ناجي العلي.. رسام فلسطين الذي دفع حياته ثمنا لفنه

رسام كاريكاتير فلسطيني ارتبط اسمه بشخصية “حنظلة”، صور القضية الفلسطينية في رسوماته واخترع شخصيات ما زالت حاضرة في ذاكرة كل عربي، فكان فدائيا بطريقته الخاصة حتى تسببت رسوماته بمقتله.

 

ولد “ناجي العلي” عام 1937 في قرية “الشجرة” بمنطقة الجليل، وفي عام 1948 نزح مع أسرته إلى جنوب لبنان، وعاش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

 

تلقى تعليمه الابتدائي بمدارس لبنان، والتحق بالأكاديمية اللبنانية عام 1960 ودرس الرسم فيها لمدة عام، وعمل في الصحافة متنقلا بين لبنان والكويت ولندن.

 

انقلبت حياته حين زار الكاتب الفلسطيني “غسان كنفاني” مخيم عين الحلوة وتعرف عليه وشاهد رسوماته ونشر أحدها في العدد 88 من مجلة “الحرية” في 25 سبتمبر/أيلول 1961؛ لتبدأ رحلة ناجي في الصحف وتكون البوابة التي قدمته للجمهور.

 

عبر عن قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فرسم ساخرا من جميع الأنظمة، كما وصف حال المخيم الذي نشأ به، ومجزرة صبرا وشاتيلا، واجتياح لبنان وقصف المخيمات دون أن ينطق بكلمة واحدة.

 

رسم نحو 40 ألف كاريكاتير خلال حياته، أشهرها “فاطمة” رمزا للمرأة الفلسطينية القوية التي لا تهادن، و”الرجل الطيب” رمزا للفلسطيني المشرد المقهور والمناضل والمكسور أحيانا، و”حنظلة” وهو طفل يعقد يديه خلف ظهره وبقي رمزا للقضية الفلسطينية حتى يومنا هذا.

 

ولدت شخصية “حنظلة” في 5 يونيو/حزيران 1969 في جريدة “السياسة” الكويتية كرمز للفلسطيني، وأصبح “حنظلة” بمثابة توقيع ناجي العلي على كل رسوماته.

 

في 22 يوليو/تموز1987 أطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي في لندن، فأصابه ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 أغسطس/آب 1987.