بودّعك.. أغنية تحكي انهيار حب وردة الجزائرية وبليغ حمدي

خاص- الوثائقية

 

لم تطق جَرحه لكبريائها وأصرت أن يطلقها، لكنها عادت بعد عشرة أعوام لتغني له كلمات تروي انهيار حبهما وزواجهما، وفي الوقت ذاته تؤكد له أنها سامحته وستبقى وفية له ولن تتردد في أن تفديه بحياتها.

ضمن سلسلة حكاية أغنية، تسرد الجزيرة الوثائقية قصة أغنية “بودعك” التي كتبها ولحنها الموسيقار بليغ حمدي لطليقته المطربة وردة الجزائرية.

يروي الوثائقي جانبا من قصة المطربة التي بدأت مسيرتها الفنية في مصر، ثم عادت لبلدها عام 1963 وتزوجت من مسؤول حكومي واعتزلت الفن كليا.

بعد تسع سنوات من الاعتزال، طلب منها الرئيس الجزائري هواري بومدين أن تغني في العيد العاشر لاستقلال بلدها.

وعندما أرادت العودة للغناء طلبت من الموسيقار المصري الكبير وديع حمدي أن يلحّن لها أغنية وطنية فكان لها ما أرادت، فقد حضر للجزائر وقام بالدور المطلوب.

بعد استئناف المسيرة الطربية طلّقها والد طفليها وكيل وزارة الاقتصاد جمال قصري، ثم انخرطت في أعمال موسيقية مع بليغ حمدي ولحّن لها الكثير من الأغاني.

عند هذه النقطة، بدأت الموسيقى تعزف قصة حب قوية ستعبر عن ذاتها لاحقا في قاعات الحفلات وألبومات الغناء وحتى على أمواج الأثير.

في مقطع بوثائقي الجزيرة تتحدث المطربة وردة الجزائرية عن بليغ حمدي قائلة “أحببت الرجل وقررت أن أتعرف عليه”.

 

العيون السود

ويقول الموسيقار منير الوسيمي “هذه العلاقة الفنية تطورت إلى علاقة حب توجت بالزواج”. لحن لها بليغ حمدي قصيدة “أدعوك يا أملي” للشاعر الجزائري صالح الخرفي، وأغنية “العيون السود” التي تحكي قصة حبهما.

ويحكي الناقد الموسيقي شريف حسن أن وردة ترى أن العيون السود هي أهم أغانيها، وهي تعبر عن حالة الحب التي تربطها ببليغ حمدي.

وقد كانت ألحان بليغ حمدي لوردة تجسد حبه العميق لها فيمنحها عصارة فنه وفكره، بينما تغني وهي تحس بهذا الحب.

في تسجيل صوتي آخر تتحدث وردة عن معنى بليغ حمدي في حياتها فقالت “يمثل لي النجاح والسند، أتيت هنا وحدي فكان نوعا من الحماية”. فيما يقول هو إنها تعني له الحنان والحب والدفء والصدق والوفاء.

 

نهاية الحب

لكن زيجات الوسط الفني لا تعمّر، فقد امتد العبث إلى هذا الحب الجميل وأصرّت وردة على الطلاق عندما علمت أن فنانة مغربية ناشئة دخلت حياة الموسيقار الكبير.

انفصلا رسميا عام 1979، ولاحقا واجه بليغ حمدي تهما جنائية عندما انتحرت سميرة مليان في شقته، فرحل إلى باريس ولم يحصل على البراءة إلا عام 1989، فعاد لمصر وقد أنهكته الخيبة والغربة.

أثناء وجوده في باريس كتب كلمات تحكي قصة انهيار حبه لوردة ويقول فيها على لسانها إنها سامحته رغم قسوته عليها وخيانته لحبها.

وعندما عاد لمصر لحّن هذه الكلمات وطلب من وردة أن تغنيها، فوافقت على نَكء الجراح العاطفية على وقع الموسيقى وأن تروي للجمهور قصة انهيار حبهما.

صورة أرشيفية تجمع بليغ حمدي بوردة الجزائرية حيث انفصلا رسميا عام 1979

 

غفران الخطيئة

وفي عام 1990 وعلى منصة مهرجان قرطاج الدولي غنت وردة أمام الجمهور:

بودعك وبودع الدنيا معك
جرحتني قتلتني
غفرت لك قسوتك
بودعك من غير سلام
ولا ملام ولا كلمة مني تجرحك
أنا.. أنا.. أنا أجرحك
بسم الآلام ارحل قوام
حبي الكبير حيحرسك في سكّتك
بودعك.. وَدِّع مُحباً ودعك قبل الأوان
بودعك.. كلمني مشتاق أسمعك من زمان
بودعك.. بشوق للمسة من يدك لمسة وداع
ما أبخلك
بكرهك.. لا.. بعشقك بعشقك بعشقك
يا عمري راح وجه الرياح
يا قلب دافي بعشرتك أنا رحلتك
أنا.. أنا.. أنا رحلتك أنا أنا أنا
رحلتك
وأنا الزمان رغم الجراح حبي الكبير حيحرسك
بسكتك
الله الله الله معك
كتبت لك غنوة لك تفكرك بناري لك
كتبتلك زي الليلة دي في يوم ميلادي
غنوه لك تفكرك بموعدك
وأستناك أنا والليالي وأستنناك بشوق
ولهفة لصوت خطاك
أستنناك بخوف يساوي فرحة لقاك
ويا ريتك جيت يا ريت
ويا ريتك غلطت ليلتها وجيت
أتاريك نسيت والكل افتكره وأنت نسيت
كتبتلك زي الليلة دي في يوم ميلادي
غنوه لك تفكرك بموعدك
أسمّعك غنوتك
سنة حلوة يا سعيد ودموعي في
العيد وأنا عمري ما نسيت لك في الغربة عيد
عجبتك قسوتك
وبودعك بصمت مُر أنا ضيف ومَر
عطشان سقيته محبتك ما أكرهك
بودعك أنا اسمي صبر أنا رهن أمر..
أنا حب سهران يحرسك بسكتك
تصدق بالله.. قول:
لا إله إلا الله
اليوم ده بكل أسى يناجيك وبتتمناه
يرضيك كده منك لله
تصدق بالله
الجرح اللي حيعيش وياه
بعد فراقك صعب أنساه
والأصعب إني ألقى دواه
عجبك كده منك لله
أنا مسامحاك أيوه مسامحاك
يا أغلى ظالم أنا مسامحاك
أنا مسامحاك والله مسامحاك ومهما يجري
أنا كلي فداك
والله مسامحاك أيوه مسامحاك وأنا واللي
باقي من عمري معاك
بودعك يا جرحي لم يترك ألم
لأ.. شوقي يا روحي لرؤيتك ولطلعتك
بودعك وفي قلبي حب لو اتقسم
حيدفي ليلك في رحلتك وفي سكتك
الله الله معك