“لماذا نكذب؟”.. أساليب الكائنات الحية في القفز على الحقيقة

خاص-الوثائقية

يعيش العالم عصر الكذب وما وراء الحقيقة، ووسائل التواصل الاجتماعي تنشر ملايين الأخبار الكاذبة والمشكوك بصحتها خلال ثوانٍ دون تحقق منها، لدرجة أن الحد الفاصل بين الحقيقة والكذب بدأ بالاضمحلال.

ليس هذا الأمر جديدا على الجنس البشري، فقد طور الإنسان أساليبه منذ القدم لتحسين حياته وتحقيق أهدافه والتغطية على مساوئه، حتى أصبح مسألة فطرية تنمو تلقائيا مع العمر وبداية الإدراك وتشكل الوعي الإنساني.

ورغم أن الإنسان هو الكائن الناطق الوحيد الذي يكذب بلسانه، فإن الأمر لا يختص بالجنس البشري لوحده، فجميع الكائنات الحية تكذب بطريقة أو بأخرى، من أجل الحصول على مكتسبات لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال جسور الكذب.

هذه المعضلة كانت موضوع فيلم بثته الجزيرة الوثائقية بعنوان “لماذا نكذب”.

 

“دونالد ترامب”.. أكبر مصدر للكذب على الإنترنت

أثناء رئاسته للولايات المتحدة من 2017 حتى 2020، كان “دونالد ترامب” يعتبر أكبر مصدر للكذب على شبكة الإنترنت، ويصدر الأكاذيب بشكل يومي تقريبا.

ويقول العالم السياسي “فرانسوا بيرنارد”: إن “ترامب” يدعم أقواله بشكل كامل، ويرفض أي خبرة أو نظام خاص بالتحقق الخارجي مثل الأرشيف والحقائق والصور وما إلى ذلك، يقول أنا متأكد لأن هذا هو ما أشعر به.

إن السياسة بيئة طبيعية للكذب، والمواطن العادي يدين ذلك، لكن سلوكه ليس أفضل، فالسيد “مولر” مواطن عادي، لكنه ليس مثالا للصدق فهو يكذب يوميا، يكذب على زوجته العجوز ويصفها بالشباب الدائم، ويتغزل برشاقتها، ثم يكذب على جارته ويصف حياته بأنها سعيدة وأن أموره على ما يرام، على عكس معاناته اليومية، ويكذب على مديره في العمل ويبرر تأخره عن العمل بالازدحام المروري، وذلك غير صحيح.

يمكن تعطيل مراكز الشعور بالكذب بتكرار الكذب وتصديقه

 

 

“كارل ماي”.. كاتب لم يزل يكذب حتى صدّق أكاذيبه

كثير من هذه الأكاذيب يكون هدفها تعزيز ثقة الطرف المقابل بنفسه، ويطلق عليها الكذبة البيضاء، ويساعد الكثير من النفاق في تعزيز التعايش المتناغم، ولكن الإفراط في الكذب قد يضر بالطرف الآخر، فقد أظهرت تجربة بريطانية أن بالإمكان تعطيل مركز المعالجة العاطفية في الدماغ والموجود في الجهاز الحوفي، وتحديدا اللوزة العصبية التي تثير الإحساس بالذنب نتيجة الكذب، فالكذب إذن موجود منذ الأزل، واللغة تتيح نسج الأساطير والخيال لتضليل الناس ولتحقيق غاية ما.

ولا أدل على ذلك من المؤلف “كارل ماي” الذي اشتهر بقصصه عن شخصيات خيالية، وكان نجما في عصره، لكن بلغ به الأمر أن أصبح يتقمص الشخصيات الموجودة في أعماله ويعتبرها حقيقية، وأن رواياته عبارة عن مغامرات خاضها بنفسه، فقد قاتل مع الهنود واجتاز نصف الإمبراطورية العثمانية، وصاغ من خلال قصصه صورة الشرق والغرب الأمريكي.

كان “كارل” المؤلف الألماني ذا العدد الأكبر من القراء في القرن 19، ولقد صدقه الجميع، لكن الصحفيين يكشفون عنه النقاب ويصفونه بالقصّاص، وقد أدرك علماء النفس المعاصرون بأن سلوكه كان اضطرابا (الكذب المرضي)، بحيث يصبح قهريا بقصد جذب الانتباه، ولازمه حتى موته.

تجربة المراوغة تطبق على خنازير “كوني كوني” في معهد مسيرلي للبحوث بنيوزيلاند

 

خنازير “كوني كوني”.. خدعة التغلب على الطبقية

تجمع كل الثقافات على أن الكذب تصرف غير أخلاقي، لكن الجميع يكذبون مرتين على الأقل يوميا، ويتجاوز الكذب إلى عالم الحيوان، فقد رصد العلماء في غابات كوستاريكا أن نوعا من القرود يحذر أحدهم جماعته من خطر وشيك، الأمر الذي يدفع أفراد المجموعة للهرب والاختباء، لقد كان إنذارا خادعا، والهدف منه أن يفوز القرد المنذِر بالغنيمة من الصيد لوحده.

وقد أجريت تجربة على خنازير “كوني كوني” في معهد مسيرلي للبحوث بنيوزيلاند، فالخنازير حيوانات اجتماعية تعرف بعضها ولديها هرم اجتماعي مميز، فهناك قائد وأتباع، وهناك أصدقاء وأفراد منعزلون، وهذه بيئة مثالية لإجراء الدراسات، وتهدف التجربة أساسا لمعرفة ما إذا كانت الخنازير تستخدم الخداع.

قام العلماء في التجربة بتحضير ثلاث منصات للإطعام، وأخفوا وراء واحدة فقط مكافأة غذائية للخنازير، وسيعلمون أحد الخنازير عن هذه المعلومة، لملاحظة ما إن كان سيخفي المعلومة عن الحيوانات الأعلى والأدنى منه في الهرم الاجتماعي، وماذا سيكون تصرف كلا النوعين حال اكتشاف الخدعة.

كان “زوس” الخنزير من الطبقة المتوسطة هو الذي عرف منصة الطعام، وفي التجربة الأولى أطلقوا معه “بيلانا” من الطبقة الدنيا، فتوجه “زوس” إلى منصة الطعام فورا لأنه يعلم أن “بيلانا” لن تستطيع متابعته ومنافسته على الطعام، وهذا ما وقع بالفعل، فقد عادت “بيلانا” أدراجها فورا دون محاولة منافسته على الطعام.

في التجربة الثانية أطلقوا مع “زوس” رئيس القطيع “زامبانو”، وهنا لجأ “زوس” للخداع، وتوجه في البداية إلى المنصة الخالية من الطعام، وتبعه “زامبانو” ثم عرّج “زوس” لوحده إلى منصة الطعام، ولكن بعد أن اكتشف “زامبانو” الخديعة توجه إلى “زوس” وهاجمه وأخذ الطعام عنوة.

يقول عالم الأحياء السلوكية بجامعة فينا لودفغ هوبر: حين شاهدت سلوك “زوس” و”زامبانو” وانعطاف “زوس” إلى منصة لا يوجد فيها طعام، أيقنت أنه مخادع حقا، ويستخدم المعلومة في تطوير ذكائه للتغلب على عقدة الترتيب الاجتماعي.

وفي صحراء كالهاري الأفريقية يعيش مخادع آخر، إنه طائر الدرونغو، إذ قام بتحذير حيوان السرقاط من خطر النسور أكثر من مرة، ولكن المرة الأولى كانت لكسب الثقة، أما الثانية فكانت لكسب غنائم السرقاط.

تجارب لمعرفة العمر الذي يبدأ عنده الأطفال بمعرفة الكذب وأساليب التضليل

 

تطور الأطفال.. الحد الفاصل بين البراءة والكذب

يبدو الكذب سمة طبيعة، ويشكل مع الخداع قوة دفع تساهم في تطوير الذكاء البشري، يقول “هيغي”: التخفي وسرد الحكايات الكاذبة ساعدتنا في خداع الآخرين ليؤمنوا بالآلهة والسلطة الحاكمة والاقتتال فيما بينهم، ساعدنا الكذب كثيرا في تطورنا.

وفي جامعة سالزبيرغ يقوم العلماء بتجارب ممتعة لمعرفة العمر الذي يبدأ عنده الأطفال بمعرفة الكذب وأساليب التضليل. يقول عالم النفس “جوزيف بيرنر” من جامعة سالزبيرغ: من التطورات الذهنية المهمة فهْمُ أن الناس لا يتصرفون حسب طبيعة العالم، بل حسب ما يتصورونه هم، وأنه يمكن التلاعب بتلك الصورة”. والتجربة التالية توضح ذلك.

“ماكس” الولد الدمية يلعب بكرته، وعندما ينتهي يخبئها في الصندوق الأحمر، ثم تأتي أخته فتأخذ الكرة وتلعب قليلا ثم تعيدها إلى الصندوق الأزرق. الآن يعود “ماكس” ليأخذ كرته.

المطلوب من الأطفال معرفة إلى أي الصندوقين سيتوجه “ماكس” أولا، يجيب الأطفال الذين هم دون السنة الثالثة أن “ماكس” سيذهب إلى الصندوق الأزرق، حيث توجد الكرة فعلا، ظنا منهم أن “ماكس” يعرف المكان الجديد وسيتوجه إليه فعلا. أما الأطفال الذين هم في السنة الخامسة، فيجيبون أن “ماكس” سيتوجه إلى الصندوق الأحمر، لأنهم يدركون كيف يفكر “ماكس” فعلا.

التجربة التالية تختبر قدرة الأطفال على التضليل، يُطلب من الأطفال إخفاء صور لاصقة في إحدى يديهم، وتسألهم المدربة أين يخبئونها، وقبل ذلك تخبرهم أنه في حال لم تعرف المدربة مكان الصورة فإنها تكون من نصيبهم كجائزة، وقد لاحظ الدارسون أن الأطفال الذين هم في السنة الثالثة يؤشرون على يدهم التي تحوي الصورة، على الرغم من معرفتهم أنهم سيفقدون الجائزة في هذه الحالة.

أما الأطفال الذين هم في السنة الخامسة فيبدو أن أدمغتهم جاهزة للتضليل، فهم يخادعون المدربة ويخبرونها أن الملصق في اليد الفارغة، وذلك بغية الاحتفاظ بالجائزة لأنفسهم. ويعلق “بيرنر” على التجربة قائلا: “عندما تعيش في مجتمع يكذب فعليك أن تتعلم الكذب، وتتعلم كيف تكتشف الأكاذيب، وإلا فستكون تحت رحمة من يكذب”، فالكذب يخدع، ولكن الإلمام به يساعد في كشفه.

ابتسامة صاحب القصة الكاذبة تظهر من طرف واحد من الفم فقط

 

عضلات الوجه.. أحاسيس الكاذبين التي يخفونها

“مونيكا ماتشنغ” عالمة نفس وخبيرة في لغة الجسد، وهي تكشف الكاذبين بناء على حركاتهم، وتوضح ذلك في تجربة مع متطوعين، حيث تطلب منهما أن يخبرها كل منهما قصتين قصيرتين عن عطلته، إحداهما حقيقية والأخرى مزيفة. وتعلق على النتيجة بالقول: صاحب القصة المزيفة لم يكن لديه تناسق، كانت ابتسامته من طرف واحد من الفم، ولم ينظر إليَّ مباشرة، وكان يشيح بنظره بعيدا.

هنالك مظاهر يخفي من خلالها الناس مشاعرهم الحقيقية مثل البهجة والغضب والحزن والاشمئزاز والازدراء والخوف والمفاجأة، وهذه هي الأحاسيس السبعة الأساسية، وترتسم على ملامح الوجه مباشرة، وتتطلب عمل 26 عضلة معا. تعطي حركة العضلات السريعة للوهلة الأولى الانطباع الحقيقي عن أحاسيس الشخص، ثم يعاود الكاذبون التحكم في تعابير وجوههم.

استقطبت شخصية “بينوكيو” شغف الباحثين، وتقول الفرضية إن أنفه يستطيل حين يكذب، ويقوم العالم “إيميليو غوميز” من جامعة غرناطة بالتحري عن هذه الفرضية، ويقول: “تأثير بينوكيو هو جوهر الكذب، ما زال الباحثون يقومون بأبحاث عن التغيرات الفيزيائية عند الكذب”، ومن هذه الأبحاث دراسة تغير النمط الحراري للجسم عند ممارسة الكذب، بواسطة كاميرا حرارية ترصد الوجه واليدين.

يعتبر التنشيط الفيزيولوجي الذي يعززه الكذب أحد العناصر الهامة، وتوضح ذلك درجة الانفعال عند حافة الأنف والأصبع الوسطى، حيث تنخفض درجة الحرارة عندما ينسج الشخص كذبة ما. وهناك عنصر آخر هو الإجهاد المعرفي، حيث يتطلب الكذب جهدا ذهنيا كبيرا، ويؤثر هذا في ارتفاع حرارة الجبين والخدين.

جهاز كشف الكذب لا يزال وسيلة للتحقيق العسكري والاستخباراتي

 

جهاز كشف الكذب.. تردد أنفاسنا يفضح أسرارنا

ليس الوجه وحده هو ما يفضح الكاذب، بل تراهن عالمة النفس “مونيكا ماتشنغ” على الكلام، فالكاذب ينمق كلامه كثيرا لدرجة الهذيان، ويبالغ في التفاصيل، مع ما يرافق ذلك من ردود أفعال جسدية، وهذا جوهر عمل جهاز كشف الكذب الذي ما زالت أجهزة المخابرات تستخدمه.

إن فكرة كشف المجرمين اعتمادا على الصفات الجسدية قديمة، ففي نهاية القرن الـ19 حاول الطبيب “سيزار مومبروسو” من تورينو إيجاد مميزات خارجية تميز المجرمين بالفطرة، وأثناء الاستجواب قام بقياس ضغط دم المشتبه فيهم، وكذلك استعان الطبيب النفسي السويسري “كارل غوستافيونغ” بالجلفانومتر لقياس موصلية الجلد أثناء التعرق، وفي جامعة غراتس اخترع “فيتوريو فينوسي” جهاز كشف الكذب.

يقوم الجهاز بقياس التنفس والنبض، وتقوم نظريته على تغييرٍ في تردد التنفس أثناء الكذب، وبالتالي تتغير ضربات القلب، لكنه لا يوفر دليلا دامغا، فقد تظهر مشاعر التوتر في عدة حالات غير الكذب.

أثناء التحقيق معه، كان كلينتون يرمش كثيرا ولا ينظر إلى المحقق

 

مسرح الجريمة المفبرك.. أسرار لغة الجسد

كانت ثغرة التوتر التي يعتمد عليها جهاز كشف الكذب تشكل تشكيكا في مصداقية، لكون التوتر غير مرتبط بالكذب دائما، وكان ذلك موضوع تجربة قام بها “ماتياس غامر” من جامعة فورتسبورغ، وكانت المتطوعة قيد الاختبار قد سرقت جهاز هاتف من مسرح جريمة مفبرك.

قام الدكتور بقياسات يعتقد أنها تتأثر بمقدار “الشعور بالذنب”، كقياس التعرق عن طريق قياس موصلية جلد المتطوعة، وذلك بعرض الأشياء -ومنها الهاتف المسروق- في مسرح الجريمة من خلال شاشة أمام المتطوعة، ثم أعاد التجربة، ولكن هذه المرة كان يرصد حركة عينيها وهي تمسح الأشياء التي رأتها في مسرح الجريمة، وكيف أن زمن المسح قد طال وهي تنظر للهاتف المسروق.

الرياضيون كذلك قد يمارسون الكذب من أجل احتكار الفوز، فهذا “لانس آرمسترونغ” الدرّاج الذي لاحقته تُهم تعاطي المنشطات طيلة مسيرته الرياضية، ويعلم المحققون الآن أن انتصاراته في “طواف فرنسا” كانت بالاحتيال. وتعكف الدكتورة “ماتشنغ” على دراسة جلسات التحقيق التي خضع لها “آرمسترونغ”، وتقوم بدراسة دقيقة لرصد ردود أفعاله وحركات جسده، من الرأس حتى أخمص القدمين.

عندما كان اللاعب يؤكد حقيقة ما بلسانه، بينما يشيح برأسه يمينا ويسارا فهو يكذب بالتأكيد، لأن دليل الصدق يكون بإيماء الرأس إلى الأمام، فعندما تتعارض لغة الجسد مع منطوق اللسان فالشخص حتما لا يقول الحقيقة.

واشنطن بوست تحصي أكثر من 8 آلاف كذبة للرئيس الأمريكي ترامب منذ توليه الرئاسة

 

 

أكاذيب الساسة.. دعوة “مكيافيلي” الكارثية

في عام 2013 كُشفت أكاذيب وزير الموازنة الفرنسي “جيروم كاوزاك” حول حسابات خارجية سرية، وخلال جلسة تحقيق كانت إشارات جسده تبين أنه يتأهب للشِّجار، فنظراته الحادة الثابتة واندفاع ذقنه للأمام وكلامه شديد اللهجة، يعني أنه يحاول التغطية على كذبه. “بيل كلينتون” كذلك لم يستطع إخفاء كذبته الشهيرة، فرمشات عينيه المتكررة وتجاهله “اسم تلك المرأة” يعني أنه كان يكذب.

ويتصدر “دونالد ترامب” قائمة أكثر السياسيين كذبا، وقد قامت واشنطن بوست بإحصاء أكثر من 8 آلاف كذبة له منذ توليه الرئاسة.

هناك رابط قوي بين السلطة والكذب، وكلما زادت السلطة سهل الكذب. فقد وصف “مكيافيلي” الكذب بأنه غير أخلاقي، ولكنه دعا حكام عصره إلى الكذب بشكل غير مباشر، عن طريق إخفاء بعض الحقائق، وهذا ما يسمى “الكذب البديل”، وقد كانت نتائجه صادمة أحيانا.

فعندما أدت الظروف المناخية في أواخر القرن الـ18 إلى غرق المحاصيل الزراعية في أوروبا، ارتفعت أسعار الدقيق بشكل جعل الناس عاجزين عن شراء الخبز، وانتشر الجوع في فرنسا في الوقت الذي سرت فيه شائعات أن الملك وحاشيته يستمتعون بألوان الطعام، وأدت هذه الشائعات المفبركة إلى ما سمي “حرب الدقيق” في فرنسا، وكانت مقدمة للثورة الفرنسية وقتل الملك.

يظهر أثر الأخبار المزيفة والشائعات جليا اليوم كذلك، وحركة السترات الصفراء في فرنسا خير دليل، فقد كثرت الأخبار المضللة عبر وسائل التواصل، لدرجة أن كثيرين باتوا لا يصدقون الأخبار الرسمية من وسائل الإعلام العامة. إن طبقة حاكمة لا إيديولوجيا، وفقراء مهمشين يملكون وسائل التواصل أصبح خليطا شديد الانفجار، يمكن أن يهدد النظام العام والديمقراطية برمتها.

الأشعة تحت الحمراء تظهر تغيرات في درجة حرارة اليدين والوجه عند الكذب

 

أكاذيب الكائنات الحية.. رهان الوعي الاجتماعي

لا توجد وصفة لمنع الكذب، فهذه الظاهرة لن تختفي، ووضع التشريعات والقوانين لن تلغيها كليا، وأصبح الرهان على وعي الأفراد للتمييز بين الصدق والزيف.

الجميع يكذبون بين مرتين إلى ثمانين مرة يوميا، والملاحظة الدقيقة وحدها هي التي تمكننا من التعرف على الكاذبين، وينجح العلم إلى حد ما في جعل الكذب مرئيا بواسطة تقنيات وتطبيقات محددة يمكن أن تساعد في أمن المطارات والنظام العام، لكن الذين في السلطة سيستمرون في الكذب.

لم يتأكد بعد ما إذا كانت أنوف الكاذبين طويلة وأرجلهم قصيرة، لكن الحقيقة المؤكدة هي أن الكائنات الحية تكذب، وأن بعض النفاق الاجتماعي والكذب الأبيض يمكن أن يجنبنا مشكلات حقيقية في حياتنا اليومية، وأن الرهان الأكبر يكون على وعينا وإدراكنا وتطورنا الذهني في كشف الكذب والكاذبين.