لاجئ ومدينة – 3 روما.. مدينة مفتوحة
تفتح بعض المدن ذراعيها للغرباء، وتكون ودودة وحنونة أكثر من غيرها، وتنغلق مدن أخرى في وجه القادمين من وراء البحار سعيا للبدء بحياة جديدة!
أحيانا يجد الإنسان في المنفى وطنا جديدا له، أغلى من وطنه الأم، وتنشأ علاقة حميمة بينه وبين هذا المكان، يضيق الوطن وتتسع مساحة المنفى، ويصبح الحلم هو طوق النجاة، لحياة أفضل.
هذا كله يعتمد على خلفية المكان، وخلفية الشخص الاجتماعية والثقافية وقدرته على التكيف، وعلى الزمن أيضا، لكن جدلا كبيرا اليوم يدور بين كل هذه الأطراف (المهاجرين والسكان الأصليين)، كيف يمكن أن تنتظم هذه العلاقة، فظروف اللاجئين في أوروبا من عشرين سنة، تختلف عن أولئك الذين قدموا من فترة قصيرة. كل شيء يتغير بسرعة، الحالة الاجتماعية، الاقتصادية وبالطبع السياسية، وهذا كله يتحكم في العلاقة بين اللاجئ والمكان الذي قدر له أن يعيش فيه، وربما هذا أصعب ما في الأمر، أنه لم يكن مكانا اختياريا.