حمى الضنك.. خدعة الفيروس القاتل ذي الأرواح الأربعة

خاص-الوثائقية

خلال عام 2015 وحده سجّلت ماليزيا إصابة أكثر من مئة ألف شخص بمرض حمى الضنك ومات أكثر من 300 منهم، وقد كانت تلك أسوأ سنوات حمى الضنك على الإطلاق، لكن هذا لا ينطبق على ماليزيا فحسب، فقد تضاعت إصابات حمى الضنك في البرازيل خمس مرات، وانتشرت إلى اليابان وأفريقيا وأجزاء من الولايات المتحدة.

وضمن سلسلة “أمراض قاتلة” بثت قناة الجزيرة الوثائقية فيلما مهما عن مرض “حمى الضنك”، ويتناول الفيلم نشأة المرض والبيئات التي يكثر فيها، وطبيعة الفيروس المسبب له وأنماطه المستنسخة، وطرق الوقاية والعلاج، وصولا إلى التحدي الأكبر وهو إنتاج لقاح مضاد لهذا المرض القاتل.

أول تسجيل لأعراض مشابهة لحمى الضنك كانت في الصين في القرن الخامس الميلادي

 

3 مليارات إنسان.. أكثر الأوبئة تهديدا للبشر

تضاعف عدد الإصابات عالميا 30 مرة خلال الخمسين سنة الفائتة، وأصبح المرض الآن منتشرا في أكثر من 125 دولة، وحيث أن هذا المرض يعيش في المناطق المدارية فهنالك أكثر من ثلاثة مليارات إنسان مهدد بهذا المرض الذي يصيب سنويا أكثر من 390 مليون إنسان.

أخطر أنواع هذه الحمى يقتل 15 ألف إنسان سنويا، ويعد هذا الوباء الأكثر خطورة لدى البشر، كما تشير الأبحاث أن الضنك أكثر تأثيرا في فئة الشباب بين 15 إلى 45 عاما، الأمر الذي يؤثر على عجلة الاقتصاد في البلاد التي تتأثر بالضنك.

بدأت الحرب على هذا القاتل المخادع، وفتحت عدة جبهات بالتوازي مع البحوث المخبرية لإيجاد علاج أو لقاح لهذا المرض، إضافة إلى حملات التعقيم والتطهير وإجراء عمليات الفحص الميداني، لكن من هو الخصم في هذه الحرب؟

ناديا نذير هي إحدى ضحايا حمى الضنك، وتتحدث عن تجربتها المريرة مع المرض فتقول: تعرضت لنوبات مرعبة من الهلوسة، ولم أعد أقوى على الكلام ولا الحركة، ارتفعت درجة حرارتي بشكل كبير استدعى نقلي إلى المستشفى فورا، وجرى تشخيصي على أنني مصابة بحمى الضنك، وكنت خائفة جدا لما سمعت من أهوال عن هذا المرض.

بسبب أثرها المميت، كانت الحمى تسمى بـ”كاسرة العظم” بافتراض أن وراءها أرواحا شريرة

 

“كاسرة العظم”.. حمى القرن الخامس الميلادي

يعاني المريض كثيرا من النوبة الأولى للمرض، ولكن الأمور تزداد سوءا إذا تعرض لنوبة ثانية أكثر فتكا تسمى النوبة النزفية، وهذا المرض لا يفرق بين الطبقات الاجتماعية، فالكل معرض للإصابة به، وتشير الأبحاث إلى أن حمى الضنك ليست مرضا جديدا.

بينت الدراسات أن أول حالة حملت نفس الأعراض قد سجلت في الصين في القرن الخامس الميلادي، خلال حكم سلالة “تشين”، وفي القرن الثامن عشر كان عنوان حمى الضنك عبارة عن مرض شديد في المفاصل، وكانوا يطلقون عليه اسم “الحمى كاسرة العظم”.

وتتمثل أعراض حمى الضنك المؤلمة في صداع شديد وآلام في الجسم وحرارة مرتفعة ونزيف حاد من الجلد والأنف، مما قد يؤدي إلى حدوث صدمة يعقبها الموت.

في عام 1779 أطلق اسم “حمى الضنك” رسميا على هذا المرض للمرة الأولى، وهو اسم مأخوذ من اللغتين السواحلية والإسبانية، ويصف الألم الشديد في العظام، وفي العام 1907 اكتشف العلماء أن هنالك فيروسا يتسبب في هذا المرض، ولاحقا اكتشفوا أن هذا الفيروس ينتمي إلى طيف أوسع من الفيروسات المسببة لأمراض فتاكة أخرى مثل التهاب الدماغ الياباني والحمى الصفراء والتهابات الكبد.

بعوض حمى الضنك يتغذى على دم البشر ويعيش بينهم

 

“الإرهابي الحضري”.. ناقل المرض المثالي

لا يعيش فيروس الضنك بمفرده بل لا بد له من مضيف، وقد كانت القردة لقرون من الزمان هي المضيفات المثالية لهذا الفيروس، ولاحقا انتقل إلى البشر عن طريق الناقلات النشطة، حيث أنه لا ينتقل بمفرده في الهواء، والناقل هذه المرة -كما في أمراض أخرى كثيرة- بعوض الحمى الصفراء، ذلك الناقل المثالي النشط الذي لا يتأثر بالمرض.

يعيش بعوض الحمى الصفراء في أفريقيا، وينتقل إلى جنوب شرق آسيا عبر سفن التجارة، وهو يفضل مناطق المدن الآهلة بالسكان، عكس الأنواع الأخرى مثل البعوض الأبيض المنقط الذي يفضل الغابات، ويتغذى بعوض الحمى الصفراء على دماء البشر، ويعتبر الجسم البشري مضيفا مثاليا لفيروس حمى الضنك الذي ينتقل بمجرد لسعة بعوضة.

ولكون الإنسان مخلوقا اجتماعيا فمن السهل على الفيروس الانتقال بحرية بين أجساد البشر، وذلك عن طريق الناقل المثالي، وهو البعوض الذي ينقل الفيروس مع الدم الذي يمتصه من الضحية، ثم ينتقل بواسطة لعابه إلى الضحية الأخرى، أما البعوض نفسه فهو مقاوم للفيروس الذي يحمله، ولهذا يطلق عليه لقب “الإرهابي الحضري”.

بعوض حمى الضنك محدود القدرة في الطيران أفقيا وعموديا

 

بعوض الحمى الصفراء.. قاتل نخدمه من حيث لا نعلم

يعمل بعوض الحمى الصفراء بفاعلية في الفجر وآخر الليل، وهو الوقت الذي يكون فيه البشر بطاقة حيوية عالية، وتساعده حساساته الذكية في التماهي مع حركات البشر، وتجذبه بعض الألوان مثل الحمرة والسواد، كما أنه يستجيب للحرارة عن طريق مجسات للأشعة تحت الحمراء تكون في مقدمة رأس البعوضة، فيفضل الأجساد البشرية ذات الحرارة الأعلى.

وهناك جاذب آخر في الجسم البشري، وهو ثاني أكسيد الكربون الذي ينطلق أثناء التنفس، وهو يجذب الحشرات عموما، وبالأخص بعوض الحمى الصفراء، وكشفت الأبحاث أن أنثى الإنسان الحامل تطلق كمية أكبر من هذا الغاز، مما يجعلها أكثر عرضة للسعات البعوض، وبالتالي الإصابة بالمرض.

وعلى الرغم من خبرات البعوض المذهلة فإنه يعاني من نقاط ضعف تتمثل في أنه لا يستطيع الطيران لأكثر من 200 متر أفقيا ولا أعلى من 30 مترا، ولكنه يتجاوز هذه المشكلات بفضل الإنسان الذي طور الحياة وجعلها أكثر راحة، فوسائل النقل والمصاعد تحل مشاكل البعوض في التنقل.

عندما يصاب البعوض بالفيروس فإنه يلازمه للأبد، وينتقل من جيل إلى جيل عبر البيض، وتضع أنثى البعوض ألف بيضة في حياتها التي تمتد لثلاثة أسابيع فقط، وكل ما يلزمها لوضع البيض هو مقدار ملعقة صغيرة من الماء، وبذا تشكل ثنائية الفيروس مع الناقل المثالي خطرا بالغا على الإنسان.

الإنسان هو المضيف الأفضل للبعوض وما يحمله معه من فيروسات

 

خدعة الفيروس القاتلة.. حين يقع الإنسان في الفخ

بمجرد دخول الفيروس إلى جسم الإنسان يبدأ بمهاجمة الجهاز المناعي بالسموم والمستضدات، ويكون أول خط للدفاع هو الكريات البيضاء، ثم يأتي دور الأجسام المضادة التي تقضي على ما تبقى من المستضدات، وبعد إنجاز المهمة يخلد الجهاز المناعي إلى حالة من الاسترخاء والراحة على شكل خلايا ذاكرة تكون قد خزنت السيرة الذاتية للفيروس، وذلك من أجل الفتك به إذا عاد للغزو مرة أخرى.

قد تبدو الأمور إيجابية ولكن المشكلة أن هنالك أربع نسخ (أنماط مصلية) من هذا الفيروس متشابهة إلى حد ما، ولكنها مختلفة من حيث استجابة الجهاز المناعي تجاهها، فإذا كوّن الجسم مناعة ضد النوع الأول، فالخطر ما زال موجودا بوجود الأنماط الثلاثة الأخرى، وهو ما سيفشل الجهاز المناعي بما لديه من ذاكرة عن النمط الأول في مواجهتها.

الخطير في الأمر أن المصاب بالفيروس قد لا تظهر عليه أعراض المرض، وقد يشعر البعض بحمى خفيفة أو صداع سرعان ما يتعافون منه، وهنا مكمن الخطر إذ يصبح هؤلاء مصدر عدوى دون علمهم أو علم من يخالطهم.

بالعودة إلى المريضة نادية فقد شعرت بحمى شديدة جدا لم تشعر بمثلها قط، ووصلت حرارتها إلى 40 درجة مئوية مع نوبات صداع نصفي حاد وألم خلف العينين وعرق يتصبب مع شعور بالقشعريرة والبرد، وتستمر هذه المرحلة لثلاثة أيام تقريباً، ثم تدخل المرحلة التالية المتمثلة بالحساسية والغثيان والقيء وآلام المفاصل، وهذه هي المرحلة الحرجة.

لحمى الضنك أنماط أربعة يمكن لأي منها أن يصيب الإنسان دون أن يلحظه جهازه المناعي

 

أنماط الفيروس الأربعة.. هربَ من الحفرة ليقع في الهاوية

الجيد في الأمر أن معظم المصابين يجتازون المرحلة الحرجة، ويدخلون في المرحلة الثالثة وهي مرحلة التعافي، أما القليلون الذين لم يتجاوزوا المرحلة الحرجة فتظهر لديهم أعراض أشد تتمثل في نزيف داخلي يصل إلى الرئة، ثم ما يلبثون أن يفارقوا الحياة في هذه المرحلة حيث لا تجدي أجهزة دعم الحياة أو التنفس الصناعي نفعا.

كما سبق فالمرحلة الثانية تحمل في طياتها القيء المتكرر والنزيف من الأنف أو اللثة والطفح الجلدي النازف، وتبدأ عندما يتصرف جهاز المناعة اعتمادا على الذاكرة السابقة، ظنا منه أنه يتعامل مع النسخة الأولى من الفيروس، فينتج أعدادا هائلة من الأجسام المضادة التي لا تجدي نفعا مع النسخة الثانية من الفيروس.

ويتفاقم الوضع سوءا إذا علمنا أن الاضطراب والفوضى في نظام المناعة وإنتاج المزيد من الأجسام المضادة الخاطئة يسرّع من انتشار المرض، فيحصل نزيف داخلي يتسرب إلى الرئتين، وينخفض ضغط الدم بشدة مما يؤدي إلى حدوث صدمة، وقد يصل إلى الموت.

وفي الوقت الذي تكون فيه هذه الأنماط الأربعة قادرة على إصابة أي شخص في أي وقت، فإن نمطا واحدا هو الذي يسيطر، وعندما تتزايد أعداد الناس الذين يصابون بهذا النمط المهيمن تتولد لديهم مناعة موحدة ضد هذا النمط، وخلال سنوات يحمل كل الناس المناعة ويحمون الذين لم يصابوا، وهذا ما يسمى بالمناعة الجماعية، ولكن هذا الفيروس مخادع بطبيعته، فإذا ما تحول إلى نمط آخر، فإن المناعة الجماعية التي تولدت للنمط الأول لا تجدي نفعا هنا.

ماليزيا واحدة من الدول التي تراقب الأنماط المهيمنة بغرض توقع النمط التالي، وعن طريق جمع البيانات أسبوعيا يمكن توقع الوقت المثالي للتحول إلى النمط المصلي الآخر، وعلى اليافعين أن يتعرضوا للأنماط الأربعة جميعها حتى تتكون لديهم مناعة متكاملة ضد الفيروس.

يعمل اللقاح على تزويد الجسم بمناعة ضد الأمراض الموسمية التي قد تصيبه

 

وسائل الوقاية والعلاج.. غزو البعوض في عقر داره

لا يوجد علاج للمرض حتى اليوم، ولا حتى أي عقار مضاد للفيروس، وما زال الأطباء يوجهون جهودهم لمعالجة الأعراض فقط، وبالعودة إلى دورة حياة البعوض القصيرة، فهذا يفتح بابا واسعا من الأمل للقضاء على المرض، وذلك بمقارعة ناقل الفيروس البعوض.

هناك حملات مجابهة يستهدف بعضها البعوض البالغ والأخرى تستهدف اليرقات، ويستخدم التعفير داخل المنازل وخارجها للبعوض البالغ، بينما تستخدم المبيدات الحشرية أو التحكم الحيوي (BTI) لليرقات، وهي إجراءات مؤقتة، وإذا لم يتنبه الناس لمبادئ النظافة والقضاء على بيوض البعوض قبل أن تفقس، فسوف تعود الكرة مرة أخرى.

اكتشف العلماء مؤخرا أنواعا من البكتيريا (الوولباخيه) تمنع حياة الفيروسات في بعض الحشرات كالفراش واليعاسيب، وهذا سيكون كشفا ثوريا، ومن خلال إدخالها إلى بيوض البعوض، يأمل العلماء في إنتاج أجيال جديدة من البعوض غير قابلة لحمل الفيروس، وهذه البرامج التجريبية جارية في فيتنام وإندونيسيا وأستراليا والبرازيل، ويطلق على البعوض الجديد (المحاربات الوولبخية)، ولكن ما زال الوقت مبكرا لمعرفة نتائج هذا الكشف الباهر.

العولمة وتغير المناخ ووجود حامل المرض أسباب تزيد من انتشار حمى الضنك عالميا

 

جزيرة ماديرا البرتغالية.. أوروبا تدق ناقوس الخطر

يعتقد كثير من العلماء أن الانتشار الواسع لمرض حمى الضنك ناتج عن التغير المناخي، فالأجواء الحارة تحفز البعوض على التكاثر، والأمطار المتقطعة تساعد على إيجاد البيئة المناسبة لوضع البيض، ويضاف إلى هذه العوامل الطبيعية ما حدث من انفجار في وسائل تنقل البشر عبر الجو والبر والبحر.

أصيب في اليابان 160 شخصا جراء عدوى من فتاة زارت حديقة هنالك، وتبين فيما بعد أن كل هؤلاء الأشخاص قد زاروا تلك الحديقة، لتدخل اليابان بعدها في عداد الدول التي وصلها المرض، ولم تكن الأخيرة فقد وصل إلى 16 دولة في أوروبا بعدما ظهرت حالة في جزيرة ماديرا البرتغالية، مما دق ناقوس الخطر في العالم الثري للتفكير لأول مرة في مدى ضراوة هذا المرض.

كان ظهور المرض في أوروبا ثمرة من ثمار العولمة، وعلى مدى عشرات السنين التي ضرب المرض فيها الفقراء في المناطق المدارية لم يتنبه أثرياء العالم لتخصيص الأموال اللازمة للقيام ببحوث جادة حول المرض وطرق علاجه، أما الآن فقد تغيرت المعادلة وانقلبت الموازين، وبدأ العالم يفكر في إيجاد اللقاح.

لقاح حمى الضنك الذي انتجته شركة “سانوفي باستور” الفرنسية يعمل بكفاءة 60%

 

تحركات الغرب لصنع اللقاح.. بداية الحرب

بدأ البحث عن اللقاح بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان السبب هو إصابة عدد من الجنود اليابانيين والحلفاء بهذا المرض، ولكن ثورة البحث عن لقاح خبت بعد تعافي هؤلاء الجنود وتوقف تمويل الجهود الرامية للبحث عن لقاح، فالبلدان التي تملك التمويل باتت في منأى عن خطر المرض، وعلى الرغم من أنه يفتك بـ400 مليون شخص سنويا، فالأمر لا يهم طالما أن أوروبا وأمريكا وكندا بعيدة.

في عام 2001 أطلقت مؤسسة “ميليندا غيتس” لقاح حمى الضنك، وبعدها بدأ معهد “نوفارتيس” للأمراض المدارية في سنغافورة التركيز على تطوير عقار لهذا المرض، وعلى الرغم من هذه الجهود المضنية، فإن المشكلة الكبيرة تكمن في إيجاد لقاح يعالج أربعة أنماط مختلفة من الفيروس.

الخطورة أن توليفة من أربعة مواد مضادة لأربعة أنماط من الفيروس من شأنها أن تجعل واحدا فقط منها يهيمن على البقية، وبذا يصبح اللقاح ذاته محفزاً للمرض وباعثا للمضادات الحيوية للانطلاق في الجسم مما يؤدي إلى سوء أكثر كما تقدم، أما المشكلة الأكبر فتكمن أساسا في زراعة الفيروس من أجل تطوير اللقاح، وهذا ما لم يكن سهلا على الإطلاق.

تبين للعلماء أن فيروس الضنك لا ينمو جيدا في المختبر، فهو لا ينمو في خلية عادية كالبيض أو بعض الحيوانات المخبرية، أما الطريقة الثانية فهي حقنه حيا في جسد المريض ولكن بشرط أن يكون ضعيفا أو محيدا، غير أن طريقة إضعافه فشلت فشلا ذريعا أصاب الباحثين بالإحباط.

من عيوب اللقاح أنه يصلح للفئة العمرية من 9 إلى 45 سنة فقط

 

لقاح الفيروس.. ثمرة عشرين عاما من البحث

جاءت شركة “سانوفي باستور” الفرنسية بفكرة مبتكرة، وهي استخدام الجينوم الخاص بلقاح الحمى الصفراء كونها جارة حمى الضنك، وإحداث خدعة فيه تتمثل بإزالة جزء من الجينوم واستبداله بأربعة أجزاء تمثل أنماط فيروس الضنك المختلفة. وفي عام 2015 وبعد جهود مضنية على 30 ألف متطوع في 15 بلدا لمدة عشرين عاما أصدرت شركة سانوفي لقاحا لمرض حمى الضنك.

من عيوب هذا اللقاح أنه يصلح للفئة العمرية من 9 إلى 45 سنة، وتكون نتيجته فعالة بنسبة 60% فقط، وهي نتيجة مقبولة إلى حد ما، ولكنها جوبهت بشراسة من جماعات الضغط ضد استخدام اللقاحات، زعما منهم بأن استخدام اللقاح يؤدي إلى أمراض أخرى، وهنا يتصدى لهم الكثير من الأطباء والعلماء الذين يدعونهم إلى حضور لحظة موت مريض لم يحصل على لقاح.

مرت 230 عاما بين بداية اكتشاف المرض وإنتاج لقاح مناسب تقريبا له، وعلى الرغم من معارضة جماعات الضغط لهذا اللقاح، فإن جهود العلماء والأطباء ما زالت مستمرة لتحسين الأداء ومواجهة هذا المرض القاتل.