“محمية ماشاتو”.. معارك الصيد الشرسة في أرض العمالقة

خاص-الوثائقية

أرض مذهلة مليئة بالتناقضات، تلك هي محمية ماشاتو التي سُميت بذلك تيمنا بأشجار ماشاتو التي لا تُعد ولا تُحصى على امتداد أنهارها، لكن من يعرفون هذه الأرض وعجائبها جيدا يعرفونها باسم آخر، إنها أرض العمالقة.

سلطت هذه الحلقة التي بثتها الجزيرة الوثائقية ضمن سلسلة “أفريقيا المدهشة” الضوء على محمية “ماشاتو” الواقعة في أقصى شرق “بوتسوانا”، حيث تحدها “زيمبابوي” من الشمال، وجنوب أفريقيا من الجنوب. وفي تلك المحمية، تقف أشجار الباوباب الهائلة -التي دخل بعضها ألفيته الخامسة- لتحرس كل القاطنين في أرض ماشاتو.

يلتقي نهر ليمبوبو العظيم مع نهر شاشي.. عندما تهطل الأمطار لتغسل امتداد الطبيعة هنا فإنها تتنفس الصعداء، لكن لا تنخدعوا فموسم الجفاف الطويل -الذي لا يعرف الرحمة- يلوح في الأفق؛ فإما أن تزدهر الحياة، أو تنطفئ شمعتها في لحظة.

 

الماء القاتل.. مغامرة على كل الكائنات الحية خوضها

بالنسبة لكثير من الحيوانات المفترسة في “ماشاتو” فإن موسم الأمطار هو وقت الخير العميم.

في عمر أسبوعين فقط تستكشف جراء الكلاب البرية الأفريقية عالمها الجديد بعيون غضة، تحت رعاية وإشراف حثيثين من أمها، إذ يضم عرينها -الذي اختارته بعناية- بين جنباته جراءها الصغيرة، الأسابيع الأولى حاسمة للأعضاء الجدد في المجموعة، ففيها تتوطد روابطها الأسرية، وهذا أمر ضروري في طريقها لتصبح المجموعة الأكثر فاعلية في الصيد في عالم الحياة البرية.

خارج حدود العرين، بدأت الحرب على المياه، تتجمع الحيوانات شعثاء غبراء في تنافس على ما بقي من الأنهار والبرك، وتفتح الموارد المحدودة فرصا وأملا لأكثر مفترسات ماشاتو ترقبا وتخطيطا، مثل تماسيح النيل.

تدرك “الزرافة” حدود إمكانات أجسامها الرشيقة، فالحصول على شربة ماء مهمة حرجة تجعلها عرضة للهجوم، وبالنسبة للجميع فإن كل رشفة هي مخاطرة بحد ذاتها، لكنها مخاطرة عليهم الإقدام عليها. اليقظة أمر مهم، لكن التوقيت هو العنصر الأهم، فحتى “الفيلة” تخشى سطوة التمساح، صاحب أقوى الأفكاك في أفريقيا.

وبوجود أطفالها من خلفها، فإن الأمهات الحكيمات يعرفن الخطر الذي يتربص بهن على حافة الماء، لكنهن يتخذن من الحفر خطة بديلة.. إنها تستفيد من المياه الباقية تحت الأرض، قد لا تكون الكمية وفيرة، لكنها تكفي لإطفاء ظمئها.

يمكن لأنثى التمساح أن تضع ثمانين بيضة مرة واحدة

 

أنثى التمساح.. حالة من التجلي خلف مظهر شرس

مع زوال حدة اضطرابات اليوم، تكشف أنثى التمساح عن أن لمظهرها الخارجي المدرع جانبا أكثر رقة، فقد حان الوقت لتضع بيضها، باستخدام قائمتيها الخلفيتين تحفر بعناء شديد حاضنة رملية، والآن بات العش جاهزا، وما عليها سوى الانتظار.

ومع اقتراب الليل تدخل أنثى التمساح في حالة تجلّ، لتضع بيضة تلو أخرى، ثم تودع هذه الأم الشرسة نسلها في الحاضنة بواقع 80 بيضة، والأرض الناعمة ستمنح البيض الدفء الذي يحتاجه خلال الأشهر الثلاثة القادمة.

تتوالى الأسابيع ويستمر انحسار المياه، وينفد الوقت مثل ساعة رملية حاسمة لمصائر الكثيرين، ليصبح العثور على الماء صعبا حتى بالنسبة لمن يفرضون هيمنتهم على هذه السهول.

وفي مشهد آخر، تمسح “لبؤة” حُفر الفيلة غير راغبة بالمخاطرة بالبرك، لكن نظرا لشح المياه فلا مجال لمشاركتها.

ورل الماء يتحين فرصة الانقضاص على بيض التماسيح

 

ورل الماء.. محاولات سرقة بيض الأم الغاضبة

بالنسبة لورل الماء، تشكل حافة النهر إغراء من نوع آخر؛ إنه خبير في سرقة البيض. صحيح أن أنثى التمساح من ذوات الدم البارد، لكن غريزة الأمومة لديها قوية، ولا شك أن محاولة اقتحام عشها ستكون عملية انتحارية، لكن في الأوقات العصيبة فإن شعار “الحظ يبتسم للجريئين” قد يشكل الفارق بين الحياة والموت.

يشتم ورل الماء الهواء بحثا عن إشارات كيميائية تكشف له طبيعة المنطقة ومن فيها، وتقوده غريزته نحو الشجيرات الباردة، لكن أنثى التمساح لا تكون أبدا بعيدة.. ومع اندفاع الأم الغاضبة بوزنها -البالغ نصف طن- فإن كل ما يحصل عليه الورل هو بيضة واحدة.

يستطيع التمساح أن ينقض على فريسته في غضون ربع ثانية قبل أن تصبح وليمة بين فكيه

 

ظبي الإمبالا.. جزء من الثانية قد ينقذ من فكي الموت

مع تحول البرك إلى حفر موحلة، يبحث الجميع بيأس عن بقعة آمنة للشرب، أما التماسيح الجائعة فتجبر فرائسها على الاقتراب أكثر ما يمكن، وقد يكون الطين عائقا لزجا أمامها، لكن تفوقها في الماء يبقى نقطة قوتها الأبرز.

ورغم أنه لم يعد للظباء مكان آخر للشرب، فلا تكلف التماسيح نفسها عناء الاختباء في انتظارها حين قدومها إلى الماء، وبردود فعله التي تستغرق أجزاء من الثانية يُفلت ظبي الإمبالا من فكي الموت.. لكن إلى متى؟

وبعد وقت، يعصف موسم الجفاف بالمنطقة، وفي صباح مُغبر مُغلّف بشفق برتقالي، ينطلق قطيع كلاب برية لتأمين وجبة كبيرة تفي بإطعام الأفواه الجائعة. الجراء أكبر وأكثر صخبا، لكنها ليست مستعدة بعد للمشاركة في عملية الصيد، ويتولى أحد أفراد القطيع العناية بالبقية ومراقبتهم من الخلف، فهي مهمة مرهقة حتى بالنسبة لحيوان قادر على قطع 50 كيلومترا في اليوم.

حفر الماء التي تتركها الفيلة خلفها توفر لقردة الرُبّاح العطشى بضع رشفات من الماء

 

ناقوس الخطر.. صيد القردة حول مشارب الفيلة المهاجرة

على امتداد الوادي تواصل حيوانات تزن عدة أطنان هجرتها، تتخذ هذه الكائنات العملاقة طريقا مألوفا في رحلتها نحو الماء، وهو مسار تعرفه الإناث الأكبر سنا حق المعرفة، فالمعرفة بأماكن جيوب المياه الجوفية تنتقل من أم إلى أخرى، كما تنتقل معها معرفتها بالنباتات واللحاء والجذور التي تحتوي على التغذية الفضلى، لكن في السنوات الأكثر جفافا تخذلهم المياه المخفية. رشفات قليلة من الطين لا تكفي لسد رمق القطيع، بل عليهم الاستمرار في التحرك.

وتوفر حفر الماء التي تركتها خلفها بضع رشفات لقردة الرُبّاح العطشى، وفي قاع النهر المكشوف، تصبح هذه القردة عرضة لحيوانات ماشاتو المفترسة، فربما يلاحظها النمر أو ثعبان الصخور الأفريقي، وهو قادر بسهولة على قتل قرد رُبّاح.

ليست مهمة صيد القردة سهلة، فلها قدرة كبيرة على الفرار إلى الأشجار مفسدة مخططات المفترسين معا، لكن هذه الحية لم تيأس، بل وجدت هدفا جديدا يسهل الوصول إليه، فضربتها تستغرق ربع ثانية قبل أن تكمل عضلاتها القوية الملتفة المهمة.

لقد فقدت النمور عنصر المباغتة، فمن موقعها الآمن على قمم الأشجار، تدق قردة الرُبّاح ناقوس الخطر، بينما ينال النمر جائزة ترضية وهي بقايا قرد صغير ميت منذ زمن طويل.. وبما أنه لا يرد شيئا، فسيأخذها ممتنا.

اللقلق يجد طعامه بسهولة في المياه الضحلة حيث الأسماك لا تستطيع الهرب بعيدا

 

مناورات الطيور الباحثة عن السمك.. عشاق الصيد على الضفاف

كانت الفيلة أكثر حظا، فقد وصلت أخيرا إلى الماء، ولا يقتصر الأمر على بلِّ ريقها، بل إنها تغمر كامل أجسامها فيه.. إنه احتفال يشارك فيه جميع أفراد القطيع.

وتضج آخر حفر المياه الباقية بالحياة، حيث يتقاطر عشّاق الصيد على ضفافها، باستخدام منقارها الحساس -وكأنه رأس أصبع- تبحث أنثى اللقلق المُسرّج دون رؤية حقيقية في المياه العكرة، في حين يُفضّل طائر رأس المطرقة اتخاذ نهج مختلف؛ وبينما يوجه اللقلق طعنات بمنقاره، يستخدم رأس المطرقة حركات رائعة بقدميه ليصل إلى الكائنات المخفية.

ولأنه الأطول على وجه الأرض، يستطيع اللقلق المُسرّج الولوج إلى أعمق أجزاء البركة، بينما يتعين على رأس المطرقة المكتنز أن يقنع بالمياه الضحلة. وأخيرا ينجح اللقلق في اصطياد الأسماك بعد مناورات ذكية، ويستمر البحث، فتصب برك الماء الضحلة في صالح اللقلق تماما، فهي تجعل صيد الأسماك بالنسبة إليه مجرد نزهة.

لكنه ليس المستفيد الوحيد من الجفاف؛ فقد أصبح التوتر ملموسا، حيث تتزاحم أكبر التماسيح للحصول على الوضعية المثلى، ولكي ينال شربة ماء يجب على ظبي الإمبالا أن يخوض الوحل السميك اللزج، مما يجعله عرضة للالتهام من فك تمساح رهيب.

تنتظر جراء الضباع أمهاتهم وآباءهم للحصول على الطعام

 

ذروة الجفاف.. موسم الصيد الشهي لجراء الكلاب البرية

وفي ذروة موسم الجفاف، تستيقظ جراء الكلاب البرية بشهية شرسة، وبعمر أربعة أشهر لا يعود لديها مقاما ثابتا، بل تصبح في تنقل مستمر بعد أن أصبحت مستعدة لمرافقة القطيع في عمليات الصيد. وقد آن الأوان وانطلق القطيع، وها هي الجراء تتعلم من الأفضل في القطيع، فالوتيرة سريعة وعليها مواكبة ذلك قبل أن تشاركهم المائدة، حيث تتحول الجثة في غضون دقائق إلى هيكل عظمي بلا لحم.

مع وصول الموسم إلى نقطة الغليان، ترفع الأراضي العطشى أكف التضرع إلى السماء مستغيثة بها لتحريرها من وطأة القيظ الحارق، فسمكة السلور قادرة على البقاء على قيد الحياة في بضعة سنتيمترات من الماء، لكنها تصطدم وهي تشق طريقها في البركة بتمساح لا يُفوّت صيدا سهلا.

وأخيرا تجود الطبيعة بأروع ما يكون منها؛ لقد انصبت السماء بماء منهمر، فغمرت الأمطار الأراضي القاحلة مالئة كل شق وصدع، ففُتحت أبواب هذا الفيضان، وتحولت محمية ماشاتو من أرض خربة جافة إلى منحدرات تدب فيها الحياة. ومع ارتفاع منسوب النهر يعود التمساح إلى الماء لينعم بالولائم.

ضفدع الثور العملاق يزن كيلوغرامين اثنين وهو مسلح بأنياب عظمية يستخدمها في معاركه ضد المنافسين

 

ضفدع الثور.. فيضان الماء يوقظ العملاق النائم

بعد أن خفتت حدة عنف العاصفة الأولى في الموسم تاركة المشهد مختلفا، وفي غمرة الفيضان، تُزيل المياه الواهبة للحياة الحطام الذي كانت قد خلفته الأوقات العصيبة، تتسرب المياه إلى التربة مما يعني بروز عملاق نائم.

فطوال موسم الجفاف كان ضفدع الثور العملاق في حالة ثبات تحت السطح، ومع هطول الأمطار تخرج الضفادع، وفي غضون لحظات تبدأ في تحديد المناطق على أمل جذب انتباه الإناث، ولا تتسامح هذه الضفادع -التي يبلغ وزنها قرابة كيلوغرامين- مع الدخلاء المتطفلين، وبتحويلها مجرى الهواء إلى ظهورها، فإنها تنتفخ مثل البالونات لتبدو أكبر حجما، لكن هذا ليس مجرد تهديد فارغ، فضفادع الثور العملاقة مسلحة بأنياب عظمية تستخدمها في معاركها ضد المنافسين، ووحدهم ملوك الحلبة هم من يحصلون على الحق في التناسل.

ليست ضفادع الثور العملاقة هي البرمائيات الوحيدة التي لا يشغل بالها إلا هذا الأمر، فحمى التزاوج تعصف بجميع ضفادع محمية ماشاتو.

تخرج صغار التمساح من بيوضها، لكن واحدا من بين كل خمسين ينجو بسبب افتراسها من قبل التماسيح الكبيرة

 

عيون ناعمة في الحاضنة الرملية.. رحلة الماء الأولى

على الضفاف الرملية يبدأ طقس قديم آخر، فهناك صوت خافت يجذب انتباه أنثى التمساح، إنها اللحظة التي تنتظرها الأم منذ 80 يوما، فثمة عيون ناعمة تنظر إليها لأول مرة من حاضنتها الرملية، وإخراج نفسها من بيضتها هو أول اختبار لقوتها.

لكي تبقى على قيد الحياة، فإن على التماسيح الوليدة الوصول إلى الماء قريبا؛ مهمة ستتكفل بها أمهم التي تدفعهم في كيس جلدي ناعم في قاعدة فكها الهائل، لتبدأ رحلة نقلهم إلى الماء حيث تودعهم في حاضنة آمنة، ثم تراقبهم عن كثب خلال أسبوعين، بينما يتعلمون شق طريقهم في حياة التماسيح الصعبة داخل المياه العكرة.

الماء والطين أهم عنصرين تحتفي بهما الفيلة في فصل الجفاف

 

تفتح البراعم.. موسم جديد من الصيد حول نهر شاشي

بثت الأمطار حياة جديدة في المشهد الطبيعي، وعلى طول الفروع التي كان يحرقها القحط أزهرت الأوراق الخضراء وبدأت البراعم في التفتح.

ويحتفي الحبّاك ذو المنقار الأحمر بحلول الموسم الجديد عن طريق الانشغال بتجديد أعشاشه، فعلامات الحياة الجديدة منتشرة في كل مكان، ووفرة المياه خففت حدة الوطء على أعماق روح السافانا، وبالنسبة للبعض فقد جاءت في وقتها تماما.

وقد اكتملت أخيرا رحلة قطيع الفيلة، فهي لا تعتبر دوام هذه النعم من المُسلّمات. حيث تغرق هذه العمالقة العاشقة للماء في نعيم مؤقت.

في هذا الوقت من العام، يعيش نهر شاشي أقصى درجات التدفق، ويوفر شريان الحياة خيارا صعبا لطيور أبي سُعن ذوات القامة الطويلة، بينما يعد لجراء الكلاب البرية عقبة غير مألوفة، فقد كبرت بشكل كامل، لكن في حياتها القصيرة فهذه أول مرة ترى فيها نهرا بهذا الحجم الهائل، ويجب أن تصل إلى مناطق الصيد الخاصة بها على الجانب الآخر، إنها عقبة كبيرة، لكن الجراء تستجمع شجاعتها وتقوم بالعبور لتخوض في نفس الوقت غمار تجربة جديدة.

صغير التمساح يتدرب على الصيد في الماء بأكل الجنادب

 

ابن التمساح صياد بالفطرة.. معارك المياه الراكدة

لأنه لا أحد يلومها على حذرها، ترقد في أسفل المياه الراكدة وحوش في طور النمو؛ إنها تماسيح صغيرة تحتاج سنوات عددا قبل أن تتمكن من اصطياد فريسة بحجم كلب بري، وحتى ذلك الحين فإنها تصقل مهارتها باستهداف فرائس أكثر واقعية.

وبعينيها المصوبتين على الهدف، لا تحتاج أنثى التمساح الصغيرة دروسا في الصيد؛ فقد وُلدت بكل غرائز القتل التي ستحتاج إليها للبقاء على قيد الحياة، لكن في خضم المنافسة، فإن التأني والثبات لا يمنحان الفوز دائما، لقد تفوق عليها ضفدع ثور صغير، إنه جديد هو الآخر على فن الصيد، ويمكن لتقنيته أن تنجح بشيء من التعديل والعمل.

تربض أنثى التمساح اليافعة منتظرة ساكنة على أهبة الاستعداد، لتبدأ رحلتها كي تصبح من أكثر حيوانات أفريقيا المفترسة إثارة للرعب.

الجراء الصغيرة تتقاسم فريستها بعد أن استطاعت الانقضاض عليها

 

ألعاب الكلاب.. طقوس ترابط الصيادين المهرة

يستمر المد والجزر في شرايين الحياة على امتداد محمية ماشاتو، ولا يمكن إيقافه لجذوره الضاربة في القدم، فبعد شهور قصيرة من الراحة يلوح موسم الجفاف في الأفق من جديد.

وبعد أن بلغ عمر الكلاب البرية الصغيرة عاما واحدا، وأصبحت مكتملة النمو، أخذت مكانها في القطيع، ولم يعد الصيد رياضة للمشاهدة فقط، بل أصبحوا الآن صيادين مهرة، وأحاديثها الودية وغرائزها المرحة تُعد من طقوس الترابط في مرحلة ما قبل الصيد، فهي تساهم في إعدادها لعمليات الصيد اليومية، وعند إشارة الذكر الكبير تنطلق.

وتعتمد الكلاب البرية على السرعة والتحمل والعمل الجماعي، واستراتيجيتها قائمة على إرهاق فريستها. فالفوضى والارتباك هما الحليفان القاتلان للقطيع، وسيتعين على كل عضو أن يلعب دوره في تربية الجيل القادم وإعداده للحياة في محمية ماشاتو العظيمة؛ أرض العمالقة.