“فريق جبهة التحرير”.. لاعبون يحاربون للاستقلال ويقتلون الحلم الفرنسي في كأس العالم

سدّد برأسه مرتين، فأمسك بأهداب الحلم، وتباهى علم الجمهورية يخفق تحت الشعلة، وغمرت فرحة الكأس الأولى شوارع باريس والمدن الفرنسية، لقد أوجع “زيدان” الخصمَ مرتين، وتحقّق في 12 يوليو/تموز 1998 الحلم المعطل منذ 40 عاما، وذلك عندما كان منتخب “الديوك” يستعد لكأس العالم 1958 في السويد.

كانت فرنسا آنذاك تواجه ضغوطا شرسة للخروج من المستعمرات، وكانت تمنّي النفس بانتصار معنوي يخفف عبء الضغوط، ويطيل ليل الاحتلال البغيض، لكن محاربي الصحراء كان لهم رأي آخر، فحملوا مشاعل الاستقلال، ونشروا النور على الجزائر الخضراء. ثم جاءت الجزيرة الوثائقية لتسطر قصتهم المجيدة من خلال فيلم من إنتاجها، عرضته تحت عنوان “ضربة حرة.. فريق جبهة التحرير”.

“كان ذووهم يورثونهم حب الوطن”.. طعنة في خاصرة فرنسا

كانت آمال المدرب “نيكولا” معلَّقة على مجموعة من النجوم، اختارهم بعناية لصناعة المجد الأخير، ومنهم رشيد مخلوفي نجم “سانت إتيان”، ومصطفى زيتوني صخرة دفاع “موناكو”، وعبد العزيز بن تيفور مهاجم “موناكو”، لكن هذا لم يحدث، فقد أدار الرهان الجزائري ظهره لقوس النصر، وقرر اللاعبون بدلا من ذلك العبور من بوابة التحرير الجزائرية.

كان يراد للجزائر أن تضع يديها على حائط الاستسلام، فالفترة ما بين 1830-1962 لم تكن مجرد استعمار، بل كان يراد لها أن تحلّ الهزيمة بالجوهر الجزائري، بالقصف الثقافي تارة وبهدير المدافع وأزيز الرصاص تارة أخرى. لقد استباحت فرنسا أرض الجزائر، ولم تزيّن نواياها السوداء بأي ساتر أبيض.

مجزرة مدينة صطيف الجزائرية عام 1945 مثّلت انعطافة في الوعي الوطني الجزائري نحو التحرر

في مايو/أيار 1945 انطفأت نيران الحرب العالمية الثانية في باريس، بينما اشتعلت النيران في الجزائر التي تطالب بالاستقلال، خرج الجزائريون في عدة مدن فباغتهم رصاص الغدر الفرنسي، وهم الذين دافعوا عن علم فرنسا يوم سقط تحت أقدام النازية.

كان أكثر الضحايا من المدنيين العزل في مدينة صطيف، يتحدث رشيد مخلوفي لاعب جبهة التحرير عن الجنود الفرنسيين قائلا: وهم يفتحون نيران رشاشاتهم بكثافة تجاه المواطنين العزل في مزارعهم.

ويقول المدرب الفرنسي الشهير “آرسن فينغر”: زيتوني ومخلوفي من مواليد العشرينيات والثلاثينيات من الجيل الذي شهد الاحتلال، وبالطبع كانوا يتوقون لرؤية الجزائر مستقلة، وكان ذووهم يورثونهم حب الوطن والتضحية من أجله.

مواهب الجزائر.. أقدام ذهبية تحمل فرنسا إلى كأس العالم

مثّلت مجزرة صطيف انعطافة في الوعي الوطني الجزائري، وبات الجميع يهرول نحو الاستقلال، من المزارع إلى الملاعب وحتى ساحات القتال، وأصبح الجزائريون لا يفرقون بين الثوار الذي يطلقون النار على المحتل الفرنسي، واللاعبين الجزائريين الذي يسجلون الأهداف في الملاعب الفرنسية.

يقول “آرسن فينغر”: لعب مصطفى زيتوني 4 مباريات مع المنتخب الفرنسي، بينما لعب رشيد مخلوفي 12 مباراة، لقد كانا لاعبين أساسيين في المنتخب الفرنسي، وكان يمكن أن يكون لهما دور مميز في كأس العالم، السويد 58.

لاعبون جزائريون محترفون في أندية فرنسية يتخلون عن كل امتيازاتهم مقابل دعم بلدهم ضد الاستعمار

ويقول محمد معوش، أحد لاعبي جبهة التحرير: في 1958 أقيمت مباراة مهمة بين فرنسا وإسبانيا، وكان زيتوني قلب الدفاع المكلف بمراقبة “دي ستيفانو” أشهر لاعب في ذلك الوقت، ولولا قوة دفاع زيتوني لما تأهلت فرنسا لكأس العالم، لقد فرحنا كثيرا لزيتوني، أكثر من تأهل فرنسا نفسها.

كان نجوم الجزائر يعيشون استثناء إيجابيا في فرنسا، فمهاراتهم في اللعب حالت دون تعرضهم للتهميش الذي يعانيه المواطن الجزائري في بلده وفرنسا، وقد نالوا حقوقهم الأدبية والمادية كافة، وأغلبهم تزوجوا من فرنسيات.

فريق جبهة التحرير.. عملية فدائية لاستعادة الجواهر المختطفة

يقول عبد العزيز مهري، أحد وزراء الحكومة الجزائرية المؤقتة 1958: بعد تأسيس الحكومة، كانت لدى جبهة التحرير فكرة جمع اللاعبين الجزائريين في فرنسا تحت مظلة فريق وطني يمثل الجزائر، وقد تبنت الحكومة الفكرة فعلا، وعملوا على إخراج اللاعبين الجزائريين من فرنسا بطريقة سرية ومنظمة.

عندما نضجت الفكرة كُلف محمد بومزراق عضو جبهة التحرير في فرنسا للقيام بحثّ اللاعبين، ونجح في ذلك بسرّية تامّة، فتواصل مع كل لاعب على انفراد، وكان هنالك أربعة جزائريين في “موناكو” هم الزيتوني وبوبكر وبن تيفور وقدّور مخلوفي، بينما هنالك لاعب واحد في “أنجيه” هو عمار رواي.

الصحافة الفرنسية تكتب عن الهروب الكبير للاعبي الجزائر قبيل مونديال السويد 1958

وكان كرمالي في “ليون” ورشيد مخلوفي في “سانت إيتيان”، وبصحبتهما العريبي، وهناك ثلاثة لاعبين في “تولوز” هم إبراهيمي وبوشوك ومحمد معوش، وبهذا يكتمل عقد الفريق الجزائري بأحد عشر لاعبا. لقد كانت عملية منظمة أشبه بعملية فدائية، وتقضي بانسحاب هؤلاء اللاعبين من المنتخب الفرنسي قبل سفره إلى السويد.

يقول اللاعب الدولي رابح مادجر: زيتوني مدافع من طراز فريد، وهو الذي أنقذ المنتخب الفرنسي من هزيمة محققة أمام بلجيكا في التصفيات، وقد طلبه بالاسم نادي ريال مدريد الإسباني ليلعب معه، وكانت التوصية من أهم لاعبين في العالم آنذاك، وهما “دي ستيفانو” و”بوشكاش”، ومع ذلك فقد لبّى نداء جبهة التحرير الوطني.

لم تمض الخطة بسلاسة، فقد واجهتها بعض العقبات، فاللاعب مخلوفي مجند في الجيش الفرنسي ووالده شرطي، والظروف حوله تدعو للقلق، وكان آخر من اتصلوا به من اللاعبين.

رحلة العودة إلى الوطن.. كشف الخطة بعد فوات الأوان

دقّت ساعة الصفر، وبدأت الحركة سرا مخافة اكتشافها، وكان يوم 13 أبريل/ نيسان 1958 موعدا لمباغتة كروية هي الأجرأ في التاريخ، ووُجّهت عائلات بعض اللاعبين إلى إيطاليا، وكانت التعليمات أن يغادر اللاعبون نواديهم في سرية تامة، فحملوا بعض أشيائهم البسيطة، وتركوا منازلهم دون أي تصرف بمحتوياتها.

غادر اللاعبون الخمسة من “موناكو” و”أنجيه” أولا، وهم الزيتوني وبوبكر وبن تيفور وقدّور مخلوفي وعمار رواي، أما رشيد مخلوفي فكان يلعب مناورته الأخيرة مع فريقه “سانت إتيان” في مباراة أصيب بها وتوجّب نقله إلى المستشفى. سادت حالة من القلق لدى الجزائريين، وذهب محمد بومزراق بنفسه إلى المستشفى ليجد طريقة يهَرِّب بها مخلوفي.

الصحافة التونسية في مقابلات تمجيدية كثيرة مع اللاعبين الجزائريين الهاربين

تنكر عريبي وكرمالي بزي الممرضين لإخراج مخلوفي، وتوجها به إلى ليون عبر ممرات ملتوية بالقرب من الحدود السويسرية، ولحق بهم بوشوك والإبراهيمي، وفي أواخر العملية ذاع الخبر في فرنسا، واستيقظت مذعورة على هذا الهروب الكبير. ولحسن حظ الفوج الأول من اللاعبين أن الأخبار وصلت متأخرة إلى شرطة الحدود وموظفي الجمارك.

يقول محمد معوش: وصلت إلى سويسرا، ولم أجد أحدا من اللاعبين حسبما اتفقنا، انتظرت يوما ثم عدت أدراجي إلى فرنسا، ولدى وصولي محطة قطارات الشمال، وقع نظري على خبر بارز “وصول عشرة لاعبين جزائريين إلى تونس، والجندي محمد معوش -أي أنا- ما يزال مفقودا”، فحاولت العودة مرة أخرى إلى سويسرا، ولكن شرطة الحدود اكتشفوا أمري وقبضوا علي.

ويقول محمد حافظ قايد السبسي: قبل وصولهم إلى تونس تجمعوا في روما، وهنالك أُعطوا جوازات سفر تونسية، وبترتيب بين سفير تونس في ليبيا الحبيب بورقيبة الابن، ومدير أمن تونس والدي الباجي قايد السبسي؛ نُقل اللاعبون الجزائريون من روما إلى تونس.

“أن يكون لهم نصيب في الكفاح من أجل الاستقلال”

يقول عمار رواي على لسان اللاعب بن تيفور: وصلنا إلى تونس، وتوجهنا إلى فندق قريب من مكتب جبهة التحرير، وطلبنا من العائلات الصعود إلى الغرف، أما أنا فذهبت إلى مكتب الجبهة لأخبرهم بوصولنا، ولكن تفاجأت أن الموظف هناك ليس لديه علم بكل هذه التحركات، وقال لي إن فريق جبهة التحرير يلعب الآن في الخليج، وأخبرني أنني إذا لم أخرج فسيحبسني.

عدتُ إلى الزملاء في الفندق وقلت لهم فليتدبر كل منكم أمره بنفسه، وبتنا في حيرة من أمرنا ماذا سنفعل غدا، وفي الصباح جاءنا نفس المسؤول، واعتذر عن عدم علمه المسبق، ورحّب بنا وطلب من المصور التقاط صور جماعية لنا، ثم تركونا لمدة أسبوعين مع الصحافة يقابلوننا كل يوم.

يقول “آرسن فينغر”: لم يكونوا مجرد لاعبين عاديين، بل أرادوا أن يبينوا للعالم أنهم أصحاب قضية، وأن أمر استقلال بلادهم يهمهم مثلما كان يهم جميع الجزائريين، وأنهم أرادوا أن يكون لهم نصيب في الكفاح من أجل الاستقلال مثل بقية الثوار والمحاربين.

في تموز/يوليو 1962 نالت الجزائر استقلالها من الاستعمار الفرنسي وكان لأبطال الملاعب نصيب في تلك الحرية

أثار الموضوع ضجة في الصحافة الفرنسية والعالمية، فكيف لهؤلاء اللاعبين الذين يتمتعون بالرفاهية والامتيازات أن يتركوا كل هذا؟ لدرجة أن الصحافة الفرنسية وصفتهم برجال العصابات الذين اختاروا العيش في بلاد المحجبات. ولكنهم في ذات الوقت أشهروا هؤلاء اللاعبين أصحاب القضية، وأصبح كل العالم يتحدث عن قضيتهم.

عقد الاتحاد الفرنسي اجتماعا طارئا وقرر فسخ عقود أولئك اللاعبين، وبذل جهودا على مستوى العالم لمنع فريق جبهة التحرير الجزائرية من الظهور في أي مناسبة رياضية دولية، وطلبت الفيفا من جميع الدول عدم اللعب مع الفريق الجزائري.

كسر الحصار.. منتخب يصنع الانتصارات في ملاعب العالم

وفّر التونسيون ملعبا يتدرب عليه الفريق الجزائري، وحرصوا على إجراء مباريات للفرق التونسية وفريقهم الوطني مع الجزائريين، وطلب الرئيس بورقيبة من التونسيين اللعب كل أسبوع مع الجزائريين ليتعلموا منهم، فقالوا له ستحرمنا الفيفا من المشاركات الدولية، فأجابهم: لا تهمني الفيفا، المهم أن نتعلم الكرة من إخوتنا الجزائريين. بل إنه طلب رفع العلم الجزائري في الملاعب.

شارك الجزائريون في بطولة “جميلة بوحيرد” التي أقيمت على الملاعب التونسية، وحضرها جمهور غفير من المتفرجين، وفيها رفع العلم الجزائري وعزف النشيد الجزائري لأول مرة، لقد كان شعورا وطنيا غامرا يصعب وصفه، لدرجة أن لاعبي جبهة التحرير أجهشوا بالبكاء.

عالميا، كان فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري يلعب مباراة كسر حصار مع الفيفا والاحتلال الفرنسي وأوروبا المتحالفة معه، كانت مباراة استمرت لسنوات، نجح فيها الجزائريون في التمرد على أسوار سجن الفيفا العالية، فلعبوا 90 مباراة في بلدان وملاعب شتى. لقد حقق محاربوا الصحراء الكثير من الأهداف لثورتهم الباسلة.

انتصارات فريق جبهة التحرير سهل مهمة الدبلوماسيين الجزائريين في الدفاع عن استقلالهم في أروقة الأمم المتحدة

احتضنت الدول العربية الفريق الجزائري ضمن الإمكانات المتاحة لهم آنذاك، فلعب محاربو الصحراء مع تونس وليبيا والمغرب والعراق، لكن المصريين لم يستطيعوا اللعب معهم، مع حبهم لذلك، لأن نائب رئيس الفيفا مصري.

لعب الفريق الجزائري في القدس، وأمطر المرمى الفلسطيني بوابل من الأهداف، لكن الفرحة والفخر الذي عاشه الفلسطينيون كان لا يوصف، فهم يلعبون مع أبطال ثورة الجزائر، مع بلد المليون ونصف المليون شهيد، كان الفلسطينيون فخورين بأنهم جمعوا التبرعات في ذلك اليوم لثورة استقلال الجزائر.

حمل أبطال الجزائر علمهم الأخضر فوق المستطيل الأخضر، من هانوي إلى بلغراد وصوفيا وبوخارست وبكين، وجمعوا بين الإمتاع الكروي والحديث عن الثورة والاستقلال، وبلغ قمة الأداء الكروي حين تغلبوا على منتخب يوغسلافيا، الأشهر عالميا، بنتيجة 6-1. وقد أعطت انتصارات الفريق دفعا للدبلوماسيين الجزائريين الذين يدافعون عن قضية استقلالهم في أروقة الأمم المتحدة.

“علمونا الرجولة”.. إرث من الوطنية الخالدة تحصد الكؤوس

تُوجت انتصارات المنتخب الجزائري الثائر بإعلان استقلال البلاد في الخامس من يوليو/تموز 1962، وأطلق الرئيس الفرنسي “ديغول” صافرة النهاية لأطول حقبةٍ من الاحتلال البغيض والقمع والمجازر والتنكيل ونهب الخيرات وجرح كبرياء ذلك الشعب الأشمّ الذي لا يهزم.

المنتخب الجزائري يعتلى كأس أمم أفريقيا سنة 1990 وسنة 2018 وكأس العرب سنة 2021

انتهت معركة السياسة، وبدأت مرحلة الاستمتاع بكرة القدم، وعاد بعض اللاعبين إلى أنديتهم الفرنسية بشكل طبيعي، وباشر كثير من لاعبي فريق جبهة التحرير تدريب الفرق الجزائرية بعد اعتزالهم اللعب، وأعطوا الأجيال الشابة عصارة فكرهم ومهاراتهم الكروية، وبقيت آثارهم الفنية بادية في الفرق الجزائرية حتى مرحلة الثمانينيات.

في دورة ألعاب البحر المتوسط تُوّج فريق الجزائر بالميدالية الذهبية، وفاز المنتخب الجزائري على الفريق الفرنسي يومها. يقول اللاعب الدولي رابح مادجر: كان لي الشرف أن تدربت مع مخلوفي وكرمالي، هؤلاء الرجال لم يعلمونا كرة القدم فقط، ولكن علمونا الرجولة.

في عام 1990 فازت الجزائر بكأس الأمم الأفريقية بقيادة نجم الجبهة كرمالي، وقبل ذلك في عام 1982 حقق المنتخب معجزة كروية خالدة، بفوزه على المانشافت الألماني في تصفيات كأس العالم بإسبانيا، وسطّر لاعبون من أمثال لخضر بلومي ورابح مادجر التاريخَ الجزائري بحروف من ذهب، ولولا المؤامرة البغيضة بين ألمانيا والنمسا، لانتقل المنتخب الجزائري إلى الدور الثاني في تلك البطولة.

يقول اللاعب رفيق حليش: كان المدرب جمال بلماضي يحدثنا عن فريق جبهة التحرير، وكان يطلب منا مشاهدة مبارياتهم القديمة، ليس من أجل تعلم فنون الكرة، ولكن لنتشرب تلك الروح القتالية لدى الفريق، ونتعلم منهم الرجولة والتضحية من أجل رفع علم بلادنا، وهذا كان من أكبر دوافع فوزنا ببطولة أمم أفريقيا 2018، وبعدها كأس العرب في قطر 2021.

زين الدين زيدان والرئيس عبد العزيز بوتفليقة في صورة جماعية مع أبطال فريق جبهة التحرير

في 1998، وبعد 40 سنة من انسحاب الجزائريين من منتخب فرنسا، والقضاء على أحلامه في كأس العالم 1958، التقى أصحاب الإنجاز الثوري “فريق جبهة التحرير” مع صاحب الإنجاز الرياضي زين الدين زيدان -الذي أهدى الكأس لفرنسا- في ديوان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. لقد كانت لحظة لم يبق منها إلا إطار ونقاء.