ميادين الرياضة.. ساحات المقاومة ضد العنصرية الدينية والعرقية والاستعمارية

بدخول القرن العشرين سيطرت أربع دول استعمارية على قرابة 80% من الكرة الأرضية، وفتحت أبواب المستعمرات بالنار والصليب وبالرياضة أيضا. لقد فتحت الدول الاستعمارية جبهة لم تُحسب عواقبها جيّدا، كانت تلك الجبهة هي ميادين الملاكمة وملاعب كرة القدم.

يقول الكاتب الفرنسي “ألبير كامو” (هو أحد المستوطنين الفرنسيين الذين وُلدوا وعاشوا في الجزائر): بالنسبة لي لم أعرف سوى رياضة الفريق حين كنت شابا، وخبرت ذلك الإحساس القوي بالأمل والتضامن الذي يصحب أياما طويلة من التمرين وصولا إلى يوم المباراة، وهو إحساس يرافقك سواء كنت رابحا أو خاسرا. في الحقيقة، إن بعض الحكمة التي أعرفها تعلمتها في ملاعب كرة القدم وفوق خشبات المسرح، وهما المدرستان الحقيقيتان بالنسبة لي.

كيف يمكن لكاتب أنتج رواية مثل “الطاعون” تسكن العبثية كل سطورها أن يمدح بكل ذلك الإجلال لعبة إذا بحثنا لها عن تعريف فهي مجرّد أن تتنافس مجموعتان طيلة ساعة ونصف تقريبا على الحصول على كرة جلدية وإدخالها في شبكة المنافس، وفي المقابل أثبت التاريخ أن تلك اللعبة على وجه الخصوص هي أكثر من ذلك التعريف المجرّد، خاصة في فترة الاستعمار وفترة الحرب الباردة، فهي ميادين للمقاومة وللعنصرية أيضا.

“يونغ بيريز”.. ملاكم تونسي يكتم إيمانه خوفا من النازيين

في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 1931 فاز “مسعود حاي فيكتور بيريز” الملقب بـ”يونغ بيريز” ببطولة العالم في وزن الذبابة، وكان عمره حينها عشرين سنة، كان ذلك البطل فتى تونسيا وُلد بموهبة عظيمة، ولا يزال إلى الآن أصغر بطل ملاكم في ذلك الوزن في تاريخ تلك الرياضة.

عاد “يونغ بيريز” إلى تونس واستقبله آلاف التونسيين بفخر لا يوصف، وكعادة الرياضيين الأفارقة فقد سافر الملاكم التونسي إلى فرنسا قبل فوزه ببطولة العالم في وزنه، وعمل ماسح أحذية قبل أن يدخل ميادين الملاكمة هناك، ويعرف الجمهور موهبة “بيريز” النادرة، وتفتح أبواب الشهرة له، فأصبح يتنقل بين تونس وباريس.

كان الملاكم التونسي يهوديا عاش في حي الحفصية الشعبي في قلب العاصمة التونسية، لكن حلمه بأن يظل الملاكم الذي يتربع على عرش العالم في وزن الذبابة أثناه عن تقدير الخطر الذي قد يقضي على حياته حين بدأ “هتلر” يفرد جناحيه على العالم، حتى إنه في الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1938، سافر إلى برلين لمواجهة الملاكم النمساوي “إرنيست وايس”، وقضى ليلته في نزل، في الوقت الذي بدأت فيه القوات النازية بحملة ضد اليهود عرفت بـ”ليلة البلور”، بسبب الزجاج المتراكم بعد هدم وكسر محلات ودور العبادة ومنازل اليهود ليلتي التاسع والعاشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

لم يفصح “يونغ بيريز” عن ديانته، لكن المواجهة مع “وايس” كانت أشبه بالوقوف على فوهة بركان ثائر، فقد كان الملاكم التونسي منتصرا خلال المباراة، وهو ما جعل الملاكم يعود إلى فرنسا مباشرة بعد المباراة بعد أن أحس بخطر كبير.

وضع النازيون يدهم على فرنسا، وسنّت حكومة “فيشي” قانونا يقضي بتعداد اليهود، وأجبرت كل يهودي على التقدم إلى مراكز الشرطة ليقدم هويته، لكن الملاكم التونسي لم ينصع لذلك القانون ولا إلى القوانين التي تمنع اليهود من ارتياد المطاعم والمقاهي، وادعى أنه إسباني.

الملاكم التونسي “يونغ بيريز” أخفى ديانته اليهودية خوفا من النازيين

خفت نجم “يونغ بيريز” في تلك الفترة، وخطط للعودة إلى تونس قبل دخول الألمان إلى فرنسا، لكنه عاهد نفسه على العودة إلى بلاده بثروة بعد أن صرف كل أمواله وباع سيارته الفاخرة وأفلست مشاريعه. كان يريد أن تستقبله عائلته بفخر كما استقبله التونسيون قبل ذلك بعد تتويجه بطلا للعالم.

معتقل “آوشفيتز”.. روايات الأيام الأخيرة لبطل الملاكمة

بدأ الخناق يضيق على “يونغ بيريز” فقرر العودة إلى تونس، وأرسل برقية إلى عائلته يعلمهم بعودته، لكنه وقع في أيدي ميليشيا فرنسية في 21 سبتمبر/أيلول من العام 1943، واقتيد إلى معتقل قضى فيه عشرة أيام، قبل أن يرسل إلى معتقلات الموت النازية.

في السابع من أكتوبر/تشرين الأول اقتيد “يونغ بيريز” إلى محطة “بوبيني”، وكان ضمن قافلة الترحيل 60 التي ضمت ألف يهودي جمعوا من فرنسا، ووصل في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول إلى معتقل “آوشفيتز” المرعب والأسطوري.

لم ينج في القافلة 60 سوى 31 شخصا، وكان من ضمنهم “يونغ بيريز”، وقد عانى وشارك في 18 يناير/كانون الثاني عام 1945 فيما يعرف بـ”مسيرات الموت” التي نقل فيها اليهود من المعتقلات، عند تضييق الخناق على ألمانيا في آخر الحرب العالمية الثانية.

لم يعرف بالتحديد تاريخ قتل البطل التونسي، وتقول إحدى الروايات إن ملاكما ألمانيا من الجيش النازي أطلق عليه النار من رشاشه في 22 يناير/كانون الثاني من العام 1945، بعد أيام من مباراة انتصر فيها “يونغ بيريز” على جندي نازي في المعتقل، أما الرواية الثانية فترجع قتله إلى محاولة هربه من المعتقل، في حين يروى أنه قتل في المعتقل في شهر فبراير/شباط أو مارس/آذار من ذلك العام بعد أن قبض عليه متلبسا بمساعدته بتقديم الخبز لمجموعة من المعتقلين.

ورغم أن التواريخ تختلف أحيانا فإن الإعلام الفرنسي يريد أن يخرج كعادته بالرواية الأصح، وأن يجعل “بيريز” بطلا فرنسا خالصا، ويُغيّب تاريخ البطل كمواطن تونسي.

قُتل “يونغ بيريز” ولم يبق له إلا نصب تذكاري ضمن آلاف ضحايا النازيين وبعض الروايات عن بطولاته. فقد قاده حبه للملاكمة إلى ميادين تعج بالعنصرية، تماما كقدوته الملاكم “باتلينغ سيكي” الذي واجه كرها بسبب أصله ولونه.

“أمادو مباريك فال”.. رحلة الفتى السينغالي من القفز إلى الملاكمة

وقف الطفل السينغالي “أمادو مباريك فال” على حافة جرف عال وقفز بخفة كبيرة وغطس في البحر، كانت تلك هوايته، الغطس لجمع القطع المعدنية التي يرميها الفرنسيون آنذاك في بحر مستعمرة السينغال. لقد شاهدت امرأة هولندية قفزات الطفل “أمادو”، فقررت اصطحابه إلى أوروبا. توقف “أمادو” في فرنسا، ولم يكن يعلم أن حركاته البهلوانية في أعلى الجرف ستفتح له أبواب المجد والمآسي أيضا، فقد استقر الفتى السينغالي في فرنسا وعمل في غسل الصحون، وحين بلغ 14 عاما بدأ مسيرته في الملاكمة، وعُرف باسم “باتلينغ سيكي”.

لمع نجم الملاكم الصغير، فطيلة عامين كاملين بين سنتي 1912-1914 لم يخسر سوى مباراتين فقط. في الواقع لم تكن موهبة “باتلينغ سيكي” هي الوحيدة التي خلّدت اسمه، فقد دوّن التاريخ عنصرية الدول المستعمرة تجاه الأبطال من الأعراق المختلفة عن العرق الأبيض.

الملاكم السينغالي “باتلينغ سيكي” في أحد الحصص التدريبية

في العام 1922 اقترح “فرانسوا ديشان” القائم بأعمال “جورج كاربنتير” الملاكم المفضل للفرنسيين وبطل العالم آنذاك، عقد لقاء في ملعب “بوفالو” بين “كاربنتير” و”سيكي” أمام 40 ألف شخص. وقد أعلن الحكم عن انتهاء المواجهة في الجولة السادسة بعد لكمة صاعدة تلقاها الفرنسي “جورج كاربنتير”، فاستبعد “سيكي” ظلما، لكن بضغط من الجمهور تراجع الحكم، وأعلن عن فوز الملاكم السينغالي. وقد تسبب “باتلينغ سيكي” في خسارة المراهنين أموالا طائلة، لذلك طُرد من الاتحاد الفرنسي للملاكمة.

“باتلينغ سيكي”.. رصاصات في ظهر ضحية العنصرية العابرة للقارات

واجه الملاكم “باتلينغ سيكي” عنصرية كبيرة بسبب عرقه، وكان أشهرها في مباراة جمعت بينه وبين “مايك ماكتيغ” في دبلن في السابع عشر من مارس/آذار عام 1923، وكان الحكم إيرلنديا، وبعد عشرين جولة احتدت فيها المنافسة وكان فيها “سيكي” متفوقا؛ أعلن الحكم خسارته، وتحرك اتحادا الملاكمة البريطاني والأمريكي وأعلنا أن الملاكم الإيرلندي الأمريكي بطل العالم، في المقابل لم يعترف الاتحاد الدولي للملاكمة بنتيجة المباراة لأنها خالفت كل قوانين اللعبة، وبالتالي أصبح هناك بطلان للعالم في الملاكمة في نفس الصنف ونفس الوقت.

اغتنم الاتحاد الفرنسي للملاكمة الفرصة لتنفيذ قراره بحرمان “سيكي” من بطولاته، وذلك بعد سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حين رفض اللعب مجانا والتبرع بعائدات المباراة لصالح مختبرات علمية فرنسية.

استقر “باتلينغ سيكي” في الولايات المتحدة الأمريكية وتزوج هناك، وفي 15 ديسمبر/كانون الأول سنة 1925 عُثر عليه في عتبة باب عمارة في حي “هيلز كيتشين” ميتا بعد أن رمي برصاصتين في ظهره، ولم يكن حينها قد تجاوز 28 عاما.

لم تمجّد الصحف بطولات “باتلينغ سيكي”، بل لاحقت هفواته وانتقدت حُبه للخمر وللنساء البيض، بالإضافة إلى تشبيهه المستمر بالشامبانزي. يقول البطل السينغالي “باتلينغ سيكي”: لقد كتب عدد من الصحفيين أن أسلوبي جاء من الغابة، وأنني كنت شمبانزيا تعلمت ارتداء القفازات، هذه الأنواع من التعليقات آذتني، لقد عشت دائما في المدن الكبيرة، لم أر الغابة أبدا.

من الواضح أن العنصرية هي التي قادت “باتلينغ سيكي” و”فيكتور بيريز” نحو حتفهما، مثلما اقتيد لاعبو كرة القدم الأكرانيون نحو موتهم برصاص النازيين بسبب مباراة كرة قدم.

“مباراة الموت”.. انتصار عرّض الفريق الأوكراني للاعتقال والتعذيب

في 18 أغسطس/آب عام 1942 أوقفت القوات النازية التي احتلت أوكرانيا آنذاك تسعة لاعبين من فريق “أف كاي ستارت” الذي يجمع لاعبين من فريقي “دينامو” و”لوكوموتيف كييف”.

كان يعمل جلهم في مصنع للخبز في كييف، ولم تتضح أسباب إيقافهم، لكن بدا أن السبب كان مباراة كرة القدم التي جمعت فريقهم بفريق “فلايكفل” الألماني، فقد انتصر فيها الفريق الأوكراني بنتيجة خمسة أهداف مقابل ثلاثة يوم التاسع من الشهر ذاته. كانت تلك المباراة مشحونة بالخوف، خاصة بعد رفض الفريق الأوكراني القيام بالتحية الفاشية في الملعب.

بلغ عدد الجمهور 45 ألف شخص، وكان الحكم جنديا نازيا. وراجت روايات كثيرة عن تلك المبارة التي عرفت فيما بعد باسم “مباراة الموت”، وقيل إن لاعبي الفريق الأوكراني قد تلقوا تهديدا بالموت بعد الشوط الأول إذا انتصروا على الفريق الألماني، لكنهم اختاروا اللعب والانتصار، لذلك اقتيدوا بعد انتهاء المباراة إلى معسكرات الاعتقال وتعرضوا للتعذيب.

قُبض على “نيكولاي كوروتكيخ” لاعب الفريق الأوكراني في السادس من سبتمبر/أيلول عام 1942 وأُعدم، وبعد يومين قُتل زميله “ألكسندر تكاتشينك” أثناء محاولته الفرار، ونقل لاعبون آخرون من فريق “أف كاي ستارت” إلى معتقل “سيريت النازي”، حيث أُعدم ثلاثة لاعبون رميا بالرصاص في العام 1943، وهم “نيكولاي تروسوفيتش” و”إيفان كوزمانكو” و”أليكساي كليمنكو”.

الفريق الأوكراني يواجه الفريق الألماني في “مباراة الموت” في أغسطس/آب عام 1942

توجد روايات متعددة تروي الواقعة، وأحيانا تختلف في التواريخ والأسباب والتفاصيل، لكن المفارقات الغريبة للتاريخ هي نفسها، وحلفاء الأمس هم أعداء اليوم، ففي ستينيات القرن الماضي خلّد الاتحاد السوفياتي ذكرى الأوكرانيين ضحايا النازية، وجعل أعضاء فريق كرة القدم الأوكراني أبطالا قوميين، ومنحهم الحزب الشيوعي السوفياتي أوسمة الشجاعة.

تنصير الرياضة.. سياسات فرنسا السامة في المستعمرات

يقول الكاتبان “فيليب دين” و”ديديه راي” في كتابهما “كرة القدم خلال حرب الجزائر” إن الرياضة عموما كانت من أمتن الأسس التي بنت عليها فرنسا الثقافة الاستعمارية فيما كانت تسميها بالجزائر الفرنسية، وكانت وظيفة الرياضة هي تقوية الروابط المؤسساتية في هذه المستعمرة مع “الوطن الأم” فرنسا، ويضيف الكاتبان: كانت كرة القدم هي الرياضة المفضلة في الجزائر، سواء حين كانت مستعمرة أو مستقلة.

لقد كانت فرنسا على العكس من بريطانيا، فهي أقل حذرا بخصوص تلك الرياضة الجماعية، حتى أصبحت بحلول النصف الثاني من القرن العشرين سلاح المقاومة الجزائرية لتحقيق الاستقلال.

بدأت فرنسا في العام 1928 بمحاولات لحظر الفرق المسلمة، وذلك بموجب مرسوم يتطلب إدراج ما لا يقل عن خمسة لاعبين أوروبيين في جميع تشكيلات الفرق، ويكشف سن ذلك المرسوم العنصرية الفرنسية التي نقلتها كرة القدم، حتى أصبحت الملاعب صورة مصغرة للمقاومة الجزائرية تجاه المستعمر الفرنسي خلال تلك الفترة.

كان الجزائريون ممنوعين تقريبا من تشكيل فرق ذات هوية جزائرية خالصة، لذلك اندمج الجزائريون الذين كانوا يمارسون الرياضة بعد الحرب العالمية الأولى بشكل أساسي في الأندية الأوروبية، وفي المقابل كان هناك عدد قليل من الأندية الإسلامية المستقلة.

بحلول أواخر العام 1937 بدأت كرة القدم تثير قلق السلطات الفرنسية في الجزائر المستعمرة، خاصة بعد المظاهرات التي اندلعت في ملعب “شباب جيجل” في مدينة جيجل، وهكذا بدأ تصنيف ملاعب كرة القدم على أنها ميدان حرب، خاصة منذ العام 1955 حين قتل عدد كبير من الجزائريين على يد الجيش الفرنسي في ملعب “فيليب فيل” خلال عمليات القمع التي أعقبت أحداث أغسطس/آب في قسطنطينة.

فريق “النادي الرياضي ببلعباس” الذي أسسته فرنسا عام 1906

تطور دور فرق كرة القدم في مقاومة هيمنة الهوية الفرنسية على الجزائريين، وفي العام 1956 كان من المفترض أن يتواجه فريقان هما فريق “النادي الرياضي ببلعباس”، وهو فريق أسسته فرنسا، وفريق “الاتحاد الرياضي الإسلامي ببلعباس” ضمن كأس شمال أفريقيا، وأجج قرار تمكين فريق “النادي الرياضي ببلعباس” غضب كل الفرق المسلمة، وقرر نادي “الاتحاد الرياضي الإسلامي ببلعباس” عدم المشاركة وقاطع الميدان، ونادت جبهة التحرير الجزائرية آنذاك بقية الفرق المسلمة للمقاطعة.

فريق جبهة التحرير الوطني.. عضد المقاومة الجزائرية في ميادين الرياضة

استغلت جبهة التحرير الجزائرية كرة القدم في المقاومة السلمية والمسلحة، لذلك أسست في العام 1958 إثر قرارات “مؤتمر الصومام”؛ فريق كرة قدم سُمّي بـ”فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم”، وكان الهدف الأساسي من تأسيسه هو “رفع الروح المعنوية في صفوف الجزائريين المناهضين للاحتلال الفرنسي”، والتعريف بالقضية الجزائرية من خلال مباريات كرة القدم، وخاض فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم قرابة ثمانين مباراة في دول شرق أوروبا وآسيا.

شُكل فريق جبهة التحرير سرا، وتكفل محمد بومزراق مدير الرابطة الجهوية التابعة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم بتحضير تشكيل الفريق، وسافر إلى فرنسا واتصل باللاعبين الجزائريين المحترفين هناك.

“فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم” الذي أسسته جبهة التحرير الجزائرية لكرة القدم للتعريف بقضيتها

في منتصف العام 1958 أصبح فريق جبهة التحرير الجزائرية جاهزا، ورُتبت رحلته إلى تونس سرا حتى يعلن عنه هناك، وسافر اللاعبون الجزائريون المحترفون في فرنسا إلى تونس بسرية مطلقة، حيث استقبل رئيس الجمهورية التونسية السابق الحبيب بورقيبة ورئيس الوزراء الجزائري فرحات عباس اللاعبين، في الوقت الذي بدأت الصحف الفرنسية تتحدث عن اختفاء تسعة لاعبين جزائريين، وفُسخت عقودهم مع نواديهم الفرنسية.

في مايو/أيار من العام 1958 تقدمت جبهة التحرير بطلب انضمام إلى الفيفا، لكن رفض طلبها، وتدخل الاتحاد الفرنسي لمنع انضمامها إلى الاتحاد الأفريقي.

حصد فريق جبهة التحرير انتصارات مشرفة في آسيا وأوروبا الشرقية، والتقى بكبار مناضلي وقادة العالم، وأصبح الجناح الرياضي لثورة التحرير الجزائرية، وعضدا لجبهة التحرير في نضالها ضد فرنسا المستعمرة.