السينما اللبنانية.. المنفى والبندقية والزيتون

بعد حلقات “السينما المصرية” في سلسلة من أربعة أفلام تحكي قصتها من التأسيس إلى الألفية؛ تفتح الجزيرة الوثائقية ملف “ذاكرة السينما” وتتناول فيها السينما العربية إضافة إلى السينما النيجيرية والتركية. وتتناول السلسلة بدايات السينما وتطوراتها في كل دولة، إضافة إلى أبرز الأحداث التي أثرت فيها والتغييرات التي طرأت على محتواها والتحديات التي واجهتها والآمال المرجوة منها، كما تتطرق إلى أبرز الممثلين والنجوم الذين صنعوا السينما في هذه الدول، وتعرض لأبرز أفلام كل مرحلة. وفي الحلقة الرابعة نُلقي الضوء على تاريخ السينما اللبنانية بكافة مراحلها بدءا من انطلاقها في الثلاثينيات من القرن الماضي وتطورها في الخمسينيات والستينيات مرورا بالحرب ووصولا إلى يومنا هذا.

 

سناء نصر الله

ألقت تعقيدات المشهد اللبناني الممتدة لعقود بظلالها على صناعة السينما في هذا البلد الذي رُسمت خارطته الفنية على محاور ثلاثة متوازية جمعت الحرب والسلام والهجرة، فمع أول تجربة سينمائية في الخمسينيات من القرن الماضي كانت هجرة السكان هي هاجس طاقم العمل، ثم جاءت سنوات الفرح في عصر البلاد المزدهر، لكن الزمان لم يطل بها، فكانت الحرب التي شكلت الشغل الشاغل للسينمائيين، حتى وُصفت السينما اللبنانية بسينما الحرب، بل اعتُبرت أفلام تلك الفترة الولادة الحقيقية لها.

يُلقي الفيلم الوثائقي الذي عرضته الجزيرة الوثائقية تحت عنوان “ذاكرة السينما اللبنانية – سينما حائرة” ضمن سلسلة “ذاكرة السينما” الضوء على تاريخها بكافة مراحلها بدءا من انطلاقها في الثلاثينيات من القرن الماضي وتطورها في الخمسينيات والستينيات مرورا بالحرب ووصولا إلى يومنا هذا.

 

المخاض الطويل.. محاولات للبداية

لا تاريخ واضح لبداية السينما في لبنان، كان الاستهلال بمحاولات قبل الاستقلال لكنها لم تنجح، وكان معظم المنتجين في لبنان من جنسيات أجنبية.

لم تكتمل أول محاولة لبنانية سينمائية في عام 1929، والثانية في 1936 لم تكتمل أيضا، ثم كان فيلم “علي العريس” في عام 1943.

بعد ذلك توقفت المحاولات حتى عام 1956، حين أخرج جورج نصر وهو من المخرجين الأوائل في السينما اللبنانية أول أفلامه، وكان بعنوان “إلى أين”، ويتحدث عن هجرة اللبنانيين إلى الغرب، كانت قصة الفيلم تدور حول “فلاح” الذي هاجر من لبنان إلى الولايات المتحدة وترك عائلته، ثم قرر أن يعود إلى قريته بعد 20 عاما. وقد صدم الفيلم المشاهدين بعد عرض حياة اللبنانيين في الشوارع الأميركية.

يقول جورج: رأيت لبنانيين فقراء ينامون في الحدائق العامة وفي الشوارع، فقررت أن أقدم فيلما يتناول الهجرة، وكان أول فيلم يمثل لبنان في مهرجان كان السينمائي، والضيعة هي المكان الأساسي للفيلم في الخمسينيات.

 

الرومانسية والحب.. عصر الازدهار

في فترة الستينيات كان لبنان يشهد عصره الذهبي، وكذلك كانت السينما، فقد انتشرت الصالات والمسارح خصوصا في ساحة البرج وسط بيروت، وعرضت فيها الأفلام العربية والأجنبية.

في تلك الفترة ظهرت سينما الأخوين رحباني وكذلك فيروز، لتكتمل قصة نجاحهم الغنائية سينمائيا، فالرومانسية العالقة بين الخير والشر، وقِيم الجبل اللبناني، والتراث المحلي كانت محور تلك الأفلام.

كانت أفلام الرحابنة الثلاثة مميزة بلهجتها اللبنانية، واستندت تجربتهم على المسرح، وعلى حضور المخرجَين يوسف شاهين وهنري بركات بمستواهما الفني الراقي.

باتت بيروت مركزا لتوزيع الأفلام في المنطقة، ومع ذلك لم يكن مسار الفيلم اللبناني سهلا، خصوصا مع نجاح وتفوق السينما المصرية التي كانت أكثر رسوخا وجماهيرية، وكانت اللهجة عائقا أمام الفيلم اللبناني؛ مما دفع الفنانين اللبنانيين للتمثيل باللهجة المصرية مثل الفنانة صباح.

وحين أعلن عن تأميم السينما المصرية في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1962؛ حُدد عدد الأفلام للمخرجين والفنانين وتضاعفت الرقابة، فتحولت الأنظار إلى بيروت كبديل آخر للإنتاج السينمائي، خصوصا بعد ظهور شركات إنتاج مثل أستديو بعلَبك الذي كان له دور رائد في تطور صناعة السينما اللبنانية.

ويعتبر مؤسس مؤسسة أمم الكاتب لقمان سليم أن أستديو بعلبك لم يكن فقط مؤسسة إنتاجية، بل إنه روى تاريخ لبنان وتاريخ الإنتاج المرئي والمسموع والسينمائي فيها، في اللحظة التي استقطبت بيروت فيها جميع الهاربين من العواصم العربية من القاهرة وبغداد وغيرهما.

جورج نصر من المخرجين الأوائل في السينما اللبنانية
جورج نصر من المخرجين الأوائل في السينما اللبنانية

 

طموح العالمية وتحدي اللهجة

المصرفي الفلسطيني المعروف يوسف بيدس كان وراء فكرة إنشاء أستديو بعلبك، وكان طموحه أن يجعل لبنان مقصدا سينمائيا دوليا، وهذا ما تقوله رسائل الأرشيف التي تمكنت مؤسسة أمم من إنقاذها.

أراد بيدس أن تكون لبنان مقصدا للمنتجين الكبار لتصوير الأفلام الدولية، وهذا ما جعل هذا البلد في أواخر الخمسينيات وحتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي مكانا لا يمكن للتاريخ المرئي والمسموع في العالم العربي القفز فوقه.

مع تأميم السينما المصرية في تلك الفترة، ووصول عدد من المصريين إلى بيروت ظهر الإنتاج المشترك بين لبنان ومصر وسوريا وتركيا، لكن ذلك ساهم في ضياع اللهجة اللبنانية، وأصبحت معظم الأفلام باللهجة المصرية، ولم يعد هناك وجود للهوية الكاملة.

زاد عدد الأفلام المنتجة حتى بلغت 25 فيلما في السنة، لكن معظمها كان ذا تركيبة تجارية، وكانت تعتمد على طريقة توزيع الفيلم ليس أكثر، كما أنها لم تكن بمستوى الأفلام التي كانت تُصنع في مصر.

بدت الأفلام في تلك الفترة متأثرة بالأفلام الرائجة عالميا كأفلام المغامرات والجاسوسية، كما صُورت بعض الأفلام الأجنبية في لبنان.

سينما الأخوين رحباني وكذلك فيروز ظهرت في الستينيات
سينما الأخوين رحباني وكذلك فيروز ظهرت في الستينيات

 

أفلام الثورة والحرب

مع ظهور المقاومة الفلسطينية في لبنان في منتصف الستينيات مع وجود حركة فتح، ظهرت أفلام الثورة والقضايا الوطنية، إذ يروي المتحدثون أن المراسلات بين أستوديو بعلبك ومنظمة التحرير، كانت شبه يومية لإعداد فيلم أو تحميضه أو إنتاجه.

كانت قصة تستحق السرد بالتفصيل، وهذا يأخذنا لمكان آخر حيث جيل من السينمائيين اللبنانيين الذين كانت قضيتهم الملحة هي القضية الفلسطينية.

سادت أفلام المقاومة ومعها استمر الإنتاج السينمائي الذي واكب مع بداية السبعينيات موجات التحرر، وأنتجت أفلام جريئة لكنها لم تكن ذات مستوى عال.

وفي عام 1975 حدث ما لم يكن في الحسبان، ودخل لبنان سنوات الحرب الأهلية التي شلت جميع مناحي الحياة، وذهبت طموحات لبنان في أن يكون مركزا للإنتاج السينمائي في مهب نيران الحرب، ولكن في المقابل أصبحت الحرب عنوانا لعودة سينمائيين لبنانيين من أشهرهم المخرجَين برهان علوية ومارون بغدادي، وهو المخرج الذي تقول عنه زوجته الممثلة ثريا خوري “إنه كان لحظة مفصلية في تاريخ السينما اللبنانية، فبعده باتت السينما مختلفة، إذ وضع الفرد في مركز الاهتمام”.

شاركت ثريا خوري في فيلم “حروب صغيرة”. وتصف تجربتها بقولها: لم نكن وقتها نعِي الخطر، لم يكن بالطريقة التي يفكر بها الناس اليوم، وكان مفهوم الأمن مختلفا وقتها، لم نكن نكترث، كنا متهورين، وكان هناك أشخاص يؤمنون لنا الحماية في موقع التصوير، وقد قمنا بأشياء خطرة.

امتدت مجموعة أفلام مارون من عام 1975 وحتى 1991، وهي تأريخ لتلك المرحلة، وقد مزج تجربته الوثائقية والروائية لتغطي كل الأحداث في لبنان على مدار 15 عاما، وما يميز أفلامه أننا لو شاهدناها تسلسليا لكانت كفيلم واحد ممتد يعالج ويتطور.

ومع استمرار الحرب في الثمانينيات، تراجعت الأفلام التجارية دون أن تتوقف نهائيا، وأخذت المعالجة السينمائية للوضع الراهن تتطور، وبدأت أفلام الحرب تلفت انتباه الغرب مثل فيلم “حروب صغيرة” الذي لاقى اهتماما في مهرجان كان السينمائي، وتحدث عن الحرب ولكن ليس من منظور سياسي بل من خلال معايشة الناس لها.

انتهت تجربة مارون السينمائية بشكل مأساوي عام 1993 حين انزلق على درج بيته في بيروت وفارق الحياة.

 

سينما ما بعد الحرب

انتهاء الحرب اللبنانية أدخل السينما في مرحلة جديدة، فكانت حقبة التسعينيات ضعيفة سينمائيا وإن شهدت محاولات متفرقة، وظهر جيل جديد من السينمائيين عاش ودرس خارج البلاد.

في عام 1998 أُنتج أحد أهم الأفلام في السينما اللبنانية “بيروت الغربية” للمخرج زياد دويري، ويروي الفيلم حكاية لثلاثة مراهقين يعيشون الحرب ويكتشفون معاني الحب والحياة والصداقة خلالها، وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا، وفتح الباب مشرَعا أمام السينمائيين الذين تمكنوا من فرض نهضة جديدة للسينما اللبنانية، وشهدت بداية الألفية الثالثة نقلة معقولة في مستوى الإنتاج مع محاولة للخروج من سينما الحرب، لكن السينما اللبنانية لم تزال في هذه الفترة تبحث عن هوية المواطن اللبناني الذي يعيش ضياع الهوية.

يقول المخرج فيليب عرقتنجي: بدأنا قبل الحرب ولكن مع وجود السينما المصرية فُرضت اللهجة، وبعدها قامت الحرب ففُرضت سينما الحرب، ولم يتجاوز الإنتاج الـ20 فيلما.

لا تزال الحرب تشكل إرثا ثقيلا للسينما اللبنانية، ففيلم “بوسطة” للمخرج فيليب لا يتحدث عن الحرب، ولكن عن خلفية الحرب وهناك آثار واضحة للحرب، وفيه يرقص الشباب لينسوا الماضي، وقد جاء الفيلم متأثرا بالسينما اللبنانية القديمة الخاصة بالمخرجَين يوسف شاهين وهنري بركات، ويعتبر همزة وصل بين الماضي والحاضر.

 

التمويل الغربي.. إشكالية الموضوعية

بحثت المحاولات السينمائية الجادة عن تمويل، ولكن مع شح التمويل العربي واللبناني؛ تم اللجوء إلى التمويل الغربي وخصوصا الفرنسي الذي يهتم بالإنتاج السينمائي الكبير عالي الجودة من أجل تحقيق إيرادات عالية.

وهنا يقول وزير الثقافة الفرنسي السابق ومدير المعهد العربي في باريس جاك لانغ: إننا نجد الفن اللبناني عموما والسينما خصوصا أنهما بألف لون ومذاق ووجه، وهذا ما نحبه في السينما اللبنانية الحيوية الرائعة رغم المصاعب.

أثّر اهتمام الممول الغربي بالسينما اللبنانية بشكل كبير على هوية الأفلام التي جرى تمويلها في العقدين الأخيرين، وظهر مستوى تقني حديث ومقارنات مختلفة.

طرحت عقدة التمويل إشكالية بشأن المقاربات في السينما في السنوات الأخيرة، انطلاقا من التساؤل حول حقيقة تلك الأفلام، فهل هي أفلام تعالج قضايا لبنانية، أم أنها أعمال أُنتجت لتُرضي الممول وتسافر إلى مهرجانات دولية، وبالتالي لم تعد تعكس واقع لبنان.

لكن المخرجة والممثلة نادين لبكي تقول إنه لا نستطيع تصنيف لبنان على أنه بلد منتج للسينما، فهناك عدد قليل كل سنة من الأفلام.

 

النجاحات العالمية

تصف المخرجة اللبنانية فيلمها “سكر بنات” الذي أنتج عام 2004 بأنه شعور خارج تاريخ الحرب، وتقول: نريد أن تكون هواجسنا طبيعية كأي إنسان يعيش في أي بلد.

وقد شكل الفيلم بالنسبة لها قصة نجاح، حيث عرض في مهرجان كان السينمائي.

وتضيف نادين: لم نكن نعلم كيف سيكون وقع الفيلم على المجتمع الغربي، كان الأمر لا يصدق كقصة خرافية، صفق الناس بحرارة وبكوا وتفاعلوا، وبيع الفيلم لأكثر من ستين دولة.

أما منتجة الفيلم آن دومينيك فتقول: فيلم سكر بنات مثال للفيلم الناجح في الشرق الأوسط، لقد تحدث بشكل جيد عن بلده لبنان، وفي الوقت ذاته لاقى قبولا جماهيريا عالميا، أعتقد أن نادين تتحدث عن جيل ملتزم يعشق الفنون، ويقدم خطابا يفهمه الجميع.

ومن الأفلام التي استطاعت السينما اللبنانية تقديمها للخارج، فيلم “بوسطة” الذي يعتبر أول فيلم لبناني يدخل مصر.

يقول مخرج الفيلم فيليب عرقتنجي: قضيت سبعة أشهر أقنع الموزعين ليقبلوا الفكرة، ودخل مصر كفيلم أجنبي كما دخل الخليج بعد ذلك.

رغم الإحباطات التي يعيشها السينمائيون فإنهم يجدون حالهم أفضل في السنوات الأخيرة، وقد شهد لبنان إنتاج أفلام جادة وأخرى تجارية، ولكن ما يزال سوق التوزيع في لبنان غائبا.

 

“صدمة”.. حتى يأذَن الشعب

إذا كانت السينما اللبنانية سينما أفراد، فذلك يجعل للمغامرات حقلا أساسيا، فقد أقدم المخرج زياد دويري -الذي له نجاحات مهمة في الغرب- على خطوة جريئة بإنتاج فيلمه “صدمة” الذي تم تصويره في فلسطين داخل الخط الأخضر، ويروي الفيلم حكاية زوجين فلسطينيين يعيشان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وفيه يفاجئ الزوج بأن زوجته تقوم بتفجير نفسها بعملية عسكرية، وقد سُمح للفيلم أن يعرض في لبنان، ولكن بعد حملة صحفية ضده توقف ومُنع.

يقول المخرج دويري: الذين انتقدوا الفيلم لم يشاهدوه، وقاموا عليه لأنني اتُهمت بالتطبيع، ولم يروا أكثر من ذلك، لكنه بيع في 45 دولة، ورُشح لجوائز عديدة.

ويضيف: المنطقة على كف عفريت، لا أعلم إن كنت سأقوم بعمل سينما مرة أخرى في لبنان، لأني أحاول أن أعمل دون قيود، فالأعمال السينمائية يجب أن تتمتع بحرية لتكون ذات مستوى فني راقٍ، هناك الكثير من القيود، هل تعلم أنك لو أردت عمل فيلم في لبنان فيجب أن يُعرض على مرجع ديني خوري وشيخ لأخذ موافقتهما؟

أما عرقتنجي فيقول: ليست لدينا سينما، والكل يضع على أكتافنا الهوية اللبنانية، لكن هناك قيود، يجب أن تكون السينما حرة، ولست مضطرا لأن تأخذ تقييم كل الشعب اللبناني والأمن العام، ويفرض عليك ما يجب قوله وما لا يجب قوله.

 

سينما على حافة التوتر

يعيش لبنان على حافة الأزمات وأحيانا في قلبها، هذ الواقع يؤثر ويتأثر بالسينما خصوصا مع تفاوت دور الرقابة وتدخلها بالعمل، وهناك إجماع على أن السينما اللبنانية لم تصل إلى حدود الصناعة والإنتاج وتبقى النجاحات فيها فردية.

ومن أبرز تلك النجاحات، ما قدمه المخرج إيلي داغر في فيلم “موج” الذي مازج فيه بين التحريك والرسم، وعبرهما يستكشف المخرج مدينة بيروت ويعيد بناءها بمخيلته.

وقد حاز الفيلم على أرفع جائزة يحصل عليها فيلم لبناني، وهي السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي للأفلام القصيرة عام 2015.

يقول إيلي: كثيرا ما تحدثت مع أشخاص يدرسون السينما ببيروت محاولا بث الحماس فيهم، أنا أمثل ذاتي وأفكاري، ولا شك أن هناك دماء جديدة تدفع بالسير للأمام إذا كنت جزء من المشروع أتمنى ذلك.

في الخاتمة، فإن الأعمال السينما في لبنان تشبه تقلباته وواقعه وشجونه، فالتجربة في بلد عالي التوتر لم تترسخ بعد، لكن ورغم الاضطراب الأمني والسياسي، فإن النجاحات الفردية توحي بمساحات من التفاؤل.