عتبة بن الحباب.. الشاعر العاشق الذي انتهى مقتولا

احتفظ التاريخ بحكايته عاشقا ولهاناً حتى اقترنت سيرة الشاعر فيه بسيرة معشوقته التي حارب من أجلها وقُتل دفاعا عنها.. تعرّف على قصته.

 

 

هو عتبة بن الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري شاعر من أهل المدينة، بهي الطلعة، جميل المحيا، اشتهر بقصة عشقه لـ”ريّا” ابنة الغطريف السلمي.

 

 

بدأت قصة حبه عندما كان في محيط مسجد الأحزاب وأقبلت عليه فتاة حسناء ذات جمال أخّاذ تسأله: “ما تقول في وصل من يطلب وصلك؟”، ثم مضت دون أن تسمع جوابه.

 

 

أورد قصته الأمير “عبد الله بن معمر القيسي” وهو سيد من أسياد العرب عندما كان في طريقه إلى المسجد النبوي فسمع عتبة ينشد شعرا باكيا في الفتاة التي سلبت عقله.

 

 

انتشر شعره في محبوبته بين العشاق والرواة لرقته وسلاسته وصار على كل لسان، وهو ما أغضب والدها “الغطريف”.

 

 

من أجمل ما قال عتبة في ريّا:

أشْجاكَ نَوْحُ حمائمِ السِّدرِ   فأهَجْنَ منكَ بلابلَ الصَّدرِ

أمْ عَزَّ نَومكَ ذِكرُ غانيةٍ   أهدت إِليكَ وساوسَ الذِكرِ

في ليلةٍ نامَ الخليُّ بها   وخلوتُ بالأحزان والفِكرِ

يا ليلةً طالتْ على دنِفٍ   يشكو السُّهادَ وقلةَ الصَّبرِ

فالبدرُ يشهدُ أنني كلِفٌ   مُغرًى بحبِّ شبيهةِ البدرِ

ما كُنتُ أحسبُني أهِيمُ بحبِّها   حتى بُلِيتُ وكنتُ لا أدري

 

 

حاول القيسي مساعدة عتبة فأخذه لمسجد الأحزاب علّه يجد محبوبته، لكنه لم يجدها بين النسوة اللاتي أخبرنه برحيلها مع والدها إلى أرض السماوة.

 

 

جمع القيسي أنصار المدينة وذهبوا إلى الغطريف الذي كان غاضبا على عتبة، وطلبوا منه تزويج ابنته لعتبة، فطلب مهرا كبيرا تعجيزيا فدفعه القيسي وتزوجا.

 

 

لكن معاناة العاشق في وصل من ذاب وجدا بها لم تكتمل، ففي طريق عودته وزوجته إلى المدينة هاجمه قطاع طرق من “بني سليم” -يقال إن والدها من أرسلهم انتقاما منه- فقُتل عتبة ولحقت به زوجته “ريّا” حزنا وكمدا.