أهليل.. تراث أمازيغي في قلب الصحراء الجزائرية

على بعد 1400 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائر تقع منطقة القورارة، منبع الحضارة الأمازيغية في صحراء الجزائر، حيث التاريخ والحكايات والأطلال الشاهدة على موروث القبائل الزناتية. هناك يوجد “أهليل” الذي يعتبر أرقى الفنون الشعبية الصحراوية الجزائرية التي بقيت محافظة على روحها وسحرها وأصالتها منذ آلاف السنين. فماذا تعرف عنه؟

يعتبر “أهليل” غناء عريق عند الأمازيغ، عرفوه قبل الإسلام وكانوا يسمونه أزنون. وقد كانت كلماته في فترة ما قبل الإسلام تتمحور حول الفخر والحماس والغزل الماجن، وبعد أن عرفت المنطقة الإسلام تم تهذيبه حتى أصبح غناء لتلاميذ الأولياء

يرجع أصل تسمية أهليل إلى أهل الليل، أي الغناء الذي يتسامر فيه الناس ليلا، ويُرجع البعض اشتقاقه إلى أنه من التهليل، أي أنه الغناء الذي ينطق بذكر الله والصلاة والسلام على رسوله الكريم. وهو نوع من الغناء المعروف قديما عند قبائل زناتة

 

لأهليل آداب وعادات وطقوس يتعين على من يغنيه أن يتّبعها. وتبدأ الحلقة الغنائية بعبارة “بسم الله الذي لا يضرنا” وتنتهي بجملة “الحمد لله رب العالمين”

 

يعتبر سكان مناطق قورارة أن أهليل هو ميزتهم وهويتهم، وأن قادة الفرق الغنائية لأهليل تلاميذ للأولياء، ويستلزمهم صبر طويل حتى يحصلوا على لقب “أبشينو” شيخ الفرقة

 

اختير أهليل كأول تراث جزائري يصنف عالمياً من طرف منظمة يونسكو ضمن قائمة التراث الشفهي اللامادي. وهو أسلوب غناء ورقص جماعي يتراوح بين الإنشاد والشعر الشفوي والموسيقى النقية المنبعثة من الحناجر الذهبية للصحراويين وبآلات موسيقية بسيطة

 

لا يعتبر أهليل من الحلقات الخاصة بالرجال، فللمرأة فيه حضور هام. والمرأة القورارية لها دور كبير في المحافظة على هذا الموروث الشعبي وذلك لأنها تحفظ من قصائده أكثر مما يحفظه الرجال