قطارات الموت في مصر.. وسيلة نقل “الغلابة” تحصد الأرواح

 

 

كنت أحاول مساعدة رجل وزوجته اشتعلت في جسميهما النيران، لكنهما ألحّا عليّ أن أدعهما وألحق صغيريهما الطفلين مروة ومحمد، فبحثت عنهما بسرعة، وما أن وصلت للطفلين حتى وجدتهما جثتين متفحمتين.. فأعيتني الحيلة وجثوت مكاني وأنا أقول “يا خلق الله مش قادر أعمل حاجة”..

هذا ما رواه أحد شهود العيان بعد حادثة القطار الذي انفجر أمس الأربعاء 27 فبراير/شباط بعد اصطدام أحد القطارات بالرصيف في محطة رمسيس الرئيسية في العاصمة المصرية القاهرة.

لم تكن تلك القصة المأساوية الوحيدة، فالحادثة التي راح ضحيتها 20 قتيلا وأكثر من 40 مصابا، كانت مليئة بالقصص المأساوية الدامية، فبينما يجري الناس فرارا من الحريق المشتعل في الأجساد الذي التهم كل من أمامه، تصرخ طفلة صغيرة محترقة علّ أحدا يلبيها “أريد جَدتي” لتظهر الطفلة فيما بعد في إحدى مشافي القاهرة بينما لم يُعثر على جدتها بعد.

 

وتشير التقارير الأولية للحادثة إلى أن القطار رقم 2310 وقع فيه مشادة بين سائقه وعامل في المحطة، وكان القطار يتحرك ببطء، ثم اشتدت سرعته ولم يتمكنا من اللحاق به.

ويوضح شاهد عيان أن بقايا الزيت والشحم الموجودة بكثرة على القضبان وفي أسقف المحطة ساهمت في تزايد ألسنة اللهب بشكل غير طبيعي.

وقال بعض الشهود إن القطار تحرك مسرعاً فاصطدم بالأرصفة رقم 4 و5 و6 ومبنى الهيئة الرئيسي، وأشاروا إلى أن المتسببَين في الواقعة فرَّا هاربَين بمجرد رؤيتهما الانفجار والتصادم.

وأمر مجلس الوزراء المصري بصرف تعويضات لأسر ضحايا حادث محطة السكك الحديد في القاهرة، وحدَّد التعويض الذي سيتلقَّاه الضحايا وأسرهم بمبلغ 80 ألف جنيه (4500 دولار تقريباً) لكل حالة وفاة أو عجز كلي، بينما ستدفع 25 ألف جنيه (1400 دولار تقريباً) لكل مصاب في الحادث.

بلغ عدد ضحايا قطار رمسيس 20 قتيلا وأكثر من 40 جريحا

وأعادت هذا الكارثة إلى الواجهة تاريخا طويلا من حوادث القطارات في مصر التي حصدت أرواح الآلاف خلال العقد الماضي وأبرز تلك الحوادث: 

20 فبراير/شباط 2002: 

التهمت النيران قطار الصعيد المتجه من القاهرة إلى أسوان في قرية العياط، وكان القطار يقل المصريين المسافرين لقضاء وقفة عرفة وإجازة عيد الأضحى مع عائلاتهم في صعيد مصر، وهو ما أدى إلى تفحم 370 راكبا وإصابة 65. استقال بعدها وزير النقل إبراهيم الدميري وحوكم 11 متهما. وأعلنت الحكومة وقتها أن السبب الرئيسي للحريق هو اشتعال أسطوانات الغاز بسبب الباعة الجائلين في القطار. ويعد هذا الحادث هو الأسوأ في تاريخ سكك الحديد المصرية

حادث قطار الصعيد 2002 كان الأسوأ في تاريخ السكك الحديد المصرية

21 أغسطس 2006: 

اصطدم قطاران، أحدهما قادم من المنصورة متجهاً إلى القاهرة، والآخر قادم من بنها على الاتجاه نفسه، وهو ما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين، واختلفت الإحصاءات عن عدد القتلى النهائي، فقد ذكر مصدر أمني أن عدد القتلى بلغ 80 وأكثر من 163 مصاباً، بينما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن 51 لقوا حتفهم في الحادث.

حادث قطار العياط راح ضحيته 30 قتيلا

24 أكتوبر/تشرين الأول  2009: 

أودى تصادم قطارين في العياط جنوب القاهرة بحياة أكثر من 30 قتيلا وأكثر من 58 جريحا

27 نوفمبر/تشرين الثاني 2012: 

سقط 51 قتيلا معظمهم من الأطفال بعد اصطدام قطار بحافلة مدرسية في مركز منفلوط التابع لمحافظة أسيوط.

 

15 يناير/كانون الثاني 2013: 

حادث تصادم بين قطارين في البدرشين، أحدهما يحمل جنوداً، وهو ما أدى إلى مقتل 17 مجنداً وجرح أكثر من 100.

تشهد منطقة العياط أكثر حوادث القطارات في مصر

7سبتمبر/أيلول 2016:

مقتل 5 وإصابة 31 في منطقة العياط جنوب القاهرة بعد انقلاب قطار كان متجها من القاهرة إلى أسوان.

حادث قطار الإسكندرية 2017

11أغسطس/آب 2017: 

شهدت مدينة الإسكندرية شمال مصر أكبر حادث للقطارات في تاريخها حيث اصطدم قطاران بمنطقة خورشيد أسفر عن مصرع 44 وإصابة 172.