قلب مدينة.. رحلة عربية في التاريخ والجغرافيا

خاص-الوثائقية

طافت كاميرا الجزيرة الوثائقية خلال شهر رمضان المنصرم في 16 مدينة عربية توزعت بين الشرق والغرب، ابتداء من المغرب العربي غربا وحتى سلطنة عمان شرقا، مرورا بالجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان ولبنان والأردن والعراق، واختيرت مدن عربية قديمة لتمثل هذه الحلقات في زيارات استغرقت كل واحدة منها يوما كاملا كرحلة سائح مع دليله السياحي، فكانت زيارات مكثفة المعالم جياشة المشاعر، مكتنزة المعلومات.

نضع بين أيدي قرائنا الأعزاء ملخصات تقارير الحلقات المعروضة بروابطها وأفلامها ليسهل عليهم قراءة الملخص وحضور الفيلم.

 

1- مراكش المغرب.. لؤلؤة يوسف بن تاشفين التي تشع حضارة وجمالا

تعددت أسماؤها، فسميت بالمدينة الحمراء نسبة للون بيوتها، ومدينة الرجال السبعة أي رجال الصوفية، وهي كذلك مدينة النخيل، إنها مدينة السحر والجمال الممزوجين بالعراقة والتفرد، مراكش تلك المدينة الصاخبة التي تزخر بآثارها وجمال بيوتها ورياضاتها وحدائقها وقصورها ومساجدها.

 

2- طرابلس.. عروس البحر المحمولة على جناح طائر الفينيق

طرابلس مدينة لبنانية ساحلية تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وهي مدينة تاريخية شهدت على عدة حضارات قديمة من الفينيقية إلى الإسلامية ثم الصليبية والمملوكية والعثمانية والإفرنج إلى أن استقلت في أربعينيات القرن الماضي، شعبها طيب وعمارتها عريقة، وتقف قلعة صانجيل مثل حارس للمدينة، إذ تنتصب أسوارها شامخة شاهدة على عراقة المدينة وإرثها التاريخي المؤثل.

 

3- جزيرة سواكن.. موطن حوريّات البحر الذي بناه الجن

سواكن جزيرة الجنّ وعرائس البحر، وهي أرض الحوريات الجميلات اللاتي لا يؤذين أحدا، لكنّهن مفتونات فقط ببني البشر ويأنسن بالقرب منهم، يتودّدن إليهم لكنهم يخافون منهنّ ويهربون، ثم ينتظرْنَ ليلا آخر يرخى سدوله حتى يحظَيْن بلقاء جديد.

 

4- طرابلس الغرب.. حاضنة حضارة البحر الأبيض

طرابلس الغرب أو طرابلس الليبية هي واحدة من أهم حواضر البحر الأبيض المتوسط، وتكاد بكلّيتها أن تكون متحفا تاريخيا مفتوحا يحكي قصة البحر المتوسط، قلب الدنيا ومهد حضارة الإنسان منذ فجر التاريخ أو قبله، إنها مدينة تحكي قصة الإنسان والعمارة والحضارة والثقافة، تحكي عن الحرب والسلام، والصراع والتعايش، والملوك والعبيد، والأديان والمعتقدات. أما طرابلس الشرق فهي طرابلس لبنان.

 

5- القاهرة.. عروس النيل التي تتنكر للملوك ويخطِب ودَّها البسطاء

هي قاهرة المعز أو المحروسة كما يحلو للبعض تسميتها، ويقولون عنها جوهرة الشرق، وهي كذلك مدينة الألف مئذنة، ويدعوها البعض باريس الشرق. كل هذه ألقاب للقاهرة، أكبر مدن أفريقيا والشرق الأوسط، وواحدة من أكبر عشرين مدينة عالمية.

 

6- العقبة.. ثغر الأردن الضاحك للبحر الأحمر

العقبة أو “ثغر الأردن الباسم” -كما يحلو للأردنيين تسميتها- هي المنفذ البحري الوحيد للأردن، وتقع في أقصى جنوب المملكة على البحر الأحمر. ويسكن العقبة خليط متجانس من العرب، فمنهم الحجازيون والسوريون والمصريون والفلسطينيون، تجمعهم لهجة محلية عقباوية خاصة، يتفاهمون بها وتميزهم عن اللهجات الأردنية الأخرى، بل وتقترب كثيرا من اللهجة المصرية.

 

7- قسنطينة.. عش النسر الذي قهر الغزاة

قُسنطينة أو سيرتا مدينة الصخر العتيق، تظهر بجسورها المعلقة بشكل متفرد وكأنها إحدى المدن الأسطورية، التي يحميها حرزها من الغزاة والمعتدين. وقد بنيت المدينة على صخور عملاقة شاهقة الارتفاع جعلتها قلعة حصينة، وبسبب ارتفاعها بنيت فيها ثمانية جسور معلقة كل واحد منها يعود إلى حقبة زمنية من تاريخها، وهي مدينة العلم التي خرج من رحمها كثير من العلماء والشعراء والأدباء، وعلى أبوابها السبعة وقف رجالها يذودون عنها.

 

8- فاس البالي.. سحر الشرق ورقّة الأندلس

فاس تلك المدينة المغربية باذخة الجمال، تتربع على بقعة خضراء تحيط بها الغابات والتلال وفيها بالإضافة للنهر  الذي يرويها ما يزيد عن ستين منبع للماء، كانت جميعا السبب لاختيار موقع بنائها. وتعتبر المدنية تحفة فنية رائعة، تزهو بموروثاتها التاريخية العريقة، وتزخر بمبانيها الجميلة المترفة بطابعها الأندلسي، وزقاقها ومساجدها وقصورها وأسواقها التقليدية العامرة

 

9- تونس العتيقة.. قراءة الزمان على حجارة المكان

تونس العتيقة أو “المدينة العربي” كما يحلو للتونسيين تسميتها، هي تلك الأحياء القديمة التي تحتضن جامع الزيتونة أو يحتضنها هو، وهي تلك الأسواق المسقوفة التي تحيط بالجامع، ويقصدها السكان والسائحون من كل مكان للتسوق وللاستمتاع بالمناظر التراثية والتاريخية العريقة.

 

10- بغداد جراح الروح.. ابنة المنصور الحسناء التي أنهكتها المآسي

لمثل بغداد تهفوا النفوس وفيها يحلو الشعر والتغني، بغداد هي صرح العلوم ومناره ودار السلام وآسرة القلوب. أسرارها عميقة وواضحة في ذات الوقت. ففيها شهرزاد واقفة تحكي روايات ألف ليلة وليلة، وفيها الحزن، فهي الجرح الغائر في ضمير كل عربي ومسلم.

 

11- بعلبك مدينة الشمس والأساطير.. حضارة نجت من طوفان نوح

مدينة عريقة ضاربة في عمق التاريخ، عرفت الحضارة منذ آلاف السنين، وتوالت عليها حقب وحضارات متنوعة، مما جعلها من أهم المدن السياحية والتاريخية في المشرق العربي. إنها مدينة الشمس بعلبك التي رويت حولها الأساطير، وتميزت بآثارها ومعابدها القديمة وهياكلها الضخمة التي لا نظير لها.

 

12- صفاقس في حضن السور.. عندما تحنو الحجارة على التراث

من لا يعرف المدينة العتيقة “بلاد العربي”، فإنه يجهل صفاقس، إن زرتها سوف تجذبك أحياؤها وأزقتها وكذلك سكانها، ستشدّك معالمها وأشياء أخرى، ويتولد لديك إحساس بحب الإستكشاف الذي سيجعلك تتردد عليها باستمرار، فتنصهر بها.

 

13- مسقط.. أميرة الجبل التي تباهي البحر بتاريخها

بنيت مدينة مسقط بشموخ الإنسان العماني الذي نحت التاريخ على الصخر واستودع المباني والأمكنة تاريخه وإرثه الحضاري، ويقال إنها سميت بهذا الاسم لأنها سقطت بين الجبال، وقد كانت على مر العصور منفذا بحريا مهما وقلعة عصية على الغزاة، فكتب عنها المؤرخون والرحالة من عرب وأجانب، ولم تزل قبلة الباحثين ومقصد الكتاب والمفكرين عبر الأزمان.

 

14- تلمسان.. مدينة الأولياء وعاصمة ممالك المغرب الأوسط القديم

تلمسان، مدينة عريقة تقع في شمال غرب الجزائر، ذات طبيعة أخّاذة وجمال فريد، لها تاريخ قديم، وازدهرت كعاصمة للمغرب الأوسط لقرون عديدة، وذلك إبان أكثر من حقبة تاريخية مثل فترة حكم الزيانيين والمرينيين والمرابطين، تأثرت كثيرا بالحضارة الأندلسية الإسلامية، وما تزال تحتفظ بالكثير من إرثها الثقافي والمعماري الأندلسي.

 

15- الأقصر.. عاصمة أعظم حضارات العالم القديم

حين يكون النيل راعي الرواية وحارسها الأزلي، يكون للأسطورة حضورها المهيب، فهي ليست مجرد حكايات عابرة، لأن الحديث هنا عن تلك المدينة التي كانت حاضرة العصر الفرعوني وعاصمته، عندها تكون الرواية مصدرا للشغف والإلهام. فها هي مدينة الأقصر أو مدينة المئة باب أو طيبة أو مدينة الشمس، المدينة التي تعددت أسماؤها ومرت عليها آلاف السنوات، وتعددت على حكمها حضارات مختلفة، إلا أنها لم تزل على مر العصور تلك المدينة المذهلة.

 

16- القيروان رابعة الثلاث.. سحر من تبر وتراب

مدينة عبقة بتاريخها ساحرة بجمالها وبيوتها ومساجدها ومزاراتها وأسواقها وأزقتها، تنتشر في فضاءاتها حميمية وروحانية، كانت مصدر إشعاع علمي وحضاري ودعوي لبلاد الغرب الإسلامي. ففي كل زاوية من زواياها قدسية فهي مدينة الثلاثمئة مسجد، وهي رابعة الثلاثة أي بعد مكة والمدينة وبيت المقدس، وهي أول مدينة إسلامية بنيت في المغرب العربي في سنة 50 الهجرية.