شجرة الزيتون.. أم الأشجار المباركة وشاهدة حضارات المتوسط

المتوسّط هو مهد الحضارات الإنسانية، وأكبر شاهد حي على هذه الحضارات المتعاقبة شجرة ضاربة جذورها في أعماق الجغرافيا والتاريخ، هي شجرة الزيتون.

إنها شجرة دائمة الخضرة صيفا وشتاء، وتعطي أولى الثمار في عامها الخامس، وتبلغ ذروة العطاء في سن الأربعين، ليستمر اخضرارها بعد ذلك لمئات السنين. وهي شجرة لا تخشى الرياح ولا النار ولا الأمطار، وعدوها الوحيد هو البرد الشديد. ويصل ارتفاعها في حالتها البرية إلى 12 أو 14 مترا. أما الزراعي منها فيوقف نموه بالتقليم عند ارتفاع 5-8 أمتار.[1]

وإلى جانب ثمرتها الخام، يتميز زيتها بقيمة غذائية عالية، بفضل تركيبته الكيميائية الخاصة، لما يحتويه من نسبة عالية من الحامض الذهني الأحادي “الأوليك”، وغناه لمضادات الأكسدة وبعض الفيتامينات المهمة و”البيتاستيرول” الذي يمنع الامتصاص المعوي للكولسترول.[2]

وأهمية هذه الشجرة المادية والرمزية تجعلها محط اهتمام وعناية، لكنها تُعرّضها أيضا للاستهداف والقطع والاجتثاث، إذ يجعلها الاحتلال الإسرائيلي ضمن أهدافه العسكرية، لما تمثله من دليل على قدم الوجود الفلسطيني في الأرض، وكائن معمّر يفضح حداثة عهد الكيان الإسرائيلي بالوجود.

شجرة يكاد زيتها يضيء.. قداسة الأديان والأساطير

الزيتونة أكثر من مجرد مصدر لثمار مغذية، فهي رمز ثقافي وحضاري وديني. فقد أتت على ذكرها الرسالات السماوية، وقدّست ذكرها الأساطير البشرية، وقدّمتها المجتمعات البدائية قرابين لآلهتها، وفيها يقول الله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾.

الزيتونة المباركة.. يكاد زيتها يضيء

وقد قرّر المؤتمرُ العام لليونسكو إبّان دورته الأربعين المنعقدة في عام 2019 إعلان يوم 26 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام يوما عالميا لشجرة الزيتون.[3]

فقد تغذى عليها الإنسان منذ القدم، وكانت له في خشبها ونوى ثمارها مآرب أخرى، فاعتصر منها زيتا يكاد يضيء من تلقاء نفسه. وجاءت اليوم دراسة لتقول إن أقدم أثر لشجرة الزيتون في العالم، ظهر مؤخرا في منطقة ساحلية تطل على المحيط الأطلسي في المغرب.

وقد تحقق هذا الكشف العلمي داخل مغارات تقع بالقرب من الرباط، وتضم عددا من الأسرار حول تاريخ الإنسان، وتطلق عليها أسماء مختلفة مثل مغارات “دار السلطان 1″ و”دار السلطان 2” و”الهرهورة 2″، إضافة إلى مغارتي “لمناصرة” و”المهربين”.[4]

سواحل الأطلسي.. زيتون بري عمره 100 ألف عام

كشفت البحوثُ الأثرية الجديدة في الساحل الأطلسي للمغرب، قرب العاصمة الرباط، وجودَ آثار لاستهلاك الإنسان العاقل ثمار أشجار الزيتون البري، واستعمال النوى والأخشاب المستخلصة من هذه الأشجار، لغرض التدفئة، وذلك قبل مائة ألف سنة.[5]

ويتكون فريق البحث -الذي أنجز هذه الدراسة العلمية- من باحثين من المغرب وفرنسا وألمانيا والنمسا، وقد عثروا على عينات من الفحم في هذين الموقعين تعود إلى العصر الحجري الوسيط، ومُوّلت هذه الأبحاث من قبل المعهد الوطني لعلوم الآثار ووزارة الثقافة بالمغرب، ثم متحف التاريخ الوطني بباريس.[6]

وقد كشفت الدراساتُ المخبرية المعتمدة على تحليل الحمض النووي صمودَ شجرة الزيتون، وعبورها الآمن لبعض الحقب التاريخية الصعبة مثل العصر الجليدي، وذلك في بعض المناطق التي يرجح أن يكون من بينها الساحل الأطلسي للمغرب، حيث عُثر على آثار أشجار الزيتون الجديدة.

ورغم صعوبة التعرف على حبات النوى التي عُثر عليها في مواقع قريبة من الرباط، عبر عنصر الكربون، فقد جرى التأكد منها من خلال ملاحظة دقيقة لشكلها القريب من نوى حبات الزيتون المعاصرة. وقد تحدث أحد الباحثين الفرنسيين المشاركين في الدراسة، للصحيفة المتخصصة في الموقع الإلكتروني الخاص بشجرة الزيتون “أوليف أويل تايمز” (oliveoiltimes.com)، وأكد هول وقع المفاجأة وقت عثورهم على آثار ثمار شجرة الزيتون البري في المنطقة، ضمن مكونات تعود لما يناهز 100 ألف سنة.[7]

فمفاجأة الباحثين الذين عثروا على الآثار الجديدة، يفسرها التصور العلمي السائد حتى الآن، والذي يفيد بكون الإنسان لم يشرع في زراعة شجرة الزيتون واستعمالها لغرض التغذية والعلاج والتدفئة إلا قبل 6 آلاف سنة. وتضاعفت المفاجأة أكثر لكون الباحثين لم يكونوا يتصورون أصلا وجود شجرة الزيتون في هذه المنطقة في العصور القديمة.[8]

ثمرة الزيتون.. آثار عبقرية الحضارة القديمة

أوضحت الدراسات المعمقة التي جرت في مواقع أثرية مفتوحة أمام المختصين مند عقود، أن الآثار التي تدل على استعمال أغصان شجرة الزيتون في التدفئة، تضمنت أيضا آثارا لحبات من نوى الزيتون، تأكد الباحثون أنها استعملت بعد أكل ما كان يغلفها من ثمرة الزيتون، قبل أن يستعمل النوى في التدفئة، خاصة أن حبات النوى وُجدت وهي تحمل آثار تعرضها للكسر أو الطحن لاستخراج لبها الذي يساعد في اشتعال النار في الأغصان بشكل بطيء، ومن دون إثارة الدخان.[9]

يشهد التاريخ على قدم شجرة الزيتون ووجود كثير من الأشجار المعمّرة التي عاشت لقرون

وتكمن القيمة العلمية للكشف الجديد في كونه جاء ليكمل اكتشافات أخرى حول النشاط الإنساني المبكر في هذه المنطقة، ذلك أن الإنسان الذي اهتدى الى استعمال نوى الزيتون في التدفئة وإضرام النار من أجل الطهي، هو الذي اكتشف أشياء كثيرة مثل مواد الخياطة والحلي واستعمال النار في الأفران.[10]

فقد شهد المغرب زراعة الزيتون واستهلاكه منذ آلاف السنين، إذ تؤكد المصادر التاريخية وجود هذا النشاط خلال العصر الروماني، كما يشهد على قِدم هذه الشجرة في المغرب وجودُ كثير من الأشجار المعمّرة التي يزيد عمرها عن القرن، وانتشار معاصر الزيتون العتيقة في أنحاء عدة من البلاد.[11]

الإنسان العتيري.. أول استخدام للزيتون في الأبيض المتوسط

يساهم المناخ الذي يتميز به المغرب في المساعدة على زراعة واستمرار شجر الزيتون، حيث يسود طقس معتدل من حيث البرودة شتاء، والدفء والجفاف صيفا. كما تتسم التربة في المغرب عموما بكونها عميقة وغنية، مع مكونات متوازنة بين طين ورمال خشنة. وعلى الرغم من كونه رابع أكبر منتج للزيتون في العالم -إذ يقدّر مجموع المحاصيل المغربية من الزيتون بحوالي مليوني طن في الموسم الفلاحي 2018/2019- يبقى المغرب غير معروف على الصعيد العالمي من حيث جودة منتوجاته من الزيتون والزيوت.[12]

حوض المتوسط هي أكثر مناطق زراعة الزيتون في العالم

وتعتبر هذه الدراسة هي الأولى من نوعها حول اكتشاف أول استخدام للزيتون في البحر الأبيض المتوسط والقارة الأفريقية من قبل إنسان تلك الفترة.

ويعتبر الإنسان “العتيري” (حضارة ظهرت قبل 160 ألف سنة في بلدان المغرب الكبير، وكانت لديها قدرات كبيرة على الابتكار في مختلف مناحي الحياة، مما أحدث ثورة هائلة في السلوك الإنساني[13]) الذي يرجح أنه وراء استعمال أشجار الزيتون في تلك الحقبة، من بين الأوائل الذين تفننوا وأبدعوا في تنويع تقنيات النحت وتطويع مواد أولية مختلفة (الأحجار والعظام) للحصول على أدوات مختلفة شكلا وحجما، كما سعى إلى تنويع شكل وأحجام الأفران داخل المغارات التي كان يستوطنها.[14]

حوض المتوسط.. بقايا تخبئها الكهوف منذ 14 ألف عام

تؤكد النماذج العلمية الحديثة التي طوّرها العلماء حول تاريخ شجرة الزيتون، أن المناطق الجغرافية التي يعتبر صمود شجرة الزيتون واستمرارها فيها ممكنا، هي شمال المغرب وجنوب إسبانيا، وكذلك فلسطين وسيناء وبلاد الشام عامة، حيث تتوفر الظروف المناخية والبيئية الضرورية لبقاء هذه الشجرة.[15]

وتعود أصول شجرة الزيتون البرية إلى آسيا الصغرى، حيث توجد بكثرة وتشكل غابات كثيفة، والظاهر أنها انتقلت من سوريا إلى اليونان عبر الأناضول، بينما تذهب فرضيات أخرى إلى أن أصلها يعود إلى مصر السفلى أو النوبة أو إثيوبيا أو أجزاء من أوروبا. أي أن الموطن الأصلي لشجرة الزيتون هو حوض البحر الأبيض المتوسط ​​بأكمله. أما الآشورية والبابلية فهما الحضارتان الوحيدتان اللتان لم تعرفا شيئا عن شجرة الزيتون من بين الحضارات القديمة.[16]

يقدر إجمالي الإنتاج العالمي من الزيتون بحوالي 10 ملايين طن سنويا

وإضافة إلى الاكتشافات الجديدة في المغرب وتلك الموثقة في فلسطين، فقد عُثر على متحجرات أوراق الزيتون في رواسب في منطقة مونغاردينو بإيطاليا. كما اكتُشفت بقايا متحجرة في طبقات تعود إلى العصر الحجري القديم بمنطقة تقع في شمال أفريقيا، واكتشفت بقايا من أشجار الزيتون البرية وأنوية في حفريات من العصر الحجري النحاسي والعصر البرونزي في إسبانيا، مما جعل التصور السائد يفيد بأن وجود شجرة الزيتون يعود إلى الألفية الثانية عشرة قبل الميلاد.[17]

وإذا كان الشجر البري قديم، وتوجد آثاره في بقايا تعود إلى عشرات آلاف السنين، فإن شجرة الزيتون المعاصرة التي تصلح للزراعة والاستغلال تعود إلى نحو 4 آلاف سنة مضت، وتتأرجح الروايات في تحديد أصلها الأول بين آسيا الوسطى والشام وفلسطين ومصر.[18]

غصن الزيتون.. أيقونة النصر ورمز السلام

تشغل شجرة الزيتون مكانة جليلة في وجدان البشر، إذ كانت أول شعلة أولمبية عبارة عن غصن زيتون مشتعل، واستخدم الرياضيون الأوائل زيت الزيتون لتدليك أجسامهم، وكانت أوراقها رمزا للنصر أيضا[19]، كما يعتبر غصن الزيتون رمزا للقوة والسلام والحكمة والوفاق والوئام منذ سالف الأزمان.[20]

وقد ارتبطت فكرة السلام بعادات اليونان القديمة، خاصة منها الدعاء للآلهة والملوك. وتحضر هذه الفكرة في معظم ثقافات حوض البحر الأبيض المتوسط، قبل أن يصبح هذا الغصن مرتبطا بالسلام في جل ثقافات العالم الحديث. وتحتفظ اليونان الحالية بإرث كبير في مجال زراعة الزيتون، فهي ثالث دولة منتجة للزيتون في العالم بعد إسبانيا وإيطاليا.[21]

ارتبط رمز السلام العالمي بحمامة تحمل في منقارها غصن زيتون

كما تتمتع شجرة الزيتون برمزية خاصة لدى حضارات حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو ما تفسره القيمة والعائد الاقتصادي لهذه الشجرة بالنسبة للشعوب التي عاشت في هذه المنطقة عبر التاريخ. ويأتي الكشف العلمي الجديد الذي تحقق في الساحل الأطلسي غرب المغرب، ليمدد عمر هذه الشجرة -في نسختها البرية- واستعمالها من طرف الإنسان إلى 100 ألف سنة كاملة.[22]

هجرة الزيتون.. رحلة إلى أقطار الأرض في جيوش الغزاة

بدأ الفينيقيون زراعة شجرة الزيتون في الجزر اليونانية في القرن الـ16 قبل الميلاد، ثم أدخلوها إلى البر اليوناني بين القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد، فتطورت زراعتها، ثم اكتسبت أهمية كبيرة في القرن الرابع قبل الميلاد، عندما أصدر الملك “سولون” مرسوما ينظم زراعة أشجار الزيتون.[23]

وتظهر أهمية الزيتون للثقافة الإغريقية في ظهور غصن الزيتون على العملات الأثينية الكلاسيكية واستخدامه في تيجان النصر في الألعاب الأولمبية. وامتلك سكان أثينا بستان زيتون مقدسا مكونا من أشجار زيتون، يُعصر زيتها ويوضع في جرار فخارية مزخرفة، ويمنح جوائز في أعياد الآلهة أثينا السنوية.[24]

زيتونة لا شرقية ولا غربية.. 400 صنف حول العالم

وقد انتشرت زراعة شجرة الزيتون في دول البحر الأبيض المتوسط في القرن السادس قبل الميلاد، ​​لتصل إلى طرابلس وتونس وجزيرة صقلية. ثم انتقلت زراعتها إلى جنوب إيطاليا ومن ثم انتقلت إلى الشمال.

وعندما وصل الرومان إلى شمال أفريقيا، عرف الأمازيغ كيفية تطعيم أشجار الزيتون البرية، ثم واصل الرومان توسيع زراعة شجرة الزيتون في البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، واتخذوها سلاحا سلميا في غزواتهم لتوطين الشعوب. ثم واصلت شجرة الزيتون في العصر الحديث الانتشار خارج البحر الأبيض المتوسط، ​​وهي تزرع اليوم في أماكن بعيدة عن أصولها مثل جنوب أفريقيا وأستراليا واليابان والصين.[25]

وتعتبر بعض المصادر أن المنطقة التي بين أضنة وشمال غرب سوريا هي الموطن التي نشأت فيه شجرة الزيتون (غير البري)، ومنه انتقلت في القرن السادس قبل الميلاد من بلاد الشام إلى شواطئ البحر المتوسط عبر الشواطئ الليبية والتونسية وساهم الرومان في نشرها بحوض المتوسط، ثم نقلوها إلى شبه الجزيرة الأيبيرية وجنوب فرنسا.[26]

وقد طوّر المسلمون زراعة الزيتون في الأندلس خلال فترة سيطرتهم عليه، ونشروا أصنافا عدة منه في الضفة الأوروبية من المتوسط، وتعتبر كلمة الزيتون في اللغة الإسبانية “أسيتونا” (Aceituna) عربية الأصل. وبعد تغيّر الأوضاع السياسية وتحوّل الإسبان والإيبيريين إلى قوة استعمارية، نقل المكتشفون الأوروبيون زراعة الزيتون إلى أمريكا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، إذ ظهرت هناك ابتداء من عام 1560.[27]

بنات الشرق.. جذور في آسيا وأغصان وافرة في أوروبا

تنوعت استعمالات زيت الزيتون منذ العصور الوسطى الأوروبية، إذ توثق المصادر العلمية مجالات مختلفة مثل[28]:

الإنارة: استعملت مصابيح إنارة تعتمد على زيت الزيتون منذ قرون طويلة. العلاج: يعتبر دهن الجسم بزيت الزيتون واستعماله في التدليك من الوسائل القديمة في الاستشفاء. الغذاء: يعتبر زيت الزيتون من بين المصادر الأساسية للدهون في الأطباق التوسكية.

يقدر إجمالي المساحات التي تشغلها أشجار الزيتون في العالم حوالي 9 ملايين هكتار، 98% منها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. ويقدر عدد أشجار الزيتون عالميا بحوالي 800 مليون شجرة، تنتمي إلى 400 صنف مختلف.[29]

يقدر إجمالي المساحات التي تشغلها أشجار الزيتون في العالم حوالي 9 ملايين هكتار

ويقدر إجمالي إنتاج هذه المساحات من الزيتون بحوالي 10 ملايين طن، يوجه قسم منها للعصر وإنتاج حوالي مليوني طن من زيت الزيتون، يُستهلك بشكل خاص في دول المتوسط، لحضوره القوي في العادات الغدائية المحلية.[30]

وإذا كان إنتاج الزيتون محسوما من الناحية الكمية لصالح الدول الأوروبية بشمال وغرب المتوسط، فإن عراقة هذه الشجرة محسومة على الأرجح لصالح دول شرق وجنوب المتوسط.

وقبل الاكتشاف العلمي الجديد الذي أكد استهلاك الإنسان “العتيري” للزيتون البري قبل 100 ألف سنة، تزخر المنطقة الواقعة بين تركيا والأردن بحقول شاسعة من أشجار الزيتون المعمرة، إذ تتنافس أشجار الزيتون المنتشرة من الأناضول التركي والشام والأردن شرقا، وصولا إلى أيبيريا الأوروبية والمغرب الإسلامي غربا، حول الشجرة الأطول عمرا. ويجري الحديث هنا عن كائنات حية تعد من السنين الآلاف والمئات.

مُعمَّرات الزيتون.. أشجار شاهدة على آلاف السنين

من بين أقدم أشجار الزيتون الشجرة الموجودة بقرية اللوجة في محافظة بيت لحم بفلسطين، فقد قدر خبراء يابانيون عمرها بنحو 5 آلاف عام، لتكون -بحسب السجلات- أقدم شجرة زيتون حيّة على وجه الأرض. وتنتج هذه الشجرة كمية تقدر بحوالي 500 كيلوغرام من الزيتون في الموسم الواحد، بينما يعتبر زيتها من أجود الأنواع. وقد عيّنت وزارة الزراعة الفلسطينية حارسا خاصا على هذه الشجرة، لما تمثله من قيمة تاريخية ونباتية وعلمية.[31]

امرأة فلسطينية تحضتن شجرة زيتونتها التي قطعها الغزاة

ويقدّر عمر شجرة زيتون تقع في شبه جزيرة إيبار البرتغالية، بأكثر من ثلاثة آلاف سنة[32]، كما يحتمل أن تكون 16 من أشجار الزيتون المشكلة لبستان يحمل اسم “أخوات نوح” في لبنان، يتجاوز عمرها 4 آلاف سنة، بل إن بعض التقديرات تصل بها إلى 5 آلاف سنة.[33]

وتضم الأراضي التركية كثيرا من أشجار الزيتون المعمرة أيضا. ففي بلدة كيركا أغاش التابعة لولاية مرسين جنوب تركيا، توجد شجرة زيتون عمرها 1656 عام، ويعتقد بعضُ الخبراء أن عمرها الحقيقي قد يصلُ إلى 2018 سنة[34].

أما الأردن فيعتبر مجالا تنتشر فيه أشجار الزيتون المعمرة. وتفيد بعض الدراسات العلمية أن الأردن مهد نشأة أحد أنواع شجر الزيتون، وذلك منذ الحقبة الرومانية للمنطقة.

 

المصادر

[1] https://qafilah.com/ar/يكاد-زيتها-يضيء/

[2] https://kenanaonline.com/files/0009/9813/زراعة%20وانتاج%20الزيتون.pdf

[3] https://ar.unesco.org/commemorations/olivetreeday/2020

[4] https://www.hespress.com/دراسة-علمية-المغاربة-أول-من-عرفوا-استع-968027.html

[5] https://www.yabiladi.ma/articles/details/126054/preuves-archeologiques-consommation-olives-maroc.html

[6] https://www.aljazeera.net/science/2022/4/18/عمره-100-ألف-عام-اكتشاف-أول-استعمال

[7] https://www.oliveoiltimes.com/world/north-africans-ate-olives-one-hundred-thousand-years-ago/106859

[8] https://www.oliveoiltimes.com/world/north-africans-ate-olives-one-hundred-thousand-years-ago/106859

[9] https://www.oliveoiltimes.com/world/north-africans-ate-olives-one-hundred-thousand-years-ago/106859

[10] https://www.hespress.com/دراسة-علمية-المغاربة-أول-من-عرفوا-استع-968027.html

[11] https://morocco-gold.com/moroccans-have-treasured-olives-for-100000-years/

[12] https://morocco-gold.com/moroccans-have-treasured-olives-for-100000-years/

[13] https ://www.hespress.com/دراسة-علمية-المغاربة-أول-من-عرفوا-استع-968027.html

[14] https://www.aljazeera.net/science/2022/4/18/عمره-100-ألف-عام-اكتشاف-أول-استعمال

[15] https://www.oliveoiltimes.com/world/north-africans-ate-olives-one-hundred-thousand-years-ago/106859

[16] https://www.internationaloliveoil.org/شجرة-الزيتون/?lang=ar

[17] https://www.internationaloliveoil.org/شجرة-الزيتون/?lang=ar

[18] https://kenanaonline.com/files/0009/9813/زراعة%20وانتاج%20الزيتون.pdf

[19] https://www.sasapost.com/olive-trees-the-symbol-of-peace/

[20] https://ar.unesco.org/commemorations/olivetreeday/2020

[21] https://critida.com/ar/history-of-the-olive-tree-and-olive-oil/

[22] https://www.nature.com/articles/s41477-022-01109-x?fbclid=IwAR3dPB9VUK3xpsag9QTZcQiVT4UDERO0LWiPPpToDXfJKgwq8UDNIVp-dxU

[23] https://www.internationaloliveoil.org/شجرة-الزيتون/?lang=ar

[24] https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-947/

[25] https://www.internationaloliveoil.org/شجرة-الزيتون/?lang=ar

[26] https://www.sasapost.com/olive-trees-the-symbol-of-peace/

[27] https://www.sasapost.com/olive-trees-the-symbol-of-peace/

[28] https://huiles-et-olives.fr/wp-content/uploads/depliants/Histoire.pdf

[29] https://www.sasapost.com/olive-trees-the-symbol-of-peace/

[30] https://kenanaonline.com/files/0009/9813/زراعة%20وانتاج%20الزيتون.pdf

[31] https://sputnikarabic.ae/20191223/عمرها-5500-عام–أقدم-شجرة-زيتون-في-العالم-تقع-في-بلد-عربيصور-وفيديو-1043845081.html

[32] https://www.aa.com.tr/ar/دولي/الأشجار-المعمرة-في-العالم-تراث-طبيعي-يتحدى-الزمن/2447363

[33] https://ar.wikipedia.org/wiki/شجرات_الزيتون_شقيقات_نوح

[34] https://www.turkpress.co/node/45507