الثورة الصناعية.. كواليس الحقبة التي غيّرت مسار التاريخ

يمان الشريف

جرت العادة عند التطرق إلى الحديث عن الثورات أن يقتضي الأمر وجود معالم لتحول راديكالي ونقطة فارقة بين ما هو قبل وما هو بعد، مرفقا بتغييرات آنية عدّة، لكن الأمر يختلف تماما هنا عند الحديث عن ما يُعرف بالثورة الصناعية التي شهدتها قارة أوروبا -وتحديدا دول أقصى الشمال- في نهاية القرن الثامن عشر، وهي الفترة الزمنية التي سبقت الحقبة الفيكتورية في مملكة بريطانيا العظمى.

فعلى ما يحمله لفظ ثورة من معانٍ ودلائل لم تكن الثورة الصناعية كذلك بذات النمط الثوري، بل إن الثورة الصناعية مرّت على عدة أجيال حتى تبلورت واكتمل نضوجها. ولعلّ أحدهم في ذلك العصر لم يكن ليدرك الحقبة المحورية التي يشهدها العالم على الرغم من وجوده في قلب الحدث.

وقد يذهب بعض النقاد والمؤرخين إلى استبدال لفظ الثورة الصناعية (Industrial Revolution) بتعبير آخر، وهو التطور الصناعي (Industrial Evolution)، مرجحين بذلك صورة أخرى للنموذج الصناعي الذي حدث، إلا أن البروفيسورة في التاريخ الاقتصادي في جامعة أوكسفورد “شيلا أوغيلفي” ترفض هذه التسمية، معللة أن الأمر لم يقتصر فقط على الكيفية، وإنما كذلك على الحتمية التي لم يكن هناك مفر منها، فقضت الحاجة إلى أن تبقى تسميتها بالثورة الصناعية.1

 

“فترة كارثية ورهيبة مثل أي فترة مرت بها أمّة أخرى”.. دوافع الثورة

كان أول من ابتدع مسمى الثورة الصناعية هو المؤرخ البريطاني “أرنولد توينبي” في الفترة التي كان يقدم بها محاضراته في جامعة أوكسفورد في ثمانينيات القرن التاسع عشر، مشيرا إلى أن النموذج الصناعي الحديث -الذي كان من نتائجه ازدهار الثروة الوطنية في بريطانيا- جاء على حساب الرفاهية المادية والمعنوية لدى العمّال والعاملات. ثمّ يصف بداية ما حدث أنّه كان “فترة كارثية ورهيبة مثل أي فترة مرت بها أمّة أخرى”.2

إن حدثا محوريا في تاريخ الحضارة البشرية بقيمة الثورة الصناعية ما كان ليشق طريقه نحو النور دون أن تكون هناك تمهيدات ومقدمات استغرقت عشرات السنوات، فكان التمهيد الأول في النصف الثاني من القرن السابع عشر، إذ كانت الأسر تعيل نفسها بنفسها بصناعة ما يلزمها، ثمّ تعرض الفوائض الشحيحة الباقية على الأسواق لبيعها. لكن أمرا مثيرا دفع أفراد الأسر بما فيهم الزوجات والأطفال على العمل بشكل جاد ومرهق لساعات طويلة مضاعفة، لغرض إنتاج أكبر قدر من السلع والاستفادة من قيمة بيعها في جلب سلع أخرى متوفرة في السوق، مما رفع مستوى المعيشة إلى نقطة أفضل.

لقد كانت الرغبة الجامحة في تحسين الحالة المعيشية، عن طريق شراء أطعمة متعددة ومختلفة، واقتناء ثياب أجمل وأفضل؛ هي التي قادت الأسر إلى العمل لساعات طويلة، ليساهم ذلك في ازدهار التجارة المحلية وكذلك العالمية، فكانت تجارة الفضة والسكر إحدى الشواهد على تلك النقلة.

بل إن تجارة السلع أخذت تتوسع في كيفية تداولها وتصديرها إذ أصبحت السلعة ترتبط بعدة مصادر وموارد حتى تصل إلى شكلها النهائي، فعلى سبيل المثال يُعد مشروب الشاي أحد رموز التجارة القديمة، فقد كان يأتي ورق نباته من الصين ويُستورد السكر المستخدم في تخفيف مرارته من بحر الكاريبي، ومن كان يعمل على استخراج السكر المحلّي كانوا عمالا قادمين من قارة أفريقيا، وأما الخزف الذي كان يُستخدم لصناعة كاسات شرب الشاي فكان يأتي من وسط إنجلترا، فكان أشبه بشبكة عالمية مترابطة.

“وليام كولجيت” صاحب شركة “كولجيت” الرائدة في منتجات التنظيف منذ أكثر من قرن من الزمان

عصر الدعاية.. طفرة مثيرة في عملية التسويق

تعد القوة الدعائية والترويجية للسلع إحدى المحطات التي مهدت الطريق نحو قيام الثورة الصناعية، وما بدا معلوما أن الإنسان منذ القدم سعى نحو تسخير إمكانياته في الدعاية بأشكال وأنماط مختلفة، وما حدث أثناء قيام الثورة الصناعية يُعد طفرة مثيرة في عملية التسويق.

فثمة شركات ما زالت تحتفظ بعلامتها التجارية منذ تأسيسها في ذلك العهد حتى اليوم، وأشهر تلك الشركات وأكثرها جدارة للحديث عنها هي شركة الصابون التي تأسست في بداية القرن التاسع عشر على يد “ويليام كولغيت”، وهي معروفة اليوم بشركة “كولغيت” الرائدة في منتجات التنظيف والصابون.

لقد كانت “كولغيت” تستورد مركبات الصابون من عدة مناطق حول العالم، فزيت النخيل كان يأتي على سبيل المثال من أفريقيا، وأما زيت جوز الهند فكان يأتي من سواحل مالابار الواقعة في المنطقة الاستوائية في شبه القارة الهندية وكذلك من سيلون (سريلانكا اليوم)، وأخيرا بذور الخشخاش التي كانت تأتي من جنوب آسيا، كل ذلك لصنع قوالب من الصابون النباتي الطبيعي.

ولإقناع الناس بشراء الصابون، قامت شركة “كولغيت” ومنافسوها بتصدير منتجهم على أنه أساس البيت النظيف، وأنه علامة من علامات الرقي في المجتمع. بل إنّ ثمة محاولات دعائية استهدفت أبناء القارة الهندية وكذلك الأفريقية على استخدام الصابون كوسيلة لتبييض البشرة.3

عائلة المصرفي الألماني “ماير أمشيل روتشيلد” ذو الأصول اليهودية والذي كان يقطن في أحد أحياء مدينة فرانكفورت الألمانية

 

استحداث الوظائف.. بروز الطبقة البرجوازية المتحكمة بالعالم

تنامت التجارة العالمية بسبب الطفرة في غزارة الإنتاج، وشهدت تداخلا وتبادلا تجاريا غير مسبوق، وقد أشرف التجار على عملية البيع والشراء واضعين أنفسهم أعلى التسلسل الهرمي في المجتمع، مما ترك آثارا سياسية بليغة واجتماعية.

فالتنامي الحاصل تطلب إنشاء مهن مستحدثة، مثل مهنة المحاسبة والمحاماة لعملية التنظيم والضمان والحماية، ثمّ إنّ مُدنا بزغت كحاضنة لأصحاب تلك الحرف ومراكز ثورية في التجارة، مثل بريستول في بريطانيا وبومباي في الهند وبوينوس آيرس في الأرجنتين، فكانت المحصلة نشوء ما يعرف بالطبقة البرجوازية في هذه المدن، وهي الطبقة التي اعتمدت عليها الحكومات في صياغة قرارتها السياسية والاقتصادية.

وما يجدر الحديث فيه هنا هو أنه مع انتقال القارة الأوروبية إلى نظام اقتصادي جديد، برزت مجموعة الرجال “الممولين” على وجه الخصوص الذين استطاعوا أن يعتلوا السلم الاقتصادي، فكانت وظيفتهم وظيفة البنوك اليوم، إذ كانوا يقومون بتمويل التجار بالائتمان وبالقروض مع الفوائد، وأشهرهم على الإطلاق عائلة “روتشيلد” المنسوبة للمصرفي الألماني “ماير أمشيل روتشيلد” ذي الأصول اليهودية الذي كان يقطن في أحد أحياء مدينة فرانكفورت الألمانية، وقد عمل بها صرافا ثم تاجرا في المنسوجات، ثم أخيرا أصبح ممولا يقوم بإقراض الأموال للملوك والحكومات.

حتى أنه ذاع صيته ولُقِب بالأب المؤسس للتمويل العالمي، وعند وفاته كان يملك أكبر عملية مصرفية في العالم تاركا وراءه ثروة مالية ضخمة لم يسبق لها مثيل، ثمّ خلفه أبناؤه الخمسة وامتلكوا فروعا بنكية في لندن وباريس وفيينا ونابولي وفرانكفورت.4

ساهمت الثورة الصناعية في إحداث تغييرات جوهرية في النمط المعيشي، وحتى في التوزيع الديموغرافي في المدن

 

“مارتن لوثر”.. آثار الإصلاح البروتستانتي على العقلية الرأسمالية

شهد العالم بمجمله نموا اقتصاديا ثابتا على مستوى الفرد لأول مرة في التاريخ، بسبب ما آلت إليه النهضة الاقتصادية التي سبق الحديث عنها، لكن مع صعود نجم الصناعة والتصنيع (Manufacturing) انتقل المستوى الاقتصادي إلى مستوى آخر تماما.

لم تكن الثورة الصناعية وليدة اللحظة، وإنما كانت تراكمات عملية ومعرفية ساهمت في إحداث تغييرات جوهرية في النمط المعيشي، ليس هذا فحسب، بل حتى في التوزيع الديموغرافي، إذ شهد ذلك العصر أوسع الهجرات المدنية على الإطلاق، فكانت عمليات التحضر والتمدن على أوسع نطاق لها.

وبدأ إقبال الناس نحو العمل أكثر من أي وقت آخر، حتى أنّ بعض المؤرخين عزى ذلك التحول إلى الحراك الديني أو الإصلاح البروتستانتي الذي قام على يد الراهب الألماني “مارتن لوثر” في القرن السادس عشر.

ويذكر عالم الاجتماع الألماني “ماكس فيبر” في كتابه “أخلاق العلم البروتستانتية” أن العمل كان يُنظر إليه بأنّه واجب يستفيد منه الفرد والمجتمع على حد سواء، وأن ركائز المذهب البروتستانتي -الذي انتشر في أوروبا- هي الانضباط والعمل الشاق والإخلاص، كما أنّ هذه المقومات تعد الجوهر الذي يقف وراء ظهور العقلية الرأسمالية في أوروبا.5

جماعة “اللوديتيز” تحطم الآلات انتقاما منها لأنها حلت محل الأيدي العاملة البشرية

 

إنجلترا.. مهد الثورة الصناعية الأولى

قد يكون هناك خلاف فيما يخص تحديد تاريخ بدء الثورة الصناعية، لكن ما يمكن الاتفاق عليه بين شريحة كبيرة من المؤرخين هو مكان اندلاع أو انبثاق الثورة الصناعية، إذ ينسب كثيرون جذور هذا الحراك الصناعي العالمي إلى بؤرته في بريطانيا، حيث شهدت المملكة المتحدة أول تغيير في آلية إنتاج السلع، فكان أول ظهور لمفهوم عمل الآلة بدلا من الإنسان.

لقد شهد العالم آنذاك مفهوما جديدا في كيفية الإنتاج، فقد كان أول انتقال من العمل الفردي إلى العمل الجماعي تحت غطاء مؤسساتي واحد، والاستغناء عن خدمة اليد البشرية لصالح الآلة.

وهذا ما دفع ظهور مجموعة سرّية اتخذت لنفسها لقب “لودايتس” (Luddites) مبدين استيائهم وامتعاضهم لهذا التغيير المجحف بحقهم لما لقوه من إقصاء، فبعد أن باتوا عاطلين عن العمل جعلوا انتقامهم ممن احتل مكانهم، فقاموا بتخريب وتعطيل الآلات، إلا أنّهم توقفوا عن أعمالهم التخريبية لاحقا حينما أدركوا أنّ ذلك ليس ذنب الآلة بقدر ما يتعلق الأمر بأرباب العمل ورؤوس الأموال أنفسهم.6

وقد كتب الروائي الشهير “تشارلز ديكنز” إحدى ملاحمه الأدبية “أوقات عصيبة”، وترتبط أحداثها بقيام الثورة الصناعية في مدينة صناعية من وحي الكاتب تقع في شمال إنجلترا، ووصف مدى التغيّر الذي طرأ على المجتمع والحياة الاجتماعية، كما أنّه سلّط الضوء على معاناة العمال في أثناء تلك الحقبة.

لكن ذلك لم يوقف عجلة الثورة، فهي -كما وصفها المؤرخون- شيء لا مفرّ منه، وثمة أسباب تجعل هذا الحدث أوروبيا، بل بريطانيا بامتياز، ويعود الأمر إلى عدة عوامل مترابطة، لعلّ أبرزها هو الامتداد البريطاني على نطاقات واسعة حول العالم، بالإضافة إلى وجود النزعة النيوتونية التي كانت تشهدها البلاد آنذاك.

إسحاق نيوتن هو أحد الذين صنعوا مجد الثورة العلمية التي اندلعت في أوروبا في القرن السادس عشر

 

المنهج النيوتوني.. إرث “نيوتن” الرياضي الذي لا يبلى

إن من المثير إدراك مدى تأثير العالم الإنجليزي “إسحاق نيوتن” على نشأة بعض العلوم، وانتسابها له مثل الفيزياء الكلاسيكية وقانونه الشهير في الجاذبية، وكذلك فضله في وضع خلاصة مفاهيم التفاضل والتكامل وتطبيقاتهما في كتابه الشهير “الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية” في الرياضيات، فيكون بذلك أحد أولئك الذين صنعوا مجد الثورة العلمية التي اندلعت في أوروبا في القرن السادس عشر.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إنّ “نيوتن” استطاع بعد وفاته أن يصنع لنفسه مساحة ينتسب لها أتباعه في البحث العلمي الذي أثّر بشكل مباشر على الحياة العملية في المجتمعات، وبالتالي كانت نشأة الفكر “النيوتوني” (Newtonianism).

يؤمن أتباع هذا الفكر بأنّ العالم داخل إطار محكم يجعلنا قادرين على صياغة حركة الأجسام به وتأثير القوة عليها رياضيا، وأن الأمر لا ينتهي عند وصف هذه الحركة والقوة، بل إيجاد الطرق المثلى لتطويع هذه العلاقة في صالح خلق بيئة يُستفاد منها. فتحويل الطاقة الحرارية على سبيل المثال إلى طاقة حركية كان من أعظم الاكتشافات التي طرأت على الإنسان في كيفية تعامله مع مفهوم العمل أو الشغل.

الوفرة بالمنتجات القطنية جاءت بسبب أن ألياف القطن قوية وقادرة على تحمل المعالجة الميكانيكة دون تلف

 

طفرة الغزل والنسيج.. هدية الآلات والعبيد إلى الاقتصاد البريطاني

في العموم من الممكن التطرق إلى أهم المحاور التي شهدت تطورا ملحوظا في ذلك الحين، ألا وهما قطاع الغزل والنسيج، وأيضا ظهور محركات البخار. فقد ساهم دخول الآلات إلى نطاق العمل بتسريع عملية الإنتاج في سوق القطن والقطنيات، لا سيما في عملية الحياكة. فكان بمقدور الناس أن يرتدوا ثيابا ذات ألوان متعددة مرفقة برسومات أو مطبوعا عليها اسم الشركة المصنعة.

لقد شهد العالم حينها وفرة طائلة بالمنتجات القطنية، بسبب ألياف القطن القوية القادرة على تحمل المعالجة الميكانيكة دون تلف. وللحديث بلغة الأرقام، ففي عام 1760 قامت إنجلترا باستيراد القطن الخام بقيمة 2.5 مليون جنيه، وفي عام 1837 استوردت إنجلترا القطن الخام بقيمة 366 مليون جنيه.

كانت تبدأ عملية الاستيراد من المستعمرات البريطانية المتواجدة في الهند والشرق الأوسط والولايات المتحدة بواسطة عمالة العبيد التي كانت تشهد انتشارا كبيرا في ذلك العصر.8

نسخة قديمة لمحرك بخاري في أحد المتاحف البريطانية يعود تاريخه لمؤسس المحركات البخارية جيمس وات

 

محركات البخار

لقد أدرك أرباب العمل مدى فائدة استخدام الآلات والأجهزة عوضا عن البشر في غزارة الإنتاجية، لكن مجرد التفكير بتحويل هذه الآلات إلى العمل بشكل ذاتي، جعل الأمر مسيلا للعاب أكثر، وسيلة أو آلية معينة يمكن تحويل الطاقة من شكل إلى شكل آخر ذات فائدة عملية.

فجاءت فكرة الاستعانة بهيكل ينتج بخار الماء لتحريك ترسانات أجهزة أو أي نموذج ميكانيكي آخر، مثل هذه الهياكل تحرق الفحم لغلي الماء فيتبخر لاحقا، والذي أطلق عليه اسم المحرّك البخاري.

ويُعد اختراع المحركات البخارية نموذجا ناجحا للشراكات الناجعة، فالعالم الأسكتلندي الشهير “جيمس وات” (James Watt) الذي استطاع فصل مكثفات البخار عن أسطوانات المكبس كي تظل المكابس ساخنة وتعمل باستمرار، قام بتأسيس شراكة مع الخبير الاقتصادي “روبرت مالثيوس” (Robert Malthus) الذي بدوره تكفل بتسويق وتمويل المحركات البخارية والتي ما لبثت أن أحدثت ثورة اقتصادية بحد ذاتها في مجال النقل. لقد ساهم البخار في رفع أداء المحركات التي تعمل بالبخار، مثل أجهزة تكرير السكر وصناعة الفخار والعمليات الصناعية الأخرى، مما أدى إلى إنتاج المزيد من السلع بتكلفة أقل مما كانت عليه عندما يتم صنعها يدويا.9

ويذهب بعض المؤرخين إلى تجزئة الثورة الصناعية إلى مرحلتين، الأولى وهي الفترة التي شهدت اختراع محركات البخار، والمرحلة الثانية هي التي ظهرت بها سكك الحديد في بداية القرن التاسع عشر.

سكك الحديد.. ثورة ربطت المدن البعيدة ببعضها، ليصبح الانتقال إليها سريعا خلال أيام قليلة

 

سكك الحديد

استطاع المهندس البريطاني “جورج ستيفنسن” في عام 1821 أن يصنع محركات بخارية موصولة ببعضها ذات ميكانيكية تحولها إلى الحركة بشكل مستقيم، ثمّ قام بالاستعانة بالسكة الحديدية المعروفة باسم سكة “ستوكتون ودارلينجتون”، لتكون أول وسيلة نقل على نمط المواصلات الحديث.

امتدت تلك سكة الحديد 13 كيلومترا، بقاطرة بخارية تستطيع السير بسرعة 24 كيلومترا في الساعة وبحمولة 450 شخصا.10

ثمّ ما لبث وأن انتشر سوق السكك الحديدة في العالم، حتى بات يربط بين أراضي مترامية الأطراف، وأشهرها في العالم العربي خط حديد الحجاز أو الخط الحديدي الحجازي والذي كان يربط بين دمشق والمدينة المنورة والذي تم تدميره من قبل بريطانيا في عام 1916 في أثناء الحرب العالمية الأولى.

وإلى اليوم ما زالت آثار الثورة الصناعية الأولى والثانية واضحة جليّة، وم ازالت شركات تأسست في تلك الحقبة تحتفظ باسمها ونفاستها وأصلها القديم، كما أن آلات وأجهزة قديمة ما زالت تحتفظ بقيمتها العملية واستخدامها مع تغييرات طفيفة بحكم عصر الحداثة الذي طرأ على البشر في القرن الماضي.

 

المصادر

[1] كينج، بانديكات (التاريخ غير معروف). أفضل خمسة كتب تتناول الثورة الصناعية. تم الاسترداد من: https://fivebooks.com/best-books/industrial-revolution-sheilagh-ogilvie/

[2] وينتش، دونالد (التاريخ غير معروف). أطروحة: نموذج أرنولد توينبي للثورة الصناعية. ص2

[3] تينجر، روبورت وآخرون (2010). عوالم معًا عوالم منفصلة: تاريخ العالم: البدايات خلال القرن الخامس عشر. الإصدار الثالث. و. و. نورتون. ص580

[4] كوك، جينيفر (2021). جزء من تاريخ عائلة روتشيلد. تم الاسترداد من: https://www.investopedia.com/updates/history-rothschild-family/

[5] محررو الموقع (غير معروف التاريخ). الأخلاق البروتستانتية. تم الاسترداد من: https://www.britannica.com/topic/Protestant-ethic

[6] أندرويس، إيفان (2015). من هم اللوديتس؟. تم الاسترداد من: https://www.history.com/news/who-were-the-luddites

[7] مولثوف، ميكي (2011). الثورة الصناعية والثقافة النيوتونية. تم الاسترداد من: https://www.e-ir.info/2011/08/24/the-industrial-revolution-and-a-newtonian-culture/

[8] محررو الموقع (غير معروف التاريخ). القطن: ألياف الثورة الصناعية. تم الاسترداد من: http://www.inventingeurope.eu/story/cotton-the-fibre-of-the-industrial-revolution

[9] تينجر، روبورت وآخرون (2010). عوالم معًا عوالم منفصلة: تاريخ العالم: البدايات خلال القرن الخامس عشر. الإصدار الثالث. و. و. نورتون. ص582

[10] محررو الموقع (غير معروف التاريخ). سكة شاكلتون ودارلينجتون. تم الاسترداد من: https://www.britannica.com/topic/Stockton-and-Darlington-Railway