كمال الدين الدميري.. عبقري مصر الذي أبدع “حياة الحيوان الكبرى”

خاص-الوثائقية

حب مبكّر حرّك فطرة الصبي نحو الحيوانات، فنمت بينه وبين عالمهم ألفة جعلته يقضي بجوارها الساعات الطوال، ويقترب منها، فتارة تفر منه، وتارة تبادله النظرات، حتى أصبحت جزءا من حياته؛ بصمتها وحراكها. ولم يكن يحسب أن هذه الصداقة الصامتة ستخلد ذكراه في تاريخ العلم.

فيلم “الدميري.. عبقري حياة الحيوان الكبرى” -الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية ضمن سلسلة “العلماء المسلمون”- يعرض حياة أبي البقاء الدميري وإنجازاته كواحد من أبرز العلماء المسلمين الذين تركوا بصمة في التاريخ، وأضافوا للبشرية خدمات واختراعات مميزة في مجالات متعددة.. إنه أبو البقاء كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري.

 

مبادئ العلوم.. تحصيل الزاد والراحلة من أجل تحقيق الشغف

وُلد كمال الدين الدميري في عام 742 هـ بمدينة القاهرة التي عاش وتعلم وتخرج وتوفي فيها، وإن كانت أصول أسرته ترجع إلى أعماق الريف المصري، من قرية دميرة على مقربة من مدينة سمنود. ومنذ صباه عمل مع والده في دكان الحياكة، وظل حبه للحيوان ينمو معه إلى جانب شغفه بالعلوم والمعارف الأخرى، مما حدا بوالده إلى توجيهه لاستكمال دراسته الدينية بالأزهر.

التقرب من الحيوانات ومعايشتها كان الأساس الذي أقام عليه الدميري معرفته بالحيوانات

 

قرأ الدميري القرآن الكريم وأتقنه وأخذ علوم الفقه والحديث والعربية، قبل أن يلتحق بالجامع الأزهر الشريف، حيث تعلم على يد أكابر العلماء وفي مقدمتهم بهاء الدين السُّبكي، وابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، وسراج الدين البلقيني وغيرهم من العلماء.

وقد مكّنه نبوغه وتميزه من اجتياز فترة دراسته بنجاح ليصبح أستاذا في الجامع الأزهر، وخطيبا مفوها بجامع الظاهر بيبرس بالقاهرة.

ورغم ما يمثله شغل هذا المنصب من دلالة على الذكاء والعلم الكبير، فإن الدميري لم يكتفِ بأنه تعلم على أيدي شيوخ الأزهر، فسافر إلى مكة المكرمة، حيث مكث نحو عشرين عاما أخذ فيها عن كثير من العلماء، وجلس للتدريس هناك. وعندما عاد إلى القاهرة أقام حلقة علم مميزة.

أقدام الأرانب.. بداية رحلة طويلة في مملكة الحيوان

رغم تميّز الدميري في الفقه والحديث، فقد جذبه علم الحيوان. يقول حافظ شمس الدين خبير التنوع الثقافي باليونسكو: شُغف الدميري في بداية حياته بالحيوان، فبدأ يلاحظ سلوكه. وكان أول شيء لاحظه في حياته الأرنب، فقد لاحظ قصر وطول قدميه، فأخذ يتعقب مسيرة الأرنب في قفزه، وعرف أنه يعتمد أساسا على الجزء الخلفي.

في كتابه “حياة الحيوان الكبرى” وصف الدميري حياة 1069 حيوانا وطائرا

 

لم يفارقه هذا الحب القديم لعالم الحيوان، حتى في حلقات الدرس ونقاشه مع تلامذته وأصدقائه من أهل العلم. يقول محمد هشام النعسان رئيس قسم تاريخ العلوم التطبيقية بجامعة حلب: عندما سُئل الدميري عن هذا، أرجعه إلى وجود نقص كبير وأخطاء كثيرة يتداولها الناس، حتى من هم من أهل الاختصاص، لذلك عكف على ترتيب أوراقه وجمع كثير من المعلومات المتعلقة بسلوكيات وطبائع وتكاثر الحيوانات.

ويضيف سهيل سليمان أستاذ علم الحيوان بجامعة عين شمس قائلا: قرر الدميري أن يجمع ما توفر من معلومات عن الحيوانات المختلفة، ويضعها في كتاب يكون في متناول القراء، وبالتالي يصحح المعلومات الخاطئة الموجودة في عصره.

استغرقت رحلة البحث الطويلة عدة سنوات بين قراءة ومشاهدة، وكانت فيها المعرفة هدفه الأول، ثم أصبح النفع مطلبه، فظل يتحرى الصواب مُتتبعا هفوات سابقيه، مُنقّحا إياها، مُصوّبا أخطاء وخرافات شاعت عن حياة الحيوان في عصره، حتى لُقب باسم “الصوابي”.

ومن أجل ذلك، صنّف كتابا مهما جدا وهو كتاب “حياة الحيوان الكبرى” الذي يُشكّل أساسا مهما جدا من أساسيات علم الحيوان، وقد استفاد منه الغرب كثيرا.

مكتبات القاهرة.. بحر الدميري الذي يبحر فيه

في الوقت الذي كانت تُنجز فيه الكتب الكبرى بوازع من أولي الأمر وعلى نفقتهم الخاصة، يُقدم الدميري على هذا البحث الضخم متطوعا، ودون تكليف من أحد، قبل أن يتبعه بكتاب آخر أسماه “حياة الحيوان الصغرى”.

لعل أول ملامح تفرد هذا المصنف في ذلك العصر هو منهج البحث العلمي الذي أسسه عالمنا الجليل، فقد أخذ جميع العلوم المتعلقة بمجال علم الحيوان والبيطرة من أقرانه وممن سبقه قبل أن يضيف إليها تجاربه الخاصة، وساعده على ذلك أن القاهرة في ذلك الوقت كانت مقصد العلماء،كما كانت مليئة بالمكتبات، وأهمها مكتبة الجامع الأزهر لما تضمه من كتب وترجمات في كل التخصصات العلمية.

كان الدميري ينهل من 560 مرجعا، و199 ديوانا من الشعر، بالإضافة إلى عشرات الكتب في المعارف المختلفة، من أجل أن يضع كتابه الذي جاوز ألف صفحة مقسّمة إلى سفرين؛ أورد في أولهما مقتطفات من تاريخ الأمة الإسلامية، وفي ثانيهما بوّب صنوف الحيوان وفق ترتيب أبجدي.

ويُشير حافظ شمس الدين خبير التنوع الثقافي باليونسكو إلى أن هذا الكتاب يربط بين سلوك الحيوان وسلوك الإنسان، وعلى هذا الأساس يجب أن نعيد قراءة كتاب “حياة الحيوان الكبرى”، لأن فيه كثيرا من الأسرار الخفية، مؤكدا أن الكتاب لا يقل عن “رسائل إخوان الصفا” أو عما كتبه الجاحظ، ولكن بأسلوب أبسط يعتمد المنهج التجريبي، فقد كان الدميري رائدا في دراسة سلوك الحيوان منذ ولادته وحتى موته.

معجم الحيوان.. عصارة التجارب وترجمة علوم الأمم

يوضح ماهر عبد القادر أستاذ فلسفة العلوم بجامعة القاهرة أن المواد العلمية التي وضعها الدميري في هذا الكتاب بلغت 1069 مادة علمية، الأمر الذي جعله بمثابة معجم، وليس مجرد كتاب.

ويقول نصر رضوان أستاذ علم سلوك الحيوان بجامعة القاهرة إن رقعة مراجع الدميري في كتابه اتسعت من ما قبل الميلاد بأربعة قرون إلى القرن الرابع عشر الميلادي، أي 18 قرنا، الأمر الذي يجعله مرجعا عظيما.

فكأن هذا الكتاب جاء خلاصة لفكر عملي انتهج فيه الدميري المنهج الوصفي عبر الملاحظة المباشرة للحيوان وطباعه، إضافة إلى ما دُوّن عنه في الكتابات المختلفة.

ويقول الدكتور حافظ شمس الدين إن بعض المقربين من الدميري كانوا يترجمون له بعض الكتب الهندية واليونانية، وكان يستعين ببعض هذه المعلومات إذا كانت موثقة.

ونظرا لكل ذلك فقد تنوعت المراجع التي اعتمدها الدميري في تأليف كتابه ما بين لغوية وعلمية، إذ أفاد من أرسطو والجاحظ وابن البيطار والأصمعي وغيرهم. ومما ميّزه أيضا توثيقه للمراجع التي استند إليها في وقت عزّ فيه التوثيق في أوروبا، وقد وجد أن الأوروبيين ينسبون الكتابات العربية والإسلامية لأنفسهم ويضعون عليها أسماءهم.

يقول الدكتور نصر رضوان إن الدميري -فضلا عن رجوعه إلى الكثير من كتب السابقين- فإنه كثيرا ما أورد عبارات “وسألتُ البحريين”، “وسألتُ المسافرين”، فكان لا يترك مصدرا إلا وأخذ عنه ليخرج كتابه بالدقة اللازمة.

الضب والعقرب.. أمثلة الصفقات النفعية بين الحيوانات

دفع تحري الدقة والأمانة العلمية كمال الدين الدميري لقطع الأسفار وجوْب الصحاري ليوثق لقارئه معلومة لا يشوبها نقص أو خطأ. كما بيّن بوضوح مدى صلاحية كل بيئة لحيوان دون غيره. ولم يقتصر حديثه على طبائع وخصائص وصفات الحيوان، بل إنه أوضح أي الأعضاء يمكن الاستفادة منه، وما ينتج من هذه الأعضاء.

وصف الدميري المنفعة المتبادلة بين الضب والعقرب حيث يسكنان نفس الجحر

 

ففي “حياة الحيوان الكبرى” للدميري، كانت تلك أول إشارة لتلك العلاقة التكافلية بين حيوانين بفطرة تقوم على أساس تبادل المنفعة والتعايش في مودة وألفة، ومَثّل لهذه العلاقة في أكثر من صورة؛ فذكر على سبيل المثال أن الضب -وهو نوع من الزواحف يسكن في جحور تحت الأرض- يستضيف العقرب في النفق المؤدي لجحره حتى إذا مد أحد يده ليمسك به قرصته العقرب.

واستشهد منير الجنزوري أستاذ علم الحيوان بجامعة عين شمس بنموذج آخر ذكره الدميري عن طائر يتغذى على ما علق في فم التمساح، إذ يفتح فمه مستسلما لهذا الطائر الصغير، في عمل مفيد للطرفين.

عمى الأسود.. مراقبة طويلة لكهف ملك الغابة

يأتي الفيلسوف الألماني “غوته” بعد الدميري بقرون ليشير عرضا في فلسفته إلى ظاهرة التعايش، لكن دون شرح، ليظل الدميري هو العالم الأكثر دقة وتفصيلا في وصف حياة الكائن الحي، ولعل ما أفرده في كتابه عن حياة ملك الغابة خير شاهد على ذلك.

فقد لاحظ أن الأسد لُقب بملك الغابة لأنه لا يأكل من فريسة غيره، ولا يشرب من ماء ولغ فيه كلب، كما أنه من الحيوانات السامية التي لا تأكل أكثر من طاقتها، فإذا شبعت تركت الفريسة لغيرها، وفي المقابل فالأسد مع شدته وضراوته وشجاعته، فإنه أشد الحيوانات جبنا من صوت الديك، فما إن يسمعه حتى يلوذ بالفرار.

يصف الدميري حياة الأسد وأنه ملك الغابة لأنه لا يأكل من فريسة غيره ولا يشرب من ماء ولغ فيه كلب

 

وهنا يقول نصر رضوان أستاذ علم سلوك الحيوان بجامعة القاهرة إن الدميري وصف سلوكا في غاية الصعوبة للأسد، استدعى أن يكون قريبا من كهفه ليري كيف يربي أبناءه، ليس ليوم أو يومين فقط، بل لأسابيع وشهور، قبل أن يخبر العالم أن جرو الأسد يُولد أعمى، ثم يُبصر بعد أسبوع، كما أنه يظل بلا حركة لمدة ثلاثة أيام، إضافة إلى أن الجرو يُفطم من أمه بعد 6 أشهر، وهي معلومات أثبتها العلم الحديث.

أساطير الحيوان.. سبق علمي وتفنيد أكاذيب

يقول نصر رضوان إن الدميري رفض قول أحد علماء عصره إن البيض الذي يضعه التمساح في البحر يفقس تمساحا، والبيض الذي يضعه في البر يكون ورلا. واعتمد الدميري في رفض هذا على حس علمي غزير في علوم الأحياء والوراثة، رغم أن هذه العلوم لم تكن قد تشكلت بعد.

وينقل رضوان عن الدميري قوله: لو أن الورل أصله تمساح لكان طوله على البر شبيها بحجم التمساح، ولكان جلده مثل جلد التمساح، لكن جلد الورل ناعم مقارنة بجلد التمساح، وطوله ذراعان ونصف، بينما يصل طول التمساح إلى 12 ذراعا.

أما منير الجنزوري أستاذ علم الحيوان بجامعة عين شمس، فيلفت إلى أن العلم الحديث أثبت أيضا صحة قول الدميري بأن الخفاش ليس فيه من صفات الطيور شيء، فرغم أنه يطير إلا أنه يتبع الثدييات لا الطيور. ويشير الجنزوري أيضا إلى قول الدميري إن للجراد ستة أرجل، الأمر الذي يتفق مع تصنيف العلماء لاحقا للجراد في مجموعة تُسمي “سداسيات الأقدام”.

ويذكر سهيل سليمان أستاذ علم الحيوان بجامعة عين شمس قول الدميري إن النسناس خُلق على صورة الإنسان؛ ففيه أشياء تشبه الإنسان، وأخرى لا تشبهه.

رسوم توضيحية للحيوانات التي أوردها كتاب “حياة الحيوان الكبرى”

 

كما تحدث الدميري أيضا عن دورة حياة دودة القز، مُوضّحا أن البيضة تعطي اليرقة (الدودة) التي تغزل شرنقة حولها تتحول إلى طور العذراء، ثم تخرج منها الفراشة في النهاية، وهي بدورها تبدأ دورة حياة جديدة بوضع البيض.

ويُنسب إلى الدميري كونه أول من وصف بدقة فرس البحر، وهو حيوان يوجد في نيل مصر، وقال عنه إن صورته تشبه صورة الفرس، إلا أن وجهه أوسع، وجلده غليظ جدا، وهو يصعد البر فيرعى الزرع، وربما قتل الإنسان أو غيره.

ولا تُعد هذه إضافة الدميري الوحيدة إلى من سبقوه في نفس المجال؛ بل يُحسب له أيضا أنه فنّد كثيرا من الأساطير المُدونة حول بعض الحيوانات. ومن ذلك تأكيده عدم وجود ما يُطلق عليه الغول، وأنه ليس إلا مصطلحا لتخويف الناس، أما العنقاء فرغم ذكر الدميري كل ما ورد عنها، ومن ذلك ما قاله أرسطو إنها طائر ضخم يضع بيضا كالجبال، وأن مخالبه تؤخذ عند اصطيادها ويصنع منها الأقداح الضخمة، إلا أن الدميري أكد أنه لا وجود للعنقاء.

لغة الكتاب.. مصطلحات وحكم فلسفية تستهدف الجميع

1069 حيوانا وطائرا بخواصها وما يتعلق بها استطاع ذلك العبقري أن يصوغها في قالب ديني تاريخي بديع مستعينا بالشعر والأمثال والنوادر، ليقدم لقارئه عملا جليلا يستحق أن يكون موسوعة للحياة. ويشير الدكتور ماهر عبد القادر إلى أن الدميري كان على درجة كبيرة من البلاغة مكّنته من أن يوظف هذه المعرفة ويقدمها كعظة وعبرة، ويجعلها -بما لها من فوائد ومنفعة- ترتبط بحياة البشر.

ورغم أن كتابات الدميري امتلأت بالكثير من المصطلحات الفلسفية، فإنه استطاع أن يصل بها إلى الجميع؛ حكاما وولاة وعوام، بحسب الدكتور محمد النعسان.

وراعي الشاة يحمي الذئب عنها
فكيف إذا الرعاة لها ذئاب

حكمة شعرية بطلها الحيوان تضمنت رسالة ذات مغزى إلى بني الإنسان، هكذا كان أسلوب الدميري العالم والأديب الذي ترك لنا تراثا في الفقه والحديث وتعبير الرؤى.

يقول الدكتور محمد النعسان إن الدميري كان مفسرا كبيرا من الطراز الأول، بالإضافة إلى أنه كان فقيها ومُحدّثا، كما أنه كتب كتابا أسماه “تفسير الأحلام”، ولكنه مفقود لا يعرف له أثر، رغم أنه -على ما يبدو- كان كتابا مهما جدا في عصره.

المنهج العلمي.. أسلوب الدميري الذي بني عليه العلم الحديث

وقد وضع الدميري للبشرية أساس المنهج العلمي الذي بنى عليه العلم الحديث أهم نظرياته في علوم الحياة، ومن حيث انتهى الكتاب العربي انطلق الآخر الأوروبي ليكمل البناء.

كتاب “حياة الحيوان الكبرى” كان نواة علم الحياة في الجامعات الفرنسية والإنجليزية

 

ويرى حافظ شمس الدين خبير التنوع الثقافي باليونسكو أن كتاب “حياة الحيوان الكبرى” كان البادرة الأولى التي تكوّن عنها علم الحياة في الجامعات الفرنسية والإنجليزية على أساس المنهج التجريبي، وعندما بدأت أوروبا تتحدث عن المنهج العلمي اعتنت أشد العناية بأولى مراحله، وهي الملاحظة والوصف المباشر.

ويؤكد شمس الدين أن لكتاب “حياة الحيوان الكبرى” فضلا كبيرا على الحضارة الغربية، فقد تُرجم إلى اللاتينية والإنجليزية وغيرها من اللغات، ويُقال إن بعض مخطوطاته موجودة في مكتبات برلين وكوبنهاغن وباريس، ودار الكتب الظاهرية في دمشق، وقد اقتبست عنه كتب كثيرة، كما حظي بالذكر في دوائر المعارف المختلفة.

وإذا كانت هذه أصداء “حياة الحيوان الكبرى” لدى الغرب؛ فكيف تكون يا تُرى في الشرق، حيث وُلد الكتاب وصاحبه؟

وحينما كتب “الدميري” “حياة الحيوان الكبرى” بلسان عربي، كان العلماء يقولون إن هذا التاريخ بداية للقول: يوم تحدث العلم بالعربي.