الناصر خمير.. سينما التيه والتصوف والرحلة إلى الله

لسينما التونسي الناصر خمير خصوصية فريدة، فرغم أنها تجوب العالم بأسره، وتلقى الترحيب في المهرجانات العالمية، وتُعرض في القنوات المختلفة؛ فإنها تقتصر على فئات قليلة في إطار المجتمع الواحد، فلا تجذب الجمهور الواسع وتظلّ امتدادا للسينما الصافية النخبوية.

ولأن أبوابها تظل منيعة، تقترح هذه الورقة بعض المفاتيح لولوج عوالمها، وتقصر همها على الثلاثية المشكلة من أفلام “الهائمون في الصحراء” (1984)، و”طوق الحمامة المفقود” (1987)، “وبابا عزيز، الأمير السابح في روحه” (2006).

لقد مثّلت هذه الأعمال الثلاثة مثلثا سينمائيا تتكامل أضلعه لرسم عالم فريد، فهي تشترك في أحداث معادة أو شخصيات متشابهة أو أفضية متماثلة، وتعمل بقصد على مقاومة الحبكات الصارمة، فتختلف عن الأفلام النمطية التي تبنى بناء ثلاثيا اختلافا بيّنا، فلا تشتمل على بداية تقدم أهم البيانات حول الشخصيات وطبيعة التحدي الذي تواجهه، ولا تتصاعد أحداثها وتشتدّ مواجهاتها في مرحلة الوسط، ولا تنتهي إلى حل العقد.

فهي إذن تتحرر من الروابط المنطقية، وتتخلى عن الخط الدرامي المتصاعد، وتفتت الحكاية الأم إلى حكايات فرعية غامضة تتقاطع أو تتوازى أو تتداخل، فتنبني عبر الحبكات الضائعة، لتجعل الفيلم متاهة يعسر الجولان فيها بحرية، وتصبح الفرجة عندئذ بحثا عن الخيط الناظم لهذه الأحداث الفرعية، فيعيد المتفرّج بناء الحكايات المتشذرة، ويرمّم الحبكة المهشمة، ويصهر شظاياها ضمن فرجة ترفض أن تكون استهلاكا ممتعا بقدر ما تطلب كد الفكر وشحذ الروح.

“الهائمون في الصحراء”.. قافلة الشاردين عن كنوز قرطبة

يصل عبد السلام المعلم المعين حديثا إلى حطام قرية وأنقاض ودمار، أرواح شاردة تهيم في الصحراء، فقد أصابتها اللعنة وحلّ بها الخراب، بعد أن كانت بساتين خضراء وأنهارا جارية، يقضي كهولها أيامهم في البحث بين البساتين المدفونة تحت الرمال عن كنز مخزّن بينها، أما شبانها فيغادرون إلى الصحراء، ويتيهون في دروبها، كذا دأبهم جميعا.

والحق أن حياة القرية ترتبط بكنز بالفعل، فهم ينحدرون من الموريسكيين الذين طردوا من الأندلس وحلوا بإفريقية، وكان من بينهم جد هؤلاء الهائمين، الخطاط الذي ناوله أحد المدافعين عن حصون قرطبة صكوك مُلكها ومفاتيح قصورها ودورها ومحلاتها، واستحلفه بالله أن يعود في يوم ما إلى المدينة، هو أو أبناؤه أو أحفاده أو أحد سلالته.

لم يسعف الحظ الخطاط للعودة، فدفن الصندوق في أصل شجرة تين، ولم يسعف العزم أبناءه، ولم تسعف الذاكرة سلالته، ثم أصابهم الشؤم وحلت بهم لعنة التيه، فيرى الواحد منهم في منامه البراق ليلا، وفي الصباح يرحل وينضم إلى قافلة الهائمين في الصحراء، وفي كل عام -حين يحل موسم الزيارة- يغيب أهل القرية، وفي أثناء هذه الأيام يعود الرجال الهائمون، ولا يستطيع أحد غير هذا الغريب الوافد الاقتراب منهم.

وحتى ينقذ تلك الأرواح الشاردة، يناول شيخهم المعلم عبد السلام كتابا قديما تكفي قراءته لطرد اللعنة، ويعلم حسين الطفل المتمرّد على الواقع بسر اللعنة ويقرر الرحيل إلى قرطبة، وفي تلك الأثناء يقع المعلم في عشق ابنة العمدة ويفتنه صوتها العذب وملامحها الجذابة ونظراتها الساحرة، ومن عجب الأحداث أنه يجد صورتها في ذلك الكتاب السحري.

وبانتهاء مهمته ومساعدة التائهين يختفي هذا المعلم المخلّص، ويعلمنا صوت السارد أنّ عجوزا تأتي بعد ثلاثة أيام من فتح الكتاب لتصطحبه، فتشق معه الرمال حتى يصل إلى جنان حبيبته التي لا يدخلها إلا المحبون.

الدور الخراب حيث تقيم الأرواح الشقية

“طوق الحمامة المفقود”.. لعنة أميرة سمرقند النائحة في الصحراء

يجوب العشاق أروقة مدينة قرطبة، فيجد حسن الطالب -الذي يعيش في كنف معلمه الخطاط- مزقة من كتاب ورد في مطلعها “الحب أعزك الله أوله هزل وآخره جد”. وفيها يروى خبر أميرة سمرقند. وعندئذ يتحول الفيلم إلى رحلة بحث عن نسخة من هذا الكتاب، وعن معنى الحب وأسمائه، فيعرفه بائع العطور بصلاة الكون الكبرى، ويشبهه آخر بالمرض الذي نصاب به فجأة من غير معرفة.

قبل أن يسافر المعلم الخطّاط إلى مكة حاملا نسخة من القرآن خطّها بنفسه، يُجيز حسنا ويمنحه حليته، فيتوجّب عليه عندئذ أن يواجه قدره بنفسه، ولكنّ الرؤيا تستبد به، فيرى الفارس عزيزا يركب حصانه العجيب أو يسمع صدى نواح أميرة سمرقند.

وحين يحاول أن يلحق بمعلمه هروبا من هذا العالم الذي أشكل عليه يُضيع السبيل إليه، ويقع في صحاري يتناهى منها نواح الأميرة الذي يذبل البساتين أو يطلع على مشهد لها، فيرى جاريتين مسنتين وسط حوض فارغ ترشان قطرات ماء على حافة الحوض، وفتاة تحدق بعينيها الواسعتين في رمانة حمراء، فيأتي المشهد مطابقا للوصف في المزقة التي بين يديه.

يناوله أحدهم كتاباـ فإذا هو “طوق الحمامة” المتضمن لأصل تلك المزقة فيقرأ “الحب أعزك الله أوله هزل وآخره جد، في ليلة جاءتني رؤيا، جاريتان مسنتان وسط حوض فارغ ترشان قطرات ماء لعله يرتوي وعلى حافة الحوض أميرة سمرقند تحدق بعينيها الواسعتين في رمانة حمراء، غناؤها الحزين أخرجني من منامي فصحوت”.

أما كاتبه فأمير عاشق قتله حبه لأميرة سمرقند التي زارته في حلمه، هل الأمير الكاتب هو ابن حزم نفسه؟ لا يهم هذا السؤال كثيرا، فللحكاية منطقها الخاص الذي يحوّل عزيزا إلى الفتاة المرسومة في منمنمة الكتاب، أي أميرة سمرقند النائحة، وحالما يكتشف حسن حقيقة حبيبته يهجم المستضعفون المعدمون على قرطبة، فيحرقون البلاد ويحوّلون الحلم إلى كابوس، فتختفي الحبيبة ويُتلف الكتاب وتدمّر القلعة، ويحل الخراب بالرياض التي كانت الحسان تمرح فيها بين الورود وأحواض المياه، وتحلّ اللعنة بالمدينة.

بابا عزيز تقوده حفيدته وعصاه وقلبه المطمئن

“بابا عزيز”.. رحلة أخيرة تقودها عشتار والعصا والقلب البصير

جاء في بداية الفيلم: “الطرق إلى الله بعدد نفوس الخلائق” وبالفعل فقصة “بابا عزيز” تعمل على تجسيد هذا الحديث الذي ينسبه المتصوفة للرسول ﷺ، فيخرج بابا عزيز البصير في رحلة قاصدا موسما ما، ويقوده في رحلة حجه ثلاثة، حفيدته عشتار وعصاه وقلبه الذي يرى به ما لا يراه المبصرون، فالمطمئن الذي يتبع قلبه لا يضيع أبدا.

ولأنّ الرحلة طويلة وشاقة يقاوم بابا عزيز عنت الطريق بالقص، فيروي لحفيدته عشتار حكاية الأمير الذي ينتهي عند غدير ماء ويتأمل فيه صورته، فيجد فيها من للبهاء الإلهي ما يذهله عما سواه، وعلى خلاف الأسطورة الإغريقية التي تجعل نرسيسا يهلك من فرط عشقه لصورته، فإن أميرنا يصبح -من شدة فتنته بهذا البهاء- شفافا لا يراه النّاظر، ثم يضرب في الأرض بحثا عن هذا البهاء فيسلك الطريق إلى الله.

ويصادف بابا عزيز في طريقه مرتحلين مثله إنسا وجنا وفُرسا وعربا قادمين من كل أصقاع الدنيا، لكل منهم حكايته الذاتيّة وطريقه الخاصّة إلى الله. فمن هؤلاء عصمان مُزوّد الخطاط وتلميذه حسن بالحبر، والباحث عن قصره في جوف البئر، فكلّما غاص في جوف البئر انفتحت له عوالم سرية وسط مدائن شاسعة.

ومنهم زيد الباحث عن نور الفاتنة التي تدير مجالس الشعر العذب، وعندما يشعر أنه أنهى مسيرته يطلب من عشتار أن تواصل رحلتها مع المغربي زيد، نحو الموسم، ثم يستلقي مستعدا لاستقبال الموت، ويجده أحد سالكي الطريق إلى الله، فيدفنه ويلبس ثيابه ويأخذ عصاه ويضرب في الأرض مثلما فعل هو، ويسير سير الدراويش مستندا إلى تلك العصا.

رحلة بابا عزيز تنتهي إلى قبره فيما تواصل عشتار وزيد الرحلة نحو السلام الروحي

لغة المجاز.. ملامح الألغاز الصوفية في السينما

تجري الأحداث مجرى الرّمز الصوفي، وما يُرى في هذه الأفلام علامات قوامها الإشارة والإيحاء، فعند المتصوفة أن التجربة الإيمانية عصيّة على الإحاطة والوصف، لذلك لا تعرض إلا عبر الكناية والمجاز، وتضنّ بأسرارها فتشفرها حتى لا يدركها سوى العارفين، فتبدو للناظر المتسرّع شظايا حكايات بلا مغزى، وتعمل ورقتنا هذه على فك أهم شفراتها، وهي المرأة والطبيعة والرحلة والخط.

في هذه الأفلام نساء عديدات، نقصد الحسان العاشقات، ومن بينهن ابنة العمدة في “الهائمون في الصحراء” و”بابا عزيز”، وأميرة سمرقند في “طوق الحمامة المفقود”، ونور في “بابا عزيز”، وغيرهنّ كثيرات، ورغم تعدّدهن واختلاف أصقاعهن، فإنهن يحملن الملامح نفسها واللباس نفسه والزينة نفسها ويواجهن المصير نفسه، فيعلق العاشق بالمرأة، ثم تظهر أخرى لا يتوقعها فيكون الحب المطلق، ولا غرابة فالجمال عند المتصوفة موجب للحب. والحب متعدد في تجلياته، واحد في جوهره، دالّ على المحبوب الذي هو الله الجميل المحب للجمال، على عبارة ابن عربي.

وهذا الفعل عندهم مقصود لذات الله، فلا يكون طمعا في ثوابه وجنانه أو خوفا من عقابه ونيرانه، ولما كانت الرحلة شاقة احتاج العاشق المتدرب شيخا عارفا يقتفي آثاره، كذا كان عبد السلام في “الهائمون في الصحراء”، فيسعفه الشيخ بالكتاب الذي يأخذ من يفتحه إلى جنان العاشقين، وكذا شأن حسن الذي ضلّ السبيل بسفر شيخه الخطاط، أو شأن زيد الذي اقتفى آثار “بابا عزيز” حتى أدرك معشوقته نور.

المعشوقة في الأفلام الثلاثة.. تشابه وفي الملامح ووحدة في الجوهر والرمز

“وفيك انطوى العالم الأكبر”.. غربة الجسد والطبيعة

عند الصوفية أيضا أن الجسد والطبيعة مغتربان في هذا العالم، فقد طُرد آدم من الجنة بعد أن ارتكب الخطيئة، وجُعلت الأرض عالما بديلا لهذا الكائن الخطاء، وكلاهما يعود إلى الأصل نفسه الذي هو الله، أصل كل مظاهر الوجود.

وفي هذا السياق يُفهم البيت المنسوب إلى الإمام علي:

وتزعم أنك جرم صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر

وترتبط الطبيعة في ذهن المتصوّف برمز آخر هو الرحلة والحركة في الكون وما يصحبها من تغيرات وأحوال وأحداث ووقائع وخلجات، فيمشي في الدروب بحثا عن ذلك الإشراق الغائب الذي يحرره من غربته.

وترتبط الرحلة في أفلام الناصر خمير بالصحراء، فتأخذ معنى التيه والتصحر والعطش، ففي “الهائمون في الصحراء” يتيه الرجال في ربوعها بعد أن حلّت بهم اللعنة وأعمتهم عن طريق الأندلس، حيث الماضي السعيد والفردوس المفقود الذي طرد منه الموريسكيون لمّا ارتكبوا الخطيئة وأضاعوا مفاتيح المدينة.

وفي “طوق الحمامة المفقود” يعيش العاشق في قرطبة نشوة الحب والسعادة الغامرة، وحينما يغادرها تحدث الكارثة فيهجم المتمردون، ويتحول الحلم إلى كابوس يدمر العالم من حوله، ولا يبقى غير صوت أميرة سمرقند ينوح، ويعيش حسن الشقاء بسبب هذا الطرد من الجنة، ويتغيّر معنى الصحراء في “بابا عزيز”، فتأخذ معنى الاتساع والامتداد والانفتاح والرؤيا واتساع الأفق، وتكون الرحلة فيها بحثا عن الكمال الذي هو الله، كما في الاستعمال الصوفي عامة.

“الصلة بين العالم الظاهر والعالم الباطن”.. دلالات الحرف الصوفية

تحتفي أفلام الناصر خمير الثلاثة احتفاء خاصا بالخط والخطّاطين، فجدُّ الهائمين في الصحراء خطاط، ويدل شيخهم الأهالي على طريق الخلاص عبر كشف ألغاز المخطوط، ومعلّم حسن في “طوق الحمامة المفقود” خطّاط، وبغيابه يختل توازن قرطبة وتُحوّل إلى خراب، وعصمان في “بابا عزيز” يعيش من بيع مواد الكتابة للخطاط ولتلميذه حسن.

وفي “طوق الحمامة المفقود” يقول المعلم الخطاط مخاطبا تلميذه حسن: “الخطّ إيقاع المطلق، هو الصلة بين العالم الظاهر والعالم الباطن، الحرف هو صلاتنا يا حسن، بهذا وحده يصير الخطّاط الشاهد على البهاء الإلهيّ”. ويقول “الواو يا حسن هو الحرف الوحيد المتضمن لمعناه، فريد ومتعدّد على صورة المصور، حرف مسافر”.

ويريد النّاصر خمير للسينمائي أن يكون شاهدا بدوره على هذا البهاء الإلهي، فيجعل للخطّ العربي شأنا في تأسيس جماليات الأفلام الثلاثة، ولنضرب مثلا بحرف الواو الذي يرمز عند المتصوفة إلى الكمال، فيجمع بين المتناقضات، بين الليل والنهار، والشرق والغرب، والمرأة والرجل.

فهذا الحرف يمثل تجسيدا لشكل الحركة في فيلم “طوق الحمامة المنشود”، فيجعلها في شكل دائرة حينما تجوب الشخصيات شوارع قرطبة عودا على بدء، وحالما يخرج حسن من تلك الدائرة وتتخذ حركته شكل المدّ تنفرط الدائرة وتفقد المدينة استقرارها وبهاءها ويعمّها الخراب، وحاصل الحركتين تشكيل لحرف الواو. فهكذا يضمنه الناصر خمير معنى السفر والتيه والغربة التي يعانيها الإنسان منذ دُحر من الجنة، ولا غرابة فالحرف عند المتصوفة هو العلم الذي تظهر به أعيان الكلمات ويتعلق بالكلمة الإلهية “كن”، التي هي رمز للإرادة الإلهية.

الواو هو الحرف الوحيد المتضمن لمعناه فريد ومتعدّد على صورة المصور

ذوبان الزمان والمكان.. رحلة السينمائي السابح في روحه

يبدو الزمن في أفلام الناصر خمير دائريا غير محدد المعالم، فلا نعرف البداية من النهاية، ولا موضع اليوم من الشهر أو السنة، وقد تقع بعض الأحداث في الجنوب التونسي أو قرطبة أو إيران، ولكن سريعا ما يفقد الفضاء أبعاده الجغرافية المعهودة، فيتماس المغرب بالمشرق، وعلى أديمه يلتقي الإنس بالجن. وعامة نكون بين فضاءين:

–      فضاء مطلق ممتد سمته الوصل بين العشاق والسعادة الغامرة، ولكنه جنة مفقودة ونعيم ضائع، جد في زمن ولى وانقضى، أو هو حلم منشود لشخصيات تضرب في سبيله صحراء التيه، فتدركه عبر إشراقات صوفيّة بعد المجاهدة والذكر، وتراه بالبصيرة لا بالبصر.

–      فضاء الراهن الذي يرتبط بالقحط والخراب والغبار والعطش، إذ تعاني شخصياته بعد أن دحرت من ماضيها الفردوسي السعيد، فاجتمع لها الشقاء وهجر الأحبة، فهي تغوص في أرواحها الباطنة، وتكشف أفعالها عن بعدها العاطفي والنفسي أكثر مما تعبّر عن مغامرات تقع في العالم الخارجي.

ولعلّ هذه النزعة هي ما جعل بعض النّقاد يصفون النّاصر خمير بالسينمائي السابح في روحه، والغائص في هواجسه الذي يعيش حنينه إلى فردوسه الضائع، وحنينه إلى ماضي أجداده المفقود في قرطبة فيعرض عن قضايا الراهن، ولكن هذا النقد لا يخلو من تعسّف، ففي هذه السينما موقف من الحداثة التي اعتنقت المادة مذهبا، فدمرت الذات الإنسانية وذهبت باطمئنانها، ولكنها تظل سينما بكرا لم يقتحمها النقد الجاد بعدُ لمناعتها.