“كذب أبيض”.. إنتاج مشترك للوثائقية يُشارك في مهرجان “كان” السينمائي 2023

أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي مساء أمس الخميس عن اختيار الفيلم الوثائقي “كذب أبيض” للمخرجة المغربية أسماء المدير للمشاركة في النسخة الـ76 التي تُقام في مدينة كان الفرنسية في الفترة ما بين 16 و27 مايو/أيار القادم.

ويُنافس الفيلم الذي شاركت قناة الجزيرة الوثائقية في إنتاجه ضمن قسم “نظرة ما”، وهي المسابقة المخصصة للأفلام المبتكرة والصاعدة والمخرجين الواعدين.

وقد أعلنت إدارة المهرجان عن اختيار 17 فيلما هذه السنة للمنافسة على جوائز قسم “نظرة ما” ضمن فعاليات مهرجان كان، وهو واحد من أهم المهرجانات السينمائية عبر العالم.

ويحكي فيلم “كذب أبيض” عن رحلة عودة للمخرجة إلى منزل والديها بمدينة الدار البيضاء المغربية لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر، لتجد صورة أطفال يبتسمون في ساحة مدرسة، وعلى حافة إطار الصورة تشدها فتاة صغيرة تجلس على مقعد وتنظر إلى الكاميرا بخجل.

إنها الصورة الوحيدة للمخرجة وهي طفلة، لكنها مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في الصورة. وعلى أمل أن تجعل والديها يتحدثان، تستخدم المخرجة أسماء المدير كاميرتها وتنتقل من هذا الحدث الحميم لتفتح جراحا مرتبطة بانتفاضة الخبز سنة 1981 والتي بصمت التاريخ الدموي المعاصر للبلد.

بوستر فيلم “كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير

وقالت المخرجة أسماء المدير في حوارها مع الوثائقية بأن هذا الإنجاز كان يعتبر بعيد المنال حين بدأت الاشتغال على الفيلم قبل عشر سنوات، واليوم بدأت تقطف ثماره.

وأضافت أن الهدف كان واضحا، وهو “الوصول بهذا المشروع إلى أعلى المراتب، وأولها هو ما حصل بانتقاء الفيلم في أحد أكبر المهرجانات السينمائية في العالم؛ فأن يُعرض فيلمك في مهرجان كان هو حلم كل مخرج عبر العالم”.

وأشادت المخرجة أسماء بمختلف الداعمين للفيلم، وقالت إن طموحاتها ستكبر اليوم أكثر فأكثر بهذا الإنجاز وبأن “الانطلاقة أصبحت وشيكة”.

المخرجة المغربية أسماء المدير

وتحاول المخرجة في فيلمها أن ترسم بورتريه لذاكرتها لتفتح به عوالم أكبر لسنوات الاضطرابات السياسية في البلاد، إذ إن الفيلم يعكس شخصيات وروح أطفال التسعينيات في المغرب.

وعن هذا الموضوع تقول “أظن أنه نحن جيل التسعينيات عشنا أجمل عصر.. لم تغز التكنولوجيا بيوتنا، فكان لنا حيز كبير للتمعن ولمس ما يحصل حولنا والتفاعل معه وجعل الذاكرة تخزن أشياء مرئية، واظن أن الفيلم هو كذلك.. هو رجوع إلى أشياء بسيطة عائلية وجعلها منطلقا للحديث عن أشياء أعمق. نعود الى الذاكرة لنصنع الحاضر. مهم أن تكون لنا ذاكرة وأن نفخر بأحداثها مهما كانت نتيجتها. على الأقل سنفخر بأن لدينا ماض”.

يُذكر أن الفيلم حصل على منحة من عملاق البث “نتفليكس” بالتعاون مع الصندوق العربي للثقافة والفنون “آفاق”، وهي منحة موجهة لمخرجات عربيات من أجل دعم أعمالهن الوثائقية والروائية. كما شارك الفيلم في ورشة فاينل كآت على هامش مهرجان البندقية سنة 2021.