
بموت في الموتو
لا تردع التدابير الأمنية اللبنانية السائقين عن اقتناء الموتوسيكلات، إذ لا تلبث الموضة أن تتراجع حتى تعود. الشباب لا يتخلّون عن نزعة الظهور والاستعراض الذي يمثّل جزءاً هاماً من يوميات معظم سائقي الدراجات النارية. كذلك فهم يتمسكون بالدراجة النارية “الأوفر” في استهلاك الوقود، وتجاوز “الزحمة” الصباحية والمسائية في شوارع العاصمة بيروت ويتباهون بمشاركتهم الأسبوعية في تحدٍّ في ضواحي بيروت، حيث يتصارع الفتيان المشاركون على “الحركة الأجمل” والسرعة الأقصى. في منطقة الأوزاعي شباب يمارسون هذه الهواية المميتة، من مختلف المناطق يتجمّعون في تلك المنطقة ويبدأون بعرض مواهبهم الموغلة في التطرّف والتي تؤدي إلى الموت في كثير من الأحيان. موتٌ لذيذ بما أنه مسبوقٌ بنشوة الموتوسيكل. أحدهم يقف على مقعد دراجته الكبيرة أثناء قيادتها بسرعة فائقة، ويفرد ذراعيه كأنه طائر بجناحين، يستعرض حياته أمام الكاميرا مفتخراً بذاته. يخبر عن هوايته وما ورائها. خلفيته الثقافية والاجتماعية نستنبطها من كلامه وتصرفاته. أحدهم يخبر كيف فقد صديقه هنا في الأوزاعي، وكيف يفقد كثير من الأشخاص أحباءهم بلعبةٍ نارية خطيرة.
من الحديث عن الموت ننتقل لعائلة توفى ابنها وهو يمارس هواية ركوب الدراجة النارية، ونعرف ما تسببه هذه الهواية التنافسية الخطيرة من مآسي. هذا التنافس الذي لا ينهيه لا موت ولا حوادث، ولا حتى صوت سيارات الشرطة المقبلة من بعيد. يفرّون من الشرطة ليعودوا بعد حين لأن التنافس لم ينته بعد والنشوة لم تكتمل.
كما نتابع في الفيلم أنواع أخرى سائقين آخريتن من طبقات اجتماعية مختلفة لنحيط موضوع الدراجات النارية في لبنان من جميع جوانبه.