دورة السينمائيين الجزائريين المكونين ببليجكا

في مبادرة هي الأولى من نوعها أطلقت دائرة السينما والسمعي البصري بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي دورة السينمائيين الجزائريين المكونين ببلجيكا تحت إشراف المخرج الجزائري إبراهيم تساكي، الذي يعد من خريجي المدرسة السينمائية البلجيكية وتدرج هذه الفعالية في إطار البرنامج السينمائي والثقافي المسطر لسنتي 2011 – 2012، حيث جاء تنظيم الدورة بالتعاون مع عدة مؤسسات من بينها ”والوني” بروكسل، محتف السينما الجزائرية، جمعية أضواء السينمائية و كذا المركز الوطني للسينما.
افتتاح الدورة التي أعطيت إشارة انطلاقها من متحف السينما الجزائرية كانت بفيلم ”محطة الفرز” لإبراهيم تساكي، وهو أول الأعمال السينمائية التي أخرجها من مجموع خمسة، و قد تم الافتتاح بحضور عدد من السينمائيين و كذا المدير العام للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مصطفى عريف، والمخرج إبراهيم تساكي الذي عبّر عن سعادته بعرض فيلمه ”محطة الفرز” والذي لم يره منذ 20 سنة، وعقب عرض الفيلم أثار تساكي بعض النقاط المتعلقة بالصناعة السينمائية الحديثة وتقنياتها، وفي ذلك حديث عن واقع السينما الجزائرية التي فرضت نفسها وتمتلك مقومات النجاح، كما أشاد مخرج ”ايروان” بالمبادرة التي أعادت وصاله بالجمهور الجزائري و منحته فرصة الالتقاء بزملائه السينمائيين، داعيا المسؤولين إلى تبني مثل هذه المبادرات والأفكار التي من شأنها توفير تكوين سليم للسينمائيين الشباب من أبناء هذا الجيل الذين يمتلكون ثقافة سينمائية واسعة وأفكار خلاقة، في حين يبقى الدعم و التأطير أكبر الغائبين. 

ابراهيم تساكي

زوم على المخرج إبراهيم تساكي
إبراهيم تساكي يعتبر واحد من المخرجين الجزائريين الذين تلقوا تكوينهم ببلجيكا خاصة و أن هذه الأخيرة تعد من المدارس السينمائية الكبرى التي أطرت العديد من المخرجين من بينهم الجزائري إبراهيم تساكي، الذي أسهم بانتاجاته القيمة في إثراء الرصيد السينمائي الجزائري خاصة في فترة ما بعد الاستقلال، فقد بدأ مشواره بالتصميم البصري سنة 1969، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي لفنون البث ”بلوفان لانوف”، وفي سنة 1972 امتهن الإخراج السينمائي، ثلاث سنوات بعدها أثمرت أولى عناقيده السينمائي التي ثمنت مشوار الرجل العاشق للسينما، فأصبح تساكي من الأسماء المعرفة في الحقل السينمائي، و رغم قلة انتاجاته إلا انه توج عن أفلامه الخمس التي أنجزها بعدة جوائز و تشريفات، فمن الجوائز التي تضاف إلى رصيده الجائزة الأولى بمهرجان دليل وواغادوغو (1976) عن فيلمه ”علبة في الصحراء”، الجائزة الأولى بمهرجان قرطاج السينمائي عام 1978 بفيلم ”بيض مطبوح ”، و” أطفال الريح” الفائز بجائزة النقد في مهرجان لوكارنو الدولي سنة 1980، ”قصة لقاء” المتوج بالجائزة الأولى في مهرجان واغادوغو، السيف البرونزي بمهرجان دمشق و جائزة النقد في مهرجان البندقية عام 1981، أما فيلمه الموسوم ب ”أطفال النيون” فاختير في مهرجان كان السينمائي في خانة ”آفاق السينما” سنة 1990 ، و أخيرا فيلم ”ايروان” أي ” كان يا مكان ” الحاصل على الجائزة الكبيرة في مهرجان ايسني نورغ بأغادير عام 2009، و جائزة الفوتوغرافيا بمهرجان الفيلم العربي بمهرجان الفيلم العربي بوهران عام 2010، ومشاريع أخرى يشتغل عليها حاليا و ينسجها بدقة منها ثلاث أفلام روائية طويلة.

إقبال للمهتمين و استكمال لدورات التكوين
هذا و استفاد من  الدورة السينمائية الأولى التي تزامنت العطلة الشتوية 30 طالبا، منهم من اختار ورشة كتابة السيناريو بإشراف من إبراهيم تساكي، الذي ركز على تقنيات كتابة السيناريو، و منهم من تلقن مبادئ مونتاج الفيديو على نظام ”فاينل كات برو” مع حبيب تساكي وهو مختص وخبير في المونتاج على هذا النظام، حيث احتضنت دار عبد الطيف بأعالي العاصمة أشغال الورشتين في الفترة الصباحية، في حين خصصت الفترة المسائية لعرض أفلام ”إبراهيم تساكي” الخمسة بحضور المخرج والطلبة المستفيدين من الورشتين بمتحف السينما الجزائرية.
وقد اختيرت العطلة الشتوية موعدا لانعقاد أول دورة لتمنح فرصة أكبر للشباب وطلبة المعاهد والجامعات لتحصيل بعض المعارف السينمائية، حسب ما صرحت به نبيلة رزايق رئيسة دائرة السينما والسمعي البصري بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، التي أكدت في حديثها للجزيرة الوثائقية أن برنامج دورة السينمائيين الجزائريين المكونين ببلجيكا سوف لن يقتصر على الجزائر العاصمة بل سيمتد إلى ولايتي وهران وسيدي بلعباس و الموعد سيكون مع المخرج إبراهيم و حبيب تساكي في الفترة الممتدة من 5 إلى 9 جانفي بمتحف السينما الجزائرية بسيدي بلعباس، في حين سيحتضن متحف السينما الجزائرية بوهران فعاليات و أشغال الدورة ما بين 5 و 9 فيفري المقبل، وهذا بنفس البرنامج -عروض الأفلام و الورشتين-.

فيلم “ايرون”

كما كشفت رزايق أن برنامج الدورات لن يتوقف بل سيستكمل في العطلة الربيعية لتمكين و منح أكبر عدد ممكن من الشباب والطلبة فرصة الاستفادة من الدروس النظرية و التطبيقية في فنيات الصناعة السينمائية، وسيكون الزوم المقبل في الدورة الثانية مع مخرج جديد و تخصصات جديدة تتحدد حسب طبيعة المؤطر، قد تكون هناك ورشات جديدة خاصة بالتمثيل ، الإخراج وغيرها من التخصصات والفنون، وذلك سيتحدد قريبا و كذلك حسب عدد الطلبات التي تصل الوكالة عبر الموقع الالكتروني، و من الأرجح أن تخصص الدورة المقبلة لسينمائيين جزائريين مكونين في المدارس البلجيكية غلى غرار بلقاسم حجاج، محمد بن صالح و غيرهم.
و في سياق آخر كشفت رئيسة دائرة السينما و السمعي البصري بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي أن هذه الأخيرة تتحضر لاستقبال أسبوع الفيلم الأردني و هذا بالتنسيق مع الهيئة الملكية الأردنية، ومن المقرر تنظيم التظاهرة في الفترة الممتدة من 12 إلى 14 جانفي، و من الأفلام المشاركة : ”مدن الترانزيت” للمخرج الشاب محمد الحكشي، ”شراكسة” لمحي الدين قندور، و ”كابتن رائد” للمخرج أمين مطالقة، هذا بالنسبة للأفلام الروائية الطويلة، أما الأفلام القصيرة فستقتصر على : فيلم ”الملاكم”، ”بهية و محمود” زيد أبو حمدان، و ”الكعب العالي” لفادي حداد.
تجدر الإشارة أنه سبق لعمان أن استضافت أسبوع السينما الجزائرية شهر جويلية المنصرم، حيث تم عرض مجموعة من الأفلام التي صنعت تألق و انتعاش السينما الجزائرية.