“أغاني حوت العنبر”.. سيمفونيات العمالقة في أعماق البحار

خاص-الوثائقية

حيتان العنبر، أضخم الكائنات اللاحمة في هذا الكوكب، تدهشنا كما لم يفعل مخلوق آخر، والغريب أننا لا نعرف عنها الكثير، فبعد عقود من صيدها وانحسار أعدادها لم يدرسْها معمقا إلا قليل من العلماء، ولكن منذ عدة سنوات يغوص علماء ذوو عزم وشغف مع عائلة واحدة من حيتان العنبر، يتابعون نمو صغارها خطوة بخطوة، ويراقبونها وهي تلعب، ويتابعون تطور قوتها وطرق تواصلها الاجتماعي.

 

على مدى سبع سنوات وثّق الباحثون ومنتجو الأفلام تحركات حيتان العنبر، وقد عادوا للجولة الثامنة على متن مركب تابع لجمعية حماية عمالقة البحار. وتقتضي مهمة الفريق الاستمرار في تحديد هوية حيتان العنبر، وما إذا كانت تشكل عائلة منفردة أم أن هنالك مجموعات أكبر. وقد قامت الجزيرة الوثائقية بعرض جهود هؤلاء العلماء والباحثين من خلال فيلم حمل عنوان “أغاني حوت العنبر”.

“لقد رأيناها هنا بالأمس”.. لقاء سنوي بين الإنسان والعنبر

في قلب المحيط الهندي، وقبالة سواحل موريشيوس تحدث هذه اللقاءات الاستثنائية، حيث سبح الغواص “إيغ فيتري” للمرة الأولى بجانب مجموعة من حيتان العنبر، وسرعان ما أدرك أن هذه المجموعة المكونة من عشرة حيتان مستقرة، وأنه يمكنه أن يلتقي بها عاما بعد عام.

وقد فتح هذه الاكتشاف أبوابا غير عادية إذ سوف يتمكن العلماء من مرافقة ودراسة هذه الحيوانات الغامضة في بيئتها. يقول “فيتري”: نحن نبحر على مقربة من عائلة العنبر، لقد رأيناها هنا بالأمس، وسنكتشف وجودها عن طريق التقاط موجات الراديو الصادرة عنها.

هنا يقوم “فيتري” بإنزال المذياع المائي، ويسمع ربان المركب طقطقات قادمة من الأعماق، لا بد أنها لمجموعة حيتان العنبر، وعلى الرغم من عدم ظهور مؤشرات، فإنهم متأكدون من وجودها.

لم يعد الإنسان يشكل بالنسبة لحيتان العنبر خطرا، فتراها تسبح بالقرب منه آمنة

 

ها هي ذي، لقد ظهرت، تلك النافورة الضخمة في عرض المحيط هي زفرة أحد هذه الحيتان، ومن خلال فتحة التنفس الوحيدة في مقدّم رأسها، لقد ظهرت خمسة منها حتى الآن. لا بد أنها أكلت كثيرا ليلة أمس، انظر إليها وهي ممتلئة، وقد حان وقت الراحة والاستلقاء على ظهر الماء. يقترب المركب بهدوء دون أن يزعج الحيتان، وينزل “نافين” وبعض الرفاق إلى الماء ويقتربون أكثر من الحيتان.

مرت سنة منذ المهمة الأخيرة، وها هو الفريق يلتقي مجددا بأصدقائه الحيتان، وهي أيضا بدورها كانت تتطلع إلى هذا اللقاء. كان بإمكانها أن تهرب إلى أعماق المحيط، ولكنها بدلا من ذلك تنقلب سابحة على ظهرها في إشارة إلى أنها مهتمة أيضا بهذا اللقاء الفريد.

“عشيرة آيرين معوجة الفم”.. بطاقة هوية لكل فرد

وجد “رينيه” أربعة حيتان أخرى على عمق عشرة أمتار، ويبدو أنها من نفس العائلة، وهي لا تمانع في الاقتراب منها حتى وإن كانت نائمة بشكل عمودي متخذة “وضعية الشمعة”. ويحاول “رينيه” فك أسرار هذا المجتمع الحيواني الغامض، لمعرفة مدى ترابطها الأسري ووسائل تواصلها وترتيبها الهرمي.

يرسم فريق الغواصين صورة دقيقة عن الحيتان بحكم قربهم الشديد منها، عن جنسها وحجمها وأي ندوب أو علامات فارقة على أجسامها، وقد أطلقوا على كل واحد من هذه الحيتان اسما يعرفونه به، فهذه الأنثى العملاقة “آيرين معوجة الفم”، سمّيت كذلك بسبب اعوجاج فكها السفلي باتجاه اليمين.

يشارك فريق الغوص الحيتان في تفاصيل حياتها اليومية، وقد تعلّم كيف يحافظ على المسافة الصحيحة، التي تسمح له بمراقبة الحيتان بدون إزعاجها. وبعد تصوير الفيلم وتحليله، ابتكر “فرانسوا” و”ماريون” مصممة رسوم الحاسوب بطاقة هوية لكل فرد من مجموعة الحيتان، ولقد أعدّا 98 بطاقة هوية، تمثل نسبة ضئيلة من الحيتان التي تعيش في المحيط الهندي.

وقد لاحظا أن 26 حوت عنبرٍ تمثل مجموعة مستقلة تعيش مع بعضها فيما يشبه العشيرة أو العائلة الكبيرة، وقد اصطلح الفريق على تسميتها “عشيرة آيرين معوجة الفم”، وهي مكونة من 17 أنثى بالغة، وتسعة صغار، أي أنها عشيرة أمومية بدون ذكور بالغة، فالذكور العملاقة التي يبلغ حجمها ضعفا حجم الأنثى، لا تظهر إلا مرة في السنة من أجل التزاوج.

سرور الملامسة.. أسرار علاقات الحوت الاجتماعية

يتطلع الفريق إلى فهم المزيد عن البنية الاجتماعية لهذه العشيرة، والتحليل الوراثي لروابطها العائلية، والسعي لكشف أسرار نظام تواصلها الصوتي. هذان الذكران يبلغ عمر كل منهما سبعة أعوام، الأول “إليوت” والآخر “وايت فلاش”، وهذه الأنثى “زووي” وعمرها خمس سنوات، وتلك الوليدة الصغيرة “تشيسنا” وعمرها شهر واحد.

تقضي الصغار ساعات في اللعب وملامسة بعضها، فخلافا لحجمها الضخم ومظهرها، فإن جلود هذه الحيتان دقيقة وحساسة جدا لأبسط ملامسة. وفضلا عن السرور الذي تولده هذه الملامسة فقد تدل على روابط عائلية أو تراتبية اجتماعية معينة.

تستخدم حيتان العنبر الاحتكاك المباشر بين أجسادها الضخمة للتعبير عن الحب والحنان والتواصل فيما بينها

 

منذ ولد “إليوت” و”وايت فلاش” في 2011 لم تنفصم علاقتهما، حتى ظهرت بينهما الوليدة “تشيسنا” أخت “وايت فلاش”، ومنذ ذلك الحين تغيرت علاقة الحوتين ليظهر حرص الأخ الكبير ويقظته ورعايته لشقيقته الصغيرة، فظهرت بعض ملامح الغيرة على “إليوت” الذي ما ينفك يحاول أن يدخل رأسه الضخم بين الشقيقين.

لاحظ “إيغ” و”فرانسوا” حوتين آخرين، وهما ذكران يلعبان سويا، أحدهما “آلي” عمره ثلاثة شهور ويتميز ببقع بيضاء على زعنفتيه، والآخر “آرثر” وعمره خمس سنوات، وقد قُطِع جزء من زعنفة ذيله بسبب أحد المفترسات. يرتبط الحوتان بصداقة قوية تظهر على شكل تلامس يستمر لساعات بينهما. ومثل كل الحيتان الوليدة حديثا، يغطي جسم “آلي” عدد من أسماك “ريمورا” المصاصة التي تتغذى على الفطريات الموجودة على جلده.

تكتلات السطح.. خطة الشباب لحماية الصغار في غياب الأمهات

تجتمع العشيرة، وتقودها الأنثى العملاقة “أيرين” صوب الجنوب، حيث منطقة صيد الحبّار، ولا يشترط في الزعيمة أن تكون الأكبر سنا أو الأعظم حجما، ولكنها القادرة على إدارة المجموعة وتنسيق سيرها، وهذه التراتبية ستكون موضوع البحث الذي ما يزال العلماء يتدارسونه.

تسبح المجموعة أكثر من 50 كيلومترا في اليوم للوصول إلى المناطق الأكثر طعاما، فالأنثى البالغة تحتاج قرابة 450 كغم من الحبار يوميا، وبالمجمل فالعشيرة بحاجة لأكثر من عشرة أطنان من الرخويات والحبار يوميا. في البداية تغوص الإناث التي لا صغار لها للصيد، أما الحيتان الصغيرة فتتجمع على السطح لتحمي بعضها من هجمات الحيتان السفاحة.

العلماء يصنفون الحيتان من خلال أشكال ذيولها

 

وحرصا من “آيرين” على تأمين صغيرها “آرثر” قبل الغوص، فإنها تتركه في رعاية شباب الحيتان الأخرى على السطح، وتبقى الأنثى “جيرمين”، ذات الزعنفة المشقوقة على الصدر، لرعاية القطيع ثم تتوجه للصيد لاحقا، وحسب استقراءات فريق حماية عمالقة البحار، فإن هذه الأنثى ظلت تبادر لرعاية الصغار على السطح منذ 2011.

إنه لأمر مثير للاهتمام حقا، هل تكون “جيرمين” هي حاضنة صغار العشيرة ومرضعتهم؟ نادرا ما يقع رصد هذه الوظيفة بانتظام في مجموعات الحيوانات الأخرى، ولكنها هنا تبدو جلية واضحة، فمنذ 2011 تتكفل “جيرمين” برعاية الصغار قي رحلات الصيد، وتدريبهم على السباحة، وترضعهم في غياب أمهاتهم.

أصوات الحيتان.. اختراع خاص لرصد الظاهرة

في هذا المجتمع المتكافل تستطيع صغار الحيتان استكشاف عالمها واللعب، وفي هذا المحيط الشاسع الفارغ يكون كل شيء مثيرا للاهتمام، ها هو الصغير “روميو” يقترب من المصور ويصدر طقطقات بتردد عالٍ لم نفهم معناها بعد. وتصدر بقية الحيتان طقطقات بترددات مختلفة في أوقات معينة، وتنتقل هذه الطقطقات في الماء بسرعات تعادل خمسة أضعاف مثيلاتها في الهواء.

كانت متابعة هذه الأصوات وتحديد مصادرها وطبقاتها وتردداتها تحديا للعلماء الذين أدركوا أن أدوات التسجيل المائية العادية لا تقوى على إنجاز هذه المهمة، فلجأوا إلى اختراع جديد، ساعدهم في ذلك البروفيسور “إيرفي غلوتان” من جامعة تولون. ويعتمد الاختراع الجديد على ثلاث أدوات تسجيل مثبتة بشكل معين يمكّنها من سماع أدق الأصوات بأبعادها الثلاثية، وبالتالي تحديد اتجاهاتها ومسافاتها، وبطاقة صوتية فائقة السرعة يمكنها تحديد أدنى الفوارق الزمنية بين الطقطقات، وبالتالي فصل الأصوات عن بعضها.

أجهزة صوتية خاصة لتمييز أصوات الحيتان المختلفة

 

لا بد من تجنب الضوضاء على سطح الماء من أجل تسجيل أوضح، ولذا عمد العلماء إلى التزود بجهاز إعادة تدوير الأوكسجين، لمنحهم أطول فترة تحت الماء. ويجري تزويد الجهاز بآلة تصوير مركبة بدقة بين آلات التسجيل، وذلك لتحديد مصدر الصوت بالنسبة للصورة الملتقطة. وفي المرحلة الأولى سيقوم العلماء بتسجيل نوعين من الطقطقات؛ الأول عندما تكون الحيتان عند السطح، والثاني عندما تكون في الأعماق بحثا عن الحبّار.

“الكودا”.. موسيقى تجسد لهجة العشيرة الخاصة

ينطلق الغواصون في تجربتهم الأولى لتسجيل الأصوات، يتبع “فرانسوا” أحد الحيتان وهو ينزل إلى الأعماق ببطء، ويستطيع تسجيل طقطقات منتظمة وحادة تنبعث من القصبة الأنفية اليمنى وتقوّيها حجرة الصدى الكبيرة في الرأس، ولدى ارتدادها من الأجسام الأخرى يستطيع الحوت تحديد حجم هذه الأجسام وسرعتها وبُعدها، مما يعني أن الحوت يرسم صورة صوتية لمحيطه، ويرى فريسته بأذنه.

يحاول “فرانسوا” تسجيل الأصوات القادمة من الأعماق، وكذلك طقطقات الحيتان على السطح فوقه، ولكن انطلاقها بسرعةٍ جعل من الصعب عليه متابعتها، وخصوصا بوجود تلك المعدات الكثيرة التي تثقل كاهله وتعيق حركته، لا سيما جهاز تدوير الأوكسجين. ستكون التجربة القادمة بدون جهاز التنفس، ويقترب “فرانسوا” أكثر من “آيرين” التي تصدر ثماني طقطقات منتظمة، ليس هدفها تحديد مكان جسم حتما.

تحليل لأصوات الطقطقات المنتظمة (الكودا) التي تصدرها الحيتان

 

هذه السلسلة من الطقطقات المنتظمة “الكودا” هي مجرد حديث دائر بين “آيرين” وجارتها “إيمي” على السطح، والتي تبدو صامتة حتى الآن، ثم ما تلبث أن تبادلها نفس “الكودا”، ثم تقتربان في تلامسٍ جسدي، وعلى بعد أمتار منهما هناك “فانيسا” و”ديلفين” تتحدثان بنفس “الكودا” المنتظمة من ثماني طقطقات.

يوما بعد يوم يتوصل الفريق إلى أن هذه الطقطقات الثماني المنتظمة تتبعها عملية التلامس الجسدي، ولكن هل هذه “الكودا” مقتصرة على الإناث البالغات؟ وهذا ما أجاب عليه “فرانسوا” بسرعة، فقد تمكن -في سابقة علمية- من رصد تخاطب مماثل بين حوت مولود منذ أسبوع مع أمه العائدة من رحلة صيد، واللافت أن الصغير يتقن هذه “الكودا” المنتظمة أيضا.

لقد أدّى جهاز “إيرفي” المطلوب، وبالتحليل الدقيق في مركز الصوتيات تبين أن الصغير هو الذي أصدر نفس “الكودا”، ولم تكن آتية من حوت آخر لا يراه فرانسوا، والأمر المذهل الآخر أن هذه “الكودا” المكونة من ثماني طقطقات هي لهجة خاصة بعشيرة آيرين معوجة الفم فقط. ولا تشاركها فيها مجموعات الحيتان الأخرى التي رصدها “فرانسوا” في المحيطات المختلفة الأخرى.

بقايا الجلد.. عينات جينية لرسم أشجار العائلات

لا يقتصر التواصل على الطقطقات الصوتية، فهذه “آيرين” تضرب سطح الماء بزعانف ذيلها الهائل بعنف، هل هي محاولة منها لجمع أفراد القطيع؟ يقوم الفريق بجمع عينات من جلد “آيرين” تناثرت بينما كانت تضرب السطح بذيلها. وقد قاموا بتسجيل وقت جمع العينات، وتحديد الموقع واسم الحوت الذي تعود له، ليصار لاحقا إلى دراستها وراثيا، ورسم شجرة عائلة لهذه العشيرة.

ولعمل ذلك لا بد من معرفة أعمار الحيتان، فالعلماء يعرفون عمر الصغار التي شهدوا ولادتها، ولكنهم يجهلون أعمار الإناث البالغة، قد يكون حجم الحوت مؤشرا جيدا على عمره، فالحيتان تستمر في النمو حتى عامها الخامس الأربعين، ولكن كيف يحدد طول الحوت؟

تظهر حيتان العنبر في الميحط الهندي بالقرب من موريشوس في نفس الموسم من كل عام

 

يقوم العلماء بتحديد طول الحوت باستخدام طائرة مسيّرة صغيرة (درون) يُثبّت ارتفاعها على مسافة معينة وتلتقط صور الحيتان على السطح، ويحدد طول الحوت قياسا على تدريج مأخوذ مسبقا ومخزن في الحواسيب.

أمكن قياس طول “آيرين” بعشرة أمتار تقريبا، وقُدر عمرها بعشرين عاما، ولكنها ليست أكبر إناث القطيع. والسؤال الأعمق هو كم يبلغ طول حوت عمره سبعون عاما؟ قد نجد جواب ذلك في متحف “سانت لويس”، حيث يُحتفظ هناك بالأدلة التاريخية على صيد الحيتان في المحيط الهندي، وتذكرك الأسنان الضخمة بالحوت الأسطوري “موبي ديك” الذي أعجز أجيالا من الصيادين.

صداقة وحش البحر ووحش البحر.. عصر المودة

لم يعد في المحيطات الآن غير الحيتان الشابة، بعد أن تقرر وقف الصيد في 1980، ففي الماضي كانت الحيتان تهرب من السفن بمجرد رؤيتها، يدفعها إلى ذلك ذكرياتها السيئة مع بني البشر، أما اليوم فالأمر مختلف كثيرا، وأصبحت الأجيال الجديدة من الحيتان تأنس بالبشر وتتودد إليهم. وبعيدا عن الأوصاف التي رسمها الصيادون القدماء لوحوش المحيطات، يكتشف الناس اليوم مخلوقات رقيقة وحساسة، ترسم برقصاتها المنسجمة لوحة فنية خلابة.

تتخذ الحيتان وضعية عمودية عند السطح وهي تنام بسلام، لكن الذكر اليافع “وايتستريك” يبدو أرِقا، وينطلق نحو السطح ليضرب الماء بذيله، ماذا يقصد يا ترى؟ ما يهم الفريق هو تلك الرقع الجلدية التي يخلفها جرّاء ضربه للسطح، إذ يجمعونها لتحليلها وتحديد صفاته الوراثية وصلة القرابة بالمجموعة. لقد جمع العلماء عينات 25 حوتا في هذه الرحلة الاستكشافية.

العلماء يجمعون قشور جلد الحيتان لدراستها والتعرف على صفاتها الوراثية

 

يجري تحليل العينات في المختبر التابع لجامعة بريتاني الغربية الفرنسية، وبعد عدة شهور يلتقي “فرانسوا” برئيس المختبر “جان لوك”، وبدراسة الروابط بين المواليد والأمهات تبين بشكل لا لبس فيه أن الروابط العائلية هي التي تشكل هذه العشيرة، بداية من جدّةٍ بعيدة ينتسب إليها الجميع، باستثناء أم واحدة هي “كلير”، مما يعني وجود عدة عشائر في جزر موريشوس، ترتبط فيما بينها بعلائق محدودة.

ينطلق الفريق في رحلة أخرى، ويلتقي “فرانسوا” بمجموعة جديدة من الحيتان، ليس أحد منها له علاقة بعشيرة “آيرين”، فهل هي عشيرة جديدة؟ وهل لها علاقة مصاهرة مع عشيرة “آيرين”؟ من أين جاءت وما وجهتها؟ أم أنها ستستقر في هذه المياه المحمية من العواصف؟

سيكون هذا مدار بحث العلماء في السنوات القادمة، لرسم المزيد من معالم لوحة حيتان العنبر التي لا تنتهي ملامح جمالها.