سَفَر الحوالي والسِّفْر الأخير.. قصة الشيخ الذي أرهقهم وأرهقوه

الوثائقية-خاص

كان يوم 12 يوليو 2018 حافلا في ردهات الزنازين السعودية، فقد دهمت قوات الأمن السعودية منزل الشيخ الدكتور سفر الحوالي في منطقة الباحة جنوب غرب السعودية، واعتقلت الشيخ القعيد مع نجله إبراهيم، وذلك بعد يومين من القبض على نجليه عبد الله وعبد الرحمن، ثم اقتحمت بيته في مكة واعتقلت نجله الرابع، وفي الرياض كانت قوة تدهم بيت أخيه سعد الله وتعتقله هو الآخر.

كل ذلك جاء بعد ثلاثة أيام من تسريب نسخة إلكترونية من كتاب الشيخ الأحدث “المسلمون والحضارة الغربية” الذي فجّر ضجة كبرى في الأوساط الثقافية والسياسية، لما تضمنه من نقد حاد لسياسات الأسرة الحاكمة، وكان هذا الكتاب محور حلقتين من حلقات برنامج “خارج النص” الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية.

 

عائلة تؤخذ بجريرة ابنها.. ثمنٌ باهظ لكلمة حق

مضت شهور ولم يُعرف على وجه التحديد أين يُعتقل الشيخ أو أبناؤه، ولكن ما تسرب هو أن الشيخ يقبع في مستشفى تابع لأحد السجون، وحالته الصحية في تدهور مستمر. وقد علق حسن أبو هنية وهو باحث أردني على توقيت وطريقة الاعتقال بأنها كانت متوقعة، وكانت السلطات السعودية تنتظر أي ذريعة لاعتقال الشيخ، فمنذ اعتلاء ابن سلمان سدة الحكم لم يترك أي صوت حر يغرد خارج السرب في مأمن من بطشه.

أما سلطان العبدلي وهو ناشط وحقوقي سعودي، فقد قال: اعتقال الشيخ جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالرجل مريض ومقعد ولا يستطيع أن يسافر أو حتى يتكلم، فلماذا تعتقلونه؟ بل لماذا يذهب أبناؤه الأربعة وأخوه بجريرته؟

بينما يقول أنس التكريتي رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات: النظام السعودي يضيق ذرعا بالنصيحة، حتى ولو كانت كلمة طيبة.

ولد الشيخ سفر في قرية سنان بالباحة مطلع خمسينيات القرن الماضي، ونال الدرجة العلمية الأولى في الشريعة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ونال الماجستير والدكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، مع مرتبة الشرف الأولى، وعمل بعد ذلك في الجامعة نفسها.

في نهاية السبعينيات شهدت المملكة والمنطقة تحولات مجتمعية كبرى، كان من أهمها بروز مفهوم الصحوة الإسلامية، التي كان الشيخ سفر أهم رموزها، وعن هذه الفترة يقول المعارض السعودي سعد الفقيه: في تلك الفترة سمحت السلطات السعودية للإسلاميين بالتحرك على اختلاف مشاربهم على أوسع نطاق، وذلك ردا على الثورة الإيرانية وعلى التدخل السوفييتي في أفغانستان، وتعاملا مع تداعيات أحداث الحرم المكي وثورة ابن جهيمان.

للدكتور سفر الحوالي عدد كبير من الكتب التي تحمل فكره الواضح

 

حيث دارت الريح.. علماء على هوى الحكام

يقول سلطان العبدلي: كان يُنظر للشيخ سفر على أنه مُنظّر الصحوة في السعودية، وكانت كتبه ذات نظرة استراتيجية عميقة تستشرف المستقبل وتخطط له، ولا تكتفي بوصف أحداث الحاضر والتعليق عليها.

وقد شكك البعض في نسبة الكتاب الأخير إلى الشيخ سفر، ولكن أكثر المقربين للشيخ أكدوا أنه كتبه بيده، وقد تضمن الكتاب عدة فصول في موضوعات مختلفة، منها الحضارة الإسلامية وأثرها على العالم والفكر والدعوة والسياسة. ولكن أكثر ما أثار الجدل فيه هو ملاحق الكتاب الثلاثة، التي كانت عبارة عن رسائل نصح للعلماء والدعاة ولآل سعود.

قدم الشيخ الحوالي في الملحقين الأولين تشريحا تفصيليا للحالة الدينية في المملكة وعلاقتها بالسلطة، واشتملت على نقد لاذع للمؤسسة الدينية الرسمية في البلاد ممثلة بهيئة كبار العلماء، وسائر الرموز الدينية التي تنكبت النهج السلفي الذي أرساه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ليدوروا من ثم في فلك السلطة الزمنية، ودعاهم لأن يدوروا حول الحق وأن يصبروا على البلاء وأن يستنهضوا العامة ليقفوا في وجه الظلم.

وقد انتقد الحوالي بشدة العلماء الرسميين، وأنهم تنكبوا طريق الدعوة الحق، ودعوا إلى تعبيد الناس للسلطة الحاكمة والسكوت على تجاوزاتها، وضرب أمثلة كثيرة للمواقف المخزية التي قام بها بعض الدعاة والعلماء خدمة لآل سعود.

وحول النصيحة للعلماء، يرى د. أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الشيخ الحوالي خص هيئة كبار العلماء بالكثير من النقد، حول تكييف فتاويها ودورانها حيثما دارت السلطة السياسية، وضرب أمثلة كثيرة عن تبدل مواقف الهيئة حسب متطلبات السياسة، مثل مواضيع حوار الأديان أو المذاهب الأخرى أو المرأة وما شابه.

وقد كانت سياسة العلماء السعوديين في السابق عدم التدخل في الشأن السياسي، ويكتفون تبرير تصرفات الحاكم وتخريج الفتاوى التي تناسبها، ثم فجأة صار مطلوبا منهم أن يقتحموا السياسة، فصاروا ينتقدون أنظمة وأشخاصا لا لشيء، إلا لأنهم ليسوا على هوى الحكام السعوديين، وها هما تركيا وأردوغان أكبر مثال.

عدد من المفكرين السعوديين المنهاضين للحكومة اعتقل أكثرهم لاعتراضهم على سياسات محمد بن سلمان

 

رسالة إلى آل سعود.. إني لكم ناصح أمين

يقول الحوالي: ليست علاقتي بآل سعود شيئا جديدا، فقد جالستهم شخصيا وكاتبتهم وناصحتهم، ولم أكُ يوما ولن أكون غاشا لهم أو متملقا، بل كنت ناصحا مخلصا، وأرجو أن يراجعني أي أحد إن كنت مخطئا، أو رأى عليّ ما يستوجب المراجعة.

جاء الملحق الثالث في أكثر من 200 صفحة، وقد تضمن تحليلا تفصيليا لما عليه السلطة الحاكمة، وخصوصا بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، ولم يترك شاردة ولا واردة في الشأن الداخلي، أو الوضع الاقتصادي، أو التحولات الاجتماعية الحادة التي شهدها المجتمع من توجه نحو العلمنة، والثورة على الدين والتقاليد المحافظة، مرورا بالشأن الخارجي، والتحالفات الجديدة والتطبيع مع “إسرائيل”، والدور الإقليمي للمملكة في بلدان مثل مصر واليمن وسوريا، والتماهي مع الدور الإماراتي الذي سيفضي بالضرورة نحو وضعي كارثي حسبما يرى الشيخ.

وتحدث عن التشريعات المخالفة للإسلام الذي يزعم آل سعود تطبيقه، وانتقد دعم السعودية للأنظمة التي تضاد الإسلام، وعاب عليها دعم الولايات المتحدة في ملف العراق وتصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس، وقد كان انتقاده محرجا لأساسيات السلطة الحاكمة التي تقوم على تحريم انتقادها، بل ونقدا لشرعية وجودها.

وعن التحول نحو الليبرالية والعولمة، قال الشيخ إنه النقيض تماما لما بُنيت عليه الحكومة الأولى من تعاضد السلطة الدينية والزمنية، وأن هذا التحول سيجرّ ويلات كارثية على المجتمع السعودي خصوصا، والمجتمعات العربية والإسلامية في الإطار الأشمل.

يقول الريسوني: يرى الشيخ سفر أن دولة آل سعود قد تنكبت الطريق الحق الذي أسست عليه، ويشير لذلك في فصل بعنوان “الميثاق القديم والحنث العظيم”، في إشارة إلى الفرق بين مرحلة التأسيس وفترة ابن سلمان.

وعن التحول الاجتماعي يقول المفكر الفرنسي “فرانسوا بورغا”: الإصلاح في السعودية سطحي ودعائي، وهدفه إيصال رسائل مضللة للإعلام الغربي، أكثر من أنه إصلاح شامل حقيقي لشعب السعودية وشعوب المنطقة.

ويشاركه هذا الرأي الكثير من المفكرين والنقاد، فهم يرون أن هذه الطريقة الفجة في تحويل المجتمع المحافظ إلى الانحلال والرقص والغناء والاختلاط، سوف يُحدث صدمة نوعية في بنيان هذا المجتمع، وفي مقابل هذا الانفتاح الفج يضيق الخناق على الدعاة وحرية الفكر والمنادين بتغيير حقيقي في طريقة إدارة البلاد، فهؤلاء يواجَهون بالحبس والقتل والإقصاء.

علاقة الانبطاح السعودي على أعتاب أمريكا أثارت استغراب الدكتوب سفر الحوالي وانتقاده الشديد

 

أمريكا.. رأس الحيّة

يفرد الشيخ في كتابه حديثا مطولا عن علاقة السعودية بالولايات المتحدة، وخصوصا في عهد ابن سلمان، حيث صارت انبطاحا وارتماء في أحضان أمريكا وليست علاقة مبنية على الندية والمصالح المتبادلة، وهذا أمر في غاية الخطورة، على ما تمثله الولايات المتحدة من تهديد خطير للمفاصل الهامة التي تقوم عليها الأمة العربية والإسلامية.

وعلى هذه العلاقة يعلق د. الفقيه: علاقة السعودية بأمريكا تحقق المصالح الأمريكية ومصالح الأسرة الحاكمة في السعودية فقط، ولا تقترب بأي حال من مصالح الوطن والأمة والشعب السعودي، بينما تنعكس في أمريكا على الإدارة الأمريكية والشعب، وما تهتم به الإدارة الأمريكية من رعاية مصالح الكيان الصهيوني.

أما “أندرو سميث” المتحدث باسم الحملة المعارضة لتجارة الأسلحة، فيقول: الغريب أن ترامب في بداية انتخابه وجه انتقادات شديدة للسعودية، ثم لما دخل المكتب البيضاوي خفت حدة الانتقاد، وبعدها بفترة قصيرة توجه إليها بزيارة رسمية، وبعدها جاء ابن سلمان إلى أمريكا وأبرم صفقات أسلحة بمليارات الدولارات، وهذه الزيارات والصفقات كانت مضرة جدا باليمن، وبمستوى الحريات داخل السعودية.

السعودية تعيش حالة من الارتهان لأبناء زايد الذين يتخذون الجنود المرتزقة حماة لهم

 

حكام الإمارات.. إياكم وأبناء البلاك ووتر

أفرد الشيخ الحوالي مساحة معتبرة من كتابه للحديث عن علاقة السعودية مع حكام دولة الإمارات، وأن تلك العلاقات المشبوهة هي جزء من سياسة أمريكا والغرب لضرب كل من يحلم بالحرية والاستقلال من شعوب الدول العربية، وقد حذّر الشيخ السلطات السعودية من الانجرار إلى علاقات مشبوهة مع حكام أبو ظبي، الذين وصفهم بـ”أبناء البلاك ووتر وأبناء زايد”.

الإمارات بالنسبة للشيخ سفر ولتيار الصحوة عموما هي نقيض الوهابية، وهي عدو الإسلام السياسي الوسطي منذ نشأته، وفي أي مكان وجد، وتسعى لشيطنته وضربه، وتشويه صورته في كل المحافل الدولية، وهي في عداوة غائرة في أعماق التاريخ مع آل سعود، وهي كذلك تتهم السعودية بأنها تحتل جزءا من أراضيها.

والواقع أن السعودية تعيش الآن حالة من الارتهان لأبناء زايد، ارتهان يبدو بأشكال فكرية واجتماعية وسياسية، ولا أظهر على ذلك من انجرار السعودية خلف الإمارات في الحرب على اليمن، والمتتبع لهذه الحرب يرى أن السعودية تمثل قوة ضاربة همجية ضد الشعب اليمني، في حين أن الإمارات هي التي تقطف الثمار السياسية والاقتصادية.

“الغزل السياسي” المصري بإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية بعض مما دعمه بن سلمان وانتقده الحوالي

 

إسرائيل وأخواتها.. مسخ يعيش على ويلات الآخرين

ينتقد الحوالي بشدة دعم السعودية لأنظمة قمعية في المنطقة على رأسها مصر السيسي بمليارات الدولارات لدعم موقف السيسي، بينما يزداد الوضع الاقتصادي في الداخل تأزما، وتزداد معدلات الفقر والبطالة، فيقول: وكيف تدعم هذا النظام وهو يُؤوي بعض قيادات الحوثي الذين تقاتلهم في اليمن؟ وهو نفس النظام الذي رفض أن يشاركك الحرب على الحوثي، وهو النظام الذي يجاهر بعلاقاته مع إسرائيل، ويدعم بشار الذي يناصبك العداء؟

أما سياسة المملكة في التقارب مع إسرائيل، فهي بذلك تتخلي عن دعم القضية الفلسطينية، بل إنها تحاربها انصياعا للإرادة الأمريكية والصهيونية. في المقابل يرى الشيخ أن دعم القضية الفلسطينية، ونصرة قوى الرفض والمقاومة في فلسطين وخارجها هو واجب شرعي على أهم دولة سنّية في المنطقة والعالم، بدلا من التطبيع التدريجي مع اليهود، ودوام المناداة بتصفية القضية على أساس المبادرة العربية، وهي بالأساس موضوعة من قبل اليهودي “فريدمان”.

وقد استغلت “إسرائيل” حالة العداء السعودية الإيرانية، لتقف جنبا إلى جنب مع السعودية، في مشهد تمثيلي ساخر، عاشته السعودية كأنه حقيقة، وصارت تتبادل رسائل “الغزل السياسي” مع إسرائيل، وكل هذا في حقيقة الأمر على حساب القضية الفلسطينية والمصالح العربية.

وصار حال السعودية وكل الأنظمة التي تغرق في أوحال التطبيع مع الكيان الصهيوني -هربا من ثورات الربيع كما يظنون- ينطبق عليه قول الشاعر “كالمستجير من الرمضاء بالنار”.

يعتقد كثير من المحللين أن السعودية كانت جزءا من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا

 

تركيا المسلمة.. المؤمنون إخوة ولو بعدت مواطنهم

اتهم الشيخ في كتابه صراحة الولايات المتحدة مع بعض الأنظمة العربية بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضها لها الزعيم التركي أردوغان، ونصح الحوالي قادة السعودية بالتحالف مع تركيا المسلمة التي تتعرض لأبشع الهجمات من الغرب الصليبي، بدلا من الوقوف ضدها ومناصبتها العداء.

ويصف الشيخ حالة الفصام التي يعيشها الداخل السعودي تجاه تركيا، فبينما فرح الدعاة وعموم القبائل السعودية بفشل انقلاب تركيا، تجد أن بعض المرجفين والأقلام المغرضة، والإعلام الهابط، ورموز السياسة يفرحون بالانقلاب ويتمنون إعادته ونجاحه، ولا يستبعد كثير من المراقبين أن تكون السعودية قد تورطت في هذا الانقلاب بشكل أو بآخر، وأن سكوت تركيا عن فضحها جاء لنظرة استراتيجية تركية للعلاقة التي تتمنى أن تتحسن مع السعودية.

والحقيقة أن التوتر الذي تفتعله السعودية مع تركيا مضحك وغريب، فلا يوجد ما يبرر هذا التصعيد، ولم تكن تركيا في يوم مهدِّدة للمصالح السعودية على أي مضمار، وكان يفترض أن تكون العلاقات السعودية التركية صمام أمان يخمد كثيرا من بؤر الصراع في العالم الإسلامي.

سفر الحوالي يرقد على سرير الشفاء في المعتقل في ظروف صحية حرجة

 

أهمية الكتاب.. قد تندمون ولات حين مندم

جاءت أهمية كتاب “المسلمون والحضارة الغربية” من توقيت نشره، ثم من الفئة المستهدفة في نصوصه، ثم القضايا التي طرحها، وتلك المناطق الحساسة التي لم يتطرق إليها كتاب قبله. والكتاب موسوعة تشمل فكر الشيخ ونظرته الثاقبة لأمور الدين والسياسة والمجتمع، كما أنه مرآة صافية تعكس الصورة الزاهية للإسلام السلفي الشامل المعاصر.

كما تكمن أهمية الكتاب في المقدمة الاستشرافية، التي تضمنت رؤية الشيخ الاستراتيجية، ووقعت في 75 من الكتاب، ثم في الملاحق الثلاثة التي تضمنت مناصحات ورسائل عميقة للعلماء والدعاة وآل سعود على وجه الخصوص.

لم يكن سفر الحوالي الأول، فقد سبقه إلى السجن ناصر العمر وعوض القرني وسلمان العودة والكثير من الدعاة والعلماء ودعاة الإصلاح في المملكة، ولم يقتصر الأمر على المجاهرين بالنقد، بل تعداهم إلى الصامتين عن التملق والتطبيل لولاة الأمر.

هذا النظام الذي يقمع حقوق الإنسان وينكّل بالصحفيين ويطبق عقوبة الإعدام حتى على المراهقين تحت سمع وبصر العالم؛ يجد له من الأنظمة التي تدَّعي المساواة والحرية وحقوق الإنسان كل الدعم والمؤازرة، في حالة من النفاق السياسي التي عز نظيرها، فالغطاء الأمريكي والبريطاني لجرائم آل سعود بات لا يخفى على أحد، والترويج لسياسة مملكة الخوف والموت، أزكمت رائحتها النتنة أنوف البشر أينما كانوا.