“احتيال الملاعب”.. حين تكتب العصابات سيناريو اللعبة

مهدي المبروك

تمثل نتائج مباريات كرة القدم أهمية كبيرة لدى مشجعيها حول العالم، ويضع المراهنون أموالهم في سباق نحو الفوز بالمال لمن يتوافق توقعه مع النتيجة التي تتحقق في مباراة كرة القدم، لكن تلك المراهنات لم تسلم من وجود عصابات تستخدم الرشوة لبعض اللاعبين أو الحكام أو الأندية كي يتحكموا بالنتيجة مسبقا، مما جعل نزاهة الرياضيين ومستقبل كرة القدم التي يلعبها الآلاف ويتابعها الملايين باهتا وعلى محك الشك.

تم فصل العديد من اللاعبين والحكام من مواقعهم نتيجة تورطهم بمثل هذا اللون من الفساد الرياضي، وتجاوبت بعض الأندية مع خطط المتلاعبين وأحجمت أخرى عن ذلك، لكن الجهات الحقوقية لم تقف مكتوفة الأيدي بل حاربت هذا اللون من الجرائم واعتقلت العديد من رواده الذين غيروا النتائج وجعلوا الأهداف تسير بالاتجاه الذي يشتهيه المتلاعبون.

بين أيدينا فيلم بعنوان “احتيال في الملاعب” ضمن سلسلة “عالم الجزيرة”، ويسلط الضوء على عصابة مارست هذه الجريمة، مستغلة الحاجة تارة والطمع تارات أخرى لتحقيق مآربها المنصبة على تحديد نتيجة المراهنات مسبقا، وعلى الرغم من أن إعداد الفيلم مر عليه سنوات، إلا أن هذه الظاهرة لا تزال حاضرة حتى يومنا هذا.

 

عصابة التلاعب بالمباريات.. محاكمة في بودابست

في العاصمة المجرية بودابست تخضع شبكة إجرامية معقدة للمحاكمة بتهمة التلاعب بنتائج مباريات كرة القدم في كل مستوياتها، من مباريات الهواة إلى مباريات كأس العالم.

تدار تلك الشبكة الإجرامية من عصابة في سنغافورة وأبرز المتلاعبين فيها هو “ولسن راج بيرومال”، أما المموِّل والعقل المدبر حسب الادعاء العام المجري فهو “دان تان سيت انج”، وأما بقية أفراد العصابة فهم من بلغاريا والمجر وسلوفانيا.

اعتقل “بيرومال” في فنلندا عام 2011 وحُكم عليه بالسجن لسنتين، بعد إدانته في قضية تلاعب في مباريات كرة القدم وتم تسليمه إلى المجر عام 2012 ليقدم شهادته بوصفه شاهد الادعاء العام، بينما يقبع شركاء “بيرومال” السنغافوريين الرئيسيون ومنهم “دان تان سين انج” وثلاثة عشر فردا من أفراد عصابته خلف القضبان في ليون سيتي في سنغافورة.

"ولسن راج بيرومال" أبرز المتلاعبين في نتائج مباريات كرة القدم
“ولسن راج بيرومال” أبرز المتلاعبين في نتائج مباريات كرة القدم

 

سنغافورة.. من مباريات الهواة إلى السجن

يتحدث الصحفي “زيهان محمد يوسف” الذي أصدر كتابا حول التلاعب بنتائج المباريات، أن الطمع الشديد دفع “بيرومال” إلى التلاعب بنتائج مباريات الهواة بسنغافورة عام 1980، حيث بدأ نشاطه الإجرامي آنذاك، بانيا شبكة علاقات هامة، ثم تعرَّف في التسعينيات على “راجن رام الكراساني” وكيل المراهنات والرأس المدبر لكل نشاطات التلاعب في جنوب شرق آسيا الذي اعترف بالمحكمة أنَّه كان يكسب ما يتراوح من مليون إلى 11 مليون دولار من المراهنات خلال ستة أشهر.

في عام 1994 قررت سنغافورة وماليزيا محاربة المتلاعبين بنتائج المباريات، فاعتقلت الحكَم السابق “ثريو راجامانيكان” وهو أول حكم يحمل شارة الفيفا يُدان بتهمة فساد، وحُكم عليه بالسجن تسعة أشهر في عام 1994 لتسلمه الرشوة.

يقول راجامانيكان: إن التلاعب بالنتائج مرض يصيبنا كالقمار، فالأمر كله يتعلق بالدولارات، لو أعطيك مليون دولار مثلا فإنك ستقبله.

وبينما كان “راجامانيكان” قابعا في سجنه هرب “بيرومال” وآخرون من البلاد، بحثا عن أسواق أخرى أكثر أمانا، ولكن في أواخر التسعينيات وقَّعت رابطة “فدربيت” (Federbet) وهي رابطة تراقب المباريات في كل أنحاء العالم مذكرة تفاهم مع “الفيفا” لمكافحة التلاعب بالنتائج.

"بيرومال" وغيره من المتلاعبين قاموا برشوة اللاعبين الأساسيين في الفريق لضمان فوز الفريق الآخر
“بيرومال” وغيره من المتلاعبين قاموا برشوة اللاعبين الأساسيين في الفريق لضمان فوز الفريق الآخر

 

رشوة اللاعبين.. الرقابة الغائبة

كانت شركات المراهنة الآسيوية عن طريق الإنترنت لا تخضع للرقابة، وتعرض دائما مبالغ هائلة للمراهنات مقارنة ببقية العالم، فإذا أراد شخص ما المراهنة بخمسة آلاف يورو على دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، فإن كل ما عليه هو أن يضع المبلغ لدى وكيل المراهنات الآسيوي بسهولة ودون أي تدقيق عليه.

وضع مثل هذا المبلغ يصبح أكثر إغراء طبعا إذا كانت نتيجة المباراة معروفة سلفا، كان “بيرومال” وغيره من المتلاعبين يرغبون في تحويل المقامرة إلى شيء مؤكد النتيجة تقريبا، وذلك برشوة اللاعبين الأساسيين في الفريق لضمان فوز الفريق الآخر، وبذلك عمل “بيرومال” على جعل نتائج المراهنات معروفة مسبقا.

أول عملية كبيرة نفذها بيرومال خارج سنغافورة كانت في الولايات المتحدة، حيث قال إنَّ عصابته استطاعت التلاعب بنتائج بعض مباريات كرة القدم في أولمبياد أطلنطا عام 1996.

يقول بيرومال: في تلك الأيام لم نكن نخشى القانون والشرطة، إذ لم يكن هناك تركيز على التلاعب بالنتائج، لذلك كنا نقترب من اللاعب ونسأله ببساطة هل ستفعل ذلك أم لا.

بعد عودته إلى سنغافورة، اعتُقل بيرومال عدة مرات نتيجة عمليات احتيال مختلفة كان يقوم بها، وقضى نحو عقد من الزمن في السجون.

عصابات التلاعب تتمركز في سنغافورة وهنغاريا وبلغاريا وسلوفينيا
عصابات التلاعب تتمركز في سنغافورة وهنغاريا وبلغاريا وسلوفينيا

 

فضيحة “آسيا غيت”.. الدول الفقيرة تحت المجهر

لتفادي السلطات أصبحت تحركات “بيرومال” أكثر تعقيدا حيث وسَّع شبكته بدعوة اتحادات كرة القدم الأعضاء في الفيفا لإجراء مباريات ودية في جنوب شرق آسيا ودول أخرى؛ مدعياً أنَّ هذه الخطة سهلت عليه استهداف لاعبي منتخبات الدول الفقيرة.

في عام 2007 عرض على فريق المنتخب الوطني في زمبابوي تسديد كافة نفقات الفريق إضافة لـ50 ألف دولار أمريكي مقابل تنفيذ شروطه، ونتيجة لذلك قرر اتحاد كرة القدم الزمبابوي في عام 2012 حرمان 80 مسؤولا ولاعبا زمبابويا من ممارسة كرة القدم، بسبب فضيحة الفريق التي عرفت في الإعلام باسم “آسيا غيت”.

استطاع “بيرومال” التغلغل في منتخبات وطنية أخرى في أفريقيا، إذ وقع في شراكه لاعبون ومسؤولون من ليسوتو وسيراليون ونيجيريا وموزمبيق وتوغو وكينيا، ووافقوا على عروضه بالمشاركة في مباريات دولية ودية يتلاعب بيرومال بنتائجها لصالح إصابة مراهناته.

“كرة قدم من أجلك”.. غطاء الجريمة الشرعية

في عام 2009 أسس “بيرومال” شركة إدارية للرياضة باسم ” كرة قدم من أجلك” (Football for you) ليضفي لمسة من الشرعية على نشاطاته، فقد كان مجرما يحب ممارسة الجريمة بغلاف شرعي.

امتدت نشاطاته ونشاطات شريكه “دان تان” إلى محاولة التلاعب بالبطولات الكبيرة مثل كأس العالم للسيدات، وأولمبياد بيجين، وكأس الأمم الأفريقية، وكأس آسيا، وبطولة الكأس الذهبي في أمريكا الشمالية، حتى وصل إلى مباريات التصفيات الرسمية لبطولة كأس العالم الذي نظمتها الفيفا في جنوب أفريقيا عام 2010.

لم تنجح جميع محاولاتهم، إلا أنَّ فساد هذه العصابة حقق هدفه في عشرات المباريات التي ألقت ظلالا داكنة على إنجازات أصيلة، مثَّلها العديد من اللاعبين الشرفاء الذين لم يعرفوا إطلاقا أنهم كانوا يلعبون في مباراة جرى التلاعب مسبقا بنتيجتها.

"دان تان" حاول التلاعب بالبطولات الكبيرة مثل كأس العالم للسيدات، وأولمبياد بيجين، وكأس الأمم الأفريقية، وغيرهم
“دان تان” حاول التلاعب بالبطولات الكبيرة مثل كأس العالم للسيدات، وأولمبياد بيجين، وكأس الأمم الأفريقية، وغيرهم

 

التأهل إلى كأس العالم.. المجد المغشوش

من بين اللاعبين الذين تم التلاعب في المباريات التي شاركوا فيها “أوبافيمي مارتنز” الذي حقق الفوز للمنتخب الوطني النيجري في 39 مباراة دولية، ومن أفضل إنجازاته بالنسبة لمشجعي الفريق النيجيري الوطني هي الأهداف التي سجلها في المنتخب الكيني في 4 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2009 التي أوصلت نيجيريا إلى نهائي بطولة كأس العالم.

تمكن “مارتنز” الذي كان لاعبا في الاحتياط من تسجيل هدف الفوز على كينيا بعد دخوله الملعب في الشوط الثاني من المباراة، لتتأهل نيجيريا لأعظم بطولة في العالم، لكن “مارتنز” لا يعلم أنَّ “بيرومال” يزعم المساهمة في تأهل نيجيريا.

يقول بيرومال: كان لدي صديق اسمه “برنس أوديرا” وكيل أعمال كرة القدم، ولديه علاقات مع اتحاد كرة القدم النيجيري، وسبق لـ”بيرومال” ترتيب مباراة للفريق النيجيري في بطولة جرت في ماليزيا، وهي بطولة كأس القارات، مما مكنه من مفاتحته للاتصال باتحاد كرة القدم النيجيري.

اتحاد الكرة النيجيري.. الفساد الرياضي

تظهر وثائق بحوزة قناة الجزيرة أنَّ “برنس أوديرا” الذي يُعرف أيضا باسم “أوديرا أوزيه” تمتع بعلاقات وثيقة مع اتحاد كرة القدم النيجيري، وحصل في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2008 على تفويض من اتحاد الكرة لتنظيم المباريات الدولية باسم الاتحاد، كما أنَّه سافر مع الفريق في مناسبات عدة، وظهرت له صورة في السنة ذاتها مع “بيرومال”.

في أواخر أكتوبر/تشرين الأول عام 2009 وقبل بضعة أسابيع من آخر مباراة، تأهل نيجيريا لكأس العالم ضد كينيا، ووقَّع “أوديرا” على رسالتين لطلب تأشيرات دخول إلى نيجيريا لـ”بيرومال” وشريكه “مانيماران كاليموتو” وهو أحد السعاة الذين تعتمد عليهم العصابة لنَقل الأموال بانتظام لصالح “بيرومال” إلى خارج البلاد، وتسليمها إلى لاعبي كرة القدم في كينيا ورواندا والأردن وغيرها.

يقول “أوديرا”: وصلنا إلى “أبوجا” الساعة الثامنة مساء، وتوجهنا إلى غرفنا لوضع الحقائب. طلب مني “بيرومال” أن ألتقي به في صالة الفندق، لكنني شاهدت أعضاء اتحاد الكرة معه فلم انضم إليهم بل ذهبت إلى المطعم، وتناولت كأسا من أغلى أنواع الشراب.

"بيرومال" عرض على أعضاء اتحاد الكرة النيجيري القيام بكل ما هو ممكن لمساعدة نيجيريا على التأهل في مبارايات 2009
“بيرومال” عرض على أعضاء اتحاد الكرة النيجيري القيام بكل ما هو ممكن لمساعدة نيجيريا على التأهل في مبارايات 2009

 

منتخب للإيجار.. ثمن الفوز

يدّعي “بيرومال” أنه عرض على أعضاء اتحاد الكرة النيجيري في اجتماعه معهم القيام بكل ما هو ممكن لمساعدة نيجيريا على التأهل، وذلك بشراء اثنين أو ثلاثة من لاعبي المنتخب الكيني حتى نتأكد من فوز نيجيريا في المباراة، وأن يدفع لموزمبيق مكافأة تصل إلى 100 ألف دولار أمريكي لضمان فوزها على تونس. وفي مقابل ذلك طلب منح شركته “كرة قدم من أجلك” الدولية تفويضا رسميا لتنظيم سلسلة مباريات ودية للمنتخب الوطني النيجيري للاستعداد لكأس العالم.

يقول “بيرومال”: عندما يتأهل فريق لكأس العالم ويحصل على مليون أو مليون ونصف مليون دولار أمريكي لتغطية مباريات الاستعداد للبطولة، إضافةً إلى 8 ملايين دولار بعد انتهاء مرحلة المجموعات، فهذا مبلغ كبير بالنسبة لأي اتحاد كرة قدم.

قبل ثلاثة أيام من مباريات كينيا ضد نيجيريا، كتب “بيرومال” رسالة إلى الأمين العام لاتحاد كرة القدم الموزمبيقي يعده بـ100 ألف دولار أمريكي إذا فازت موزمبيق على تونس أو تعادلت معها، وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني أي قبل يوم واحد من مباريات كينيا ضد نيجيريا للتأهل لكأس العالم، وصل “بيرومال” وثلاثة من زملائه من المتلاعبين بالنتائج إلى نيروبي. وقد حصلت قناة الجزيرة على رسائل متبادلة بين “بيرومال” ولاعبين كينيين، ويتحدث بعض تلك الرسائل بصراحة عن التلاعب بنتائج المباريات.

تأهل نيجيريا.. رهان غير مكتمل

في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009 لعبت كينيا ضد نيجيريا في نيروبي، وتونس ضد موزمبيق في مابوتو.

يقول “بيرومال”: فازت موزمبيق على تونس ولا أعرف كيف حصل ذلك، وفازت نيجيريا كما كنت قد خططت مسبقا.

وهكذا تأهلت نيجيريا لنهائيات كأس العالم، إلا أنَّ الأمور لم تجرِ جميعها على ما كان مخططا لها، وذلك لأن “بيرومال” وشركاءه كانوا قد راهنوا على فوز نيجيريا بهدفين مقابل لا شيء. لأول مرة يخسر “بيرومال” رهانه ولم يدفع لشركائه في العصابة مثل “ماران كاليموتو” الساعي السابق لحسابه أي مبالغ مالية.

لم يستطع “بيرومال” الحصول على أي فوائد فورية من تأهل نيجيريا لكأس العالم، وعند عودته إلى سنغافورة اعتقل مرةً أخرى، ولكن هذه المرة بتهمة لا علاقة لها بكرة القدم، بل بسبب التهجم على أشخاص، وعند إطلاق سراحه بعد بضعة أسابيع كان قد فات أوان الصفقة التي عرضها على الاتحاد النيجيري.

لم يحصل “بيرومال” على عقود مباريات نيجيريا استعدادا لكأس العالم، ولا حتى تنظيم معسكر تدريبات الفريق إلا أنَّ اتحاد كرة القدم النيجيري منح شركته “كرة قدم من أجلك” الدولية في أبريل/نيسان من عام 2010 حق تنظيم المباريات الودية الأخرى للمنتخب الوطني، وقد أعيد توجيه الرسالة إلى “بيرومال” عن طريق مصدره في اتحاد كرة القدم النيجيري “أوديرا إيزيه”.

شركات المراهنة الآسيوية عن طريق الإنترنت لا تخضع للرقابة
شركات المراهنة الآسيوية عن طريق الإنترنت لا تخضع للرقابة

 

حلفاء “بيرومال”.. علاقات خفية

أجرت الجزيرة اتصالا للتأكد من علاقة “أوديرا” بـ”بيرومال” فأنكر معرفته أن مهنة “بيرومال” هي التلاعب بالمباريات، كما أنكر معرفته بأي عرض أو صفقة قدّمها “بيرومال” لأي مسؤول في اتحاد الكرة النيجيري، لكنه اعترف بأنه قبل مباراة تأهل نيجيريا أعاد توجيه رسالة تفويض لشركة “بيرومال” غير أنه لم يوضح سبب ذلك.

حملت رسالة التفويض توقيع “محمد السنوسي” رئيس قسم المسابقات في اتحاد كرة القدم، وهو الآن قسم النزاهة في الاتحاد. وحين طلبت منه الجزيرة أن يُفسر سبب الرسالة وعلاقة اتحاد الكرة بـ”بيرومال”، أجاب أنه لا يتذكر توقيع مثل هذه الرسالة ولم ينكر معرفته بـ”بيرومال”، إلا أنه لم يلتق به أبدا.

مباراة كينيا ونيجيريا ليست إلا واحدة من عدة مباريات للتأهل لكأس العالم يدَّعي “بيرومال” التلاعب في نتائجها، وكذلك المساهمة في تأهل خمس فرق من مجموع الفرق الـ32 التي شاركت في مباريات كأس العالم في جنوب أفريقيا.

كرة القدم.. هل تفقد بريقها؟

يقول مخرج الفيلم: مما لا شك فيه أن هذه الادعاءات وغيرها من ادعاءات أخرى كثيرة تستحق الدراسة والتحقيق من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، لقد كتبنا للمكتب الإعلامي في الفيفا ولمسؤول النزاهة فيها طلب مقابلة معهم، إلا أنَّ الفيفا رفضت المقابلة وامتنعت عن التعليق على نتائج تحقيقاتنا، كما أننا كتبنا للاتحادين الكيني والنيجيري لكرة القدم إلا أننا لم نتلقَّ أيَّ رد منهما.

وعودة إلى المجر التي يحاكم فيها “دانتان” وبقية أفراد عصابته، حيث ما زالت رواية “بيرومال” ترسل موجات من الصدمات بشأن السهولة التي تمكن بها هو وآخرون من إفساد هذه الرياضة الجميلة التي ثبت دائما أنها الرياضة الأكثر شعبية في العالم.

ولكن في غياب أيِّ أدلة تشير إلى أنَّ الجهات التي تتحكم بكرة القدم بدأت باتخاذ خطوات وإجراءات لجعل التلاعب بنتائج المباريات مستحيلا، فإنَّ هذه الرياضة ربما تفقد الكثير من بريقها وجاذبيتها بالنسبة للاعبين والمشجعين والمشاهدين على حد سواء.