“لست وحدك”.. سد التضامن الاجتماعي يصد سيل الأزمات في فنزويلا

باتت فنزويلا ونموذجها في الانهيار الاقتصادي والمالي مرجعية سلبية لأي بلاد تمر بأزمة أو انهيار اقتصادي واجتماعي، ففي هذا البلد بلغ معدل التضخم أكثر من 54 مليون بالمئة، وتحولت العملة إلى أوراق لا قيمة لها، ناهيك عن البطالة التي زادت وأسعار السلع تضاعفت، والفقراء ازدادوا فقرا، والطبقة المتوسطة أصبحت فقيرة.

ووسط كل هذه المصائب والأزمات التي يعاني منها المواطن الفنزويلي ظهرت تعاونيات لبلسمة جراحه والتخفيف عنه ودعمه للبقاء في أرضه وعدم الهجرة.

يسلط الفيلم الوثائقي “لست وحدك” -الذي عرضته الجزيرة الوثائقية- الضوء على إحدى أهم التعاونيات التي أصبحت شبكة كبيرة، وتسمى “سيكوسيسولا” وقد خرجت إلى النور في مدينة باركيسيميتو شمال غرب فنزويلا.

 

“أينما ذهبت في البلد ستشعر أنك بين عائلتك”

تقول “ليزيت كامبيرو” وهي عضوة في تعاونية “سيكوسيسولا”: فنزويلا بلاد مليئة بالمفاجآت، وتتحداك الحياة كل لحظة، ولكن أينما ذهبت في البلد ستشعر أنك بين عائلتك، ويمكنك تكوين صداقات وثيقة بسهولة، وسريعا تتطور الصداقات حتى تشعر أنهم من أفراد عائلتك.

وتابعت قائلة: فنزويلا بلاد مبهجة وساحرة، وقررت أن أستخدم الدراجة مع بدء أزمة الوقود في البلاد، وقد سببت هذه الأزمة صعوبات كثيرة في المواصلات العامة، وفي نفس الفترة الذي اتخذت به قراري بشأن الدراجة حدثت أيضا أزمة السيولة النقدية في البلد.

فالناس ينتظرون لأيام في طوابير لتعبئة خزانات سيارتهم بالوقود النادر أصلا. ولهذا أطلقت “كامبيرو” -عبر إذاعة محلية تابعة لتعاونية “سيكوسيسولا”- مبادرة لحماية الكوكب بركوب الدراجات. وتؤكد هذه المبادرة -بحسب كامبيرو- أننا “لسنا وحدنا، فالعقل الجمعي هو الذي يسمح لنا بإيجاد الحلول، ويتيح لنا التضامن فيما بيننا”.

“لن نعطيك سمكة أو نعلمك الصيد، بل سنذهب معا للصيد”

تقول عاملة في التعاونية: الديناميكيات داخل التعاونية مختلفة تماما، فالعلاقات الإنسانية هي التي تحركنا، وبسبب هذا أحببت العمل والانخراط في هذه العملية التضامنية، وجعلني أكمل طريقي هنا كل هذا الوقت، وأن أشعر بأننا نقوم ببناء شيء ورعايته معا، فالعمل الذي نقوم به في هذه الجمعية تعاوني وتشاركي.

وتقوم هذه الجمعية على قاعدة “لن نعطيك سمكة أو نعلمك الصيد، بل سنذهب معا للصيد ونتعلم من بعضنا”.

نشأت تعاونية “سيكوسيسولا” بسبب حاجة المجتمع في الأحياء الشعبية، وذلك باستئجار جزء في سوق الخضروات والفواكه وتخفيض أسعارها

 

وقد نشأت “سيكوسيسولا” بسبب حاجة المجتمع في الأحياء الشعبية، وأول خطواتها كانت استئجار جزء في سوق الخضراوات والفواكه وخفضوا أسعارها، وهذه كانت البداية، ثم بدأت باقي الأجزاء الأخرى بالظهور حتى أصبحت سيكوسيسولا على ما هي عليه الآن.

ويرجع نجاح التعاونية بالأساس إلى روح التعاون التي غمرت الشباب في تلك الفترة، وقد حافظوا على تلك المبادئ مع مرور السنوات وحتى يومنا هذا. وفي ذلك الوقت كانت هناك حاجة ماسة لشرح فكرة “سيكوسيسولا”، وهي أن يكونوا جزءا من الحل الذي يحتاجه المجتمع.

ويقول أحد المستفيدين من خدمات “سيكوسيسولا”: منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه كل هذا كانوا يهتمون بوالدتي يوميا ويرسلون الأدوية ويعطونها لها، ومع الوقت عرفتهم جيدا وأصبحوا أسرة لي.

ورشة التوابيت.. قصة ملهمة تفتح بابا تعاونيا جديدا

تروي “يليزا فاليرا” -وهي عضوة في التعاونية- قصة ملهمة رغم قساوتها، وتقول: منذ بضع سنوات توفي أحد أعضاء تعاونية (النصر)، وفي أحد اجتماعات التعاونية اكتشفوا أنهم لا يملكون المال لدفن الرجل، واقترح أحدهم جمع التبرعات لدفع تكاليف شراء التابوت ودفن زميلهم، وهذا ما حصل.

“سيكوسيسولا” تنشئ ورشة للتوابيت لمساعدة الناس الذين لا يجدون ثمن تابوت لموتاهم

وتتابع “فاليرا”: بعدها تساءلنا لماذا لا ننشئ وكالة لإجراء المراسم الجنائزية الخاصة بنا؟ وبدأنا بشراء التوابيت، وتعلمنا كيفية العمل في هذا المجال، لتقديم خدمة كريمة بتكلفة رمزية تكون في متناولنا كأعضاء في التعاونية.

ويقول “غوستافوس سالاس” -وهو عضو في التعاونية-:  “سيكوسيسولا” ملتزمة بالمجتمع والشعور بالهوية المجتمعية والتكاتف لحل مشكلات أصابت إحدى العائلات التي فقدت ابنها ولا تستطيع دفنه، ولكنهم استطاعوا بالتعاون والتكافل دفنه، وقد شكلت هذه التجارب حجر زاوية لتكوين هذه التعاونية.

أثقال البيروقراطية.. مطبات فكرية تهز فترة التأسيس

يكشف “خيسوس كاسترو” -وهو عضو في التعاونية- أن “سيكوسيسولا” تأسست عام 1967، وفي سبعينيات القرن الماضي وصل مجموعة من الشباب قادمين من العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وهم ينتمون إلى حركات مجتمعية مختلفة، ولديهم -آنذاك- نظرة أوسع للعالم، وبدأوا بالانخراط في الحراك التعاوني.

وكانت رؤيتهم تقوم على أن التعاونيات يجب أن تكون مساحة مفتوحة للجميع، وأن لا يكون نشاطا منغلقا أو إدارة محددة، ولكن هذا لم يحدث مرة واحدة، لأن الفكرة تطورت مع مرور الوقت.

يعود أحد مؤسسي “سيكوسيسولا” ثلاثة عقود إلى الوراء، ويخبرنا كيف أتى من خارج مدينة “باركيسيميتو” إلى التعاونية، وكانت لديهم نية صادقة في إحداث تغيير في “سيكوسيسولا”، وأن نكون أكثر التزاما تجاه المجتمع وأكثر تثقيفا.

تأسست تعاونية “سيكوسيسولا” في عام 1967، لكن طريقة إدارتها اتسمت آنذاك بالبيروقراطية

ويقول: عندما تأسست التعاونية كان الشغف بمساعدة الناس كبيرا، وكانت الاجتماعات تستمر حتى ساعات الفجر، فهذه التعاونية اعتمدت في تأسيسها على المتطوعين، ولكن مع مرور الوقت تسللت البيروقراطية، واعتمدوا لوائح وكونوا مجلس إدارة ولجنة تنفيذية.. كنا نريد التغيير، وكانوا يرفضون دائما، وبدأوا يتهموننا بالشيوعية حتى انقسمنا إلى مجموعتين.

في نهاية المطاف استقال البعض، وانفصل مجلس الإدارة عن “سيكوسيسولا”، وبقي فقط من يفضلون العمل الجماعي من دون مجلس إدارة.

أزمة المواصلات.. معارك نضالية شرسة ضد الحكومة

في عام 1976 حدثت أزمة المواصلات في فنزويلا، وقدم القائمون على تعاونية “سيكوسيسولا” مشروعا للحكومة على أيام الرئيس “كارلوس أندريس بيريز”، فوافقت عليه، ولكن -على ما يبدو- كان هناك رؤية لبعض المسؤولين مفادها أن الشعب لا يملك القدرة والإمكانية لإدارة شيء ضخم.

وقد قاموا بتخصيص 20 مليون بوليفار لشراء عدد محدود من الحافلات، ولكن أعضاء الجمعية مارسوا ضغطا كبيرا، وأجبروا المسؤولين على استخدام القرض كاملا لشراء 130 حافلة جابت شوارع مدينة باركيسيميتو.

يقول أحد مؤسسي “سيكوسيسولا”: عام 1980 قطعت الحكومة الدعم عنا، وكنا نخسر الملايين أسبوعيا، ولكننا رفضنا دفع ثمن التذكرة، وقاومنا حتى اللحظة الأخيرة حتى نحافظ على سعر التذكرة، إلى أن انصاعت الحكومة ووجدت نفسها مضطرة لمصادرة الحافلات لترفع الثمن.

بسبب أزمة المواصلات في فنزويلا والتي حدثت سنة 1976، خصصت الحكومة 130 حافلة جابت شوارع مدينة “باركيسيميتو”

وتابع قائلا: استولت الشرطة على المنشآت، واعتقلت كل من كان بداخلها، ومنعت من كان خارجها من الدخول، وتولى المجلس المحلي إدارة المنشآت، وهذا كان أمرا فظيعا بالنسبة لنا، لأن ما فعلته هذه الإدارة هو القضاء على الحافلات، واستطعنا لاحقا أن نسترد 40 حافلة فقط من أصل 130.

ويضيف: بعض الحافلات لم تعمل لأكثر من 6 أشهر. حرمونا من منفعة عامة ولكنهم لم ينزعوا الروح منا. نزعنا المقاعد في عدد من الحافلات، ووضعنا مكانها أقفاصا وسلالا معبئة بالخضراوات، وبدأنا نجول على الأحياء، واستثمرنا مكاسبنا فيما نسميه اليوم بأسواق الاستهلاك العائلي.

من المزارع إلى السوق بنصف السعر.. فواكه عالية الجودة

في الواقع المحلي الحالي ومع التضخم المفرط ونقص الوقود المزمن، تواصل “سيكوسيسولا” توزيع الخضراوات والفواكه عالية الجودة التي ينتجها المزارعون المنضمون للتعاونية، بسعر أقل بـ50% من أسعار السوق. وتفرض التعاونية حدا أقصى للشراء عندما يكون هناك أزمة في أحد الأصناف حتى يتسنى للجميع شراؤه.

وتنضم إلى “سيكوسيسولا” عائلات بأكملها، زوج وزوجة، أو أب وابنه. يقول الفتى “إنييل دورتي” -وهو عضو في التعاونية- إنه تعلم من العمل في السوق التعاوني أكثر من المدرسة، وأهم ما تعلمه هو قيمة العمل الجماعي.

مزارعون يرفدون السوق التعاونية بـ”سيكوسيسولا” بمنتجاتهم مقابل مبالغ زهيدة لكهنا ثابتة ومربحة

ويقول المزارع “روبيرتو توري ألبا” إنهم بفضل تعاونهم مع “سيكوسيسولا” لا يتأثرون بتقلبات السوق، وليسوا كالمزارعين الآخرين الذين لا حيلة بيدهم، فهذه العلاقة “ساعدتنا على مواجهة صعوبات الحياة بطريقة أخرى، ولولاها لا أحد يعلم ما كان سيحل بنا”.

مستشفى التعاونية.. آفاق جديدة في عالم الصحة

يقول المزارع “روبيرتو توري ألبا”: نحمد الله على أننا حافظنا على أنفسنا مع هذه التعاونية، عندما تعرفت إلى “سيكوسيسولا” كانت صغيرة، ولديها مساحات ضيقة، وأخذت بالنمو والتطور. والآن أصبحت شبكة متكاملة ولدينا مستشفى، وعندما التحقت بالتعاونية لم يكن ببالي أن سيكون لدينا مستشفى يوما.

في مستشفى التعاونية يقدمون الاستشارات الطبية والأشعة والتحاليل بأسعار تنافسية. تقول إحدى المرافقات لمريض في المستشفى: أنا ممتنة للمجهود الكبير التي تقوم به التعاونية، إنها المرة الأولى التي آتي فيها إلى هنا، وأنا في غاية الرضى عن الخدمة هنا من كل العاملين، إنهم لطفاء للغاية، ويقدمون لك كل المعلومات التي تحتاجها بطريقة مهذبة.

مستشفى “سيكوسيسولا” الذي يقدم خدماته الطبية والتخصصية بأسعار رمزية للناس

وتابعت: عانينا كثيرا للبحث عن مساعدة لنجري له العملية الجراحية في ولايات أخرى، ولكن المستشفيات حالتها حرجة جدا، وفي تلك الأوقات التي نعاني فيها من أزمة وقود كانت هناك صعوبة في التنقل من مكان لآخر، ولكن ولله الحمد استطعنا القيام بكل اللازم هنا. والخوف خيم علينا بسبب انتشار فيروس كورونا، وكان من الصعب الذهاب إلى المستشفيات لإجراء الجراحة.

تقدم المستشفى للمرضى الرعاية الطبية الجيدة والمتخصصين المميزين بأسعار مقبولة، لأن إجراء عملية جراحية مكلف جدا في النظام الصحي الحكومي، فالمريض يجب أن يشتري جميع المتطلبات للعملية، والحمد الله كل شيء متوفر هنا، والمرضى يأتون لإجراء العمليات دون أي صعوبات.

“سيدات المعكرونة”.. تعاونية صناعية تدر الأرباح

تقول “فرانزولي فيغاس” -وهي عضوة في تعاونية “8 مارس”-: بدأنا في صناعة المعكرونة بالبيت الريفي، كان بيتنا بسيطا ودمره الإعصار، وبفضل إحدى الزميلات التي أعارتهم منزلا كانت تملكه بمفرده بدأنا بالعمل فيه، ثم تعلمنا صناعة المعكرونة للاستخدام المنزلي، ومن وقتها بدأت العلاقة مع سيكوسيسولا، ولا تزال مستمرة حتى اليوم.

وقد اعتادت فنزويلا استقبال المهاجرين بشكل جيد، ولم تكن ترفض أحدا، وهذا ما أطلبه من البلدات الأخرى وهذا ما تطبقه “سيكوسيسولا” بحسب أحد العاملين فيها، وينضم إليها أشخاص لا يعرفون القراءة والكتابة، وهناك يتعلمون استخدام الحاسب الآلي والمحاسبة والتعامل مع الزبائن، ولهذا فإن التعاونية “لا تقارن بأي منظمة في العالم، لأنها الأكثر تنظيما”.

مصنع المعكرونة في تعاونية “8 من مارس” التي أنشئت في ذكرى يوم المرأة العالمي

وتعتبر “غابرييلا كاريرا” عضوة في تعاونية “8 من مارس” أن الإنجازات التي حققتها السيدات الريفيات في تعاونية “8 من مارس” في مجال الغذاء، هي مصدر إلهام لبقية النساء في فنزويلا والعالم. وتقول: بدأنا صناعة المعكرونة للاستخدام الشخصي، وعرض علينا أحد الأشخاص أن يعيرنا آلة خاصة به تتيح لنا عمل تجارب بها. وبعد ذلك اشترينا الآلة، وبدأت الطلبات تتوالى علينا، وأدركنا أن المشروع مهم وسيدر علينا الأموال.

وتشرح “ماريان بيريس” -وهي عضوة في نفس التعاونية- نشأتها على يد نساء ريفيات اجتمعن في إحدى اللحظات للتعبير عن احتياجاتهن، ونظمن أنفسهن للبحث عن حلول لتلك الاحتياجات.

وقد أطلق عليهن لفترة طويلة “سيدات المعكرونة”، ولكن حينما حان الوقت لاختيار اسم يسمين به أنفسهن اخترن (8 من مارس)، لأنه يتزامن مع يوم تكريم المرأة العالمي. الشي البارز هو أن عددا من السيدات الريفيات قررن أن يكملن مشروعهن ضد رغبة المجتمع بأسره، وأصبحن أخوات ويعملن كفريق ويدعمن بعضهن في المرض وبكل الأزمات التي تمر عليهن.

“مدرسة تقوم بتغيير الأشخاص للأفضل”.. تجربة فريدة

“سيكوسيسولا” هي تجربة متاحة لجميع هؤلاء الذين يأملون في بناء عالم أكثر تضامنا، فعلى مدى 50 عاما انفتح أعضاؤها على تبادل الخبرات ومقابلة عدد من المنظمات العالمية، وحصلوا على خبرات واسعة وضعوها في خدمة الجميع.

وقد ذاع صيت تعاونية “سيكوسيسولا” خارج فنزويلا، وزار أعضاؤها قبل 16 عاما القاهرة، ورغم أنهم لم يكونوا على دراية باللغة و”لكننا اعتبرناها فرصة لكي ننشئ تعاونية مثل هذه في بقاع الأرض”، وفقا لأحد أعضاء التعاونية.

ويتابع قائلا: الرغبة في نقل تجربة “سيكوسيسولا” سمحت لبعض المنظمات التي جاءت إلى هنا وقضت بعض الوقت، وقام أعضاؤها بقياس منصات العرض والمساحات، وتعلموا كيف توضع أكشاك المحاسبة وتسجل البضائع.

ليزيت كامبيرو مذيعة وعضوة في تعاونية “سيكوسيسولا” تشجع الناس وتبث فيهم الإيجابية كل صباح

ويختم قائلا: بعيدا عن الأعمدة والمناضد والبضائع والخضراوات، “سيكوسيسولا” هي جوهر في المقام الأول، جوهر عملية إنسانية قمنا بتكوينها.

ويشير أحد المزارعين وأعضاء تعاونية “سيكوسيسولا” إلى أن هناك طريقا طويلا لم نصل خلاله بعد إلى للمكان المقصود، ونحن نعطي ونتقدم لبلوغه، ولن نتوقف أبدا، وسنستمر في السير على هذا الطريق.

ويلخص أحد أعضاء الجمعية كيف ساهمت “سيكوسيسولا” بمساعدة الناس على تخطي الأزمة بالقول: إنه لشرف ومدعاة للفخر كوني فنزويليا، وأنني جزء من هذه الأرض الخلابة والجميلة، وعلى الرغم من الظروف والتحديات التي نمر بها كبلد، أظن أن البهجة تستمر بيننا، ولا أرى أن هناك أي أزمة يمكن أن تهزمنا نحن الفنزويليين.

وتقول إحدى عضوات “سيكوسيسولا”: إنها ليست معرفة من طرف واحد، بل إننا نتعلم جميعا من بعضنا، وهذا مهم جدا بالنسبة لنا، ولهذا نقول إن “سيكوسيسولا” ليست مكانا للعمل، ولكنها مكان التقاء تتاح لنا فيه الفرصة لنقل القيم التي زرعها مجتمعنا فينا للأجيال القادمة.

وختمت قائلة: أتمنى أن تلهم تجربة “سيكوسيسولا” كل الراغبين والساعين إلى عالم أفضل، فتجربة هذه التعاونية تثبت أنه يمكننا القيام بالأشياء بشكل غير تقليدي، صحيح أنها تعاونية، ولكننا نعتبرها مدرسة تقوم بتغيير الأشخاص للأفضل.