ديربي ميلانو.. صراع شرس على كرة الجلد المدوّر منذ 200 عام
في مدينة ميلانو، يُشاهد الناس الملحمة نفسها منذ أكثر من 200 عام، هذه الملحمة هي “ديربي ديلا مادونينا” بين فريقي “إيه سي ميلان” و”إنتر ميلان”، تتغير الشخصيات ويتطور السيناريو، لكن الديكور يبقى نفسه؛ إنه ملعب “سان سيرو” الذي يُعرف أيضا بمسرح “سكالا” لكرة القدم.
في هذا الفيلم الذي بثته الجزيرة الوثائقية عن مدينة ميلانو الإيطالية ضمن سلسلة “ديربي الكبار”؛ نستعرض التنافس المحموم بين فريقي المدينة “إيه سي ميلان” و”إنتر ميلان”، إنه تنافس جعل القسّ “دون ماتزي” يقول إنه لا يعلم ما هو الأهم عند الإيطاليين؛ كاتدرائية القديس بطرس أم ملعب “سان سيرو” في ميلانو؟
“الفوز بمباراة ديربي يعني هزيمة أعدائك التاريخيين”
دائما ما نرى الألوان نفسها بين الجمهور، فمشجعو “إيه سي ميلان” يرتدون الأحمر والأبيض، بينما يرتدي مشجعو “إنتر ميلان” الأزرق والأسود، ويمكن رؤية هذا الشغف بالألوان عبر تاريخ المدينة كله؛ فقد تناقلته الأجيال، وهو يطغى على الأجواء في كل مباراة ديربي. يقول “ماركو ماتيرازي” لاعب “إنتر ميلان”: الفوز بمباراة ديربي يعني هزيمة أعدائك التاريخيين وإدخال السرور على قلوب مشجعيك، وهذا أجمل شيء في العالم، وهو شعور لا يُقدّر بثمن.
ففي ميلانو يتوارث الأبناء حب أحد فريقي المدين، ويملك “جوزيبي غاتولو” مخبزا في ميلانو، وهو يشجع “إيه سي ميلان” بلا شروط، ويرتدي الأحمر والأبيض منذ طفولته، وترجع خصومته مع مشجعي “إنتر ميلان” إلى زمن بعيد.
يقول “غاتولو”: “كنت مشجعا مخلصا لفريقي منذ طفولتي، فقد كان عندي حقيبة ودفتر عليهما شعار “إيه سي ميلان”، وكان أصدقائي الذين يشجعون “إنتر ميلان” يدبرون لي المقالب، وعندما يخسر فريقي كنت أرفض الذهاب للمدرسة، وعندما تزوجت عقدت اتفاقا مع زوجتي “فانيسا” التي تقول ضاحكة إنها متزوجة أولا وقبل كل شيء من “إيه سي ميلان” ثم من “جوزيبي”.
في المقابل، أطلق الأخوان “فيامبيرتي” على ورشتهما اسم ورشة “إنتر” لتصنيف السيارات، وعندما يعملان فيها فإنهما يرتديان ملابس باللونين الأزرق والأسود. يقول “ريكاردو فيامبيرتي”: نشأت على رؤية “إنتر ميلان” في كل مكان، ولأنني رأيت ألوان فريقي تملأ المنزل، كان لا بد لهذه الألوان أن تغزو الورشة أيضا.
“موسوليني”.. فرعون إيطاليا يقتحم عالم كرة القدم
تأسس “إيه سي ميلان” عام 1899، وبعد 9 أعوام تأسس فريق “إنتر ميلان”. ويقول الصحفي “جياني مورا”: نشأ “الإنتر” من ضلع “إيه سي ميلان” الفريق الأقدم الذي يحرص دائما على إبراز هذه النقطة، وفي البداية، كان “إنتر ميلان” نادي البرجوازيين أو الطبقة الغنية في ميلانو، في حين كان “إيه سي ميلان” فريق الطبقة العاملة.
ويُطلق على مشجعي “إيه سي ميلان” لقب “المفكات” لأن معظمهم كان يعمل في قطاع الهندسة، أما داعمو “إنتر ميلان” فقد لُقبوا بـ”الأفواه الكبيرة”.
ومع ظهور الفاشية واستلام “موسوليني” السلطة إيطاليا، تغيّر كل شيء، فقد أصبح اللاعبون والفرق والنوادي أدوات دعائية لتمجيد “الدوتشي موسوليني”، وأخذت الصبغة الدولية للفريق “الأزرق والأسود” تنحدر من سيئ إلى أسوأ، لذا استبدل كلمة “إنتر” بـ”أمبروزيانا” وعمل على جعل كل شيء إيطاليا، كما استُبدل قميص الفريق الأزرق والأسود بقميص أبيض عليه صليب أحمر، وهو رمز المدينة.
وهنا يقول وزير الدفاع الإيطالي السابق “إغناسيو لا روسا” الذي بقي قائدا في الحزب الإيطالي الفاشي “إم إس آي” (MSI) الجديد وقتا طويلا: هذا أمر طبيعي، فقد فعلت إسبانيا الشيء نفسه في عهد “فرانثيسكو فرانكو”، وإيطاليا ليست استثناء، بل لقد كانت فترة سعيدة لكرة القدم الإيطالية، إذ سمح النظام بنشوء مجتمع رياضي، وهو الأمر الذي آتى أكله حين فاز المنتخب بكأس العالم مرتين، وكان أعضاء الفريق يؤدون التحية الفاشية قبل بدء المباريات.
ألقى “موسوليني” خطابه الكبير الأخير في دار الأوبرا في ميلانو، وهناك أيضا أدرك أن عليه الهرب، لكن مجموعة من الثوار أمسكته وقتلته بالرصاص، وعلقت جثته بالمقلوب، وكان الناس يستهزئون بها ويبصقون عليها.
“ساندرو ماتزولا”.. عمر كامل من العطاء في صفوف “الإنتر”
كانت ستينيات القرن الماضي سنوات الازدهار الاقتصادي في ميلانو، وللمرة الأولى وصل إليها لاعبون من البرازيل، وقد سعى فريقا ميلانو لإيجاد طرق تدريب مبتكرة، فاخترعوا أساليب جديدة، وبدأ الناس يبحثون عن كرة قدم جديدة، وخلال 10 أعوام فازت مدينة ميلانو بأربع بطولات أوروبية؛ اثنتان منها لـ”إيه سي ميلان”، واثنتان لـ”إنتر ميلان”.
وفي ذلك الوقت بدأ لاعب صغير جدا اللعب في فريق “إنتر ميلان”، وهو “ساندرو” الصغير ابن “فالانتينو ماتزولا” نجم نادي “تورينو” الذي مات في تحطم طائرة فريقه، وقد أمضى “ساندرو” مسيرته كلها في صفوف فريق “إنتر ميلان”، وكانت 17 عاما من العطاء.
يقول “ساندرو”: كان “جيوسبي مياتزا” الأب الروحي لي، وعندما شاركت في أول ديربي كان عمري 14 عاما، فجمعنا في غرفة وقال: هناك شيء لا يسامحني عليه ضميري، لعبت 5 أشهر لصالح “إيه سي ميلان” في نهاية مسيرتي، وهذا جرح سيبقى يؤلم قلبي، لذا عليكم أن تسجلوا اليوم خمسة أهداف في مرماهم، وهو ما فعلناه، لم نستطع أن نخذل مدربنا.
“هيلينيو هيريرا”.. عبقري يدرب العقول قبل الأرجل
بعد حقبة “جيوسبي مياتزا” جاءت حقبة “هيلينيو هيريرا”، وعلى الرغم من أنه لم يكن الذي اخترع أسلوب “الكاتيناتشو” الشهير، فإنه هو من خلّده، ويتمثل في تشكيل قفل يحميه خمسة مدافعين ولاعبا وسط دفاعيان، وقد استخدمه المنتخب الإيطالي لسحق المنتخب الألماني في نهائي كأس العالم عام 1982.
وهنا يقول “ساندرو ماتزولا”: أدركنا تدريجيا أن ما كان يفكر فيه “هيريرا” هو تدريب العقول قبل تدريب الأرجل، ويقول إن تدريباته كانت تستمر لساعة ونصف، وهي تدريبات مكثفة وتتضمن استراحات قصيرة، ويشبهه في ذلك “جوزيه مورينيو” الذي حوّل هذا الأسلوب القديم إلى جديد.
كان “هيريرا” مدربا كفؤا، وقد فاز “إنتر ميلان” خلال عهده بالدوري الإيطالي ثلاث مرات، كما فاز لأول مرة في تاريخه بكأس أبطال أوروبا. كان يعمل كثيرا ويستخدم أسلوبا ثوريا جدا، وإلى جانب القوة أضاف لكرة القدم الخفة والسرعة والرشاقة والتمركز الجيد، وفوق كل شيء مفاجأة الخصم.
أفراح هزيمة الخصم.. نكهة إيطالية تزين اللعبة
يستفز مشجعو “إيه سي ميلان” و”إنتر ميلان” بعضهم في المدينة، لكن “فولفيو كولوفاتي” الذي سبق له اللعب للفريقين يقول: لا نكره بعضنا، بل يتواصل المشجعون من الفريقين بأقاربهم الذين يشجعون الفريق الخصم.
ويقول “ستيفان ليسنر” مدير مسرح “لا سكالا دي ميلان” عن المنافسة بين الفريقين: إنه شغف حقيقي، لم يسبق أن رأيت في أي مدينة أخرى فريقا يحتفل عندما يخسر خصمه أي مباراة. هناك حماس كبير في الأجواء، فالمدينة كلها ترغب في أن تذهب إلى الملعب لتشارك في المباراة، وهنا يكمن جمال “الديربي”، وهو أجمل جانب من كرة القدم، فإن خسر مشجع لأحد الفريقين في “الديربي” فإنه يتردد قبل الذهاب للعمل في اليوم التالي، بينما لو فاز فريقه يذهب مرتديا قميصه.
“أي سي ميلان”.. سُلَّم “برلسكوني” إلى عرش إيطاليا
في إيطاليا، يرتبط المال والسياسة والرياضة بطريقة تكاد تكون غير موجودة في أي مكان آخر بالعالم، ففي منتصف ثمانينيات القرن الماضي، دخلت شخصية جديدة ساحة ميلانو؛ إنه “سيلفيو برلسكوني” الذي اتخذ “إيه سي ميلان” سُلّمه نحو السلطة، حتى أصبح لاحقا رئيسا للوزراء، لكن الفريق الذي شكّله في ذلك الوقت سيصبح من أفضل الفرق في تاريخ النادي.
يتذكر الجميع كيف وصل “سيلفيو برلسكوني” إلى الملعب بمروحية. ويقول “ماركو سيموني” الذي لعب لـ”إيه سي ميلان” عشرة أعوام: “برلسكوني” مقرّب جدا من اللاعبين والفريق، ويمضي الكثير من الوقت على أرضية التدريب، خاصة قبل المباريات المهمة. أما “بيبو إنزغي” لاعب الفريق السابق فيصف “برلسكوني” بالعبقري.
وفي مقابل ذلك، يصف الصحفي “جياني مورا” انتخاب “برلسكوني” بالسذاجة، فقد أدار “إيه سي ميلان” كأنه شركة، ويقول إنه سيدير إيطاليا بنفس الأسلوب.
“باولو مالديني”.. نهاية مهينة لأفضل لاعب في الفريق
لكل فريق نمطه الخاص، وكان فريق “إيه سي ميلان” يدين بسحره في أواخر الثمانينيات إلى لاعبيه الهولنديين الثلاثة “رود خوليت”، و”ماركو فان باستن”، و”فرانك ريكارد”، فقد كانوا ثلاثيا ساحرا لديهم هدف واحد، وهو اختراق دفاعات الفرق الأخرى.
أما “باولو مالديني” فهو رمز “إيه سي ميلان” الأبرز، وهو ابن لاعب ومدرب الفريق الشهير “تشيزاري مالديني”، وكان قد انضم للنادي عندما كان ابن 10 سنين، وأنهى مسيرته فيه بعد 30 عاما. فقد شهد هذا المدافع الفوز بأربع بطولات من كأس أبطال أوروبا، ولعب في 53 مباراة ديربي ضد “إنتر ميلان”.
ومع ذلك لم تنته العلاقة بين “مالديني” ومشجعي “إيه سي ميلان” بشكل جيد، بحسب الصحفي “جياني مورا”، وهو يُقرّ أنه أفضل من لعب للفريق في السنوات العشرين الماضية، إلا أنه تعرض للإهانة في مباراته الأخيرة، لأنه لم يرد أبدا أن يحتفل مع مشجعي الفريق بعد أي فوز، ولم يرغب أبدا في أن يصور معهم، ولذلك فإن المشجعين لم ينسوا هذا وجعلوه يدفع ثمنه، وقد قال بعد مباراته الأخيرة: أنا سعيد لأنني لا أشبههم في شيء.
دور الأزياء.. أناقة ونقود تقتحم عوالم الرياضة
إذا كان هذا المدافع الأنيق “باولو مالديني” الذي تزوج من عارضة أزياء فنزويلية رمز مدينة ميلانو، فإن السبب يرجع إلى أن ميلانو هي أيضا عاصمة الأزياء، فقطاع الأزياء هناك قريب جدا من كرة القدم، وليست مصادفة أن الفريقين يحصلان على تمويل من داري أزياء دوليتين مشهورتين. وهنا يقول مصمم الأزياء “إنيو كاباسا” إن أزياء “إيه سي ميلان” ملفتة أكثر، وهم مواكبون للموضة، بينما أزياء “إنتر ميلان” أكثر تحفظا وأناقة ورقيا.
وفي الحقيقة فإن أصحاب دور الأزياء في ميلانو شغوفون جدا بكرة القدم، لدرجة أنهم أنشأوا فريقا خاصا بهم عام 2002.
ويرى “ستيفان ليسنر” مدير مسرح “لا سكالا دي ميلان” أن جمهور “إنتر ميلان” يبدو غالبا أقل حماسة من جمهور “إيه سي ميلان”، ربما لأن “الإنتر” لم يفز بعدد المباريات التي فاز بها منافسه”، لكن “جوزيبي بيرغومي” لاعب “إنتر ميلان” السابق يؤكد أنه حتى مع هبوط الفريق لدوري الدرجة الثانية، فإن 70 ألف مشجع ظلوا يحضرون مبارياته بنفس الحماس والشغف.
فرَسا الرهان.. تاريخ من الصراع والسباق إلى الريادة
كانت السنوات العشر الأولى من القرن الـ21 مهمة لكلا الفريقين، لحصولهما على ألقاب أوروبية، وحدوث تنقلات مذهلة وانتشار فضائح كبيرة، ففي بداية هذا العقد حصل “إنتر” على البرازيلي “رونالدو”، ورد عليه “إيه سي ميلان” بالحصول على الأوكراني “شيفشينكو”.
تشتعل شوارع ميلان في يوم مباراة الديربي، إذ يُرتّب المشجعون أعلامهم، ويتحدثون عن أبرز ذكرياتهم، ويحللون توقعاتهم المختلفة.
وفي مايو/أيار 2001 مثلت مباراة الديربي كارثة “لإنتر ميلان” بعد أن خسر أمام غريمه “إيه سي ميلان” بنتيجة 6 مقابل صفر، وكانت أكبر هزيمة في تاريخ “الديربي” الممتد على مدى عشرات السنين.
وفي 12 أبريل/نيسان 2002 وصل الفريقان إلى نصف نهائي كأس أبطال أوروبا، وبعد رفض احتساب هدف سجله “إنتر ميلان”، ثار المشجعون على الحكم، وأمطروا الملعب بالقنابل الدخانية، فأُلغيت المباراة وفاز “إيه سي ميلان” رسميا بثلاثة أهداف نظيفة، وأُلزم “إنتر ميلان” بدفع غرامة قدرها 200 ألف دولار.
سقوط المنافسين.. تفرد “الإنتر” بالمنافسات والكؤوس
في عام 2006، شغلت فضيحة “رشوة الكالتشيوبولي” حيزا كبيرا في كرة القدم الإيطالية، وعلى إثرها تراجع “إيه سي ميلان” إلى المرتبة الأخيرة، وهبط “يوفنتوس” مباشرة إلى الدرجة الثانية، وقد استغل “إنتر ميلان” الوضع لشراء “إبراهيموفيتش” و”فييرا” من “يوفنتوس”، وأصبح بطل إيطاليا للمرة الـ17، وبعدها استفرد بالألقاب الأربعة التالية. وبعد سنوات من الذل، تربّع “الإنتر” أخيرا على عرش المدينة وإيطاليا وأوروبا كلها.
استعان “إنتر ميلان” بخدمات المدرب الفريد “جوزيه مورينيو”، وفي عام 2010 فاز بكل شيء، الكأس والدوري وكأس أبطال أوروبا، لكنه بدأ عام 2011 بداية سيئة، وخسر مباراة الديربي بنتيجة صفر لواحد، وسجل الهدفَ الوحيد لـ”إيه سي ميلان” النجمُ “إبراهيموفيتش” الذي كان قد انضم للفريق مؤخرا، في مباراة يعتبرها “ماركو ماتيرازي” لاعب “الإنتر” أسوأ مباراة ديربي، بعد أن تسبب في ركلة الجزاء التي خسر بها فريقه المباراة.
ومع ذلك، فإن “ماتيرازي” يُعد واحدا من أبرز نجوم “إنتر ميلان” على مر التاريخ، ويصف نفسه بـ”لاعب ديربي، لأنني أمثّل ما يبحث عنه المشجعون الذين يحبون أن يرو 11 لاعبا يجري في عروقهم دم ماتيرازي”.
مباريات الديربي الخالدة.. أجواء حماسية وانتصارات تشعل التاريخ
“ديربي ميلانو” مسرحية كوميدية إيطالية يتجادل فيها الناس ويتشاجرون ويتحدى بعضهم بعضا، ويصرخون بدلا من أن يتكلموا، ويُتهم بعض بالخيانة، وبعض آخر ببيع أنفسهم، وعندما يُقال كل شيء يذهب المشجعون إلى ملعب “سان سيرو” -وهو الملعب الذي يلعب عليه قطبا المدينة- مرتدين قميص أو وشاح الحظ الذي يضمن فوز فريقهم.
وفي نهاية صيف 2009 فاز “إنتر ميلان” بأربعة أهداف دون مقابل على غريمه “إيه سي ميلان”، وقد منحت هذه النتيجة طاقة كبيرة للاعبي “الإنتر” وللمشجعين، ومكنت الفريق من حصد جميع الألقاب التي فاز بها عام 2010. يقول “ريكاردو فيامبيرتي” مشجع “الإنتر”: لطالما كان لدي شعار واحد “دمّر الخصم واسحقه، لكن لا تقتله”، لأنك إن فعلت فستبقى دون خصم، وسيفقد وجودك في عالم كرة القدم معناه.
وفي اليوم الذي يسبق مباراة الديربي يتصدر الفريقان البطولة؛ فجاء “إيه سي ميلان” في المركز الأول يتبعه “إنتر ميلان” بفارق نقطتين، ولذا فإن هذه المباراة ستحدد الفائز بالدوري الإيطالي. ولم تكن مباراة الديربي بهذه الأهمية منذ سنوات، لكن البطولة على المحك.
وفي يوم الديربي الموعود 2 فبراير/شباط 2011، يستقبل “إيه سي ميلان” غريمه “إنتر ميلان” بملعب “سان سيرو”، في أجواء حماسية بالملعب، خصوصا بعدما سجّل فريق “إيه سي ميلان” هدفا في بداية المباراة، وسرعان ما عززّه بهدف آخر، ثم ضربة جزاء تُرجمت لهدف ثالث انتهت به مباراة الديربي.
يقوم “كورادو فيامبيرتي” -الذي خسر فريقه المباراة- بزيارة لـ”جوزيبي غاتولو”، إنهما خصمان، لكنهما قبل كل شيء ابنا مدينة ميلانو. ويقدّم “غاتولو” القهوة لصديقه مشجع الفريق الخاسر، ولا ينسى أن يُحضّر له كعكة خاصة في مخبزه بمناسبة الديربي، ويتبادلان المزاح رغم مرارة الهزيمة التي يشعر بها “فيامبيرتي”، ونشوة الانتصار عند “غاتولو” الذي فاز فريقه “إيه سي ميلان” بمباراتي الديربي في هذا العام.