إندونيسيا.. أرض الماء والنار والعجائب وبلاد الألف جزيرة

خاص-الوثائقية

تشكل إندونيسيا لوحة فسيفسائية تضم آلاف الجزر، وكل واحدة منها تزخر بثروة ثقافية وفنية ومناظر طبيعية خلابة، آلاف من الجبال ومثلها من البحيرات تطوقها البحار من كل جانب، والأنواع الحيوانية فيها عجيبة، إذ يؤوي هذا الأرخبيل قردة الأرونغوتان والسلاحف والنمور والسحالي العملاقة الشبيهة بالتنانين.

وفي فيلم “ألف جزيرة وجزيرة” التي عرضته الجزيرة الوثائقية نأخذكم في جولة سياحية وثقافية إلى إندونيسيا التي عادة ما يشار إليها بأنها “أرض الماء” لأنها عبارة عن لفيف من نحو 20 ألف جزيرة غالبها غير مسكون. ويمتد الأرخبيل من الشرق إلى الغرب بطول 4 آلاف كيلومتر ويبلغ عدد سكانه أكثر من 260 مليون نسمة.

 

جزيرة جاوة.. سحر النشاط البركاني في أم الجزر الإندونيسية

إندونيسيا هي أرض الماء والنار على حد سواء، فهي جزء من أرخبيل سيريبو، ويمتد طوق الجزر البركاني هذا ببراكينه التي تنفث الدخان من أقصى غرب سومطرة إلى تيمور. ويوفر النشاط البركاني القوي في هذه المنطقة معينا لا ينضب من التربة الزراعية الخصبة، ودعم ذلك بقاء عدة حضارات مختلفة على مر القرون.

ولاكتشاف كنوز تلك الأرض، نشد الرحال إلى الأرخبيل الهندي، وخاصة إلى جاوة الواقعة وسط الأرخبيل، إذ ينشط فيها نحو 45 بركانا، كل واحد منها متفرد ومختلف عن ما سواه، إما بشكله أو بتواتر ثورانه. وتستأثر جزيرة جاوة بأكبر عدد من السكان في إندونيسيا إذ يبلغ عدد سكانها 141 مليون نسمة.

في جاوة الواقعة وسط أرخبيل سيريبو بإندونيسيا، ينشط نحو 45 بركانا

 

ويشتمل بركان “تنغير” -في الواقع- على 3 براكين أصغر حجما، وتشكلت الفوهة البركانية منذ نشوء البركان وانهياره، وفي الفراغ الذي خلفه انبثقت البراكين الأخرى. وما جبال “برومو” و”باتوك” و”وتنغان” إلا براكين منفصلة داخل فوهة “تنغير” البركانية، ووحده جبل “برومو” الذي لا يزال ناشطا.

وفي الصباح، يمكن رؤية سحاب الدخان يتصاعد من فوهة بركان “سيميرو” الذي يعد أعلى بركان في “جاوة”، إذ يبلغ ارتفاعه نحو 3700 متر، وتشكل هذه المواقع مجمعا بركانيا مهيبا، وهي أكثر البراكين استقطابا للزوار في إندونيسيا، ولكن قبل أن يختزل دوره بمعلم سياحي كان جبل “برومو” لفترة طويلة مكانا مقدسا تقام فيه الطقوس الدينية وتقدم القرابين.

مجمع ومعبد “بوروبودور” العظيم في “جاوة الوسطى” والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 800 ميلادية

 

إلى الشرق في جاوة الوسطى يقع مجمع ومعبد “بوروبودور” العظيم الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 800 بعد الميلاد، ويغطي مساحة تقدر بـ14 كيلومترا مربعا، وإذا شوهد من السماء يبدو بقببه البوذية كلوحة “ماندالا” كبيرة.

لا يعرف من بنى هذا الهيكل ولا الغاية منه، ولكنه شيد إبان عهد سلالة “سالاندرا”، ويعتقد أن عملية بنائه استغرقت 75 عاما.

جزيرة فلوريس.. حقول مذهلة من وحي العنكبوت

نغادر جاوة ونتجه لجزر سوندا الصغرى، وتحديدا لجزيرة فلوريس الذي تسمى أيضا جزيرة الزهور، ويغلب عليها الطابع المسيحي، فبعد الإسلام تعد المسيحية ثاني أكثر الديانات انتشارا في البلاد، ويبلغ عدد معتنقيها 7% من مجموع السكان، ويعد الصراع الديني بين المسيحيين والمسلمين في إندونيسيا أمرا مألوفا وخاصة في بعض المناطق الحساسة، لكن رجال الدين من الطرفين يدينونه بشدة.

حقول الأرز التي تتخذ شكل بيوت العنكبوت والتي تقع غربي جزيرة “فلوريس”

 

وليست الزهور فقط هي ما يميز جزيرة فلوريس، فحقول الأرز التي تتخذ شكل بيوت العنكبوت في غرب الجزيرة تعطيها إضافة استثنائية، ففي منطقة مونغراي تقضي التقاليد بحصول كل العشائر على حصص متساوية –إلى حد ما- من الوديان الصالحة للزراعة بالقياس إلى المساحات القابلة للري، وهذا يعني أن كل قطعة أرض تقسم كما تقسم الفطيرة، كما يقسم كل قسم إلى أجزاء صغيرة.

وينتج عن هذا التقسيم مشهد طبيعي مذهل، إذ تبدو حقول الأرز -التي تسمى محليا “ليندو”- كما لو أنها شبكات نسجتها العناكب.

الـ”سارونغ”.. حرفة عتيقة وزي تقليدي يقارب الأديان

ننتقل من حقول الأرز المدهشة إلى استكشاف حرفة ضاربة في القدم، وهي صناعة الزي التقليدي في إندونيسيا الـ”سارونغ”، ففي جزيرة فلوريس ما زال نسج زي الـ”سارونغ” حيا إلى يومنا هذه، مع استخدام تقنيات جديدة ولكنها محدودة.

وتأتي كلمة “سارونغ” من لغة المالايو، وتعني الغطاء، ويكون الـ”سارونغ” التقليدي خاليا من الدرز وأنبوبي الشكل، وتتوفر منه أشكال مختلفة تلف ببساطة حول الخصر.

“السارونغ” هو الزي التقليدي في إندونيسيا، وخاصة في جزيرة “فلوريس”

 

ويصنع الـ”سارونغ” من القطن أو الحرير أو البوليستر بحسب ميزانية الزبون، ويرتدي المسلمون الـ”سارونغ” المزين بالمربعات الملونة أو بالزخارف المصنوعة على طريقة فن الـ”باتيك”، أما الهندوس فيرتدون الـ”سارونغ” المزين بالمربعات البيضاء والسوداء، ويسمى الـ”بولانك”، وهو النموذج المعهود في بالي التي ستكون محطة فريق العمل في رحلتهم الإندونيسية.

جزيرة بالي.. رحلة سياحية في أرض المعابد الهندوسية

تأتي الهوية الخاصة لهذه الجزيرة من خصوصيتها الدينية، ففي حين يدين معظم سكان إندونيسيا بالإسلام، تشكل بالي جيبا داخليا بأغلبية ساحقة من الهندوس. والهندوسية في بالي ذات طابع محلي مميز، وتختلف اختلافا كاملا عن نظيرتها في الهند.

معابد بالي مشهورة عالميا، وتتوزع بالآلاف في الجزيرة، فإلى جانب المعابد التي تفتح أبوابها لجميع أبناء الطائفة، فكل عائلة لها معبدها الخاص.

ومن بين هذه المعابد، معبد “تاناه لوت” الذي بني على صخرة تطل على المحيط. ففي لغة بالي كلمة “لوت” تعني البحر، ويتأثر هذا المعبد بحركة المد والجزر، فعند ارتفاع الماء لا يمكن الوصول إليه إلا بالقوارب.

“تيرتا غانغا” قصر مائي ملكي سمي على اسم نهر الغانغ الهندوسي “المقدس” في الهند

 

وأيضا هناك “تيرتا غانغا”، وهو عبارة عن قصر مائي ملكي سمي على اسم نهر الغانغ الهندوسي المقدس في الهند، وهو يحمي جميع الينابيع المقدسة في الجزيرة بحسب مقدساتهم، ويتميز هذا القصر المائي ببركتين كبيرتين متاحتين للعامة، ويمكن لسكان الجزيرة السباحة فيهما مع عدد قليل من الأسماك. وبالقرب من البركتين تنتصب بوابة حجرية ضخمة تقليدية، وهي الجزء الوحيد من قصر “تيرتا غانغا” الذي نجا من ثورات البراكين.

وتوجد أيضا أطلال معبد “تامبلينجان” البوذي الذي تغمره المياه الآن.

مدرجات زراعة الأرز.. تحفة فنية في قائمة التراث العالمي

في جزيرة بالي يعمل الناس في تربية الدواجن والأبقار والماعز وغيرها، ولكن معظم تركيزهم وجهدهم ينصب على زراعة الأرز، بيد أن هذه المهنة ليست بالمهمة السهلة في هذا الجو الحار والرطب، ولهذا تركتها الأجيال الشابة وباتت أكثر ميلا إلى السياحة المزدهرة كثيرا في بالي، إذ تعد مصدر رزق أقل تطلبا وأكثر دخلا.

منظمة “اليونيسكو” تدرج حقول الأرز في بالي ضمن قائمة التراث العالمي

 

وقد أدرجت منظمة اليونسكو حقول الأرز في بالي بقائمة التراث العالمي، إذ ارتقت زراعة الأرز إلى مستوى الفن في هذه المنطقة، فهنا لا توجد حقول تتخذ شكل العنكبوت، بل حقول أرز مدرجة تشكل جزءا لا يتجزأ من مشهد بالي منذ غابر الأزمان.

ومن شأن اعتراف اليونسكو بهذه المدرجات، أن يسهم في حماية هذه المناظر الطبيعية البديعة من أن يطالها الخراب في السنوات القادمة بسبب بناء الفنادق والفلل وحتى أقنان الدجاج العملاقة.

أنظمة الـ”سوباك”.. إمدادات المياه العادلة في مملكة الأرز

وتقع تلك الحقول بشكل رئيسي وسط الجزيرة، وتشكل سمة من سمات الزراعة في الجزيرة، لأنها عبارة عن مدرجات طبيعية وتقدم خير مثال لما يسمى “سوباك” في بالي، والسوباك هي أنظمة ري وإدارة مياه مترسخة الجذور في بالي.

ومن شأن الاعتراف اليونيسكو في هذه المدرجات، أن يسهم في حماية هذه المناظر الطبيعية البديعة من أن يطالها الخراب في السنوات القادمة بسبب بناء الفنادق والفلل وحتى أقنان الدجاج العملاقة.

والوظيفة الأساسية لأنظمة “السوباك” هي تنظيم إمدادات المياه، إذ توزع الكميات اللازمة من المياه توزيعا عادلا استنادا إلى الحاجة وتضاريس الأراضي.

وصمم هذا النظام البارع لضمان العدالة بشكل كامل، لكن التغييرات التي طرأت في العقود القليلة الماضية أحدثت تبدلا جذريا في وضع الزراعة والممتلكات، إذ لم يعد سكان بالي متجانسين كما كانوا، كما أدت إعادة توزيع الأراضي والمياه إلى اضطراب كبير في أساليب العمل القديمة.

ورغم كل هذه التغيرات الجذرية، لا تزال عدة قرى في بالي تتبع نمط حياة يركز على أنظمة “السوباك” وإنتاج الأرز.

استعادة التوازن الكوني.. تقاليد الطب الشعبي في بالي

يفخر الباليون بثقافتهم المتميزة فخرا شديد، كرقصات “الكيتشك”، وهي رقصات دينية تقليدية خضعت للتنقيح والتدقيق خلال ثلاثينيات القرن الماضي. كما يعشق أهالي بالي الفنون الاستعراضية، وترتبط كل فاعلية في الجزيرة ارتباطا وثيقا بهذه الفنون المحلية، بما في ذلك الرقص ومسرح العرائس وأوركستيرا “غاميلان” التقليدية والمسرح عموما.

“الكيتشك” رقصات دينية تقليدية يمارسها أهالي بالي منذ ثلاثينيات القرن الماضي

 

وعلى مر القرون، اكتسب الباليون معرفة مستفيضة بالطب، ومنذ أيام أبقراط والغرب يعد المرض مسألة سبب ونتيجة واعتماد على علاجات محددة لأمراض معينة.

في المقابل يعزو الباليون المرض لأسباب غير مرئية تدعى “نيسكلاي”، وهي ناجمة عن اختلال التوازن في النظام الكوني، وجسم الإنسان في تصور الباليين عبارة عن عالم صغير أو كون أصغر، وما هو سوى نسخة مصغرة عن العالم الكبير أو الكون الأكبر، وأي اختلالات في السلسلة الكونية ستكون لها تداعيات على النظام بأكمله، وعليه يكون المرض اختلال توازن أصاب الكون الأصغر في حين أن الحروب وثورات البراكين هي اختلال توازن أصاب الكون الأكبر.

طب “الباليان” القديم، طقوس يستخدمها المعالجون لإعادة التوازن لدى المريض

 

ويسمى القيمون التقليديون على هذا الطب القديم “الباليان”، ومن خلال طقوس معينة يستخدمون معارفهم لإعادة التوازن، ويضلعون بدور الوسيط بهدف الكشف عن الاختلالات، ثم التصرف بناء على عالم الأسباب غير المرئية المسمى “نيسكالاي”، من أجل توفير العلاج بمحاربة قوى الشر.

من أجل استعادة التوازن الكوني يستخدم “الباليان” النباتات والجذور فضلا عن التدليك والتنويم والقوى السحرية.

ممارسة التدليك.. فن يمزج بين الطب الهندي والصيني

ويمزج التدليك في بالي بين تقنيات آسيوية مختلفة، إذ يربط الطب الهندي بالصيني التقليدي، ويرجع هذا الاندماج للموقع الجغرافي لإندونيسيا الكائن على مفترق طرق في آسيا.

ويمارس التدليك البالي في الأرخبيل منذ قرون، وقد تفرع عنه عدد من النسخ المحلية، ويجمع التدليك البالي بين الاسترخاء والتمارين اللطيفة وإطالة العضلات، وهو يحفز مراكز الطاقة الرئيسية في الجسم، ويساعد العضلات على الاسترخاء لا سيما بفضل تمارين الإطالة.

تمارين إطالة العضلات، نوع من التدليك تميزت به جزيرة بالي

 

ويجدد التدليك البالي الطاقة ويعزز السعادة من خلال العمل على الجهاز العصبي والدورة الدموية، إنه تدليك شامل للجسم كله، ويفيد أيضا في ترطيب البشرة بعمق.

أرخبيل كومودو.. جزر عذراء تعج بالغابات والحياة البحرية

وصلنا إلى ميناء المغادرة في أرخبيل كومودو، ما زال صيد الأسماك عملا رئيسيا هنا، لكن السياحة تحل محله تدريجيا كمصدر للدخل. ويقول صاحب مركب: في السابق كان دخل عائلتي يعتمد كليا على صيد الأسماك، ومن خلال الصيد لم يزد مدخولنا إلا بشكل طفيف، فاشترينا في آخر المطاف مركبا صغيرا لتحسين دخلنا، والآن بات جميع أفراد العائلة وحتى الأطفال قادرين على قيادة المركب.

متنزه “كومودو” الوطني يدرج ضمن قائمة “اليونيسكو” لمواقع التراث العالمي حيث الشواطئ العذراء

 

وأدرج متنزه “كومودو” الوطني ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ويمتد هذا المتنزه عبر جزيرتي “رينكا” و”كومودو” إضافة إلى عدد من الجزر الصغيرة، وليس فيه شبر إلا ويزخر بنظم بيئية بحرية استثنائية.

ففي هذه الجزر المعزولة غابات وأشجار “المونغروف” وشواطئ لم تعبث فيها يد البشر تحيط بها مياه متخمة بالمغذيات، ومن شأن غذائها هذا توفير بيئة مثالية للشعاب المرجانية، وتستقطب هذه المياه أيضا حيوانات بحرية إقليمية مهمة مثل أسماك شيطان البحر العملاقة والحيتان والدلافين.

تنين كومودو الشهير.. كائنات من عصور ما قبل التاريخ

توجد في جزيرتي “كوكودو” و”رينكا” مسارات طرقية تتيح للزوار استكشاف البيئة البرية سيرا على الأقدام، وخلال الجولات المصحوبة بالمرشدين يتمكن الزوار من مشاهدة “تنين كومودو” الشهير، وهو أحد الكائنات الباقية من عصور ما قبل التاريخ، وتعد هذه الحيوانات أكبر السحالي في العالم إذ يمكن أن يصل طولها إلى 3 أمتار ووزنها إلى 100 كيلوغرام، ويمكنها مهاجمة فريسة كبيرة بحجم غزال أو جاموس، ولهذا فالحذر واجب ووجود المرشد السياحي ضروري.

“تنين كومودو” (العظاءة)، أحد الكائنات الباقية من عصور ما قبل التاريخ في متنزه  “كومودو”

 

صار عدد من السياح يأتون في جولات منظمة لمشاهدة هذه الحيوانات العجيبة، ولكن التجربة فيها إثارة إضافية، وحتى مع استبعاد سحالي تنين كومودو الشهيرة، فإن الطبيعة الخلابة والنظم البحرية الغنية تجعلان استكشاف هذه الجزر يستحق عناء الزيارة.

عند هبوط الظلام تستيقظ آلاف الخفافيش، وتخرج إلى السماء من أشجار المونغروف، وقد يصل مدى جناحي بعضها إلى متر، ثم تعود مع شروق الشمس إلى الأشجار للنوم.

جزيرة سومبا.. طريقة فريدة لاستخراج الملح من العدم

وفي جزيرة سومبا المجاورة اكتشفنا طريقة غير متوقعة لجمع الملح، ففي هذه الجزيرة لا توجد مسطحات ملحية ولا بوابات تصريف ولا برك ولا قنوات.

طريقة إندونيسية تقليدية لاستخراج الملح من ماء البحر

 

ويقول القائم على هذه المهنة: أبدأ العمل عند الساعة الخامسة أو السادسة صباحا، ويكون الفجر قد لاح بالفعل، فأذهب إلى البحر وباستخدام أدواتي أبلل الرمال، وفي وقت لاحق من الصباح أجففها، وبعد تجفيفها قرابة الساعة الثانية بعد الظهر أشطفها وأضعها في نظام التصفية، وعندما تصير في المستوعبات أرطبها مرة أخرى، وبعد رشه بالماء أحصل على محلول ملحي، وزهاء الساعة الثالثة عصرا تتشكل بلورات الملح البيضاء.

إنها كنوز لا حصر لها اكتشفناها في هذه الأرض التي تقع ضمن منطقة الحزام الناري في المحيط الهادئ.