“ديربي مانشستر”.. يوم تنقسم المدينة بين الأحمر والأزرق

في مانشستر يجري عشق الناس لكرة القدم كالدم في عروقهم، فالمدينة مقسومة نصفين؛ نصف يشجع “مانشستر يونايتد”، والنصف الآخر يشجع “مانشستر سيتي”. ويوم مباراة “الديربي” هو على الدوام يوم مميز في هذه المدينة، في المصانع والمكاتب والمنازل، فلنتيجة “الديربي” معنى خاص.

ينقل فيلم “ديربي مانشستر” -الذي بثته الجزيرة الوثائقية ضمن سلسلة “ديربي الكبار”- أجواء المدينة الإنجليزية العريقة، فالناس في هذه المدينة يحبون كرة القدم، ليس للهروب من الواقع، ولكن للعيش في بُعد آخر لمدة 90 دقيقة، ولكي تفهم هذه المدينة يجب أن تفهم قوة شغف الجماهير بناديهم.

“الملك إيريك”.. أسطورة اللاعب الذي حمل النادي إلى المجد

يُعتبر “إيريك كانتونا” بطلا وقوة خارقة لدى عشاق كرة القدم في مانشستر؛ وهو لاعب عظيم يظهر دائما في الأوقات التي يحتاج فريقه فيها إليه، وقد أتى إلى مانشستر عام 1992، وغيّر كرة القدم في المدينة للأبد، فمنذ أن قاد “مانشستر يونايتد” للمجد، وحتى الآن ما زالت الجماهير تهتف باسمه وتلقبه بـ”الملك إيريك”، وقد عانوا قبل وصوله من غياب لقب الدوري عن خزائنهم 26 عاما.

“إيريك كانتونا” أحد الأبطال الخارقين لعشاق كرة القدم في مانشستر، ومعدّ هذه السلسلة من الديربيات

غيّر “إيريك” ذلك الواقع، وفاز النادي خلال 5 سنوات بأكبر جائزة محلية في كرة القدم، وليس مرة واحدة، بل 4 مرات. وخلال السنوات التي قضاها مع الفريق، أصبح أنجح فريق في بريطانيا وأكبر ناد في العالم، فقد كان يتمتع بهالة لا تُقهر، لدرجة دفعت الجميع للاعتقاد أنه مهما حصل فإن “إيريك” هو الذي سيقرر الفريق الذي سيفوز.

لكن “إريك كانتونا” لم يكن مميزا في الملعب فقط، فمنذ اللحظة التي انضم فيها إلى “مان يونايتد” كانت طريقته في التصريحات جديدة تماما على مشجعي كرة القدم، فلطالما كان مثيرا للجدل. ويرى زميله في الفريق “ريان غيغز” أن الغموض والثقة المرافقين لـ”إيريك” منحا كل من حوله دفعة معنوية.

وبعد أعوام طويلة من قيادته “اليونايتد” للمجد، عاد “إريك كانتونا” إلى مانشستر من جديد ويقول إن جماهير الفريق قدّمت له الكثير الذي لم يجده في أي مكان آخر خلال مسيرته الكروية، ويريد أن يرد لهم هذا الحب. وبرؤيته المذهلة للعبة منح “كانتونا” الفريق قناعة بالفوز، وبوجوده إلى جانبهم صنعوا التاريخ.

“بني كيلي” مشجع لم يغب عن مباريات “اليونايتد” منذ ربيعه السابع، وقد مرّ عبر “البوابات الدوارة” ألف مرة

ويعتبر شغف جماهير “اليونايتد” بفريقهم مطلقا، ومثال ذلك “بني كيلي” الذي لم يغب عن مباريات “الديربي” منذ كان في ربيعه السابع، وقد مرّ عبر “البوابات الدوارة” للملاعب ألف مرة تقريبا من أجل “اليونايتد”، ومن ذلك عندما تتويج الفريق بدوري أبطال أوروبا على ملعب “كامب نو” في برشلونة عام 1999، ويحتفظ لنفسه في هذه المباراة بعدد من الصور، كما يُورّث إخلاصه للفريق إلى أبنائه.

ولاء الأجيال.. شغف يصنع التأثير في الحياة اليومية

كان منافس “اليونايتد” في الجانب الآخر من المدينة هو نادي “مانشستر سيتي”، وقد بدأ طريقه للعودة بمبالغ مالية كبيرة، فبالنسبة للفريقين فقد أصبح المشهد مُهيأ لأشرس معركة على الإطلاق، وكان شغف “لورا وولف” بفريقها قويا بالقدر نفسه، وبالنسبة لها فالأمر كله يتعلق بـ”مان سيتي” لا غير، ولذلك فتذكارات فريقها تتبعها أينما ذهبت.

“لورا وولف” إحدى مشجعات نادي مانشستر سيتي المهووسات به

لكن الإخلاص للفريق يتخطى كرة القدم إلى أمور الزواج والانفصال؛ فهذا مشجع لليونايتد ينفصل عن زوجته التي يبدو أن عشق زوجها للفريق قد ساءها، فتمنت له في النهاية أن يعثر على شريكة تُشجّع “اليونايتد” مثله، وهناك امرأة أخرى تُشجع “السيتي” قررت الانفصال عن زوجها حين أمطرها برسائل السخرية في أعقاب فوز فريقه على فريقها.

ولكلا الفريقين تاريخ طويل، فقد تأسس “يونايتد” من قِبل عمال السكك الحديدية في “نيوتن هيث” قبل 3 سنوات من تأسيس فريق “السيتي” الأصلي، وكان العمال في مانشستر هم الذين أسسوا الناديين، فقد كان عمال الثورة الصناعية أناسا بسطاء يهربون من مصانعهم في نهاية الأسبوع للذهاب إلى الملعب.

ومنذ البداية نشأ الولاء في المدينة وتناقلته الأجيال، وفي الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، استحوذ “مان سيتي” على معظم المجد. وخلال الحرب، تعرضت مانشستر لقصف دمّر ملعب “أولد ترافورد”، ولعب الفريقان على أرض “السيتي”، ووضعت الخصومات جانبا.

منافسة لا تنتهي بين ناديي مانشستر التاريخيين”اليونايتد” و”السيتي”

بعد ذلك وفي عام 1945 حصل “يونايتد” على مدرب جديد غيّر مصير النادي، إنه “مات بسبي” الذي سبق أن لعب لنادي “سيتي”، لكن تدريبه لنادي “يونايتد” هو الذي ترك بصمة لا تُمحى في عالم كرة القدم. يقول السير “أليكس فيرغسون”، وهو المدرب الأسطورة لنادي “يونايتد”: بمجرد دخول “مات بسبي” من أبواب “أولد ترافورد” تطوّر “مانشستر يونايتد” ليصبح “ماركة عالمية”، وذلك بفضل رؤيته للعب كرة القدم.

وينقل الصحفي “ديفيد ميك” عن “مات بسبي” مقولته الدائمة: “امنحوني لاعبا شابا، ودعوني أطوّره وفق رؤيتي، ودعوني أعلّمه اللعب بالطريقة التي أريد أن تُلعب بها اللعبة”. وقد فعل ذلك وأسس فريقا مذهلا.

كارثة ميونخ.. فريق عظيم يولد من رحم المأساة

في السادس من فبراير/شباط عام 1958 واجه “اليونايتد” أصعب أيامه، فقد تحطمت طائرة تحمل على متنها فريق “بسبي” العائد من مباراة أوروبية أثناء الإقلاع في ميونخ، وفيها 8 لاعبين إلى جانب 15 آخرين كانوا على متن الطائرة. بالنسبة لكل “مانشستر” فإن الزمن قد توقف حينها.

من رماد كارثة ميونخ ظهر فريق عظيم يضم 3 لاعبين عُرفوا بـ”الثالوث المقدّس لمانشستر يونايتد” بعد أن نقلوا النادي إلى المجد، وهم “جورج بست”، و”دينيس لو” و”بوبي تشارلتون”. ويروي “تشارلتون” ما كان يُذكّرهم به دائما المدرب “مات بسبي”، وهو أن العمال الذين يذهبون إلى مصانعهم كل صباح ينتظرون نهاية الأسبوع ليشاهدوا كرة القدم التي تلعبونها، فلا تكونوا مملين لهم.

وكان الشاب الإيرلندي “جورج بست” هو من جسّد تلك الروح، إذ يذكر لاعب “مانشستر سيتي” السابق “مايك سامربي” أن براعة “بست” تكمن في كونه لاعبا بالفطرة.

في فبراير/شباط من عام 1958 تحطمت طائرة فريق “بسبي” العائدة من ميونخ، فتوقف الزمان في مانشستر حدادا عليهم

وقد عاد فريق “بسبي” في فترة الستينيات إلى القمة بعد 10 سنوات فقط من حادثة ميونخ، عندما حقق هدفه النهائي بالفوز بكأس أوروبا، وفي مفارقة قاسية، فقد حصل ذلك عندما فاز جيرانهم في “مانشستر سيتي” بأول لقب لهم في الدوري خلال 31 عاما.

ويقول “سير بوبي تشارلتون” ضاحكا: عندما حققوا لقب الدوري في آخر مباراة في الموسم، حققنا لقب كأس أوروبا في الأسبوع التالي مباشرة، لقد كانوا غير محظوظين بهذا الصدد. ويتفق مع ذلك لاعب “السيتي” السابق “مايك سامربي” الذي يقول: كان فريقي يكافح ويقاتل لمجاراة “اليونايتد”، ولكن عندما بدا أنهم يقتربون حالفهم ذلك الحظ السيئ.

من الهبوط إلى أكبر نادٍ في العالم.. عودة الغريم

خلال 6 سنوات تغيّرت الحظوظ مجددا، فقد هبط “اليونايتد” في يوم الديربي الشهير، وكان “دينيس لو” -أحد أعضاء “الثالوث المقدس”- يلعب مع “السيتي”، وقد سجل هدف الفوز في مفارقة ظلت محفورة في أذهان مشجعي الفريقين، وقد غادر “دينيس لو” الملعب دون أن يحتفل ولم يلعب بعدها مجددا.

“الثالوث المقدّس لمانشستر يونايتد”.. “جورج بست”، و”دينيس لو” و”بوبي تشارلتون”

استمر “السيتي” باللعب وفاز بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بعد عامين، لكنه منذ ذلك الفوز لم يحصد أي لقب لمدة 34 عاما، بينما أصبح “يونايتد” أكبر نادٍ في العالم، حتى إن هناك لافتة مُعلّقة في ملعب “أولد ترافورد” صنعها مشجعو الفريق عندما كان “كانتونا” يلعب فيه، لتذكير “مان سيتي” بسنواته التي قضاها دون مجد.

ويعود “إيريك كانتونا” ليؤكد سعادته بانضمامه إلى “مانشستر يونايتد” في عام 1992؛ فقد رحّب به النادي وجماهيره. يقول: شعرت بأنني في وطني، كما لم أشعر في أي مكان وُجدت فيه طوال مسيرتي الكروية.

تأثير “كانتونا”.. ساحر ينتقم للهزيمة المذلة ويمسح العار

يقول الصحفي “ديفيد ميك”: كان “كانتونا” ذا مظهر أنيق، فهو يرفع ياقة قميصه للأعلى وينظر بعجرفة. لقد لعب مع “مانشستر يونايتد” في الوقت المناسب، حين كان وقتها فريقا شابا.

ويقول لاعب “اليونايتد” السابق “ريان غيغز”: كنا ندرك أنه بوجود “كانتونا” في الفريق، وفي حال حظيت بفرصة للتسجيل فسيمكنك منها دون تردد، وإن حظي هو بالفرصة فسيُسجل، وكانت تلك المباريات الصعبة هي التي يُحدث فيها “كانتونا” الفارق حقا، وهذا ما يصنعه اللاعب العظيم.

كان تأثير “كانتونا” على مباريات الديربي هائلا، فقبل 3 سنوات من وصوله، عانى النادي من هزيمة مذلة ما زال مشجعو “السيتي” يتذكرونها حتى اليوم. فقد مُني بهزيمة قاسية بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، ولا تزال مخيمة في أول ديربي لـ”كانتونا” على أرض “السيتي” في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1993.

لاعب مانشستر يونايتد “إيريك كانتونا” يوزع توقيعه على المشجعين

ويستذكر “ريان غيغز” أن “اليونايتد” كان قد خرج قبل أيام من دوري أبطال أوروبا على يد فريق “غلطة سراي” التركي، لذلك فقد كانت مباراة الديربي مصيرية، فعندما يخسر “اليونايتد” مباراة يُصبح الضغط هائلا.

ولتزداد الأمور سوءا، تقدم “السيتي” بهدفين قبل نهاية الشوط الأول، وهو أمر ليس سهلا أبدا في مباراة الديربي، كما يقول مدرب “اليونايتد” السير “أليكس فيرغسون”، قبل أن ينقض “كانتونا” على كرة أخطأها مدافع “السيتي” مسجلا هدف “اليونايتد” الأول الذي غيّر كل شيء، ثم سجّل الهدف الثاني. وفي العام التالي قاد فريقه ليهزم “السيتي” بخمسة أهداف نظيفة، ويمحو بذلك آثار هزيمة “اليونايتد” المذلة من قبل.

ما قبل المباراة.. جحافل مانشستر المتوترة تنتظر المعركة

مع اقتراب موعد “مباراة الديربي” تصبح مانشستر في حالة انفعال شديدة، وتبدأ المنافسة تستحوذ على المدينة بأكملها، ففي البيوت لا حديث بين الأزواج والزوجات أو الآباء والأبناء إلا عن تلك المباراة. يقول أحد مشجعي “اليونايتد” إنه أمضى أوقاتا جميلة مع فريقه، وقد أنفق في سبيل ذلك أموالا طائلة، وقد حظي بفرصة التعرف على بعض أبطاله.

ويعم توتر “الديربي” الجماهير واللاعبين على حد سواء، فالتوتر في عالم كرة القدم لا يُشبه أي شيء. يقول “نيدام أنوا” لاعب “السيتي” السابق: في نصف نهائي رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، انقسمت المدينة بأكملها في مشهد لم أره من قبل؛ لأنك إما أن ترتدي الأحمر أو الأزرق، وليس هناك لون آخر، وترى ذلك في الشوارع، وقد كان اللاعبون يشعرون بالتوتر قبيل تلك المباراة المهمة.

أما لاعب “اليونايتد” السابق “ريان غيغز” فيقول: تحاول أن لا تُفكر بالأمر، لكنك لا تستطيع، فأجواء المباراة تتصدر الأخبار والصحف، وفي كل مكان أشخاص لم تلتقِ بهم من قبل يقولون لك: احرصوا على الفوز بالديربي، احرصوا على هزيمتهم.

إما أحمر أو أزرق، هكذا تكون مدينة مانشستر يوم الديربي

ويقول “مايك سامربي” لاعب “مانشستر سيتي” السابق: مع اقتراب موعد المباراة، تتوقف عن تناول الكثير من الطعام وتبدأ التفكير بالأمر. بينما يقول لاعب “اليونايتد” السابق “لو مكاري”: أيا كان عدد مباريات “الديربي” التي لعبتها، فإنك ستكون متوترا مثل المرة الأولى التي لعبت فيها هذه المباراة.

ويستذكر مدرب “اليونايتد” السير “أليكس فيرغسون” أجواء مباراة “الديربي” قائلا: عندما نخرج من الحافلة نسمع بعض الأشخاص يقولون “فيرجي.. اهزم هؤلاء الرعاع”، وكأننا نلعب ضد بعض الأشرار الذين اجتاحوا العالم.

يوم “الديربي”.. انقسام المدينة بين المعسكرين العظيمين

يوم مباراة الديربي في مانشستر هو يوم استثنائي، إذ تنقسم المدينة إلى قسمين، ويجتاح الأزرق والأحمر الشوارع، وإن فاز ناديك فستصبح المدينة ملكا لك، وفي صباح اليوم التالي للمباراة يذهب المشجعون إلى العمل لمواجهة بعضهم، وربما دام التفاخر ممن فاز فريقه على الآخرين لشهور.

وفي أول مباراة ديربي بموسم 2009-2010، تقدم “مانشستر يونايتد” بثلاثة أهداف مقابل هدفين حتى قبل دقيقة من انتهاء الوقت الأصلي للمباراة، حينها سجل “السيتي” هدف التعادل، وبينما ظن الجميع أن المباراة في طريقها للتعادل، أحرز “اليونايتد” هدف الفوز في اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع.

في مباراة الذهاب، سجل “اليونايتد” هدف الفوز في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع في مرمى “السيتي”

فرح أنصار “اليونايتد” بفوزهم فرحا مضاعفا، ففوزك بالمباراة في آخر لحظاتها وحرمانك المنافس من فرحة التعادل في الدقائق الأخيرة أمر كبير، لكن حسرة مشجعي “السيتي” لم تمنعهم من تداول النكت عن ضرورة إحضار ملابس النوم إلى الملعب؛ فحكم المباراة لن يُصفّر معلنا نهاية المباراة قبل أن يُسجل “اليونايتد” هدف الفوز، كما يقولون.

عزز الفوز بأربعة أهداف لثلاثة المنافسة في ديربي الإياب، وبدأت جماهير الفريقين الاستعداد لحضور المباراة. فقد بقيت 5 مباريات قبل نهاية الدوري، وتحقيق “اليونايتد” نقاطا جيدة فيها يضمن له الفوز بلقب الدوري، لكن فوز “السيتي” بهذه المباراة يضمن لهم التأهل إلى دوري الأبطال، وقد يحرم جارهم اللدود “اليونايتد” من الفوز بالدوري، وهو أمر سيستمتعون به بالتأكيد.

“إنه أسوأ يوم في حياتي”.. جماهير تجر أذيال الحسرة

تقول إحدى مشجعات “السيتي”: تظن أحيانا أن كرة القدم مجرد لعبة، وأن هناك أمورا في الحياة أهم من كرة القدم، لكن لا يمكن قول ذلك في يوم “الديربي” أبدا. وها قد حان وقت انطلاق المباراة لتبدأ الأحداث الدرامية. وتصف إحدى مشجعات “السيتي” أجواء المباراة قائلة: إنها مجهدة للأعصاب، حتى إن ذلك يجعلني أتقدم في السن.

انتهى وقت المباراة بالكامل بدون أهداف، ويبدو أن المكاسب ستُقسم هذه المرة. لكن في الدقيقة الأخيرة من الوقت بديل الضائع، أو كما يدعوه بعض مشجعي “السيتي” بـ”وقت فيرجي” تخلى “السيتي” عن الكرة ليحرز “اليونايتد” هدف الفوز.

“كانتونا” يزور “لورا وولف” مشجعة نادي “السيتي” الخاسر في ديربي مانشستر لمواساتها

فرحة جنونية ونشوة لأنصار “اليونايتد”، ولا شيء سوى الحسرة لأنصار “السيتي”، هدف اللحظة الأخيرة أحدث الفارق، وبعض جماهير “السيتي” لا تستطيع تمالك أنفسها، وتقرر “جوي” الاتصال بالإذاعة الرياضية لتعبر عن مشاعرها قائلة: إنه أسوأ يوم في حياتي، وعلى المدربين أن يغرسوا في عقول لاعبيهم عدم خسارة الكرة في الدقيقة الأخيرة من المباراة، ومحاولة تسجيل هدف.

“وقت فيرجي”.. دقائق القلق وصناعة الانتصارات

في مبادرة لافتة، يقرر “إيريك كانتونا” زيارة منزل عائلة “جوي”، فيرحبون بلاعب “اليونايتد” السابق. وبينما يقترح “كانتونا” مازحا أن تكون مباريات “اليونايتد” 85 دقيقة فقط، تقول “جوي”: لا بأس بـ90 دقيقة، لأن “وقت فيرجي” 96 أو 98 دقيقة، وهي الدقائق التي يتمكن فيها “اليونايتد” دائما من تحقيق الفوز.

ومع نهاية الموسم، احتل “اليونايتد” المركز الثاني في الدوري الممتاز بفارق نقطة واحدة عن “تشيلسي” البطل، وجاء “السيتي” في المركز الخامس، وخسر بذلك فرصة التأهل لدوري الأبطال بفارق مركز واحد، لتبدأ بعد ذلك منافسة ما تزال مستمرة.

آباء ينشئون أبناءهم على حب أنديتهم وأبطال الكرة فيها

في مانشستر يُنقل حب كرة القدم دائما إلى الجيل التالي، فيختار بعضهم الأزرق، وبعضهم الأحمر. وفي مشهد أخير، تظهر “نتالي” مشجعة “السيتي” وهي تعتني بطفلها الرضيع، وتقول: أغنّي له دائما أهازيج “السيتي”، آملة أن تستقر في ذاكرته ويصبح مشجعا له يوما ما.