“يايا توريه”.. لاعب مسلم كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم

خاص-الوثائقية

كثيرون هم اللاعبون العرب والمسلمون الذين تألقوا في سماء الكرة العالمية، وتركوا بصمات وكتبوا صفحات في تاريخ أنديتهم، وأحد هؤلاء هو اللاعب العاجي “يايا توريه” الذي يعد أحد أفضل اللاعبين في العالم كله، لا في أفريقيا وحدها.

ويلقي الفيلم الوثائقي “شكرا كرة القدم” الذي عرضته الجزيرة الوثائقية عن اللاعب “يايا توريه” الضوء على جوانب من مسيرته داخل الملعب والإنجازات التي حققها، كما يعرض لمحة عن حياته اليومية.

 

“كنت أدعو الله أن يوفقني في مسيرتي الكروية”

يقول “يايا توريه”: عندما كنت طفلا كانت تراودني أحلام كثيرة، حتى في اليقظة كنت أحلم أحيانا، كنت أدعو الله أن يوفقني في مسيرتي الكروية، فكل الإنجازات التي حققتها، وكل ما أملكه الآن وكل التجارب التي عشتها وكل الأشياء التي فزت بها، أظن أنها تحققت بفضل الله، وأنا أحمد الله وأشكره على كل ذلك.

بدأ نبوغ “توريه” الكروي مبكرا، فعندما كان شابا في أكاديمية “ميموسيفكوم”، كان مميزا بين أقرانه، وحتى عندما سئل عن النادي الذي يريد احتراف كرة القدم فيه، فكان جوابه ذكيا ووافيا، وقال: برشلونة، لأن أسلوب لعبه يناسبني، وهو أسلوب فني للغاية، وهذه طريقتي المفضلة في كرة القدم، ليس فقط من الناحية الفنية، ولكن أيضا فيما يتعلق بالفلسفة التي تعلمتها من المدرب.

ويقول “توريه” إنه عندما كان صغيرا كان يحلم كثيرا، وكان الأمر يصل حد الجنون.

“كان يزخر بموهبة كروية عالية جدا”

يقول المدرب الفرنسي “جان مارك غيو”، مكتشف “يايا توريه”: عندما كان “يايا” صغيرا وشاهدته قلت يا له من لاعب جيد، من هو؟ وعندما قيل لي إنه أخو “كولو”، قلت: إنه أقوى من أخيه.

ولا ينسى “يايا” فضل “جان مارك غيو” عليه في كل شيء، فيقول: قبل أن نلتقي كنت أمارس كرة القدم لمجرد المتعة، وكنت ألعب مع أصدقائي، وعندما التحقت بالأكاديمية وبدأت التعلم وممارسة كرة القدم باستمرار، أدركت أنني إذا أخذت الأمر بجدية، فسأصبح لاعب كرة قدم محترفا وناجحا وبطلا كبيرا يوما ما.

المدرب الفرنسي “جان مارك غيو” مكتشف موهبة “يايا توري”

 

ويؤكد “غيو” أن “يايا” كان يزخر بموهبة كروية عالية جدا، وماهرا في السيطرة على الكرة واستقبالها وتمريرها، ويتحلى بعزيمة كبيرة، وكان كل شيء سهلا بالنسبة له، كان يعرف حقا ما يريد، “عندما رأيته يلعب، قلت في قرارة نفسي سيكون في مستطاع هذا الفتى الفوز بالكرة الذهبية يوما ما”.

وقد شكّل عام 1999 منعطفا مهما في مسيرة “يايا”، إذ انضم 5 لاعبين من أكاديمية “ميموسيفكوم” إلى نادي “بيفرين” البلجيكي الذي تربطه شراكة مع “غيو” وكان “يايا” ابن 17 عاما آنذاك، ويروي أن اللاعبين جميعا كانوا في مقتبل العمر وسعداء بالذهاب إلى أوروبا، لكي يحاولوا مقارنة أنفسهم بلاعبي كرة القدم الحقيقيين، وكان يقول لنفسه: حان الوقت، هذه هي فرصتي.

ويقول “يوهان فان رومست” زميل “يايا” في نادي “بيفرين”: قيل لنا إن 5 لاعبين من ساحل العاج سينضمون لفريقنا، وكان الجميع متحمسا لرؤيتهم، في أول تدريب معهم، كنا نركض في الغابة وكان عليهم أن يركضوا معنا، بدأنا نقول لبعضنا: يا إلهي إنهم لا يقوون على الركض، ولكن الأمر كان مختلفا في التدريب الذي أجريناه بالكرة لاحقا، كان علينا أن نتحدى بعضنا في مواجهات ثنائية على مدى دقيقة واحدة، وعندما جاء دوري كي أواجه “يايا” لم أتمكن من لمس الكرة، كان أمرا لا يصدق.

“يوهان فان رومست” لاعب نادي “بيفرين” البلجيكي يتحدث عن المهارة العالية التي يتمتع بها “يايا توري”

 

ورغم الحماس بدأت الصعوبات، ويقول “يايا” متحدثا عن ذلك: كنا ننظر حولنا، ونرى أمامنا نوعا مختلفا من الطعام، ونمط حياة مختلفا، ومناخا مختلفا، وبدأنا نشتاق إلى عائلاتنا، كنا نبكي جميعا، وكنت أشتاق إلى رؤية أخي وأختي ووالدي، وأحن إلى أكل أمي والأطعمة الخاصة التي كانت تعدها لي، كان عامنا الأول هناك صعبا.

“لاعبٌ بموهبتك ينبغي أن يلعب في برشلونة”

يكشف “جان مارك غيو” أن “يايا” أول منذ ذهب إلى “بيفرين”، وأول من ترك النادي أيضا، فقد لعب موسمين ونصفا مع الفريق البلجيكي، إلى أن التقاه وسيط أوكراني ذات يوم، فوقع عقدا مع نادي “ميتالورغ دونيتسك” الأوكراني في ديسمبر/كانون الأول 2003 مقابل مليوني يورو، وانضم إلى الفريق رسميا في يناير/كانون الثاني 2004.

وفي غضون 4 سنوات لعب “توريه” لثلاثة فرق هي “ميتالورغ” و”أولمبياكوس” اليوناني ثم “موناكو” الفرنسي.

“يايا توريه” يلعب في ثلاثة فرق هي ميتالورغ وأولمبياكوس اليوناني وموناكو الفرنسي في أربع سنوات قبل أن ينتقل إلى برشلونة

 

وفي غضون 4 سنوات لعب “توريه” لثلاثة فرق هي “ميتالورغ” و”أولمبياكوس” اليوناني ثم “موناكو” الفرنسي.

وكانت محطة الفريق اليوناني مهمة لـ”يايا”، إذ زامل النجم البرازيلي السابق “ريفالدو”، ويقول عنه: كنت أشعر وكأنني ألعب مع برشلونة، فقد كان “ريفالدو” بارعا في تمريراته ومهاراته وحركاته، وذكيا في تحركاته، إضافة إلى إتقانه تسديد الركلات الحرة، وخلال الفترة التي قضيناها في اليونان، كنا دائما نتبادل التمريرات فيما بيننا، وكان ذلك العام جميلا جدا، إذ لعبنا في دوري أبطال أوروبا وفزنا على ريال مدريد، وقال لي “ريفالدو” وقتها: لاعبٌ بموهبتك ينبغي أن يلعب في “برشلونة”.

“إنه لاعب يملك بنية جسدية خارقة للعادة”

أبلغ “يايا” زوجته قائلا إن “برشلونة” يريد التعاقد معه، فلم تصدق في بادئ الأمر، وبدأت تسأله ما إذا كان يحلم، لأنها لم تسمع أو تقرأ أي شيء عن هذا الموضوع فأجابها: إذا قالها “ديمتري” (وكيل أعمال “يايا”) فهو يعني الأمر.

كان “يايا” بالنسبة لـ”ديمتري سيلوك” بمثابة ابنه، ويعتبر في نفسه أنه ليس مثل وكلاء اللاعبين الآخرين، إذ يقول: أعمل كثيرا مع اللاعبين الشباب لأنني أعلم كيفية التعامل معهم، وفي مسألة انتقال “يايا” إلى برشلونة، أقول إن كثيرا من اللاعبين لا يحلمون باللعب مع “برشلونة”، بل بمجرد الذهاب إلى الملعب لمشاهدة الطريقة التي يلعب بها الفريق، وأنا نجحت في ضمه لأحد أفضل الفرق في العالم.

هدف “يايا توري” (برشلونة) في مرمى مانشتر يونايتد في نهائي كأس أبطال أوروبا 2009

 

يتحدث “أندريس إنييستا” القائد السابق لفريق “برشلونة” قائلا: “يايا” لم يلتحق بنا في اللحظة الأمثل، إذ كان العام الأخير لـ”ريكارد” (المدرب الهولندي السابق لـ”برشلونة”)، وكان عصيبا بالنسبة لنا، لكن أتيحت له الفرصة لكي ينضم للفريق، ساهم في عدة انتصارات، وكان له تأثير إيجابي جدا في أداء الفريق ونجاحاته، إنه لاعب يملك بنية جسدية خارقة للعادة، ويملك موهبة فنية عالية، ويتقن التمريرات القصيرة والطويلة على حد سواء، كما اضطلع بدور محوري في قلب الدفاع، عندما كنا في أمس الحاجة إليه في اللحظات الحرجة، وكان أداؤه مذهلا في نصف نهائي ونهائي دوري أبطال أوروبا في 2009.

“إذا فزنا باللقب سأسمح لك بأخذها لبلدك”

يعتبر “يايا” أن “برشلونة” كان ذلك أفضل فريق في العالم بالنسبة له، وكان يضم أفضل اللاعبين في العالم، فنجم “ميسي” بدأ بالبزوغ، وكان “صامويل إيتو” أفضل مهاجمي العالم، و”تيري هنري” جلب معه خبرة كبيرة من “أرسنال” وكل النجاحات والإنجازات التي حققها في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان “إنييستا” و”تشافي” قد بلغا أفضل مستوياتهما في مسيرتيهما.

يقول “يايا”: التقيت يوما “خوان لابورتا” (رئيس نادي “برشلونة”) وقلت له أحب هذه الكأس (دوري أبطال أوروبا) وأود أن أصطحبها معي وأريها لوالدي عن كثب، فكان جوابه: إذا فزنا باللقب سأسمح لك بأخذها لبلدك، وأن تريها لوالدك وللناس في بلادك. وهذا ما حصل لاحقا.

فاز نادي “برشلونة” في 2009 على “مانشستر يونايتد” بنهائي دوري أبطال أوروبا بهدفين دون رد في المباراة التي أقيمت بالملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالي روما. وكان “يايا” أول لاعب من ساحل العاج يفوز بهذا اللقب.

برشلونة يفوز على مانشستر يونايتد في نهائي كأس أبطال أوروبا 2009

 

ورغم فوزه باللقب فقد كان موسمه الأخير في “الكامب نو” صعبا للغاية، إذ كان هناك كثير من اللاعبين الشباب الصاعدين، وكان الأمر صعبا بعض الشيء، وكانت لديه محادثة طويلة مع المدرب الإسباني بيب “غوارديولا”، الذي وصفه “يايا” قائلا: إنه رجل صادق جدا، وقد قال لي: “يايا”، بصراحة أريدك أن تبقى، فقلت له: أنا ممتن لك بالكثير، ساعدتني على النجاح، ولكن أنا رب أسرة ولدي عرض أفضل، وأريد أن أكون اللاعب الأبرز في فريقي، وكان الأمر صعبا للغاية بالنسبة لي، كنت أطمح بإنهاء مسيرتي في “برشلونة”، لأنني كنت أحظى بحب الجماهير، كما كنت أعشق النادي وأحب ملعب “الكامب نو”، ولكن عندما تسير مشيئة الله في اتجاه معين، فما على المرء إلا أن يمضي قدما في ذلك الاتجاه.

وفي موسم “يايا توريه” الأخير مع “برشلونة” فاز الفريق بأربعة ألقاب.

“لن يكون الأمر مفاجئا إذا أصبح رمزا من رموز أفريقيا”

ليس نجاح “يايا” منحصرا فقط على مستوى النادي، فله بصمات مع منتخب بلاده داخل الملعب وخارجه، وقد ساهم الفريق في إنهاء حرب أهلية طاحنة في ساحل العاج، إذ وجه المهاجم “ديديه دروغبا” قائد المنتخب عام 2005 رسالة مليئة بالشجن والأمل، وقال وقتها: يا أبناء ساحل العاج من شماله إلى جنوبه، ومن وسطه إلى شرقه، رأيتم أن أبناء البلاد قادرون على التعايش فيما بينهم، ويمكنهم العمل معا في سبيل تحقيق هدف مشترك، مثل التأهل لنهائيات كأس العالم (2006)، وعدتمونا أن تساهم هذه الفرحة في توحيد صفوف شعبنا، واليوم نحن ننحني على ركبنا لنترجاكم، من فضلكم أوقفوا القتال ونظموا الانتخابات، وسوف يسير كل شيء على ما يرام، نريد الاستمتاع بالحياة، ضعوا الأسلحة جانبا.

رسالة قائد منتخب ساحل العاج “ديديه دروغبا” -عام 2005- إلى أبناء بلده المتقاتلين: “من فضلكم أوقفوا القتال”

 

وعن هذه الحادثة يقول “يايا”: كنت شابا صغيرا حينها، أظن أن “دروغبا” كان قائد الفريق آنذاك، وكان القيام بتلك الخطوة مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لنا. كان شيئا عظيما، المساهمة في وقف الحرب في بلادنا، كان ذلك شيئا عظيما، لأن كرة القدم تنطوي على قوة كبيرة للغاية، هذه اللعبة قادرة على جعل الأمور الصعبة تحدث على أرض الواقع، يمكن للناس أن يجعلوا الأمور تتغير.

يُعتبر “يايا توريه” قدوة لكثير من الشباب، إذ عينته الأمم المتحدة سفيرا للأمم المتحدة للنوايا الحسنة. ويقول عنه “سيلوك”: إنه شخصية بارزة وسفير لأفريقيا، وبالنسبة لي لن يكون الأمر مفاجئا إذا أصبح رمزا من رموز أفريقيا يوما من الأيام مثل “نيلسون مانديلا”.

يقول “يايا”: أعتبر “نيلسون مانديلا” أحد أعز الأصدقاء المقربين لي، لأنه قام بأشياء كثيرة لمكافحة العنصرية، وأنا أحب هذا القميص الذي أرتديه لأنه يحمل صورة مانديلا.

يايا: “أعتبر نيلسون مانديلا أحد أعز الأصدقاء المقربين لي، لأنه كان يقوم بأشياء كثيرة لمكافحة العنصرية”

 

ويضيف قائلا: عندما كنت في برشلونة كان اللاعب “ليليان تورام” يزودني بكثير من الكتب عنه وعن العنصرية والتمييز، فأنا أعيش في أوروبا منذ فترة طويلة وهناك خلل يجب العمل عليه وإصلاحه وتغييره. كنت شابا يافعا عندما وصلت إلى أوروبا، وأظن أننا نشهد تغييرا إيجابيا كبيرا، وهذا سينعكس إيجابا على الجميع.

“مانشستر سيتي”.. حلقة مشرقة من صناعة الأمجاد في إنجلترا

في 2010، انتقل “يايا توريه” إلى “مانشستر سيتي”، ولم يكن النادي قد فاز بأي لقب منذ 1976، وشكل انتقاله إليه فصلا جديدا في مسيرته، ويكشف كيف كان أخوه “كولو توريه” حلقة الربط، وهذا كان عاملا مهما، إذ قال له: هل تتذكر عندما كنا صغارا وتحدثنا عن طموحاتنا في الفوز بالألقاب معا؟ حان الوقت، تعال إلى “السيتي”، وربما بعد سنوات سنعتلي منصة التتويج في إنجلترا.

ويقول “شون دونوهو” مشجع نادي “مانشستر سيتي”: عندما وقّع مع النادي أدركنا حينها أننا في طريقنا لتحقيق شيء ما بالتأكيد، لأنه لا يمكنك جلب لاعبين من هذا القبيل إلا إذا كنت تخطط لتحقيق إنجاز ما.

أما “إيان تشيزمان” مذيع راديو بي بي سي في مانشستر، فيقول: “يايا” كان اللاعب الذي يحفز الفريق انطلاقا من وسط الملعب، وأظن أن لاعبين أمثال “سيرخيو أغويرو” و”دافيد سيلفا” و”كيفين دي بروين” لم يكونوا لينضموا إلى الفريق لولا وجود “يايا توريه”، فهو يعزز صفوف الفريق، ويمكن القول إنه هو من وضع “مانشستر سيتي” على الخريطة.

فوز مانشستر سيتي بمباراة نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية عام 2011 على مانشستر يونايتد في ملعب “ويمبلي”

 

يتذكر “يايا” يوم وصوله إلى مانشستر وعقده لمؤتمره الصحفي الأول، قال بعضهم له هناك ملك واحد للمدينة هو “مانشستر يونايتد”، فأجابهم: قريبا سيصبح “سيتي” هو الملك الجديد، انسوا الأموال رغم أنها تساعد في جلب اللاعبين، ولكن العقلية هي التي ستتغير، وسينضم أفضل المهاجمين للفريق بفضل الجهد والعمل الحثيث، وهذا ما سيجعل النادي يحتل مكانة عالية ويفوز بالألقاب.

ويروي “تشيزمان” قصة مباراة نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية عام 2011، بين “مانشستر سيتي” و”مانشستر يونايتد” في ملعب “ويمبلي” الشهير، وكيف سجل “يايا توريه” هدف إقصاء “مانشستر يونايتد”  من البطولة بعد سنوات من الخسارة، الأمر الذي حوله إلى معشوق الجماهير والنجم الأول في الفريق.

ويقول: أتابع “مانشستر سيتي” منذ 40 عاما، ولو طلب مني اختيار لاعب واحد، فسوف أقول إن “يايا توريه” هو من صنع الفارق، وجعل “سيتي” فريقا كبيرا على الساحة العالمية.

كأس الرابطة الإنجليزية.. عودة إلى الألقاب بعد عشرات السنين

في 2011 قاد “يايا” نادي “مانشستر سيتي” لأول ألقابه بعد انتظار دام 35 عاما، إذ سجل هدف الفوز لفريقه في مرمى “ستوك سيتي” بنهائي كأس الرابطة الإنجليزية، لتبدأ بعدها رحلة الفريق مع حصد الألقاب.

ويقول “يايا” إنه كان ذلك اللقب الأول الذي بنى عليه كل الإنجازات اللاحقة، وفي حديثه مع اللاعبين كان يكرر عليهم دائما أهمية الفوز بالبطولات لأن ذلك “يمنحنا شعورا بالانشراح والسعادة والفخر، ويخلد أسماءنا في ذاكرة النادي وتاريخه، ولهذا علينا أن نعيش هذه التجربة كل عام”.

مانشستر سيتي يتوج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ 44 عاما في المباراة الأخيرة مع خصمه مانشستر يونايتد

 

وفي 13 مايو/أيار 2012، كان “مانشستر سيتي” بحاجة إلى الفوز في المباراة الأخيرة من الدوري للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ 44 عاما، وكانت أحداث المباراة دراماتيكية إذ سجل النادي هدفين في الوقت المحتسب بدلا من الضائع ليفوز على فريق “كوينز بارك رينجيرز” بنتيجة 3-2 في مباراة ملحمية، ويتوج باللقب متفوقا على غريمه وجاره اللدود “مانشستر يونايتد” الذي حل في المركز الثاني.

يرى “يايا” أن الجماهير تستحق هذا اللقب بعد سنوات عجاف طويلة، والأهم هو الخروج من ظل “مانشستر يونايتد” بعد سنوات طويلة، وأن يصبح “السيتي” بطلا “للبريميرليغ”، وقد احتفل الفريق مع جماهيره في ملعب الاتحاد بطريقة مجنونة، لأن سيناريو المباراة كان مثيرا، فمن المستحيل على المرء أن يتصوره حتى في الأحلام، وحتى أحداث المباراة تصلح لقصة فيلم هوليودي.

“أفضل لاعب في أفريقيا”.. نهاية رحلة من الانتصارات والتتويج

خلال فترة وجود “يايا توريه” مع “مانشستر سيتي”، توج النادي بثلاثة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومرتين بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة مرة واحدة ومثلها بلقب الدرع الخيرية. وفي عام 2018 وبعد أن قضى 8 سنوات مع الفريق، رحل “يايا توريه” عن “مانشستر سيتي” الذي كان يتمنى أن يعتزل بقميصه.

عاد “توريه” إلى “أولمبياكوس” ولعب معهم شهرين فقط، ثم ألغى عقده، وبعدها غادر إلى الصين، ولعب مع نادي “تشينغداو” موسما واحدا قبل أن يقرر اعتزال اللعب والتوجه إلى التدريب، إذ عمل كمساعد مدرب لفريق أوكراني وآخر روسي.

وأخيرا، وبعد 44 عام من الانتظار، أشرق القمر الأزرق (مصطلح فلكي) كناية عن لون قميص مانشستر سيتي

 

وقد خاض “توريه” 100 مباراة دولية مع ساحل العاج ما بين 2004-2015، إذ مثل بلاده في بطولات كأس العالم 2006-2010-2014. كما مثل المنتخب في 6 من بطولات أمم أفريقيا ما بين 2006-2015، وساعده على احتلال المركز الثاني في نسختي 2006 و2012، بينما قادهم للفوز باللقب عام 2015.

ويملك “يايا” أيضا الرقم القياسي للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا، إذ توج بها 4 مرات متتالية بين عام 2011-2014.