكتسب الدماغ الاصطناعي قدرات الدماغ البشري؟ وما الثمن الذي سيدفعه الكوكب بيئيا وحضاريا بسبب طغيان الآلة؟ وهل ستضطلع الحكومات والمشرّعون بمسؤولياتهم في تقنين أخلاقيات الذكاء الاصطناعي؟
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4“هافانا في أحلامي”.. الحضور العربي في قلب الجزيرة الكاريبية
- list 2 of 4“فرنسيون ولكن”.. أبطال عرب يواجهون الثيران والعنصرية في الحلبة
- list 3 of 4“سوريا الصغرى”.. عندما أصبحت أمريكا الوطن البديل
- list 4 of 4“الإنسان الأول والبحر”.. آثار مجتمعات ساحلية أكلت الأسماك وتحلت بالأصداف
هذه الأسئلة وغيرها كانت موضوع فيلم وثائقي مهم، حاورت فيه المراسلة الاستقصائية “لارا لوينغتون” عرّابي الذكاء الاصطناعي من العلماء والباحثين، وعرضته الجزيرة الوثائقية على منصاتها تحت عنوان: “نحن والذكاء الاصطناعي.. هل تهددنا الآلات الذكية؟”.
التعلم المعزّز.. روبوتات تتخذ قراراتها الذاتية
فيما مضى، كانت الآلات بحاجة للبشر ليخبروها بما تفعل، لكن ثورة الذكاء الاصطناعي غيرت القواعد تماما، فقد طور الباحثون في مختبر “بيركلي” كلبا روبوتيا، لكنه غير مبرمج على المشي، ويأملون أن يتعلم المشي ذاتيا بطريقة “التعلم المعزَّز”، فسيكلفونه بمحاولة الوقوف والمشي إلى الأمام، فإذا أحسن فسيكافئونه رقميا، وإن أساء فسيعاقبونه.

يقول البروفيسور “بيتر أبيل”، مدير مختبر “بيركلي” للذكاء الاصطناعي: المثير للاهتمام في التعلم المعزز أن الروبوت يجمع بياناته، فهو يستجيب لبيانات التعزيز والتعنيف، وبمرور الوقت يُغير سلوكه بناء على هذه البيانات، وذلك أشبه بتعليم طفل أو كلب حقيقي، لا بالتلقين بل بجعله يقرر ما ينبغي ليستحق التعزيز.
أما في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو التقنية التي تستخدمها الآلات في اللغة، فقد تأسست شركة “أوبن أيه آي” (Open AI) عام 2015، وأحدثت ثورة في الذكاء الاصطناعي القائم على اللغة، وأصدرت نسخة محدّثة من تقنية “تشات جي بي تي” (Chat GPT)، التي تستطيع إجابة أسئلة معقدة، وكتابة مقالة أو قصيدة، ومنها نسخة مجانية يستخدمها الناس.
الذكاء الاصطناعي التوليدي.. فهم اللغات البشرية
كلما زادت البيانات وعولجت بكثير من البرمجة، ستظهر أشياء أكثر كفاءة، ففي 2019 وصل الذكاء التوليدي أوجه حين استثمرت “مايكروسوفت” مليار دولار في شركة “أوبن أيه آي”.
يقول “براد سميث”، وهو رئيس “مايكروسوفت”: رأينا في “أوبن أيه آي” فريقا رائعا، ونرى أنهم على الطريق الصحيح، وقد نجحت شراكتنا في تحقيق ما سعينا له بأسرع مما تخيلنا.
لقد زودت “مايكروسوفت” شركة “أوبن أيه آي” بأقوى شبكة حاسوب في العالم، واليوم يضم “تشات جي بي تي” أكثر من 100 مليون مستخدم مسجل، لكن إصداره الأحدث ليس مجانيا، وسيضاف مستقبلا إلى تطبيقات “مايكروسوفت”، وبه يمكن كتابة مستند، أو إعداد شرائح توضيحية، أو تصفح البريد الإلكتروني، والإنسان في النهاية مسؤول عن النتيجة التي سيقدمها للآخرين.

لقد زودت “مايكروسوفت” شركة “أوبن أيه آي” بأقوى شبكة حاسوب في العالم، واليوم يضم “تشات جي بي تي” أكثر من 100 مليون مستخدم مسجل، لكن إصداره الأحدث ليس مجانيا، وسيضاف مستقبلا إلى تطبيقات “مايكروسوفت”، وبه يمكن كتابة مستند، أو إعداد شرائح توضيحية، أو تصفح البريد الإلكتروني، والإنسان في النهاية مسؤول عن النتيجة التي سيقدمها للآخرين.
وقد أنتجت “مايكروسوفت” نسختها من الذكاء الاصطناعي “كوبايلوت” (Copilot)، وبها يمكن إنجاز أعمال كثيرة، كانت تحتاج وقتا وجهدا واستخدامَ تطبيقات شتى لإتمامها، فبكبسة زر يمكن تحويل ملف “وورد” إلى ملف الشرائح التوضيحية “باور بوينت”.
وعن استخدام بيانات البشر الخاصة يقول “سميث”: آمل أن يكون استخدام البيانات الخاصة يحترم خصوصيات الناس، وأن ننتج بها أدوات ذكاء صناعي لخدمتهم في احتياجاتهم اليومية.

لقد باتت البشرية في مرحلة حرجة، فبعض الآلات تفهم اللغة وتستطيع التلاعب بها وخداع المستخدمين أيضا، وتلك علامة فارقة في الذكاء الاصطناعي، وبعض الأنظمة تتعرف على أكثر من 1000 لغة فهما ونسخا، وتلك خواص خارقة للغاية.
من عرّابو الذكاء الاصطناعي؟
تندفع ثورة الذكاء الاصطناعي بجهود 3 من كبار علماء الحاسوب، هم “جيفري هينتون”، و”يان ليكون”، و”يوشوا بنجو”، الذين طوروا شبكات جدارية، لمساعدة الحواسيب في التعرف على أنماط الدماغ البشري ومحاكاته.
يقول “يان ليكون”، كبير علماء الذكاء في شركة “ميتا”: لا تزال بين قدرات الذكاء الاصطناعي وأدمغة الحيوانات فجوة كبيرة، ناهيك عن البشر، وهدف حياتي سدّ هذه الفجوة، ونحن نحقق تقدما متسارعا، فنظام مثل “تشات جي بي تي” يُدرَّب على تريليون كلمة على الأقل، وهو ما يستغرق الإنسان 20 ألف سنة لقراءته.

ويقول “يوشوا بنجو”، من جامعة مونتريال: يتمحور الذكاء الاصطناعي حول صنع آلات ذكية، قادرة على التعلم والفهم واتخاذ القرار، وقد أحرز تقدما كثيرا في العقدين الماضيين. لقد وضع عرّابو الذكاء أساس الآلات القادرة على التعلم، والخطوة التالية هي تزويدها بالبيانات.
وتقول “كيت كروفورد”، مؤلفة “أطلس الذكاء الاصطناعي”: تحتوي الإنترنت على كم هائل من البيانات، معظمها غير ذي قيمة، وتكمن أهمية أخلاقيات الذكاء الاصطناعي القصوى في إيجاد منتجات تفرز هذه البيانات وتبويبها، والقرار بصلاحية البيانات من عدمه هو بيد البشر غالبا.
وظائف يتلاعب بها الذكاء الاصطناعي
في نيروبي عاصمة كينيا، عمل “ريتشارد ماثنغي” مشرف محتوى في شركة “سمير”، وهي مكلفة من شركة “أوبن إي آي”، لفحص كميات هائلة من النصوص، وإزالة البيانات التي لا ينبغي للذكاء الاصطناعي أن يتعلم منها، وهو يتقاضى دولارين في الساعة، ويواجهون مفردات تتعلق بالقتل والهمجية والإساءة.
يقول “ماثينغي”: كانت نصوصا مزعجة ومحبطة، وتسبب الانهيار العصبي، وأنا أعمل 9 ساعات يوميا مع استراحة قصيرة جدا، وتسهيلات دعم متواضعة، وقد قمنا بعمل كبير لجعل “تشات جي بي تي” أكثر أمنا، ولم ننل مردودا، وقدمنا التماسا للحكومة الكينية لإنصاف العاملين في شركات التقانة.
ثم انفصلت الشركتان في 2022، وخسر “ريتشارد” وثلاثة من زملائه عملهم.

وفي صيف 2021، تلقى “ألكساندرو” -وهو سائق “أوبر”- رسالة إلكترونية من الشركة، تتهمه بالاحتيال: “هذا هو التحذير الأول، نرجو أن تكفّ عن ذلك”.
وجاء في تفاصيل الرسالة، أنه تلاعب بخط سير الرحلة أو كسْب أموال بغير حق، من دون تحديد أيّ منهما، ولدى اتصاله بالشركة قالوا: لا تقلق، فهذا إجراء بالذكاء الاصطناعي، وعليك فقط أن تتوقف عن أي ممارسة قد تكون خطأ.
ثم جاءه تحذير نهائي، وكان على وشك الطرد من عمله، فهو لم يعرف الخطأ الذي عليه أن يتجنبه، ولم يغير سلوكه بعد الإنذار الأول، فكتب إلى الشركة ثانية، وجاءه الرد بعد عام تقريبا، وكانت رسالة اعتذار. لقد أخطأ الذكاء الاصطناعي في حق “ألكساندرو”، وربما أخطأ في حق كثيرين غيره.
رُفعت دعوى على “أوبر” وشركة مشابهة في محكمة هولندية، وقالت المحكمة إن من حق الموظفين الاطلاع على تقارير أدائهم، وانتقدت سلوك الشركتين بإصدار تقارير “رقمية” بحق الموظفين، من دون تدخل بشري كاف.
قراءة الأفكار وفهم المشاعر
بعد اللغة، بدأ الذكاء الاصطناعي يتعرف على المشاعر، يقول البروفيسور “ميشيل فالستار”، من جامعة نوتنغهام: يمكننا تحليل ملامح الوجه، وحركات عضلاته، واتجاه نظرات العينين، ونبرات الصوت، ومحتوى الكلام، وكل هذه المؤشرات توحي إلينا بمشاعر المرء في تلك اللحظة، خوفا وفرحا أو حماسة لشيء ما.
تجرب هذه التقنية هيئة الخدمات الصحية في إنجلترا، لتقييم صحة الحوامل العقلية. ولاحقا يمكن لروبوت أن يعطي تقريرا للطبيب المعالج حول حالة الحامل، واقتراحات بطرق العلاج، فكثير من الناس- وليسوا كلهم- مستعدون للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، لتحديد حالتهم النفسية.
وقد أمضى “ألكساندر هاث” -وهو عالِم أعصاب- 10 سنوات في دراسة كيفية عمل الدماغ، وحقق مع فريقه سبقا علميا في استخدام الذكاء الاصطناعي، لتطوير حاسوب يستطيع قراءة الأفكار، فدرّب الذكاء على مسح أدمغة متطوعين بجهاز الرنين المغناطيسي.

وقد سجل تغيرات أنشطة الدماغ، أثناء سماع قصة معينة لساعات، ثم ربط بين هذه التغيرات مع ورود مفردات أو عبارات محددة في القصة، والغرض من ذلك ربط أنماط النشاط الدماغي بكلمات محددة.
كانت النتيجة أن أنماط النشاط الدماغي لكل إنسان تختلف عن غيره، فحين أجرى التجربة على نفسه ثم على المراسلة “لارا” وجد تباينا كبيرا، فكانت قراءة دماغه تشبه إلى حد ما بعض مفردات القصة، أما قراءة دماغ “لارا” فكانت بعيدة كل البعد عن مفردات القصة نفسها.
لكن “ألكساندر” متفائل أن نتائج تجاربه ستثمر نتائج أفضل مع الوقت، وهذا يولِّد خوفا من نوع آخر، فهل ستستخدم هذه التجربة استخداما خطأ؟ وهل سيتجسس آخرون على أفكارنا؟
روبوتات على خطوط الإنتاج.. هل تهدد وظائف البشر؟
كانت الروباتات -حتى وقت قريب- جيدة في تنفيذ مهام متكررة بسيطة، واليوم يصمم مختبر “بيركلي” ذراعا ذكية تتعرف على أشياء لم تصادفها من قبل، وتأخذ المعلومات بكاميرات مثبتة في ملقط الإمساك بالأشياء، ومهمتها التقاط الجسم الصحيح الذي زُوِّدت بصورة عنه.
تبعد الذراع الأجسام الأخرى عن طريقها، حتى تنال الجسم الصحيح، وخلال 8 ساعات من التعلّم أتقنت مهمتها بنجاح، ويأمل الخبراء مستقبلا بتطوير روبوتات تحل محل عمّال التعبئة في خطوط الإنتاج.

هذه الخوارزمية تسمى “الحالم”، وبها يمكن للآلة بناءَ عالمها الخيالي، الذي تولِّد به صورة عن الواقع، وتتصرف بناء على ذلك، وليس بالتجربة والخطأ كما في خوارزميات أخرى.
يقول مدير المختبر: تعطينا روبوتات المستودعات نتائج جيدة بوجود العامل البشري، ومع الوقت ستكون أكثر استقلالا وأقل اعتمادا على البشر، لكن من دون إضرار بالوظائف، فالهدف تيسير الحياة وزيادة الثروة. والعاملون بطبيعتهم يميلون إلى تغيير وظائفهم إذا زادت المنافسة، وقد يجدون أجورا أكبر بوقت أقل في وظائفهم الجديدة.
ثم إن كثيرا من الوظائف التي صمدت أمام الأتمتة، أضحت مهددة بعد إصدارات “تشات جي بي تي” المتعددة، فقد دخل هذا التطبيق مجال النصوص والترجمة والفن والرسم والتأليف، وجميع الوظائف التي تحتاج إلى التفكير والكتابة، والمطلوب من الحكومات الاستعداد لمثل هذه الظروف، التي تزاحم فيها التقنيات الوظائفَ البشرية في مجال ما، حتى لا تحدث اضطرابات اجتماعية عميقة.

يقول الرئيس الأمريكي سابقا “جو بايدن”: ينذر الذكاء الاصطناعي بمشاكل كبيرة على مجتمعنا واقتصادنا، ولكنه في الوقت ذاته يبشر بفرص هائلة.
ومع تقدم التقنية، أقيمت دعوات لسن تشريعات تحد أخطار الذكاء الاصطناعي المحتملة، فما من قوانين شاملة تتعامل مع الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم حاليا، وقد وافق برلمان الاتحاد الأوروبي على مشروع قانون للذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي والإبداع.. بين الحقيقة والخداع
طمس الذكاء الاصطناعي التوليدي الخط الفاصل بين ما هو حقيقي وزائف، فـ”تشات جي بي تي” يتلاعب باللغة، وتطبيقات أخرى تصنع صورا واقعية، مثل صورة البابا وهو يرتدي سترة منفوخة، أو “ترامب” وهو يقاوم الاعتقال. وغيّر الذكاء قواعد الإبداع، وأحدث تغييرا في صناعة الموسيقى، حتى أصبح كل إنسان يستطيع العزف والغناء بأصوات المحترفين.
فهذه المغنية “هولي هيرندون” تبرعت بصوتها لتطبيق مجاني، يتيح للمستخدمين تقديم أغنيات بصوتها، ويتعاون صاحب التطبيق مع المستخدمين على بيع منتجاتهم، ثم يمنحهم نصف الربح، ويمنح المغنية عُشره، وينفق ما بقي على تطوير التطبيق.

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي يتدخل في كل مجالات حياتنا، بل إن مكان العمل سيتغير بسبب الذكاء الاصطناعي، وهي مسألة وقت، قد تستغرق سنوات أو عقودا، ولكنه سيغير كل شيء، مثلما غيّر الهاتف الذكي أنماط حياتنا وطرق كسبنا، بتطبيقاته المتنوعة.
ثم إن الذكاء الاصطناعي جعل الناس أكثر إبداعا وابتكارا، وهو ما يبشر بعصر تنوير للبشرية كلها، بشرط استخدامه بطريقة صحيحة، وكانت غاية الذكاء الاصطناعي إتقانَ المهارات البشرية، فهل يذهب إلى ما هو أبعد؟
أسس أستاذ مدرسة بألمانيا منظمة “لايون” غير الربحية على الإنترنت، وهدفها دعم أبحاث الذكاء الاصطناعي حول العالم، وجعلها متاحة للجميع. وتستخدم بياناتها اليوم في جميع أنحاء العالم، حتى في الشركات التقنية.
الذكاء الاصطناعي والبيئة
يتغذى الذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من البيانات، مخزنة في “السحابة الإلكترونية”، وهي خوادم عملاقة، تحتاج كميات كبيرة من المعادن النادرة والعناصر الخاصة، ومصادر طاقة وتبريد ضخمة، وقبل ذلك كله قوى بشرية عاملة كبيرة.
لكن دورة هذه الأنظمة لها أثر سيئ على بيئة الكوكب، من بداية اكتشافها من الأرض وصهرها وتصنيعها، ثم البناء الذي ستوضع فيه، فغالبا ما يكون على حساب المساحات الخضراء، ثم تشغيلها وتبريدها، ثم التخلص منها نفايةً خطرة بعد انتهاء عمرها الافتراضي.

تستهلك هذه الأنظمة الطاقة بزيادة 5 أضعاف عن المعدلات المعتادة، وتهدر في التبريد نحو 360 ألف غالون يوميا من الماء في مركز بيانات متوسط، أي أن كل محادثة مع “تشات جي بي تي” تكلفك سكب قاروة ماء عذبة على الأرض.
أما رؤية أصحاب الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، فهي مختلفة عن رؤية مناصري البيئة، فهي قائمة على استخدام مصادر الطاقة المتجددة، الصديقة للبيئة، وهي منشآت استثمارية، تنمي الثروة وتزيد عدد الوظائف البشرية، وهي بعيدة عن التجمعات السكانية.
ثم إنها أيضا مبشرة بأبحاث لحماية البيئة، مثل دراسة انبعاثات الكربون والميثان بطريقة أسرع وأكثر دقة، والتنبؤ بالأخطار المحدقة بالتنوع الحيوي على الكوكب، ودفع العلماء والمشرعين والمنفذين لاتخاذ خطوات للحد من هذه الانبعاثات.
وثيقة “الخطر الوجودي”
وقّع عدد من علماء الذكاء الاصطناعي حول العالم على وثيقة “الخطر الوجودي”، الذي يمثله الذكاء الاصطناعي على البشر، فهو يضاهي الأوبئة أو الحرب النووية، ومن هؤلاء “يوشوا بنجو”، الذي لا يستطيع تخيّل وجود آلات أذكى من البشر على الأرض، مما ينذر بخطر وجودي على البشر.

لكن علماء الذكاء الاصطناعي لا يتفقون دائما على هذا الخطر، فهذا “يان ليكون” يرى أن الذكاء الاصطناعي وباقي اختراعات البشر، له جانب حسن وجانب سيئ، وإنما التعويل على البشر في استعماله، بما يخدم مصالحهم الخيِّرة.
وكذلك يرى “سميث”، فيقول: ليس الخطر الأكبر ما ستفعله الآلات بنا، بل ما سنفعله نحن للآخرين بالآلات.
