“صوماليات يلعبن كرة القدم”.. رحلة كفاح رياضي في مجتمع محافظ

خاص-الوثائقية

في بلد تحف به الأخطار الأمنية، ومجتمع ملتزم بالعادات والتقاليد، قررت شيماء سلال، تأسيس أول فريق كرة قدم نسائية في الصومال، ليواجه حلمها مجموعة من التحديات والصعوبات، لكنها نجحت في مواجهتها والتغلب عليها.

رحلة شيماء الصعبة والشاقة والخطرة وثقتها كاميرا فيلم “صوماليات يلعبن كرة القدم” الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية، ورافقت شيماء في كل محطات رحلتها بداية من العاصمة الكينية نيروبي وانتقالها إلى العاصمة الصومالية مقديشو وصولا إلى تحقيق الحلم في جنوب أفريقيا.

 

شيماء سلال.. دعم عائلي لفتاة رياضية طامحة

شيماء سلال هي فتاة صومالية ترعرعت وأنهت دراستها الجامعية في العاصمة الكينية نيروبي، وتصف هذه المدينة بأنها جميلة وأناسها طيبون كما أن أكلها لذيذ والعيش فيها جميل.. “أعتبر كينيا وطني الثاني بعد الصومال”.

أما محمد والد شيماء، فيقول: نحن صوماليون وأصولنا تعود إلى اليمن، ومنذ وقت مبكر أظهرت شيماء اهتماما بكرة القدم، خاصة في المرحلة الجامعية، إذ يتاح للنساء لعب كرة القدم، لكن أمها كانت ترفض الفكرة بشدة، واختلفنا كثيرا في أحقية لعب شيماء في الجامعة.

شرح والد شيماء لأمها أن هذه اللعبة هواية شيماء وشغفها، وبعد فترة من النقاش والحوار وافقت الوالدة، ومنذ ذلك الحين وهو داعم لابنتي نفسيا وماديا، ووفرت لها الملابس الرياضية وغيرها من اللوازم التي تريدها.

“كرست كل وقتي بمقديشو لتأسيس الفريق النسائي”

تروي شيماء قصتها مع كرة القدم، وكيف بدأ شغفها بالمستديرة الساحرة، وتقول إنه يعود لسببين؛ الأول: مشاهدتها للصبية وهم يلعبون، وفي المرحلة الابتدائية شاركت باللعب معهم؛ والسبب الآخر أنها كنت أبحث عن التميز، لأن القليل من الصوماليات يلعبن الكرة.

تقول شيماء: رغبت أن أكون رائدة في هذا المجال الرياضي، وعندما كنا نزور الصومال وحتى بعد تخرجي من الجامعة كرست كل وقتي بمقديشو لتأسيس الفريق النسائي.

شيماء.. كابتن فريق الصومال النسائي لكرة القدم

 

ونقلت شيماء هذا الشغف لصديقتها نهلة يوسف، التي تقول: أحببت كرة القدم منذ الصغر، لكن كوني أنتمي لعائلة محافظة وألعب الكرة كان أمرا صعبا، وووجهت بالرفض من قبل الجميع، ولكن وبكل ما أوتيت من شغف، لم أستسلم أبدا، وما زلت ألعب وأطمح أن أكون أفضل لاعبة، وعليّ الاستمرار باللعب طوال حياتي، قبِل والدي لعبي لكرة القدم، وليس لدى عائلتي أي مشكلة في اللعب، طالما أنني ألبس لباسا محتشما.

“غولدن غيرلز”.. حلم الانضمام لأول منتخب صومالي

ذهبت شيماء بشغفها إلى مستويات أعلى، وركزت جهودها على جمع الفتيات الصوماليات، وأسست فريق “غولدن غيرلز” (الفتيات الذهبيات)، وكان قصدها أن تغرس فيهن معنى إيجابيا بهذا الاسم، بأنهن فتيات ذهبيات لهن قيمة نفسية عظيمة.

أعضاء فريق “غولدن غيرلز “

 

وبعد تأسيس الفريق قررت فتيات كثيرات الانضمام إليه، وحلمن بأن يمثلن الصومال في أول منتخب صومالي نسائي كروي، لكنهن اصطدمنا بالجهات الرسمية التي لم تكن راغبة في دعمهن، ولم توفر لهن أبسط المعدات الرياضية، ومع ذلك فإنهن لم تهزمن، وكن مصرات على الاستمرار مهما كانت العقبات.

تقول شيماء: في أغسطس/آب 2018 جاءتنا الدعوة الخارجية الأولى للمشاركة في بطولة كروية عالمية في جنوب أفريقيا، وشكلت دافعا كبيرا بالنسبة لنا، ولكننا لم نستطع توفير تكاليف السفر، ولم تدعمنا الجهات الرسمية، وسببت هذه الحادثة إحباطا عاما بعد إخفاقنا في توفير الدعم المالي وتمثيل وطننا الصومال.

حفل الزواج.. فرحة مزدوجة بالعودة إلى مقديشو

لم تكن التحديات والعقبات أمام شيماء رياضية فقط، إذ أصيبت بصدمة نفسية، حين علمت بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كان يوفر دعما ماليا لكرة القدم النسائية، ولم يكنّ على علم به وكان يذهب لجهات أخرى.

وتحدثت شيماء عن ذلك قائلة: هذه القضية عرضتني لتهديد أمني، الأمر الذي دفعني لترك الصومال مباشرة والهروب سرّا إلى كينيا، ولكنني لن أستسلم، ولهذا قررت العودة مرة أخرى إلى الصومال، لتشجيع لاعبات الفريق ورفع معنوياتهن من جديد.

وتضيف أن الدعوة للمشاركة ببطولة نسائية جديدة في جنوب أفريقيا تكررت. “أشعر بسعادة غامرة وأنا عائدة لبلدي، حيث يشاركني أهلي وأصدقائي فرحتي بحفل زواجي في مقديشو، كما أنني متحمسة أيضا، للقاء فريقي”.

جانب من حفل زفاف الكابتن شيماء

 

فرحة شيماء بالعودة إلى بلادها مزدوجة هذه المرة، فهي تحتفل بزواجها بين أهلها وصديقاتها وتحاول إعادة إحياء فريقها بعد غياب طويل.

وعن رحلة العودة، تقول شيماء: ستكون مثيرة ومهمة بالنسبة لي، وأشعر بالطمأنينة طالما أن خطيبي متفهم ويقف إلى جانبي، وهو موافق على لعبي كرة القدم ولن يُوقف طموحي. وزواجي به عن حب وليس زواجا تقليديا، اسمه محمد وعلاقتنا امتدت منذ فترة طويلة.

تفاجأت شيماء لدى وصولها إلى مقديشو بالتغييرات الكثيرة التي طرأت في الآونة الأخيرة، فهناك طفرة عمرانية وأرصفة حديثة. والمدينة في تطور ملحوظ.

“الفريق عاد مجددا”.. خطاب اللقاء الأول بالفتيات المكافحات

بعد وصولها إلى مقديشو، ذهبت شيماء إلى مركز التدريب والتقت بفريق “غولدن غيرلز ” وقالت لهن: أحييكن أيتها المكافحات على عزيمتكن وشجاعتكن في الاستمرار بالتدريبات، رغم الظروف التي مررتن بها، أعلم أن هناك جهات تريد كسر إرادتكن، وأنا أيضا انكسر خاطري بعد الظروف السابقة، ولكننا لن نستسلم، تذكرن يوم بدأ الفريق من الصفر، لا أحد يستطيع إيقافنا وسنستمر في التقدم، ونسعى لجلب الدعم لنا، أخطط لمقابلات مهمة لدعم الفريق في رحلته الخارجية القادمة.

وأضافت: ستكون هناك منافسات قوية، ستزيد حماستنا في الاستمرار، لا تستسلمن، الفريق عاد مجددا.

بعد اللقاء بفتيات الفريق ورفع معنوياتهن، جاء دور شيماء لمواجهة والدتها الرافضة لفكرة كرة القدم من الأساس. تقول شيماء: أبدأ يومي في الصباح الباكر بمساعدة أمي في إعداد الفطور، ومن بعدها أستعد لممارسة الأنشطة الرياضية. أحاول جاهدة أن أوازن بين أعمال المنزل وأنشطتي الخاصة.

غير أن هذا التوازن لا يعني والدة شيماء بشيء وتسألها هل قررت مواصلة النشاط الرياضي أم أنها ستغض عنه النظر؟

تقول الوالدة الخائفة على ابنتها: بعد التدهور الأمني في الصومال، أصبحنا نخاف عليكن من كثرة النزاعات والاضطرابات في الشارع، وأنا أخاف عليكِ لأن أسفارك وتنقلاتك كثيرة، ولهذا السبب أنا أمنعك من فعل هذا، وبالطبع أفهم رغبتكن في الخروج والتقدم والعيش بحرية، ولكن حاليا هناك خوف ورعب منتشران في الشارع، لدرجة أني لا أعرف إذا خرجت من الباب، هل سترجعين أم لا، وأنا أعيش في قلق، لأجل ذلك أرفض لعبك كرة القدم.

حادث السيارة المفخخة.. عطلة نقاهة إجبارية في المستشفى

كانت شيماء حاسمة في ردها وتبرير وجهة نظرها، وقالت لها: هذا شغفي ورغبتي وقد كافحت وعانيت وقطعت فيه أشواطا طويلة، في السابق كنت ترفضين الفكرة، والآن ترين ما وصلت إليه، وأنا سعيدة الآن بما حققته وما أسعى إليه، وخطيبي يشجعني وهو راض عن نشاطي هذا.

ورغم إصرارها وعزيمتها فإنها لا تخفي خوفها وكيف كانت قريبة من الموت بعد انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مكان كانت توجد فيه، فيها وتقول إن صديقتها ساعدتها في الخروج من السيارة ونقلت بعدها إلى المستشفى، وبعد أيام من العلاج والنقاهة في المستشفى والمنزل، ذهبت إلى مركز التدريب للإشراف على الفريق، لأنهن كان لديهن تدريبات مهمة استعدادا للرحلة الخارجية وعدم إضاعة الفرصة وهذا “كان كل همي”.

نعمة.. فتاة هجرت أهلها من أجل كرة القدم

 

الرفض الذي تواجهه شيماء من والدتها ومجتمعها، مشابه لكل زميلاتها في الفريق، ومن بينهن نعمة شنغاني التي قالت: بعد عودتك إلى كينيا، حدث كثير من التطورات، وأهلي جددوا رفضهم لعبي كرة القدم، رغم أن عائلتي فنية ومنفتحة، أتذكر قديما حينما كان أهلك يا شيماء يرفضون مشاركتك في الفريق. وبلغ بهم الأمر إلى أن منعوني بالقوة، وخيرتني أسرتي بين لعب كرة القدم أو ترك المنزل إن لم أرجع عن قرار اللعب، فاخترت كرة القدم وتركت منزلي وكان قراري حاسما.

ولإعانة نفسها ودفع إيجار منزلها، عملت نعمة مدربة للتربية البدنية، بفضل التمارين التي تعلمتها من شيماء. تقول: في نهاية المطاف، اتصلت بي أسرتي، وقالوا لي: إنهم اشتاقوا لي، وافتقدوا وجودي معهم ولهذا عدت للمنزل، ووجدتهم متحمسين لقراري بممارسة كرة القدم، وأصبحنا نتابع كرة القدم معا ونشجع فريق برشلونة.

“كنت أذهب للنادي سرا”.. قصص النجاح المظللة بالكفاح

تستضيف شيماء فريق “غولدن غيرلز”، ويشاهدن سويا فيلما عن عداءة من أصول صومالية نجحت في المشاركة في الأولمبياد، واعتبرت شيماء أن قصتها ملهمة لكل سيدة وخاصة لها هي، وهي التي شجعتها على لعب كرة القدم، وقدمت العداءة دعما كبيرا لشيماء في مشروع تأسيسها للفريق الكروي.

تقول آيان، لاعبة فريق “غولدن غيرلز”: عند بداية انضمامنا إلى الفريق، واجهنا بعض المشكلات والصعوبات من العائلة، وكنت من بين اللواتي يلعبن كرة القدم، ووالدي كان رافضا وتلقيت الكثير من التوبيخ، ولديّ خالة كانت تستغرب من فتيات يمكن أن يلعبن الكرة بملابس رياضية ووصفتني بالضلال.

أما هالة محمد لاعبة فريق “غولدن غيرلز”، فتروي قصة بدايتها قائلة: كنت أذهب للنادي سرا، وأكذب على أهلي بقولي إنني ذاهبة إلى المعهد التعليمي أو إلى إحدى صديقاتي، فأنا أؤمن بأن كل إنسان يستحق أن يحقق حلمه وأن يسير في طريق شغفه، مواجها العقبات فهذا هو طريق الانتصار.

أرغب الآن في الاستمرار باللعب، وأمي تقف بجانبي وتساندي، بعد أن علمت بفتاة اسمها شيماء قادمة من نيروبي أسست فريقا نسائيا، فكانت خير محفز، بل كانت قائدة مشجعة لدفعي للعب كرة القدم، وكانت فرصة أيضا أن ألتقي بفتيات يشاركني هذا الشغف.

هالة.. لاعبة شجعها أهلها للانضمام إلى الفريق

 

وهناك قصة أخرى للاعبة في الفريق تدعى عفراء، وتقول: تعرفت على شيماء من مجموعة من الصديقات معنا هنا، لذلك انضممت لهذا الفريق، كان أول من اعترضني أمي، ثم انتشر خبري بين العائلة، فاصطدمت بأعمامي، وقالوا لي: لا بد أن تتوقفي عن لعب كرة القدم، فاستسلمت لرأيهم، ولكني قررت أن ألعب خفية، أما الآن فقد تبدل رأي أسرتي، إذ لا يعارضني أحد، أو يعارض لعب النساء لكرة القدم. إنني سعيدة جدا لكوني عضوة في الفريق وإن شاء الله سأكون -فيما بعد- واحدة ممن يمثلن منتخب الصومال النسائي.

“جئتك وكلّي أمل في مساعدتك لي”.. ماما بتولة

هذا الشغف والعزيمة شجعا شيماء لبذل جهود أكبر لتأمين التمويل، فالتقت مع بتول أحمد والتي تُعرف بلقب “ماما بتولة” المتحدثة الرسمية والقيادية في اتحاد المرأة الصومالي، لمحاولة مساعدتها.

وخلال اللقاء، شرحت شيماء أمام “ماما بتولة” الصعوبات التي يواجهها الفريق وهو يتحضر للمشاركة في بطولة دولية مهمة، وأوضحت أن فريق “غولدن غيرلز” في أفضل أحواله، ومستواه في تقدم ويتطور بسرعة.

بتول أحمد.. رئيسة اتحاد المرأة الصومالي

 

وقالت لها: جئتك وكلّي أمل في مساعدتك لي، خاصة أنني أعلم بإيمانك بحقوق المرأة في ممارسة كرة القدم. في السنة الماضية أتيحت لنا فرصة السفر إلى جنوب أفريقيا، ولم نستطع المشاركة في البطولة، لأننا لم نتلق دعما من الدولة أو الإعلام الرسمي، وطرقت أبوابا عدة من أجل الدعم ولم تنجح محاولاتي.

ثم حظينا بفرصة أخرى، وحالفنا الحظ بقبولنا وتفهمت اللجنة المنظمة وضعنا الخاص، ونحن الآن بحاجة لدعمك ومساعدتك ودفع تكاليف التذاكر وغيرها من المتطلبات، فهذه فرصة لنكون أول فريق نسوي كروي يمثل الصومال، ونفوز بهذا الشرف.

مقر الفريق.. دعم اتحاد المرأة بين مؤيد ومعارض

من جهتها شجعت القيادية في اتحاد المرأة الصومالي الفريق على الاستمرار بلعب كرة القدم، وقالت: أنا معجبة بعزيمتكن، وفريق “غولدن غيرلز” سيستمر كما تطمحين، وأيضا سنساعدكن وندعمكن في مصاريف الفريق، وأيضا إذا احتاج الفريق لتدريبات فسوف نمد له يد العون.

هذا الوعد بالدعم تُرجم بتوفير مقر خاص بالفريق، وقامت الفتيات بتنظيفه وتجهيزه وتحويله لمقر إداري وتنظيمي. كما بدأت تطبع الملصقات الخاصة بمباريات فريق “غولدن غيرلز”، وأجريت استطلاعات رأي ووزعت استبيانات لمعرفة رأي الشعب الصومالي بلعب الفتيات لكرة القدم، ويمكن أن يمثلن المنتخب الوطني.

اتحاد المرأة الصومالي يقدم مقرا لفريق غولدن غيرلز

 

تفاوتت الآراء بين مؤيد ومعارض، فالمعارض كان تبريره أن المجتمع الصومالي محافظ ومتدين ولا يقبل هذه الأمور، أما المؤيد فيشجع فكرة تمثيل الفتيات لبلادهن في الخارج. بينما يرفض آخرون المشاركة أو الإدلاء بآرائهم.

كما أنشئت صفحة على فيسبوك لنشر نشاطات وأخبار ومباريات الفريق، وقد حظيت بتفاعل كبير وأغلبية التعليقات كانت تثني على الخطوة وتؤيدها، وكثير من الفتيات يطلبن الانضمام إلى الفريق. وتقول إحدى اللاعبات إن الفتيات سيلعبن في الملعب لا في الشارع، ويرتدين ملابس محتشمة.

“تتحدثين عن كرة القدم وارتداء الزي القصير”.. قصة شكري

تروي شيماء قصة شكري، وهي إحدى لاعبات الفريق، وقد منعها أهلها من لعب كرة القدم، وكانت محبطة ومنكسرة، وكانت زميلاتها في الفريق يخططن لزيارة عائلتها وإقناعهم للسماح لها في اللعب، غير أن والدتها تدخلت وأكدت أن قرار الأهل صحيح، وأنه ليست من عاداتنا أن تمارس الفتيات أي نوع من أنواع الرياضة.

ولم تستلم شيماء، بل ذهبت للحديث مع والدة زميلتها في الفريق في محاولة أخيرة لإقناعها والسماح لها بالسفر مع الفريق إلى جنوب أفريقيا، فقالت لوالدتها: شكري أظهرت تفانيا في اللعب وروحا رياضية عالية، وأنا سعيدة بمهاراتها وستصل إلى مستوى محترف، ولأنك والدتها فقد حرصت على النقاش معك والاستماع لوجهة نظرك.

وتجيب والدة شكري بأنها رافضة بتاتا، و”هذا الموضوع لا علاقة لنا به، وأقترح أيضا على باقي الفتيات أن يتوقفن عن لعب كرة القدم، ابقين في منازلكن وربّين أبناءكن واخدمن أهلكن واهتممن بشعائركن، في زمننا وفي حكوماتنا السابقة كانت هناك كرة السلة، كنا نشاهد ولم نكن نلعب، أما الآن فأنتِ تتحدثين عن كرة القدم وارتداء الزي القصير والركض”.

لترد شيماء قائلة إن لعبتيْ كرة السلة وكرة القدم متشابهتان، الاثنتان رياضة وتبنيان الجسم، ولا يوجد فرق بينهما، لا مشكلة يا شكري طالما أن أمك رافضة للفكرة، نلتقي مرة أخرى، المهم أن تكون والدتك راضية عنكِ”.

فريق الصومال النسوي يشارك لأول مرة في بطولة أفريقية ويفوز بالميدالية الفضية

 

جنوب أفريقيا.. انتصار الفتيات الذهبيات في الخارج

قررت الفتيات التدريب في أوقات غير معلنة حفاظا على سلامتهن. ورغم انشغالها بالتحضيرات للبطولة فقد استعدت شيماء لحفل زفافها، واحتفلت بزفافها في بلادها وسط عائلتها وأعضاء فريق “غولدن غيرلز”.

وقد نجح الفريق في تأمين الدعم اللازم وسافرت الفتيات إلى جنوب أفريقيا، وانتهت البطولة بتحقيق فريق “غولدن غيرلز” المركز الثاني بخسارته في المباراة النهائية أمام فريق “ماتابيليلاند” صاحب الأرض والجمهور، بثلاثة أهداف دون مقابل، وقدم الفريق مستوى مميزا في البطولة.