حميد باسكيط.. “من رمل ونار” الساحر و”صمت الفراشات” المرفرف

حاوره: المصطفى الصوفي

يُعتبر الممثل والمخرج والمنتج حميد باسكيط من الفنانين المغاربة الذين أسسوا لتجربة فنية مُتشعبة وغنية، حيث صقل موهبته في مجال التمثيل بالبحث والدراسة والتكوين الأكاديمي، وهو ما أثمر العديد من الأعمال الإبداعية التي تألق فيها سواء على مستوى المسرح أو السينما والتلفزيون.

حميد باسكيط خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، تلقّى تكوينه الأكاديمي والفني في إيطاليا، وهو ما مكنه من الاشتغال مع العديد من المبدعين المغاربة، والتعرف على الكثير من النجوم، والاحتكاك بكبار الممثلين والمخرجين والمنتجين الإيطاليين.

تقلّد باسكيط (وهو رئيس جمعية شمال جنوب لإنعاش السينما والفنون الدرامية، ورئيس اللجنة المنظمة لتضامن الفنانين) عددا من المناصب الإدارية، وجعل من سفره وإقامته في إيطاليا محفلا فنيا أثمر الكثير من المشاريع، كما عمل على تأسيس مدرسة تُعنى بتدريس الفن السينمائي بمدينة الدار البيضاء بالمجان، وذلك كمبادرة تربوية واجتماعية تساهم بقدر مهم في صقل المواهب وتنمية المهارات والقدرات الفنية والإبداعية لدى الشباب والأجيال، وهي المؤسسة التي تخرّج منها العديد من الكوادر والمبدعين في المجال السينمائي.

يتذكر الجمهور مجموعة من الأعمال التي ظهر فيها باسكيط مع مخرجين مغاربة وأجانب، وفجّر فيها طاقاته التمثيلية بشكل كبير، كما يستحضر أعمالا مسرحية سطع فيها نجمه، منها مسرحية “إدواردو دي فليبو” (نابولي مليونيرة) التي قدمها باللهجة المغربية، إضافة إلى فيلمه القصير “النداء الأخير”، وبطولة العديد من الأفلام منها “صلاة الغائب” لحميد بناني، و”نساء ونساء” لسعد الشرابي مع الفنانة منى فتو، و”المقاوم المجهول” للعربي بناني، و”قصة وردة” لمجيد رشيش، فضلا عن أعمال تلفزيونية منها “فطومة”، وهي بطولة عدد من نجوم الشاشة الفضية المغربية كالفنانة المقتدرة سعيدة باعدي، والراحل محمد مجد وغيرهما.

وعلى مستوى الإنتاج الوثائقي أنتج باسكيط عدة أعمال، منها الفيلمان الوثائقيان “الراقصة” و”رجاء بنت الملاح” لمخرجهما عبد الإله الجوهري. وبمناسبة مشاركته الوازنة في فيلم “من رمل ونار.. الحلم المستحيل” لمخرجه سهيل بن بركة التقيناه فأجرينا معه الحوار التالي:

حميد باسكيط في فيلم من رمل ونار

 

  • حميد باسكيط، لكل تجربة سينمائية بداية، فكيف كانت بدايتك؟

لا أحد ينكر أنني منذ طفولتي كنت شغوفا بمختلف الفنون، بما فيها المسرح والتلفزيون، فيما السينما كنتُ اعتبرها نوعا من الحلم في حياتي، وهي ذلك الإكسير الساحر الذي عن طريقه ستتحقق بعض أحلامي التي لا يمكن وصفها، أو التعبير عنها بالكلمة.

لقد كانت السينما مثل الصمت مثل السكون مثل بهاء الفراشات، وبالتالي كان ولوجي إلى المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط أول خطوة رسمية أضعها في طريق طويل مليء بالكثير من المفاجآت، وذلك من أجل تحقيق الحلم الذي راودني منذ الصغر، وهي الفترة التي انخرطت فيها مع العديد من النوادي الهواة، سواء في المدرسة أو في دور الشباب وغيرها، تلك كانت البدايات مثل أي بدايات.

  •  هل ترى أن لدور الشباب والنوادي أهمية كبيرة في صقل المواهب وتكوين الشخصية الفنية للممثل؟

نعم، للنوادي ودور الشباب والمؤسسات التعليمية والورشات والدورات التكوينية في بداية كل فنان دور كبير في تكوين الشخصية الفنية وصقل الموهبة، خاصة أنها تفتح المجال أمام الفنان الصغير للتعرف على النقاد والفنانين والنجوم الذين يقدمون تلك الدورات التكوينية.

وبالنسبة لي فإن الانخراط المبكر في المجال والمشاركة في العديد من المهرجانات والتظاهرات المسرحية والتنشيطية وكذلك السينمائية؛ ساعدني على التعرف على روّاد المسرح والسينما المغربية، أمثال الطيب لعلج وهو من كبار الشعراء والمؤلفين والزجالين المسرحيين، فضلا عن العملاق الطيب الصديقي الذي يُعدّ من أهرامات المسرح المغربي والعربي، والذي شارك في أعمال سينمائية ضخمة لعل من أبرزها “الرسالة” لمخرجها مصطفى العقاد، هذا دون أن ننسى رائد المسرح الاحتفالي عبد الكريم برشيد الذي تم تكريمه الأسبوع الماضي في مهرجان هوارة الدولي للمسرح بمدينة أولاد تايمة.

حميد باسكيط أثناء تصويره إحدى الأعمال مع الأجانب
حميد باسكيط أثناء تصويره إحدى الأعمال مع الأجانب

 

  • كيف استطاع كل هؤلاء أن يؤثروا فيك، وكيف تساهم تجاربهم في تكوينك الفني بطريقة احترافية؟

لا بدّ من التذكير في هذا الجانب بأنه من لم يحب الحرفة أو المهنة التي يمتهنها لا يمكن أن يصل إلى ما يصبو إليه، وأنا والحمد لله كنت عاشقا لمجال التمثيل ومُحبا لرواده، ومتتبعا لكل تجاربهم ومسيراتهم، دون أن ننسى القراءة والتشرب بالثقافة السينمائية والمسرحية، وذلك من خلال قراءة ومواكبة الأعمال المسرحية العالمية لشكسبير وبرتولت بريخت وصامويل بكيت، وغيرهم من رواد المسرح العالمي.

وأعتقد في هذا الصدد أن المسرح وعشق المسرح والتألق فيه هو طريق سليم للوصول إلى ما نريده، ونحن رغم كل هذا ما زلنا في حاجة ماسة إلى الاستفادة والتأقلم، وذلك لتكوين رصيد معرفي ومسرحي وسينمائي يساهم في جعل الأعمال التي نشتغل عليها أو فيها تكون ناجحة ويرضى عنها الجمهور.

  • تتشكل الأفلام التسجيلية والوثائقية من التجارب الإبداعية المهمة في الممارسة السينمائية ككل، كيف تعامل باسكيط مع هذا الإبداع الخلّاق للواقع والمجتمع؟

بالنسبة للأفلام الوثائقية والتسجيلية، فخلال مسيرتي السينمائية خضت عدة تجارب في هذا المجال، ومن أبرزها فيلم وثائقي عن أول سفير إيطالي في المغرب، ثم فيلم آخر عن مدينة شيشيليا الإيطالية (صقلية)، والذي يتحدث عن الكثير من المعطيات عن مدينة صقلية في الجنوب الإيطالي، وآخر عن مدينة الأحلام؛ البندقية التي تسبح فوق الماء، والتي تُعد إحدى العجائب الساحرة في الدنيا، ثم فيلم وثائقي آخر عن الرحالة المغربي الشهير ابن مدينة طنجة “ابن بطوطة”، كما أنتجت أخرى منها “الراقصة”، و”رجاء بنت الملاح” لعبد الإله الجوهري وغيرهما.

  • لعبتَ دورا أساسيا في فيلم “من رمل ونار.. الحلم المستحيل”، سواء على مستوى التمثيل أو على مستوى التنسيق. تُرى ما السرّ في نجاح هذا الفيلم منذ طرحه في القاعات السينمائية؟

أعتقد أن الاستعداد القوي لهذا العمل السينمائي الضخم الذي استمر نحو أربعة أعوام ونصف؛ ساهم بشكل كبير في منحه قيمة فنية عالية سواء على مستوى الإنتاج أو على مستوى اختيار الممثلين، أو على مستوى قوة السيناريو، هذا دون نسيان الاختيار الصائب والدقيق لفضاءات وأماكن التصوير، خاصة في إيطاليا والمغرب وغيرهما، ولعل أبرزها أستوديوهات هوليود السينما الأفريقية والعالمية الواقعة في مدينة ورزازات في الجنوب المغربي، والتي صُوّرت بها أضخم الأعمال السينمائية مثل “الإسكندر الأكبر” و”المومياء” و”المحارب”، وغيرها من الأفلام العالمية التي حازت على عدة جوائز أوسكار.

  • هل يمكن القول إن اختيار التصوير في مدن تاريخية مثل روما الإيطالية وفاس المغربية ساهم في منح صيت عالمي ونجاح كبير للفيلم؟

من وجهة نظري فإن الأفلام التاريخية التي تنهل من قصص وحكايات موغلة في التاريخ والحضارات القديمة، من الطبيعي أن تُصوّر مشاهدها -إن لم أقل أكثر مشاهدها- في المواقع الأثرية، وفيلم “من رمل ونار” صُوّر في ما يقارب من 55 موقعا، وهذه المواقع تختلف من حيت التضاريس والتركيبة المعمارية والهندسية، فضلا عن فضاء الصحراء وغيرها من الفضاءات التي توجد في السيناريو، وهو ما حصل مع هذا الفيلم الذي صُوّر بورزازات حيث الصحراء الخارقة والإكسسوارات السينمائية الساحرة، وكذلك مدن فاس وتورينو وروما الإيطالية التي تضم أشهر المواقع الأثرية والحضارية التي تعود إلى العصر الروماني، دون نسيان مدن “دجينوفا” الإيطالية البحرية، والدار البيضاء والعاصمة الرباط وغيرها.

إذن يمكن القول إن تلك الفضاءات الساحرة ساهمت في خلق نوع من الشاعرية والجمالية على مستوى الصورة، ولأن السينما في الأساس صورة، فإن سحر الصورة في الفيلم كان أخّاذا وجذابا، وساهم في استمالة الجمهور إلى مشاهدة الفيلم وانتظار طرحه في القاعات منذ عرضه خلال الدورة العشرين للمهرجان الوطني للفيلم شهر مارس/آذار الماضي.

على يمين الصورة حميد باسكيط في فيلم “من رمل ونار”
  • هناك من يقول بأن الممثلين الأجانب ساهموا هم أيضا في منح الفيلم قيمة عالمية، فما رأيك؟

فعلا، الممثلون الأجانب خاصة من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا وبلغاريا أعطوا للفيلم قيمته العالمية وساهموا في نجاحه، لأنه من الطبيعي الاعتماد على وجوه سينمائية أجنبية استنادا إلى طبيعة السيناريو والقصة التي يحكيها الفيلم، والمتمحورة حول شخصية الجاسوس الإسباني “الأمير علي باي”، والتي تغلغلت في المجتمع العربي والمغربي من أجل تحقيق مكاسب سياسية، وبالتالي كان حريا بالمخرج سهيل بن بركة الاعتماد على تلك الشخصيات من بلدان كثيرة لتحقيق هذا التوازن على مستوى التمثيل، ونقل الحكاية من الخيال والأسطورة إلى الواقع؛ واقع صورة متحركة من خلال مشاهد وموسيقى وديكورات ومؤثرات و”كومبارس”، وخدع سينمائية وحمولات دلالية وجمالية.

كما لا أنسى في هذا الصدد أن الممثلين المغاربة كان لهم دور مهم في هذا العمل، وبالتالي يمكن التأكيد على أن نجاح الفيلم هو ثمرة عمل جماعي ومجهود كبير راهن على أن يحقق أفق انتظار الجمهور وفق رؤية إخراجية لسهيل بن بركة فيها الكثير من الإبداع، وهذا ما تحقق.

  • على مستوى التوزيع، أين تمت العملية حتى يصل الفيلم إلى أكبر عدد من المشاهدين؟

على مستوى التسويق والتوزيع وبالتنسيق مع المتخصصين في المجال، فقد طرحنا الفيلم في صالات العرض المغربية وكان ممتازا، كما أن الفيلم سيُعرض في العديد من البلدان الأوروبية منها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وكذلك إنجلترا وبلغاريا ورومانيا وأوكرانيا. كما لدينا خطة لتسويق الفيلم في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد ترجمته ودبلجته إلى اللغة العربية، حتى يصل إلى أكبر شريحة من الجمهور العربي.

  • يقف العديد من المتابعين عند فيلمك الأخير “صمت الفراشات”، باعتباره واحدا من الأفلام الممتعة التي طرحت قضايا محورية بأسلوب سينمائي جديد، فما رأيك؟

إذا كان هذا رأي النقاد والمتابعين فهذا شيء جميل يثلج الصدر. و”صمت الفراشات” هو فيلم اجتماعي درامي حالم عُرض في العديد من المهرجانات داخل المغرب وخارجه، وتُوّج بجوائز كثيرة منها الجائزة الخاصة في الفن والثقافة من المركز المغربي ابن رشد للدراسات العليا بالعاصمة الإيطالية روما، وذلك تقديرا وتشريفا لهذا العمل، وما يقوم به على مستوى تكريس الفن النبيل من خلال مواضيع وقضايا إنسانية واجتماعية، ولما يقوم به من تمثيل الفن أحسن تمثيل في المنطقة الشمالية من القارة الأفريقية وبأوروبا وكذلك في العالم، ولما يسعى إليه لترسيخ روح التعايش والمحبة والتسامح والحوار بين الثقافات، وذلك في ضفتي البحر المتوسطي وفي العالم العربي والقارة الأوروبية.

كما أن الفيلم -وهو من بطولة رشيد الوالي وسعيدة باعدي وأمين ناجي والمطربة سميرة القادري وغيرهم- يعالج مواضيع مترابطة في المجتمع تهم المرأة والأبناء، وتتوزع بين العنف والكراهية والانحراف والتمرد، والشك واليقين والإبهار والتشويق، والحلم والحرية والتسامح والألم والأمل، كل هذا يتبلور سينمائيا من خلال توليفة فيلمية جديدة برؤية إخراجية فيها الكثير من الإبداع.

ولعل هذه المعطيات ساهمت في تتويج الفيلم بالعديد من الجوائز، أبرزها تتويجه في المهرجان الدولي للفيلم بفاس، وحصوله على جائزة أحسن فيلم ضمن مسابقة نور الشريف للفيلم العربي، وذلك ضمن النسخة الـ34 من مهرجان الإسكندرية، وجائزة أحسن ممثلة التي نالتها بطلة الفيلم سعيدة باعدي لتألقها وإتقانها الدور بشكل لافت.

تكريم حميد باسكيط عن فيلمه “صمت الفراشات” في روما الإيطالية

 

  •  إذن أين تكمن ميزة هذا الفيلم الذي حقق كل هذا الثناء؟

ميزة الفيلم تكمن في قوة السيناريو والقضايا التي يطرحها، وهي قضايا مُستلهمة من الواقع الذي نعيشه، وكذلك في نخبة النجوم الذين مثلوا فيه، وكذلك في شاعرية الصورة التي يغلب عليها الصمت، هذا الأخير الذي تحول مع الكاميرا إلى لغة سينمائية موحية ومعبرة.

ميزة الفيلم تتجلى أيضا في الوجع والمعاناة التي تحسّها المرأة المغربية، وفي الإحساس بالظلم والقهر الذي تعيشه داخل أسرتها، ومعاناتها القاسية مع زوج غير رحيم، ومع محيطها ومع المشاكل التي هبطت على رأسها دفعة واحدة، مما جعلها تقصد الطبيب النفسي من أجل معاجلتها، وذلك كدلالة فيلمية على وجود خيط أمل تتشبث به من أجل أن تستمر الحياة، بالرغم من مأساوية الأحداث والوقائع والنهاية الصادمة.

ميزة الفيلم تكمن أيضا في معماره الفني المبني على قواسم سيكولوجية، إضافة لنهايته المحزنة، والحسّ التراجيدي الذي شكّل عنصرا مُفاجئا للجمهور، حتى يشارك في البحث عن النسق الفرجوي والتشويقي في باقي المشاهد، والمساهمة في بناء درامي يُخلخل الإيقاع الرتيب الذي تعوده الملتقي في الكثير من الأعمال السينمائية الكلاسيكية.

ولعَمري هذا جزء من ميزات هذا الفيلم الذي يبقى للجمهور والنقاد اكتشاف المزيد من عوالمه وأسراره الدفينة، لتبقى الفراشات رغم كل شيء صامتة، لكنها مرفرفة في الأعالي بحثا عن دفء الضوء وآمال الحرية ونبض الحياة.

صورة لحميد باسكيط أثناء تكريم المخرج الجلالي فرحاتي في مهرجان مراكش

 

  • طبعا السينما المغربية تشهد الكثير من الإكراهات والتحديات، ما هي أبرزها في نظرك؟

ليس فقط السينما المغربية بل العربية والدولية، ولعل أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه المغربية هي قلة الإنتاج، وذلك راجع إلى قلة الدعم، حتى وإن كان الإنتاج وافرا، فهل هو في مستوى التطلعات شكلا ومضمونا؟ إن مشكلة قلة صالات العرض يظل مطروحا، وهو الأمر الذي يجعل أغلب المخرجين يعانون من هذا الإشكال، وبالتالي تبقى الفرصة الوحيدة للفيلم المغربي هو المشاركة في المهرجانات حتى يصل إلى أكبر عدد من الجمهور.

إن السينما المغربية التي حققت قفزات نوعية خلال السنوات الأخيرة سواء من حيث عدد الأعمال المُنجزة في العام، أو من خلال حضورها الوازن في العديد من المهرجانات الدولية وتتويجها بجوائز قيمة، فضلا عن تجربة الدعم التي أنتهجها المركز السينمائي المغربي، هذه التجربة التي تريد الآن بعض البلدان الأفريقية تطبيقها في بلدانها من أجل النهوض بالقطاع السينمائي، وظهور جيل جديد من الشباب الحالم والمحترف يُعد لدى العديد من المتابعين مكسبا مهما، وتجربة كبيرة ومهمة في مجال الرقي والنهوض بالقطاع السينمائي عموما.

تلك إذن بعض هموم السينما المغربية، وإن تحققت الكثير من المكتسبات دون إغفال الوضع الاعتباري للمبدع السينمائي، وكذلك مشكلة القرصنة، ومشكلة اللهجة الدارجة المغربية وترويج الأفلام وغيرها، لكن عموما يمكن التأكيد أن السينما المغربية تسير في الطريق الصحيح لبلورة مستقبل سينمائي أكثر احترافية، وقادر على تحقيق الأفضل والمنافسة ونيل الجوائز.

  • ما جديدك على المستوى السينمائي؟

اشتغالي في المجال يحفل دائما بالكثير من المشاغل والمشاريع التي ترتبط بالخصوص بالمجال السينمائي والفني عموما. أما الآن فأنا بصدد وضع الرتوش الأخيرة على مشروع فيلم روائي طويل، وسأقدمه ضمن المشاريع المقبلة التي تستفيد من الدعم المُقدّم من قبل المركز السينمائي المغربي، وهو إنتاج مغربي إيطالي مشترك.

كما أن لدي العديد من المشاريع الأخرى خلال السنوات المقبلة، وذلك على مستوى المشاركة في أعمال مغربية ودولية، كل ذلك يندرج في إطار سلسلة من المشاريع الفنية والسينمائية التي أُبرمجها واختارها بعناية، سواء على مستوى التمثيل أو على مستوى الإخراج، وذلك بهدف تمكين الجمهور من عمل في المستوى، فضلا عن إعطاء نوع من التفرّد والخصوصية لتجربة حميد باسكيط السينمائية وطنيا وعربيا ودوليا.