جلال عبدالسميع يتحدث للوثائقية عن اصوات السماء

المنتج جلال عبدالسميع تبث له الجزيرة الوثائقية  في رمضان الحالي سلسلة اصوات من السماء التي تجول في عالم قراء القرآن الكريم ومدارسهم ومسار حياتهم وابعادها الإنسانية..الوثائقية التقته في الحوار التالي.

حوار: حسن المرزوقي

يمتلئ العالم الإسلامي بالقراء فما هي مقاييس اختياركم للقراء?.
حرصنا على اختيار القراء الأكثر تأثيرا في عالمنا العربي والإسلامي، والذين كانوا يمثلون مدارس متنوعة في تلاوة القرآن الكريم، وقد أثروا المكتبة القرآنية بتسجيلات يتعلم منها ويستمتع بها عموم المسلمين في مختلف الدول وعلى مر الأجيال.

لماذا غاب عبد الباسط عبد الصمد وهو أشهر القراء في القرن العشرين ومن ناحية أخرى غاب القراء الشبان وخاصة الخليجيون.?.
بالنسبة للشيخ عبد الباسط .. لا أخفيكم سرا يعتبر هو الذي ألهمنا في تنفيذ هذه السلسلة.

كيف؟
سبق وأن أعددنا فيلما تسجيليا عن الشيخ عبد الباسط بعنوان “شيخ القراء” مدته نصف ساعة ، تم عرضه على شاشة الجزيرة والوثائقية ، وأثناء عملنا بهذا الفيلم اكتشفنا أن عالم القراء ملئ بالتفاصيل التي تحتاج إلى أن نعد لها سلسلة كاملة، فأثناء العمل في فيلم الشيخ عبد الباسط كنا نجد ملمحا معينا عند الشيخ، بينما هناك ملمح آخر مغاير عند قارئ آخر، وأن الشيخ عبد الباسط أسس لمدرسة خاصة به في التلاوة، وفلان أسس مدرسة أخرى، وهكذا.. فتح أمامنا فيلم “شيخ القراء” بابا واسعا على عالم التلاوة ليس في مصر فقط بل في عالمنا العربي والإسلامي، ومن هنا جاءت فكرة سلسلة “أصوات من السماء”

المنتج جلال عبدالسميع

وماذا عن القراء الشبان خاصة الخليجيون؟
القراء الشبان لهم وجود مؤثر على الساحة العربية، ولهم الكثير من المستمعين، وتبث لهم تلاوات متنوعة على العديد من الفضائيات والإذاعات، لكنا في سلسلة “أصوات من السماء” وضعنا مجموعة من المحددات في اختيار القراء الذين تتناولهم السلسلة كان من أبرز هذه المحددات أن يمثل القارئ مدرسة في التلاوة ، وأن يكون له إسهامات أثرت مكتبة القرآن الكريم السمعية في عالمنا العربي والإسلامي.
وإذا ما عدنا لإخواننا القراء الشبان نجد أن معظمهم ما يزالون في مرحلة التكوين، وبعضهم لم يشكل مدرسة مستقلة في التلاوة، وفي النهاية أنت ملزم بتقديم ثلاثين حلقة فقط، ولعلنا في المستقبل نفكر في إنتاج سلسلة عن هؤلاء القراء الشبان ولكن بمضمون مختلف عن “أصوات من السماء”.

كيف استطعتم في حوالي ربع ساعة أن تحيطوا بكل ملامح الشخصية مما يعني أنكم تختارون معلومات وتفاصيل دون أخرى على أساس يتم اختياركم كي لا نصنف ما قمتم به ضمن فئة الروبرتاج؟.
قبل أن نبدأ العمل قمنا بإعداد ورش عمل شارك فيها فريق الإعداد والباحثون، وحددنا خلال هذه الورش المحاور العامة التي سوف تغطيها السلسلة عن كل قارئ، وقمنا بعدها بتوزيع القراء على المعدين والباحثين في مصر وفي بقية الدول، وبناء على هذه المحاور بدأ فريق البحث والإعداد عمله ، مع إضافة بعض التفاصيل التي تخص أو تميز كل قارئ عن غيره، ورغم ما بذلناه من جهد كبير أثناء البحث والإعداد إلا أننا في خلال التصوير ، كنا نكتشف تفاصيل جديدة عن حياة القراء، وعن مسيرتهم مع القرآن، كانت تدفعنا لتعديل السيناريو الخاص بكل قارئ، بالحذف مرة أو إضافة تفاصيل مرة أخرى ، حتى نخرج بصورة متكاملة خلال خمسة عشر دقيقة عن تلاوة القرآن من خلال هذا القارئ الإنسان.. بكل ما تحمله كلمة الإنسان من معاني.

أثناء العمل على انجاز السلسلة

هل السلسلة تأريخ للقراء وتفاصيل حياتهم أم للقراءات والمقامات ؟

“أصوات من السماء” تأريخ للقراءات والمقامات من خلال هؤلاء القراء،
الصوت هو الفكرة والبطولة هي للتلاوة ، وتفاصيل الشخصية والحكاية ، هي لكي نوثق الصوت والتلاوة بكل لحظاتها  ونجاحاتها وإخفاقاتها ، وحتى نفهم كيف نمت وتطورت وأسرار كل مرحلة ، وخصائص كل فترة فتجد أن قراءة حفص عن عاصم مثلا بالترتيل بمقام الرست مثلا لها مذاق خاص عند الشيخ مصطفى إسماعيل ونفس القراءة بنفس المقام تجد لها مذاق مختلف تماما عند قارئ آخر مثل الشيخ على جابرمن السعودية  أو الشيخ عبد عبد الحميد أحساين من المغرب، إذن نحن نؤرخ للقراءة وللمقام من خلال هذه الصوت، مع إلقاء الضوء بشكل غير مباشر على الظرف الاجتماعي أو الثقافي الذي نشأ فيه هذا الصوت وترعرع حتى وصل إلى آذان المستمعين.
مع إلقاء الضوء على بعض الجوانب الإنسانية التي تكشف حياة وتكوين هذه الصوت القرآني.. كيف نشأ والعوامل التي ساعدت في بروزه ومن ثم وصوله لعموم المستمعين في عالمنا العربي والإسلامي.

السلسلة أنجزها مخرجون متعددون فما هي مواطن الاختلاف والاتفاق بينهم في مستوى الرؤية والمقاربة الفنية أم هل أنكم فرضتم على الجميع طريقة واحدة في التناول؟.

في بداية العمل وضعنا محددات فنية عامة يلتزم بها كل مخرج، لكى نحصل في النهاية على صورة فنية تتناسب مع طبيعة وروح السلسلة التي نقوم بإنتاجها، وحتى لا يكون هناك تنافر فني كبير اختارنا المخرج عبد الرحمن عادل ليكون مديرا فنيا للسلسلة ، وفي ذات الوقت تركنا لكل مخرج كامل الحرية في الإبداع في عمله لكي تظهر “نكهة” القراءة العراقية عند الحافظ إسماعيل مثلا أو طريقة القراءة الشامية عند قارئ الأقصى، وهكذا مع مراعاة المحددات أو الخطوط العريضة التي اتفقنا عليها مسبقا.
وفي هذه الجزئية كنا ندرك جيدا أن التباين بين البيئات المختلفة لابد أن ينعكس على الصورة التي يراها المشاهد،  فكان كل مخرج حريص على إبراز صورة الحياة المصرية أو السعودية أو التركية .. إلخ.

وكم كان شرف كبير لفريق العمل أن يعمل علي تنفيذ سلسلة لقراء كتاب الله فكل من عمل في هذه السلسة حاز علي وسام وشرف كبير .

السلسلة مرتبطة بتراث مهم وغزير له علاقة بالهوية العربية الإسلامية فما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الوثائقي في ترسيخ مفاهيم الهوية؟
في البداية أود أن أشير إلى أن الإنتاج الوثائقي ظل مهملا في عالمنا العربي فترة طويلة، وكانت مشاهدته قاصرة على النخب والمثقفين،.. لكن في السنوات الأخيرة بدأ الإنتاج الوثائقي يزداد ويلقى اهتمام المشاهد في عالمنا العربي، وذلك لأسباب عدة من بينها انتشار الفضائيات التي تهتم بهذه النوعية من الإنتاج مثل الجزيرة الوثائقية ، مع كثرة شركات الإنتاج التي تهتم بهذا النوع من الإنتاج، وأصبح هناك مواد وأفلام وثائقية تخاطب عموم المشاهدين بعد أن كان الوثائقي قاصرا على النخبة والمثقفين.
ومع انتشار الإنتاج الوثائقي وجذبه للكثير من المشاهدين، أعتقد أنه يمكن أن يلعب دورا مهما ومؤثرا في الحفاظ على الهوية بعد أن تحول العالم كله إلى قرية صغيرة في ظل ثورة تكنولوجيا الاتصالات.

المخرج علاء السعودي                                                 المخرج عبدالرحمن عادل           

ماهي اهم ما يميز سلسلة اصوات من السماء؟
سلسلة اصوات من السماء اضخم توثيق تم لقراء القران الكريم.
وهي سلسلة وإن كانت ذات موضوع ديني إلا أنها تقدم جرعات ثقافية كبيرة هامة حيث سنكتشف وراء تنوع القراءات تنوعا في المقامات موسيقية التي لها علاقة  بتنوع طرق ترتيل القرآن. وان لكل بلد طريقتها في القراءة فالقراءة الحجازية في مكة المكرمة لها طابع خاص والقراء الحدرية لقراء الحرمين والقراءة المغربية بما فيها من المسيرة القرآنية والملامح المتميزة في التلاوة والقراءة العراقية والشجن الذي تسمعه فيها والقراءة المصرية الأشهر في العالم العربي والإسلامي  . كما ستمدنا السلسلة بمعلومات مستفيضة حول فنون التجويد وعلوم القرآن. وستكتشف ان لكل قاري إبداعات أخري في مجال الابتهال والإنشاد وفي عالم الآذان او الخطابة والفقه وغيره.
أعود فأقول إن الميزة الأكبر لهذه السلسلة  هي في  القيمة الثقافية التي تجعل من السلسلة غير مرتبطة فقط برمضان فيمكن إعادة مشاهدتها خارج الشهر الكريم لما تحتويه من بعد تثقيفي ممتع يظل مفيدا في رمضان وخارج رمضان

هل من توجيه شكر لاحد في انتاج هذه السلسلة؟
نعم.. لإدارة الجزيرة الوثائقية متمثله في مديرها العام الأستاذ احمد محفوظ وفريق الإنتاج في القناة لولا رغبتهم وجهدهم ما خرجت هذه السلسلة للنور.
وكذلك للمستشارين والذين تعاونوا معنا في إنتاجها اذكر منهم الدكتور عاطف عبدالحميد عميد معهد الموسيقي العربية بمصر وكذلك الأستاذ منير الوسيمي نقيب الموسيقيين والشيخ محمد الهلباوي والفنان العراقي نصير شمه والدكتور عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق والدكتور عبدالله بصفر الأمين العام لهئية العالمية للقران الكريم بالمملكة العربية السعودية ولكل فريق التنفيذ بشركة نيو ميديا.