
على ضفة النهر – وادي ملاق
ينبع وادي “ملاق” من الشرق الجزائري، ويشق الشمال التونسي بداية من سد “ملاق” في القرية التي تحمل اسمه بولاية “الكاف”، ويمر بقرى عديدة إلى أن يتصل بوادي مجردة في مدينة “بوسالم”.
في قرية “ملاق” يعيش مجموعة من الصيادين على زوارقهم البسيطة، بشباكهم المحلية الصنع، ويعتمدون هذا النشاط كمورد وحيد للرزق، ليس هذا هو نشاط الصيد الوحيد الذي يعرفه الوادي، فضفته تعرف نشاطا آخر مشابها، حيث تنتشر غابات كثيفة عليه، وتعيش فيها طيور الحجل والحمام والخنازير والأرانب البرية، مصدر شربها الوحيد هو النهر، وعند النزول إليه، تكون في مرمى الصيادين الذين يعمرون الغابة في موسم الصيد.
يشتهر وادي ملاق بغضبه المباغث، يصفونه بالغدار، وبالإبن العاق لوادي مجردة، لأنه يفيض بدون سابق إنذار ويأتي على الأخضر واليابس، مدينة جندوبة لا تنسى فيضان النهر عليها وتحويل كل حقولها لبرك مائية.
ولكن ما لا يعرفه الراحلون ولا الباقون على الضفة، أن المنطقة كلها بدأت تتحول من شبه جافة إلى جافة، بسبب العوامل الطبيعية التي أضحت تتغير في العالم كله، ولذا قد يأتي يوم يشتاقون كلهم فيه للماء حتى ولو كان فيضانا.