“البسوس”.. حرب الـ40 عاما في الجزيرة العربية

قصة الزير سالم واحدة من أهم السير الشعبية وأخصبها، سمي بالزير لحبه للهو والنساء، ومع ذلك أصبح قائدا وبطلا كبيرا، وحرك برثائه وبكائه على مقتل أخيه “كليب” الأعراف القبلية والنخوة الجاهلية فأشعل حربا ضروسا استمرت 40 عاما سميت حرب البسوس.

 

بدأت الحرب بين قبيلتي تغلب وبني مُرة بعد مقتل “كليب بن ربيعة” على يد ابن عمه “الجساس” بتحريض من “البسوس”.

 

“البسوس” هي أخت ملك اليمن الذي قتله “كليب” لأنه أراد أن يتزوج جليلة ابنة عمه وخطيبته وقتها غصبا.

 

انتقاما لأخيها؛ جاءت “البسوس” متخفية في هيئة شاعرة عجوز تمدح الأمراء والشعراء ومنهم “الجساس”، فتمسك بها وطلب منها أن تحل ضيفة عليه، فنزلت عنده هي وناقتها “سراب”.

 

طلبت “البسوس” من عبدَين لها أن يأخذا ناقتها إلى بستان “كليب”. عاثت الناقة فسادا في البستان فقتلها كليب برمحه.

 

غضبت البسوس لمقتل ناقتها وحرضت الجساس لقتل كليب، فخرج الجساس وراءه وقتله. فقرر الزير سالم الانتقام لأخيه كليب والثأر له من أبناء عمومته وأعلن الحرب.

 

في أحد معارك البسوس الطاحنة قابل الزير سالم شابا غير قادر على هزيمته، وسرعان ما اكتشف أنه “الجرو” ابن “كليب” الذي سمته أمه الجليلة “هجرس” وربته في حمى خاله الجساس قاتل أبيه وسقته كراهية عمه الزير سالم.

 

عرف الجرو حقيقة عمه الزير سالم وأدرك أن خاله الجساس هو من قتل أباه، فخطط لخدعة مع عمه وأعطاه قربة دم ليخيفها الزير تحت ذراعه ويتظاهر بأن الجرو طعنه.

 

بعد تظاهر “الزير سالم” بأنه طُعن تخلى الجساس عن حذره فاستطاع الزير سالم والجرو الإجهاز عليه وقطع رأسه، وبذلك أنهى الجرو والزير سالم الصراع بين القبائل وثأرا لكليب.