الأزرق ضد الأحمر.. 100 عام من معركة بيبسي وكوكاكولا

علامتان تجاريتان كبيرتان جمعت بينهما معركة بدأت منذ 100 عام وما زالت مستمرة، وباتت كلتاهما تجسدان روح أمريكا، فكيف بدأت حكايتهما وإلى أين انتهت؟

 

بدأت الحكاية في الجنوب الأمريكي، عندما اخترع الدكتور “جون بمبرتون” عام 1886وصفة سرية لم تكن قد سميت كوكاكولا بعد، وبعدها بـ8 سنوات أُنشئت بيبسي كولا على يد صيدلاني آخر يدعى “كليب برادهام”.

 

في البداية كانت وصفة كوكاكولا مخلوطة بالكوكايين، لأن الدكتور “بمبرتون” أصيب في الحرب الأهلية وكان مدمنا على المورفين لتخفيف الألم. واعتقَد “بمبرتون” أن الكوكايين لا يسبب الإدمان؛ فاخترع وصفته ومات بعد عاميين من إنجازه وفي عام 1903 سُحب الكوكايين منها.

 

في عشرينيات القرن الماضي تشكلت إمبراطورية كوكاكولا التي تزعمت سوق المشروبات الغازية، وفي تلك الفترة كان ظهور بيبسي متعثرا وصعبا، حتى إنها أعلنت الإفلاس مرتين، وعرضت الشركة نفسها للبيع على كوكاكولا، لكن الأخيرة رفضت، وهو الرفض الذي ندمت عليه كثيرا بعد ذلك.

 

في أوائل الثلاثينيات وفترة الكساد، خفّضت بيبسي أسعارها كثيرا، إلى أن ارتبطت بالفقراء وعُرف البيبسي بأنه شراب السود والفقراء.

 

انتشرت شركة كوكاكولا حول العالم، فقد نمت في الأربعينيات والخمسينيات، ثم نجحت نجاحا واسعا بعد ذلك، فأصبحت المشروب الغازي الوحيد الموزع عالميا، بينما بقيت بيبسي تحاول التحدي والصمود.

 

في حقبة الخمسينيات تزوج رئيس بيبسي من “جو كروفرت”، وهي واحدة من أشهر الممثلات، ولأنها كانت امرأة أرستقراطية؛ أعطت صورة أنيقة عن الشركة، وغيرت صورة الشركة التي ارتبطت بالفقراء.

 

في السبعينيات وصلت الحرب بين الشركتين إلى ذروتها، فقد استمرت بيبسي في أسعارها المنافسة، وبدأت كوكاكولا تحسب حسابها وتخشى منها، حتى إن مديري كوكاكولا أصبحوا يسمون بيبسي باسمها، وتوقفوا عن إطلاق الألقاب المذلة عليها مثل “المقلدة”.

 

اشتدت المعركة في مطلع الألفية الجديدة لاستقطاب المستهلكين دون 30 عاما، فبدأت الشركتان باستخدام فيسبوك، وأصبحت الأرقام مذهلة، فأكثر من 80 مليون إعجاب لصفحة كوكاكولا في مقابل 30 مليونا فقط لبيبسي.

 

مع تقدم الإعلام الرقمي تستخدم الشركتان كل أشكال الدعاية والتسويق وتدفع مليارات الدولارات لاستقطاب شرائح جديدة وخلق صورة ذهنية لمنتجهما خصوصا من الجيل الجديد، وما زالت المنافسة مستمرة بينهما بكل الطرق حتى اليوم.