“أحداث الـ11 سبتمبر”.. صدى التفجيرات في آفاق الموسيقى الأمريكية

خاص-الوثائقية

الموسيقى هي لغة العالم، وهي أصدق ما يمكن أن يعبر به الناس عن ما يدور في خلجاتهم، وعن وطنيتهم وانتمائهم، وقد جسدت الأغاني فترات مهمة من تاريخ الأمم، فهكذا هي الموسيقى تذكرنا بالتاريخ وتعيد أحداثه وتضعه في سياقه.

تنقلنا هذه الحلقة من سلسلة “أغان صنعت التاريخ” التي تبثها الجزيرة الوثائقية، إلى الأجواء التي سادت أمريكا خلال هجمات 11 سبتمبر عام 2001، حين تحول وسط مدينة منهاتن المركز المالي العالمي إلى خراب، وقتل ثلاثة آلاف إنسان.

كان الجميع سواء في الخطب الرهيب الذي حل بهم، وخيم صمت فظيع على نيويورك عدا من صفارات الإنذار، كان المشهد مريعا ومفاجئا وقد تابعه العالم أجمع بذهول، كان لحظة فاصلة بالنسبة للأمريكيين، وتغيرت الحياة لديهم.

 

أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. رجال الإطفاء الموسيقي

في يوم الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر/أيلول كانت الشمس مشرقة والرطوبة منخفضة، قضى الناس أسبوعا رائعا، لكن فجأة بدأت الأخبار تتوارد عن طائرات اصطدمت بالبرجين التوأمين، وبدا الأمر غير معقول.

كان المغني الأمريكي “ستينغ” يؤدي عرضا في إيطاليا، وكان يفكر إذا كان بإمكانه أن يواصل وأن يغني بليلة كهذه، ثم قرر الخروج بفرقته على المسرح وغنى أغنيته الشهيرة ” فراجيل” (قابل للكسر).

يقول الصحفي “دان راذر”: بطريقة ما كانت هذه الأغنية المثالية، حيث يصطدم الجانب العاطفي فيها بقوة الكلمات والتعبير عن العنف، وهشاشة الحياة الإنسانية، حين يسمع الإنسان هذا الزلزال العاطفي، هذا النوع الذي يطرق على قلبك، وإذا كنت محترفا فيجب عليك كبته وإخماده وإخراجه منك.

في إيطاليا أدى المغني ستينغ أغنيته الشهيرة ” فراجيل” تضامنا مع ضحايا برجي التجارة

 

رجال الإطفاء.. الأبطال الحقيقيون

أسفرت أحداث 11 سبتمبر عن مقتل نحو 3 آلاف شخص، وانهيار برجي مركز التجارة العالمي، وقد اتهم تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن بالتورط في الهجمات، التي ظن الناس للوهلة الأولى أنها جزء من فيلم سينمائي.

كانت الصور مؤثرة، لكن أكثرها إثارة صور رجال الإطفاء وهم يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الضحايا، فقد كانوا الأبطال الحقيقيين في المشهد، وهذا ما أراد الفنان والشاعر “بروس سبرينغستين” وصفه في ألبومه الغنائي “ذا رايزينغ”، إذ يقول: تأثرت وخضت تجربة جديدة، وكتبت عن عالم جديد مغاير تماما.

يقول الموسيقي “راندي جاكسون”: كان على أحدهم تحويل الكارثة إلى كلمات ليستمع إليها الجميع، لقد أحس بما كنا نشعر به، وذلك ما دفعه لكتابة أغنيته الرائعة.

كان الألبوم بمثابة مرثية حية، وقد خصص لدعم أمريكا. يقول الصحفي “كريس ويلمان”: هناك إحساس بالمأساة في الألبوم، وأيضا بالنهوض، وهذا هو النوع من الواقعية صعبة المنال، إضافة إلى التذكير بهؤلاء الغائبين وعدم نسيانهم. فقد كان الناس في أمريكا غاضبين لما جرى، وكانوا مصممين على أن تقوم أمريكا بدور ما، وتحدث الرئيس “جورج بوش الابن” في خطابه مطمئنا: تأكدوا أن الولايات المتحدة ستطارد وتعاقب هؤلاء المسؤولين عن هذه الهجمات الجبانة.

ناجيات يبكين ضحايا هجوم سبتمبر

 

جمهور الشرطة ورجال الإطفاء.. حفل موسيقي حزين

اتخذت مراسم تأبين ضحايا الهجمات منحى موسيقيا، بحفلة استمرت ست ساعات شارك فيها “بول مكارتني” وفنانون كبار آخرون. يقول “كريس ويلمان”: خطرت لنا في فرقة إنترتينمنت فكرة بعمل قائمة للأغاني المؤثرة والحنونة.

ويقول “بيلي جويل”: كنا نغني لجمهور أغلبهم من رجال الشرطة ورجال المطافئ والطوارئ، كانوا بحاجة لهذه الدفعة غنينا “ولاية نيويورك في القلب” (New York State of the Mind)، وقد أدينا الأغنية بطريقة بطيئة للغاية، وكان لحنها حزينا، كانت تعني شيئا غير الذي اعتاد عليه الجمهور، نوعا من النشيد الوطني، عندما كتبتها كانت مجرد أغنية حب للمدينة.

استشعر الجميع عمق الخطر والتهديد، وكان الوقت المناسب لإدراك أنهم جميعا أمريكيون، التف الشعب حول “بوش الابن”، وكان ثمة شعور بأنهم يواجهون تهديدا مشتركا، وعليهم محاربته، وعلى الجانب الآخر كانت تتخذ إجراءات تتعلق بانتهاك حقوق الحريات المدنية وتحديدا حقوق المسلمين.

الكراهية والعنف ضد المسلمين في امريكا تشتد إبان هجمات سبتمبر

 

“كانت مؤثرة للجميع فالدموع لا لون لها”.. هدية مشاهير الموسيقى

لقد كان من أبشع تداعيات الأزمة ازدياد جرائم التعصب والكراهية ضد المسلمين، يقول “جيسون كينغ”: كان هناك بالفعل إحساس بمعاداة المسلمين والأجانب، وكانت تتداول أفكار عن التجريم والانتقام.

بعد أسبوعين من أحداث 11 سبتمبر قرر المنتج وكاتب الأغاني “نايل رودجرز” جمع أصدقائه من المشاهير في عالم الموسيقى لتسجيل أغنيته الكلاسيكية “نحن عائلة” (We Are Family) من هؤلاء “ديانا روس” و”باتي لابيل” و”ايرش كيت”، وتحمل الأغنية رسالة أننا جميعا عائلة أكثر من أي وقت مضى.

يقول “نايل رودجرز”: ثلاثة من أصدقائي كانوا على متن الطائرة التي اصطدمت بالبرج الشمالي، وبعد وقوع ذلك بدأت تتكشف الأمور بسرعة، فقمت بإعادة تسجيل أغنية “وي أر فاميلي”.

ويتابع: دعوت نجوم موسيقى الروك المشهورين ونجوم مسرح “برودوي” ونجوم الرياضة والأطباء وموظفي الطوارئ والشرطة وكل من شارك في هذا المجهود، كانت الأغنية تحتفل بالتعددية الثقافية والتنوع بأصوات متنوعة ومهمة، “كانت مؤثرة للجميع فالدموع لا لون لها”.

حققت أغنية “أونلي إن أمريكا” التي غنتها فرقة “بروكس أند دان” شهرة كبيرة حتى استخدمها بوش في حملته الانتخابية

 

“الشمس تشرق على مدينة نيويورك”.. إلهام الحملات الانتخابية

بعد انتهاء الحرب الباردة كانت فترة التسيعينات في أمريكا استثنائية وكان الاقتصاد في تصاعد مضطرد. يقول الموسيقي “روني دان”: في بداية التسعينيات أصبحت موسيقى الكنتري هي الرائجة، وكانت الموسيقى عموما منتشرة، وكذلك الرقص وارتياد النوادي والتمتع بالأوقات الجيدة.

لكن هجمات سبتمبر، قلبت الأمر رأسا على عقب، وبدا أنها نهاية التاريخ للأمريكين، لقد شكلت صدمة حقيقية للجميع، يقول “كيكس بروكس”: “كنا سنقوم بعرض في بنسلفينيا بعد أربعة أيام من الهجمات”، ويوضح أن الفنان “روني دان” اتصل بمدير أعماله وأخبره أنه من غير اللائق القيام بعرض “بوت سكوتن بوجي”، وبعد ذلك عاود مدير أعماله الاتصال، وقال له إن التذاكر تباع بشكل جنوني وإن الناس سيحضرون.

في بداية العرض قدموا أغنية “فقط في أمريكا” (Only in America) التي حققت شهرة كبيرة، ويقول مطلعها: الشمس تشرق على مدينة نيويورك، وأصبحت الأغنية أرضية مقدسة، لأن الأحداث ساهمت في جعلها أكبر مما خطط له، وقد شكلت كلمات الأغنية إلهاما، فقد استخدمها “جورج دبليو بوش” في حملته الانتخابية، وكذلك الرئيس “باراك أوباما” في خطابه الشهير في دنفر.

لي غرينوود يغني “غود بلس ذا يو إس أي” في حفل تأبين ضحايا 11 سبتمبر

 

“أين كنت حين توقف العالم”.. أغنية رثاء الضحايا

انجذب الناس في أمريكا لموسيقى الكنتري، لأنها لم تكن تلمس بالضرورة الجينات العدائية داخل الشعب، بل كانت تشعر الجميع بالامتنان للمكان الذي يعيشون فيه، وبأنهم أمريكيون.

غنى “ألان جاكسون” أغنية الكنتري “أين كنت حين توقف العالم” (Where Were You When the World Stopped). تقول الصحفية “بيفل دنكرلي”: كانت الوطنية مصاحبة لموسيقى الكنتري عقب الأحداث، وكان الفنانون يكتبون أغاني عن ما تجيش به صدورهم، وعن الأشياء التي طالعوها في الأخبار.

كانت أغنية “جاكسون” بسيطة ترثي الضحايا، وتتحدث عن الوطنية وروح الشعب الأمريكي، لقد جسدت الصدمة. يقول “دوين جونسون”: تعود الأغنية بنا إلى موسيقى الكنتري القديمة الموجودة في أقوى صورها وأبسطها.

بوش الابن يعلن الهجوم على أفغانستان

 

“حفظ الله أمريكا”.. احتفالات بداية المعركة الأفغانية

في حفل التأبين في ملعب يانكي في 23 سبتمبر 2001 غنى “لي غرينوود” أغنية “حفظ الله أمريكا” (God Bless the USA)، وكان الجو مشحونا عاطفيا.

يقول “لي غرينوود”: بعد الانتهاء من مراسم التأبين، كان علينا العودة لأسلوب الحياة الأمريكية، كنت مرتبطا في سباق السيارات “ناسكار”، وكان هناك 250 ألف متفرج في هذه اللحظة، ولما بدأنا نستعد للنشيد الوطني، انتقلت شاشات مضمار السباق إلى المذيع “توم بروكاو” الذي أعلن حينها أن الحرب على أفغانستان بدأت ردا على الهجمات.

قال الرئيس “جورج بوش” حينها: بناء على أوامري بدأ الجيش الأمريكي شن هجمات عسكرية على معسكرات التدريب لتنظيم القاعدة الإرهابي والمنشآت العسكرية لنظام طالبان في أفغانستان، ووزع البنتاغون الفيلم وعرض على شاشات التلفزة في وقت الذروة، وكان الشعب الأمريكي متحمسا للحرب بشكل كبير.

“غضب أمريكا”.. أغنية الاستنفار والتطرف والوطنية

بعد أحداث سبتمبر لم يكن فنانو موسيقى الروك اند رول متأكدين من كونهم مع الحرب أو ضدها، كان من الصعب عليهم تأليف أغاني احتجاج قوية، يقول “دوين جونسون”: كان هناك العديد من الأحاسيس التي تعترينا، بدأت بحالة النكران ثم الغضب.

ظهرت هذه المشاعر في أغنية “غضب أمريكا” (Courtesy of the Red, White And Blue)، فقد تحدثت الأغنية عن الحرب وعن الجيش وعن هجمات سبتمبر، ويرى المغني “توبي كيث” أن أغنيته ليس مبالغا فيها وإنما هي استنفار، كانت نوعا من الولوج إلى المشاعر الوطنية وإطلاقها للعالم.

ويتابع الحديث عن أغنيته قائلا: لقد أصبحت كصيحة الحرب للقوات الأمريكية في العراق، وكان تكتب على القنابل تعبيرا عن قدر كبير من التطرف، ربما كنت أجسد الأمريكي العادي أكثر من أي أحد آخر.

لم يكن مفاجئا أن يتقبل الجمهور الأمريكي الأغنية وأن يحبها، لقد كانت فيها عناصر الغلو في الوطنية والشوفانية، ولا يدرك مخاطرها إلا أصحاب التفكير العاقل، كان هذا الإحساس الذي يعتصر الأمريكيين، كانت أغنية “توبي كيث” استقطابية، لكنه لم يهتم لذلك، وقال لن أتراجع أبدا أو أصمت.

كان هناك عدد من الأغاني الحماسية خلال الكساد العظيم مرورا بحرب فيتنام، وحين وقعت هجمات سبتمبر، أصبحت موسيقى الكنتري نقطة التقاء الأمريكيين موسيقيا.

صاحبة أغنية “الجنود المسافرون” المعارضة للحرب ناتالي تتلقى رسالة فيها تهديد بالقتل من قبل بعض المتطرفين

 

“الجنود المسافرون”.. قمع الفن المعارض لحرب العراق

أثار غزو العراق خلافات واسعة داخل المجتمع الأمريكي، وقام آلاف الأمريكيين في عدد من المدن والولايات بالتعبير عن غضبهم من نشوب الحرب، وهذا ماعكسه بعض الفنانين في أغانيهم مثل فرقة “ثي تشيكس” في أغنية “الجنود المسافرون” (Travelin’ Soldiers)، يقول “دوين جونسون”: كان العرض الأروع لموسيقى الكنتري للفرقة التي تتمتع بالجاذبية والنشاط.

أصدرت الفرقة عدة ألبومات وباعت عشرة ملايين نسخة وتصدرت أغنية “الجنود المسافرون” الأغاني في البلاد. وفي حفل الفرقة في لندن 2003 قالت المغنية “ناتالي” إحدى أفراد الفرقة إنهم لا يريدون الحرب والعنف، وإنها تشعر بالعار لكون الرئيس “جورج بوش الابن” من تكساس من نفس الولاية التي تنحدر منها، ولكن كان رد الفعل على هذا التصريح هائلا، فقد تعرضت “ناتالي” للتهديد بالقتل، ووضعت تحت مراقبة الشرطة طوال الوقت.

انسحب قمع حرية التعبير على عدد من المثقفين والفنانين، يقول “ريتشارد غولدستين”: رأيت مثقفين يخضعون للرقابة، وأي شخص كان لديه رأي مخالف مثل “بيل ماهر” و”سوزان سونتاغ” كان يجري سحقه، وقد حذر المتحدث باسم الرئيس الناس للانتباه لما يصدر عنهم.

كما منعت أغاني فرقة “ثي تشيكس” في إذاعة “كي أر بي ال يو بوك” بتكساس، وقال “بول بين” من الإذاعة: إلى أن تتحسن الحالة المزاجية لمستمعينا لن نبث أغانيهم بعد الآن، وهذا سيكون بمثابة انتحار مالي.

كثيرون طالبوا “ناتالي” بالاعتذار عن تصريحاتها في لندن كشركات التسجيل ومستشارون، وقالوا لها قولي إنك كنت غير واعية على المسرح، لكنها لم تفعل، وكتبت أغنية “لست جاهزة لأكون لطيفة” (Not Ready to Make Nice) التي تناولت ردة الفعل عقب التصريح. يقول الموسيقي بن هاربر: لم أقابل شخصا في حياتي بتصميم “ناتالي” على عدم التراجع.

ويقول “سيمون رينشو”: الشيء الرائع أن الجمهور الكبير كان يغني هذه الأغنية بكل طاقته، ويمكن الشعور بذلك الإحساس بالعاطفة، لقد عملت كثيرا مع فنانين كبار، لكن هذه الأغنية كانت من أقوى الأغنيات.

مشهد لأمرأة متأثرة بكلمات أغنية “ساوند أوف سايلنس” أثناء احتفالية الذكرى العاشرة لأحداث سبتمبر

 

“لا نريد أن ننسى أو نتجاهل، لكنها محزنة”

كانت الموسيقى بعد أحداث سبتمبر منقسمة مثلما هو حال سياسة البلد، يقول “ريتشارد غولدستين”: إنه عصر عدم احتساب الأصوات وعصر فلوريدا، وهذا الدرس الحقيقي في الموسيقى وقت التشتت وعدم الاتحاد.

أقيمت مراسم دفن كاثوليكية لمعظم الضحايا، وكانت تعزف ترنيمات “هير أيم لورد”، وغالبا ما كان يجري أداء “إيغلز وينغز” في المعزوفات المنفردة، تقول “بريندا بركمان”: عند سماع هاتين الأغنيتين كنت أبك بشكل هيستيري، حتى بعد سنوات من هذه الأحداث، من الصعب أن تكون الموسيقى سببا في حزنك، لا نريد أن ننسى أو نتجاهل، لكنها محزنة.

بعد عشر سنوات من الأحداث في 11 سبتمبر 2011، أقيمت احتفالية الذكرى العاشرة. تقول الباحثة “ريبيكا لازينجر”: أظن أن الأغاني المرتبطة بأحداث سبتمبر مؤلمة، رغم أن هناك طمأنينة في التواصل معها، وعندما شاهدت هذا الصباح أداء “بول سايمن” في أغنية “صدى الصمت” (Sound of Silence) بالذكرى العاشرة، أجهشت بالبكاء، كنت أبكي وأنا أشاهد الحاضرين يعانقون بعضهم وأدرك أنهم فقدوا أشخاصا، أو أنهم حاولوا إنقاذهم.

يقول “بول سايمن”: كنت أغني في وضعية صعبة جدا أمام أسر الضحايا، الأمر كان مؤثرا، وعلي أن أشيح بنظري بعيدا حين كنت على وشك البكاء حتى أواصل الغناء، صحيح أنني لم أكتب هذه الأغنية لأحداث 11 سبتمبر، بل ألفتها وأنا ابن 21، في ذلك السن تحاول فعل شي لمنح الناس فرصة العثور على عزاء.

تم تجييش الحقد في قلوب الجنود الغزاة حتى اعترفوا به علنا وكتبوه على صواريخهم

 

“أمباير ستيت في القلب”.. أناشيد وطنية توحد المواقف والمشاعر

سببت الهجمات فجوة كبيرة في وسط منهاتن، يقول “نيكولاس كريستوف”: يمكننا معالجة الأمر بوضع خطط لإقامة مبنى جديد، لكن الأخطر من ذلك أن الهجمات تركت جرحا عميقا في نفسيتنا الوطنية، وحل الاستقطاب العميق أمام الوحدة.

في عام 2009 أطلق الفنانان “جاي زي” و”أليشيا كيز” أغنية “أمباير ستيت في القلب” (Empire State of Mind)، وكانت هذه الأغنية لحظة جامعة -كما يقول “جيسون كينغ”- تحثك على الفخر بجذورك، رغم أنها كانت محدودة جدا، كان في هذه الأغنية شيء أكثر من الأغنية نفسها، وهذا في الواقع هو النشيد الوطني.

ويرى “راندي جاكسون” أن النشيد الوطني شيء يعكس مشاعر الناس، ويتحدث عنها بقالب موسيقي يختزل كل شيء بجملة، فبعد أحداث سبتمبر كان على الأمريكيين التحلي بالمرونة ونبذ الاستقطاب.

ومهما يكن من أمر، فالموسيقى لن تغير العالم بل تهب قوة روحية له، فالموسيقى هي التعبير الصادق والعظيم والمتفجر عن الإنسانية وستبقى دائما مؤثرة.